ارشيف من : 2005-2008
يوميات عدوان نيسان 96ـ 14 نيسان: الحركة الدبلوماسية تنشط والعدو يعجز عن إحصاء الكاتيوشا
مع تواصل واستمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وإمعانه في استهداف المدنيين شهد الرابع عشر من نيسان عام 96 تحركات دبلوماسية واسعة خصوصاً بعيد انتشار صور مجزرة المنصوري في العالم والتي كشفت للرأي العام عن فداحة المجزرة وإجرام من ارتكبها.
وفيما كان القصف متواصلاً على القرى والبلدات في الجنوب والبقاع الغربي تواكبه المقاومة الإسلامية بدك مواقع العدو وإطلاق الصواريخ باتجاه مستعمراته، كانت الاتصالات الدبلوماسية تتسع لتشمل إلى جانب سوريا ومصر كلاً من فرنسا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في محاولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار فوري.
في اليوم الرابع من العدوان تحرك لبنان عبر رئيس الوزراء الراحل الشهيد رفيق الحريري باتجاه العواصم العربية والعاصمة الفرنسية في وقت رفع مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة شكوى إلى مجلس الأمن إزاء العدوان الإسرائيلي.
ومع رفع الشكوى اللبنانية خرجت الولايات المتحدة الأمريكية عن صمتها السياسي رغم حضورها الداعم للعدوان، لتقترح مبادرة أكثر ما يمكن أن يقال عنها أنها سلة مطالب إسرائيلية. في هذا الوقت اصطدمت المبادرة الأمريكية بمبادرة فرنسية كانت أكثر انسجاماً مع تطلعات اللبنانيين الا انها كانت بحاجة لبعض الإيضاحات.
وبين كلا المبادرتين فضل لبنان عدم قبول أو رفض أي منهما فيما كانت دائرة الاتصالات الدبلوماسية تتسع وبرز في هذا الإطار دور بارز للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي اعتبرت أن المقاومة الشعب اللبناني كشفت أكثر فأكثر عن الوجه البشع للعدو الإسرائيلي، وتعدى الدعم الإيراني المواقف والتصريحات إلى إجراءات عملية تمثلت بإرسال المساعدات والمواد الطبية الى لبنان.
على الساحة الميدانية استمر القصف الإسرائيلي واستمرت معه ردود المقاومة الإسلامية التي شهدت أكبر يوم من إطلاق صواريخ الكاتيوشا باتجاه المستعمرات الإسرائيلية حتى ان ضابطاً إسرائيلياً قال يومها "لقد كان إطلاق صواريخ الكاتيوشا كبير لدرجة لم نعد نحصيها".
وبين النشاط على الساحة الدبلوماسية والنشاط العسكري ميدانياً كانت المحطة الأبرز في اليوم الرابع من عدوان نيسان مشهد 70 استشهادياً نقلته قناة المنار أقسموا على التضحية بحياتهم للثأر من العدو الإسرائيلي.
( يتبع، 15 نيسان: مجلس الأمن يجتمع وينحاز لـ"اسرائيل" ودائرة الاتصالات الدبلوماسية تتسع)