ارشيف من : 2005-2008
اليوم الأخير من عدوان نيسان 96: المقاومة تقلب المعادلة
مع حلول السادس والعشرين من نيسان عام 96، وفيما كان العدوان الإسرائيلي مستمراً على القرى والبلدات اللبنانية وكذلك رد المقاومة بصواريخ الكاتيوشا على المستعمرات، كانت اللمسات الأخيرة توضع على صيغة تفاهم نيسان. وحين أشارت عقارب الساعة إلى السادسة من مساء ذلك اليوم اعلن عن التفاهم في كل من بيروت وتل أبيب. وقرأه في بيروت عن الجانب اللبناني رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري والى جانبه وزير الخارجية الفرنسي آنذاك هيرفيه دو شاريت أما في الكيان الصهيوني فقرأه رئيس وزراء العدو شيمون بيريز وإلى جانبه الحليف الأمريكي ممثلاً بوارن كريستوفر.
وقد تضمن التفاهم الذي جاء مكتوباً بخلاف تفاهم تموز وخلا من تواقيع تضمن 4 بنود رئيسية لعل ابرزها كان تكريس حق الشعب اللبناني بالدفاع عن نفسه والفرض على العدو الإسرائيلي من أجل تنفيذ بنود التفاهم وبالتالي عدم التعرض للمدنيين.
وفي ليل اليوم الأخير من العدوان أطل الأمين العام لحزب الله على اللبنانيين في مؤتمر صحفي حيا فيه الشهداء والجرحى وجميع اللبنانيين مؤكداً أن فشل العدو الإسرائيلي في تحقيق أهدافه من عمليته العسكرية إنما مرده ثبات المقاومة وتصديها، إرادة وصمود الأهالي في الجنوب والبقاع الغربي، الوحدة اللبنانية التي تجسدت بأبهى صورها والموقف الصلب لسوريا التي أدركت مخاطر العدو الإسرائيلي.
مع إعلان تفاهم نيسان عند الساعة 6 من مساء السادس والعشرين من نيسان وبدء تنفيذه عند الرابعة من فجر اليوم السابع والعشرين منه، كانت معادلة جديدة تفرضها المقاومة في لبنان قائمة على توازن الرعب، معادلة أسست للانتصارات والانجازات التي حققتها المقاومة طيلة السنوات الماضية لا سيما تحرير الأرض عام 2000 وتحرير الأسرى عام 2004.