ارشيف من : 2005-2008

بأقلامكم

بأقلامكم

رضوان
حملت قلمي لأسطّر خلجات نفسي بدمعي
وحملتك في أكفان شعري إلى عالم آخر، لا يعرفه الا الشهداء..
أيها الراحل إلى المعشوق عذراً
أوقف الرحال هنيهة وكلمني في وحدتي، وأخرجني من صمت تفكيري وحيرتي..
أخبرني
كيف ركبت سفينة الأمان إلى عالم الخلود الأبدي؟
كيف سطرت أنشودة العزة والكرامة؟
كيف كنت فارس الميدان، ورصاصات البنادق، وعطر الزنابق؟
أخبرني
كيف كتبت عنوان النصر على صفحة الغيم الناصع لتهديه لوناً، لنصر الله؟
أخبرني
كيف كانت أمانيك مرتعاً للحرية؟
أخبرني
كيف كانت ابتسامتك أمل الانتصار؟
كيف الأشواق اختلجت والعيون سهرت، والاحلام ارتسمت، والنصر انبثق من نور عينيك، وسكن شفتيك؟
رضوان...
أنت السر، أنت الحرية، بل أنت النصر، نعم أنت النصر..
أنت زهرة البيلسان، ووردة القرنفل التي فاح طيبها في كل الأرجاء...
أيها المهاجر، أخبرني
من استطاع حمل نعشك، غير الملائكة والأنوار...
من غيرهم يحمل سرك وحبك للمجاهدين الأبطال
أيها الفارس المسافر إلى الرضوان
مهلاً.. القلوب ولهى والحزن قد لف الفؤاد، ورصعه بدم الشهادة والبطولة..
أيها الفارس ترجل، وأمط اللثام عن وجهك، علناً كنا نفتديك، ومثلك لا يفتدى، مثلك يستشهد ليحيا، وتحيا به الدنيا،
بدم البسالة والرجولة،
بدمك يا عماد
زهراء رعد ـ لبنان
ــــــــــــــــــــــــــــ

أم البواسل
إلى والدة الشهيد القائد الحاج عماد مغنية في عيد الأم
أم البواسل للشهادة أم
بعطائها يعتز لبنان الأشم
هي قدوة وثقافة ورسالة
من يصنع الأحرار في التاريخ أم
بدماء أشبال على عتباتها
عشقوا الشهادة عندها والعشق يُتم
فعماد واعدها لفجر قادم
وعلى قواعد مجدها اسم ورسم
أم الشهيد أأنت سر شموخه؟
طوبى لمن ناداك في الأيام أم
لولاك ما شمخ الجهاد بموطن
وبني اللقيطة عن ربوع المجد لموا
فرّ العدو وبنو أبينا هالهم
أن يُهزم العدوان والأعراب حموا
لهثوا إلى ريس ولية أمرهم
والبش أمّ الناس والأذناب كم
يا أم رضوان تذبذب أمة
غلبت على عتباتها والقدس ضموا
لا لم يفت بعزمنا وخيارنا
مهما البوارج كدست والعرب صم
علمتنا كيف التراب نصونه
بل كيف في وجه الغزاة يسيل دم
لولا الهداية والعناية والضنى
في وجه محتل وخطبٍ مدلهم
لولا الرضاعة والحنان ووقفة
للعز قد أوصت بها للإبن أم
ما كان موطئنا بحسن بهائه
أو كان من ساداته أب وعم
لو لم تكوني في الديار خفيرة
لأصاب موطننا من الحيات سم
لله درك أي أم أنجبت
ذاك الأمير وأمة الأعراب عقم
لا ليس هذا اليوم يوم حسابهم
من شرعوا للغزو والعدوان ثلم
كيف الحساب وهم سكارى رهبة
قبل الممات لأنهم ماتوا ورموا
يا أم موطننا شهيدك باركي
يا من لها الزهراء في الآلام أم
فغداً بدار الخلد يكمل جمعكم
والزاكيات يردن من بردى وقم
بجوار طه والوصي وآله
شمل الأحبة في الجنان غداً يتم
الأخضر العاملي ـ لبنان

ــــــــــــــــــــــــ


رحيلك قوس النصر
مهداة إلى روح الشهيد القائد الحاج عماد مغنية
عماد
رحيلك قوس النصر
أم قوس البكاء
وعد لصباحات كان
أم وعد المساء
أم الربيع القادم كنت
أم أعاصير الشتاء
أم صرخة المآذن فجراً
أم أنه الجرح
ونزف الدماء
أم النسر شامخاً
وتحت قدميك الراسختين
قمم الجبال انحناء
أم ما كنت وما صرت
قبلة الأنظار وعنوان الفداء
قلبك كان وطناً
ونجمك ضوءاً
واستراح القلب
وانكسر الضوء
فسكنت القلوب
وأناشيد الرثاء
وصرخة الحناجر حزناً
وابتهالاً ودعاء
في غفلة ما
أغمضت عينيك
الساهرتين أبداً
وأعجب
كيف تكون غفلة وإغماضة
وكيف يكون انطفاء
عماد
ويخنق الصوت رغماً
ويخرس النداء
وأحاول أن أصرخ
والكلام اشتهاء
هو للتبريك حيناً
وحيناً للعزاء
هو لا يشفي غليلاً
هو ليس ماءً وارتواء
هو للجانين طعنة
تغوص في الدماء
قتلوك ظناً خاطئاً
أفل النجم
ومات الكبرياء
وأنت في الليالي السود
آتٍ
وأنت شلال الضياء
وأنت الريح والإعصار
والنيران
وقبلة الشرفاء
تدك أوكاراً
وتلهب ناراً
وتفعل ما تشاء
كأنك السيف قاطعاً
كأنك السيل جارفاً
كأنك أنواع البلاء
هززت عروشهم
وأرّقت عيونهم
في جهات الأرض
ونواحي البيد والصحراء
هم أرادوا العيش رغداً
دائماً فيه الهناء
فوق أنّات الثكالى
وفوق أجساد شعب
بالغت في وصفهم أحياء
وأردتهم أنت أحراراً
كما ولدتهم أمهاتهم
عيشاً كريماً وولاء
ويمضي الزمان عقوداً
وعيون الغدر ساهرة
خلف الستائر والأبواب
والجدران
ناصبين العداء
قتلوك حقداً شافياً
ومن عاداتهم
قتل الصحابة
والأولياء
مضيت عماد أم لا
أنت العماد
وفيك يكتمل
البهاء
حسين علي متيرك ـ لبنان
ـــــــــــــــــــــ

بطل كل موقعة
تحية للشهيد القائد عماد مغنية (الحاج رضوان) في يوم استشهاده
حيّوا الشهيد وهللوا طربا
إن الشهادة عزة وإبا
مجد وإقدام روائعه
وسيوفه تملي الرحى غضبا
ما هزّت الأيام وثبته
أو أفنت الآلام ما كتبا
يبقى مع الأوطان ملتهباً
ومواجهاً للشر منتصبا
الكل بعد الموت مرتحل
وحياته لا تنتهي نهبا
يبقى قوياً في عزائمه
ضيفاً على الرحمن قد وجبا
وشهيدنا هيجاؤه شرف
بجهاده قد شرّف اللقبا
في كل موقعة له علم
في عزمه قد سابق النجبا
قالوا العظيم فقلت ليس وفَىً
في وصفه بل جاوز الرتبا
من كان في إيمانه ملكاً
يحفظه رب الكائنات صبا
كانت فلسطين بمقلته
وشهيدنا من أجلها وثبا
لينال حب الله مقتنعا
إسلامه ونضاله بإبا
قف يا أخي رضوان إنّ بنا
حباً لمثلك قائداً صخبا
عهداً عماد انه قسم
ان نقتدي بكفاحكم لهبا
لا نترك الهيجاء ما بقيت
أرض القداسة تشتكي التعبا
حتى تعود وكلها لهب
من أجلها نستسهل الصعبا
إني عماد قد أتيت لظى
لأقول شعراً بات لي رغبا
أعطيك حقاً أنت رائده
وأسابق الشعراء والأدبا
فاسمح بأن ترضى بقافيتي
ولك السلام وكل ما وهبا
الشاعر سبع عبد الرازق

ــــــــــــــــــــــــ

والاسم الآخر يأتي
من أنت .. يا عماد الوجد.. وغمامة العطر.. وزيتون العشق يعتصر قلبه لشعاع عينيك.. يا وجه المواسم.. وقناديل الصبح، ونشيد التراب حين يدرك وجه الأقحوان، أنت يا حاج رضوان.. لم يعرفوك، وأنت سر الحقول والجبال والوديان.. والكمائن وخارطة الوصول.. لم يعرفوك وأنت قمح الفقراء على بيادر النصر، من حملك كل هذا المجد.. تفلت من العين يكمن لك القلب وأنت لا تغادر. ولا ترحل.. من قال إنك ترحل؟
وأنت ممعن في زيتون القدس، الواصل إلى ظلال أفيائها بلا تعب لأنك تدرك دروبها.
يا ساكن نوافذها.. كاليمام الجميل..
يا ساكن نوافذ جمران.. وعينيه وقلبه.. ذلك هو الخميني الإمام..
سلام عليك يا حاج رضوان.. هذا الجنى.. وجنى الجنتين دان..
من أنت.. وكيف يأتي العاشق ويرحل بل اسم.. بلا عنوان.. كيف يا وجه الساكن
في جمران.. هذا الخميني.. جمع جلباب الغريب وأتى.. أتى وجه الصبح..
إلى وجه الزيتون.. إلى وجه الشهداء.. إلى السر الكامن في الأقحوان..
النابت في عيون الشمس ورداً وريحان..
إلى رضوان.. إلى عماد عطر الحبق.. يا عماد الوجد.. والمقاومة. يا قائد الحجر والمقلاع.. والبيان.. يا مداد النجيع في كتاب الإنسان..
أيها العالمي المصنوع والموشم بوجوه الغرباء المهاجرين الساكنين على سفوح منازل العودة..
من قال إنك ترحل؟
من قال إن العصافير تهاجر ولا تسكن عينيك؟
من قال.. والبحر خفق قلبك يا وجه النهار..
من قال إن النهر لا يفلت من بين أصابعك عطراً.. يا صمت الرجال.. يا جبل الجبال الصامت كيناع القمح.. والزيتون.. وادعاً.. قائداً.. سيفاً للحق لا يغمد..
حاج رضوان.. اسمك هذا أم جبهة اشتباك، اسمك هذا أم خارطة العودة وتفاصيل التراب.. اسمك هذا.. وأنت الرضوان..
والاسم الآخر يأتي.. من القبر يأتي، من الجرح يأتي، من ثغرك يأتي، ينضح ألواناً وعصافير.. وفراشات..
الاسم الآخر يأتي..
عماد.. رضوان، البحر، النهر، الجبال، المطر، والشجر والزهر والحجر والوديان.. والاسم الآخر يأتي..
القدس، جباليا، غزة، رام الله، صفد، حيفا، يافا، كربلاء، الجنوب، بيروت، دمشق.. وكل عواصم الدنيا.. واسمها الأول عماد..
والاسم الآخر يأتي.. من القبر يأتي..
عماد عواضة
الانتقاد/ العدد1260 ـ بريد القراء 28 آذار/ مارس 2008

2008-03-28