ارشيف من : 2005-2008

السنيورة مؤهل لقيادة انقلاب أعدته مجموعة "شرم الشيخ" لتغيير تركيبة لبنان

السنيورة مؤهل لقيادة انقلاب أعدته مجموعة "شرم الشيخ" لتغيير تركيبة لبنان

جاء نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني إلى منطقة الشرق الأوسط ليدشّن بدء العام السادس من الاحتلال الأميركي للعراق، وشملت جولته التي بدأها في سلطنة عمان كلاً من العراق والكيان الصهيوني والأراضي الفلسطينية المحتلة والسعودية وتركيا. ويأمل تشيني بتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية معلنة من هذه الزيارة وهي:
1- إعادة العراق إلى "المعزل العربي" ودفع منظومة الاعتدال العربي للتصدي للنفوذ الإيراني، خصوصاً بعد الاختراق الكبير الذي حققه الرئيس محمود أحمدي نجاد خلال زيارته الأخيرة إلى العراق.
2- السعي إلى لجم ارتفاع أسعار النفط التي تؤثر سلباً على الاقتصاد الأميركي، وقد يكون ذلك بالدعوة إلى رفع سقف الإنتاج، ما يذكّر بالدعوة نفسها التي أطلقتها واشنطن قبل اندلاع حرب الخليج الثانية.
3- السعي إلى إعادة ترتيب الوضع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، ووقف التدهور السياسي والأمني الذي حصل منذ زيارة بوش قبل شهرين، أملاً بتحقيق تقدّم قبل انتهاء الولاية الحالية للإدارة الأميركية.
لبنان في مقدمة أجندة تشيني
ولعل الصورة الأوضح عن أجندة تشيني هي التي عبّر عنها مستشاره لشؤون الأمن القومي جون هانا الذي قال: "إن جهودنا المتواصلة في العراق وأفغانستان ستكون محل نقاش.. سيبحث تشيني ملف السلام في الشرق الأوسط وإيران والوضع في سوريا ولبنان والعنف في غزة والطاقة.."، في حين أكد أكثر من مسؤول أميركي أن "موضوع التحدي الذي نواجهه من إيران سيأخذ مكانة بارزة في المحادثات".
وتكتسب الجولة أهميتها في الزمان والمكان انطلاقاً من الوصف الذي أورده البيان الرسمي لمكتب تشيني الذي قال إن الأخير سيتباحث مع "قادة هذه الدول الذين هم شركاء رئيسيون للولايات المتحدة، في القضايا ذات الاهتمام المشترك". ومن هنا نستطيع تحديد نقاط أجندة تشيني، لنرى أن البنود الثلاثة الأولى فيها هي: إيران، سوريا، لبنان، ولنتبيّن أن كل الأهداف التي سبق ذكرها هي في الواقع تشكّل معطيات لتخدم أهدافاً مركزية أخرى هي:
1- تكريس دور الدول الخليجية في الطوق الأميركي لتشديد الحصار على الطموح النووي الإيراني.
2- ضمان عزل سوريا عربياً باتجاه إرساء حالة فك اشتباك بينها وبين إيران وانعكاس ذلك على لبنان.
3-  التأكد من فعالية مسار الضغط على الساحة اللبنانية باتجاه الاستمرار في تعطيل سبل حل الأزمة.
لبنان محور صراع دولي
شدّد أكثر من مسؤول أميركي وعلى رأسهم وزيرة الخارجية غوندوليزا رايس، على أن لبنان أصبح ملفاً قائماً بذاته في اهتمامات الإدارة الأميركية، ومن هنا تنشأ محورية لبنان في زيارة تشيني باعتباره أصبح قطب الرحى في معادلة الصراع الذي تجاوز ميزته المحلية أو الإقليمية باتجاه كونه صراعاً دولياً بعناوين محلية وإقليمية. ولنا أن ننتظر المرحلة القصيرة المقبلة لنتلمّس تداعيات جولة تشيني على المستوى الداخلي، وهي التي بدأت إرهاصاتها تتجلّى سواء من خلال مشروع السنيورة بترميم أو توسيع الحكومة، أو مساعي نظار القرار 1559 إلى تدويل الأزمة اللبنانية اعتماداً على خط أخضر أميركي واضح.
السنيورة يقود الانقلاب
ولا يغفل الرجل القوي في إدارة بوش مدى التأثير الذي يتركه العامل العربي ـ والسعودي على وجه الخصوص ـ على مجريات الساحة اللبنانية، في حين بدأت تبرز خشية لدى قوى المعارضة الوطنية من اتجاه لقلب المعادلة الطائفية في لبنان بالاستفادة من غياب رأس الدولة الماروني من جهة، والدفع من جهة ثانية لإجراء ما يشبه المقايضة بين الملفين اللبناني والعراقي.
وتؤكد مصادر المعارضة أن فريق السلطة في لبنان يسير بموازاة المسار العربي في إطار الخيار الأميركي، باتجاه تكريس المعادلة التي أرساها فريق تشيني في الإدارة الأميركية ومجموعة "شرم الشيخ"، والتي تقضي بإحداث انقلاب يقضي على التركيبة السياسية اللبنانية التي نص عليها الطائف، ما من شأنه أن يدخل البلاد في دوّامة لا نهاية لها، ويمثّل رئيس الحكومة الفاقدة للشرعية فؤاد السنيورة لدى واشنطن الشخص الأكثر أهلية للقيام بهذا الانقلاب.
محمد الحسيني
الانتقاد/ العدد1259 ـ 21 آذار/مارس 2008

2008-03-21