ارشيف من : 2005-2008
بريد القراء/ العدد1255ـ 22 شباط/فبراير 2008
نفحة حسينية
"من لحق بنا استشهد، ومن تخلف عنا لم يبلغ الفتح"..
نداء حسيني كسر حواجز الزمان والمكان، وانصهر في قلب الأيام مزلزلاً عروش الطواغيت عبر التاريخ. نداء وعته القلوب التي عزمت على اللحاق بسفينة الحسين (ع)، فجرى في الروح مجرى الدم في الشرايين، وتفجرت التلبية في الأرحام الطاهرة قائداً يخط بدمه مسيرة أجيال.
أي رحم ولجت فيه ثورة الحق، فكان الجهاد والشهادة قنطرة الاصطفاء! لله هاتيك العيون الولهى إلى أسلافها اشتياق يعقوب إلى يوسف.
طال الفراق، والقلب متيّم يبغي الوصال، وركب الفتح ملّ الانتظار.. أقبل يا عماد لبنان وفلسطين والعراق، بل يا عماد مسيرة كل الأحرار، وامتطِ صهوة العشق الى كفيّ الحسين.
مبارك رحم هو للجهاد مدرسة، مباركة أنفاس هي تسابيح ثورة، مباركة عطاءات هي من روح الحسين نعمة.
مريم رضا
ـــــــــــــــــ
ما أنصفك الدهر!
أمطري يا قوافي من مزن الشهادة! أمطري حباً، أمطري عشقاً، أمطري عزاً وقيادة!
ظنّ الأغبياء أنهم قتلوك وأبعدوك عن ساحات الوغى، وأنت الذي قتلت النفس منذ سنوات، وحييت بصمت بلا ادعاء، وما دواء العاشقين سوى صمتهم! فكنت مصداقاً لقول الأمير (ع)، اذ عظم الخالق في نفسك فصغر ما دونه في عينيك.. وإن بغي عليك صبرت حتى يكون الله هو الذي ينتقم لك.
هذا لأن ديدنكم هكذا، لا تُعرفون إلا بعدما يفتقد الفقراء زادكم!
وبما أن العقل البشري وإدراك الانسان محدود، لا يدرك الأشياء الا بأضدادها، يقف العقل هنيهة ويتساءل: أيعقل أن يقال هذا رجل وذاك من الرجال؟!
رجل اجتمعت فيه كل الصفات الانسانية من الشجاعة والإخلاص ونكران الذات والمجاهدة في سبيل الله، حتى غاب عمره في سنوات الجهاد وهو يقذف العدو بالأسرار تلو الأسرار، وآخرون دينهم مجاهدتهم في نوادي القمار والمراهنة على قضايا شعوبهم ومقدساتهم، وكأن خطاياهم تسير وراء الحكايا، فكل حكاياتهم مرعبة، مرعبة! وفي كل يوم جديد يمر تردد أرواحهم: إني مذنبة،إني مذنبة؟!
أيعقل أن نقول هذا رجل وذاك من الرجال؟! لا والله ما أنصفك الدهر يا حاج رضوان كما فعلها من قبل، ولكن نسميك عبداً لله، لأن بهذه التسمية نميزك عن باقي الرجال.
زينب بسام
ــــــــــــــــــــــــــ
أيها الظل الخفيّ
وتنفس الصبح مسفراً عن وجهه الملكوتي بعد طول احتجاب..
لطالما اختفى رسمك من بين الجموع، ومنذ أمدٍ بعيد سيّجت شفاه الأحبة اسمك بسياج الكتمان الحزين حتى غارت حروفه في نبض القلب..
أيها الظلّ الخفيّ، بفناك في عين النور تمام الإشراق..
أيها الحاج.. يممت وجهك شطر الحبيب هاجراً دنيا المحجوبين
أراحل أنت اليوم؟؟ لا.. فرحيلك قديم حديث..
أنت.. من خلع نعال الدنيا في عهد الصبا وحط في الوادي المقدس طوى..
أنت من امتشق صهوة الليل وعرّج على الاخوة في العتمة، فاستحالت إشراقة نور تسري في الأفئدة..
أنت من سجدت الغربة في محراب غربته اللاهجة بالحمد والثناء..
أنت من استحيا الخفاء وبان ضجراً من نكران ذاتك وعشقك الفناء..
وددنا لو عرفناك قديماً.. لأن العزة التي هيمنت على وجودنا وأنت على الأكتاف جعلتنا نتحسر
على خلو عمرنا الماضي من دونك.
حاج رضوان..
يا من كتب بيراع ابداعه مسير أمة آمنت به وبمشروعه الإلهي، خط بيمينك سفر الحياة والخلود لأمة ستخلدك في الأزمان، ارمق بمقلتيك المستقبل الآتي جنا يديك، وقرّ عيناً وافتر ثغراً لما صغت بكفيك.
فكلنا عماد.. وكلنا يهفو للرضوان.
لونا درويش
ـــــــــــــــــــــــــــ
إلى صاحب البشارة
ألم ترَ كيف فعل ربك يا عماد؟ ألم ترَ كيف فعل محمد يا جهاد؟ ألم ترَ كيف فعل علي يا فؤاد؟
إن ربك للطاغين والمفسدين لبالمرصاد
أنت العماد، وأنت الجهاد، وأنت الفؤاد..
عماد النهضة أنت، وجهاد الأمة أنت، وفؤاد الثورة أنت.
ألفك الليل نجماً، وعرفك النهار شمساً، أيها الكوكب الدري،
يا صاحب المحراب بالعشي، ويا ساكناً في الضحى النجي، أبيّ أنت، بل أنت الوفي.
أنفاسك ما كلّت التسابيح.. وفي قلبك انطوى العالم الفسيح..
يا لابساً عباءة السيد المسيح، ومعتمراً عمّة الحسين الجريح،
روحك ما سكنت، ما هدأت، لا لن تستريح.. هبّت عاتية بوجه الظالم المستبيح، فلم تبق ولم تذر،
أو ليس هذا شأن الريح؟
رضوان، أنت..
رأوك: ربك الله أيها الروح والريحان.
ضادك: ضوء الهداية لموسى، هنيئاً لمن آنس وطوبى لمن اقتبس.
واوك: الوادي المقدس طوى، فالويل لمن بغى والعار لمن دنس.
ألفك: اخلع ولا تخف، فإنه معك يسمع ويرى.. ثم اذهب إلى فرعون إنه طغى.
وتعلم أيها الباطن كم أنت اليوم ظاهر.
فأهل الذكر قد قالوا للذين لا يعلمون.
وتدري أيها السر المكنون، كم يجهر بك اليوم الوطن المحزون! لقد نبئوا بما كنتم تصنعون.
يا صاحب البشارة
لا زلت الشعلة أيها الشهيد الشاهد
لا زلت الطلقة أيها السعيد العابد
لا زلت الصرخة أيها الشديد المجاهد
لا زلت القدوة أيها السديد الرائد
يا صاحب البشارة، قد قالها الأمين القائد: استشهادك تاريخ، دوّنوا وعلى مسؤوليتي، دماؤك بشارة زوال "اسرائيل".. سجّلوا واشهدوا وأشهدوا..
القتل لنا عادة، وكرامتنا من الله الشهادة.
أيها الحسيني.. أكرمك الله واستجاب دعاءك ولبّى نداءك.
فأنت القائل: أشرف الموت قتل الشهادة.
د. يوسف إبراهيم شاهين
ــــــــــــــــــــــــــــــ
عزاء السيد وسلواه وتركت في جنانه ثلماً
سافر الأحبة والتحقوا بسبّحة المجاهدين، فتناثرت حبيباتها، كل تحكي عن شهيدها، ولمّا تنتهِ القافلة..
وها هو قرآن الحق وملائكته يزفون الخبر، يهبطون مهد الشهداء ويرشون الدرر..
يحملون معهم باشق المقاومة والرجل الثورة وفارس البطولة، ويخلفون فينا ثأراً وقسماً أن لن يمر غيابه بهذه السهولة.
مضيت يا عزاء السيد وسلواه وتركت في جنانه ثلماً، أو هل كتب عليه أن يبكيكم نوراً بعد نور؟ أم هل هو مستبشر لما وهبكم الله من آلاء وسرور، فما أنتم سوى بداية النهاية، وإلى النصر دوماً سيكون العبور؟!
ما عرفناك يوماً، بل تبعنا آثارك البيضاء في كل ساحة، وها هي الضاحية الوفية ترد لك الجميل وتبكيك في كل باحة. هل هان عليك الفراق، أم أن الماضين قد "شوّقوك" للحاق؟! وفرشوا لك طريق الجنة أكاليل غار وأزاهير بيلسان، لتكون لهم طير الجنوب المهاجر العائد ولمّا يحن الآن؟!
غيبوك يا شهيدنا ولما تغب فينا روح المقاومة، قتلوك وعلى سلاح النصر لن تكون المساومة.. بشر السيد عباس أن قد حفظت الوصية، والشيخ راغب أننا على موقفنا، فالاعتراف تنازل عن القضية.
خبر المجاهدين الأحياء أن السيد مثكول بهم كما جده الحسين في يوم كربلاء، يعزي روحه أن فينا ألف "عماد"، وبأنكم قرابين الدم الزكي، وبأننا سنواصل مع الباقين درب الصلابة و"الجهاد"، وأن الطريق طويلة والدرب شائك. بك الضاحية فجعت في "الفؤاد".. ويا زوايا الجنوب ودعي الشهيد واذكريه في الجبال والأودية والوهاد.. ويا سماء افتحي أبوابك واستقبلي شهداءك، كيف لا والقادم اليك هو الشهيد الحاج عماد!
آلاء حسن حمود ـ ضاحية الشهداء
ــــــــــــــــــ
قاهر الزمن
هكذا يمضي أعاظم الرجال، قاهرين زمن الصمت، مسطرين تاريخ الأمة.
هكذا يرحل القادة، صنّاع المجد والعزة، شهداء.. عشاق..
عشقوا الحسين وعشقهم
اشتاقوا اليه فاستقدمهم
ناداهم قلبوا النداء.. تاركين أحبتهم هنا، ليلاقوا أكثر الأحبة هناك..
هكذا مضى الحاج عماد، راضياً مرضياً، مخلفاً وراءه إرثاً لا يقدر بثمن،إرثاً لا يفهم معناه الا الكرام.. خلف وطناً يعشق الحرية، وشعباً ينبض بـ"هيهات منا الذلة".
والبطل لا ينجب الا أبطالاً
فسلام عليك من معلم كبير، أفنى نفسه لقضيته وأمته،
وباع روحه لربه، تركتنا سريعاً، إلا أن ما أنجزته كان عظيماً.
رحلت شهيداً، ولكن..
باختيارك وقرارك.. نعم باختيارك
هيهات أن يكون العدو قد نال منك
أنت طلبت الشهادة فأتتك
أنت عجلت اللحوق بمن سبقك.. فكان ما قصدت..
أنت أردت الله فأرادك
فسلام عليك من عاشق ومعشوق
وسلام على دمك وسيفك المنصور
سلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت
ويوم تُبعث حياً
ايمان شبلي
الانتقاد/ العدد 1255 ـ 22 شباط/ فبراير 2008