ارشيف من : 2005-2008

السيد نصرالله: سنبقى أمة العز التي ترفض الذل والخنوع وسيبقى شعارنا هيهات منا الذلة

السيد نصرالله: سنبقى أمة العز التي ترفض الذل والخنوع وسيبقى شعارنا هيهات منا الذلة

افتتح الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله سلسلة المجالس العاشورائية التي تقام برعايته في مجمع سيد الشهداء(ع) ـ الرويس بحضور السفير الايراني في لبنان محمد علي سبحاني وشخصيات نيابية ووزارية وفعاليات اجتماعية، ووجه سماحته التهنئة للمسلمين بالعام الهجري الجديد 1429 كما توجه لهم بالتعزية بمناسبة عاشوراء الإمام الحسين (ع).
وتطرق سماحته الى مقاربة لموضوع الهجرة النبوية الشريفة والفائدة منها والانتقال من مرحلة التحضير الفكري النبوي الى مرحلة الجهاد الدفاعي.
وقدم سماحته مقارنة للمجتمع الحاكم في الجاهلية والترجيح الذي كان معتمد للعربي على غيرها وكيف ان الاسلام جاء ليمسح هذه النزعة بلا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى.
واعتبر سماحته ان هذا اليوم هو يوم اسود في تاريخ منطقتنا بزيارة المزيف والمضلل جورج بوش ياتي ليحمي العرب من عدو يفترضه هو ويحاول ان يقنع شعوبنا العربية والاسلامية..هذا اكبر تضليل وتزييف.
وهنا أبرز مواقف سماحته السياسية:
إسرائيل كيف يراها بوش يراها دولة يهودية يعني دولة عنصرية الدولة اليهودية ليست دولة دينية الدولة اليهودية هي دولة شعب الله المختار الدولة العنصرية التي لا تقوم على قاعدة الانتماء للدين وإنما الانتماء للدم والعرق – عرق ودم بني اسرائيل – ويتحدث من موقع حضاري يدعم كيانا عنصريا وليس كيانا دينيا ما يضع عرب ال48 في فلسطين المحتلة سواء كانوا مسلمين او مسيحيين في دائرة الخطر والتهجير لان المطلوب ان تتحول إسرائيل الى دولة يهودية عرقية نقية من الاعتبار العنصري والعرقي وإسرائيل التي يتطلع اليها بوش هي رمز الديمقراطية والحضارة والمدنية والرقي في منطقة الشرق الأوسط هكذا يقدمها بوش للعالم وللأسف الشديد هكذا يقدمها الإعلام الغربي للعالم وللأسف الاشد هكذا بدأ يقدمها بعض الإعلام الأمريكي والعربي المتأمرك المتصهين أساسا.



وسأل سماحته : هل يستند وجود هذه الدولة وهذا الكيان الى أي منطق انساني او اخلاقي قانوني او شرعي؟ ابدا على الاطلاق لا يستند الى أي شيء من هذا .



هذه دولة وكيان تم فرضه بالقوة بالإرهاب كلنا يعرف كيف تم استخدام العصابات الصهيونية قبل عام 1948 الى فلسطين المحتلة وكيف قامت هذه العصابات بارتكاب المجازر والسيطرة على أراضي الفلسطينيين وتهجيرهم وطردهم وارتكاب ابشع المجازر الدموية بحقهم وكل هذا موثق بالصورة والدليل وبالشهود.نحن لا نتحدث عن احداث حصلت قبل مئات السنين وإنما قبل عشرات السنين وما زالت هناك اجيال من كبار السن تشهد على كل هذه التفاصيل كلنا يعرف ان هذه الدولة قامت على قاعدة السلب والاغتصاب والإرهاب والقتل وسرقة أراضي وأموال ومقدسات الآخرين وتشريدهم. هذا الكيان الذي قام على هذا الأساس الوحشي العنصري اللا قانوني واللا اخلاقي اللا انساني بكل المعايير، هو اساس فساد وقتال وحرب في هذه المنطقة ان احتلال الصهاينة لأرض فلسطين هو سبب الحرب في هذه المنطقة وكل الحروب التي جاءت بعد ذلك، هي نتائج لذاك الاحتلال احتلال الأراضي السورية او اللبنانية او الاردنية او المصرية. وكل ما جرى في المنطقة من حروب وويلات، هو علة لسبب اساسي وهو قيام دولة غاصبة على قاعدة القتل والإرهاب ومنطق القوة والتسلط .



واضاف : هذه الدولة التي يحتفي بها بوش وهو يدعي انه المدافع الاول في العالم عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان كذبا وزورا، لو عدنا ما قبل 60 عاما من الذي بدء القتال هل ذهب الفلسطينيون او اللبنانيون او السوريون او الأردنيون او المصريون او العرب والمسلمون ليقاتلوا اليهود او يقتلوا اليهود والصهاينة في شتى انحاء العالم ؟ لم يفعلوا ذلك على الاطلاق .



وقال : حتى اليهود الذين كانوا يعيشون في منطقتنا كانوا يعيشون في امن وسلام . قتلتهم العصابات الصهيونية لتؤدي الى تهجيرهم الى فلسطين تحت عنوان ارض الميعاد ولكن هم الذين جاءوا الى بلادنا وهم الذين بدؤونا الحرب وذبحوا اطفالنا وقتلوا نسائنا وبقروا بطون حواملنا واحتلوا ارضينا ونهبوا أموالنا ودنسوا مقدساتنا . أليست العصابات الصهيونية هي التي تلقت دعما دوليا عارما من الشرق والغرب لتفعل ذلك؟ وتسيطر على فلسطين وتشن الحروب على دول المنطقة. وتعمل على اخضاعنا وفرض هيمنتها وعلوها بالقوة والقتل. ولما قامت شعوبنا بواجب الدفاع عن النفس في فلسطين ولبنان وسوريا ومصر والاردن في الحروب الماضية وما زالت في لبنان وفلسطين مقاومة تواجه المشروع الصهيوني والاحتلال قام العالم ليتهم هذه المقاومة بالوحشية والرجعية والارهاب وبمعاداة السامية والتنكر لحقوق الانسان .




ودعا العالم لينظر الى قتل وجرح عشرات الفلسطينيين وتدمر بيوتهم وارزاقهم في قطاع غزة والضفة الغربية وشن الغارات عليهم .



في نظر بوش والعالم للأسف ليس من حق الفلسطينيين ان يدافعوا عن انفسهم اذا اطلقوا صاروخا محلي الصنع متواضع القدرة يدينهم العالم ويستنكر فعلهم العالم اما دمهم المسفوح واشلائهم المقطعة واطفالهم المقتلة ودموع نسائهم الثكلى فلا ترى عين حقوق البشر في هذا العالم الأعمى .



في المقابل إسرائيل من حقها ان تدافع عن نفسها ليس بالصاروخ والبندقية وانما بالسلاح النووي . من حق اسرائيل عندما تقدم المقاومة في لبنان على اسر جنديين إسرائيليين وليس على اقتراف مذبحة على اسر جنديين لمبادلتهما  العالم يعطي إسرائيل حق مجلس الأمن الدولي الدول الصناعية الثمانية الاتحاد الأوروبي وبعض الاخوة والأشقاء وما شاكل يعطي لإسرائيل الحق ان تدمر بلدا بكامله وان تجتاحه وتحرقه على مدى ثلاثة وثلاثين يوما اما الفلسطيني الذي يقتل في قطاع غزة فليس له حق ان يطلق صاروخ على سيديروت او عسقلان . او ان يدافع عن نفسه واذا لم تتم ادانته يترك ويهمل ويعزل يترك للقتل ولاستباحة إسرائيلية يومية



فلا عرب ولا مسلمون ولا مجتمع دولي يحرك ساكنا في مواجهة المجازر التي تحصل اليوم في فلسطين هذه هي العدالة عدالة الطواغيت والمستكبرين والأقوياء. 



ايها الاخوة والاخوات :على كل حال يجب ان نسجل ان هذا اليوم هو يوم اسود في تاريخ منطقتنا العربية وفي تاريخ امتنا العربية والاسلامية .من المؤسف جدا ان يكون اول يوم من ايام عامنا الهجري الجديد يوما مخزيا ومعيبا لكل العرب والمسلمين ,عندما تطأ اقدام فرعون ونمرود هذا الزمان ارضنا المقدسة المحتلة , ليعتز بالمحتلين وبالمغتصبين ويؤكد دعمه المطلق لهم ولمجازرهم اليومية وحروبهم الدامية ثم بعد ذلك يستقبله الزعماء والحكام العرب بالترحاب وكرم الضيافة العربية ,يأتي بوش الى المنطقة وهو يمارس اكبر عملية تضليل في التاريخ ,عندما يتحدث انه ات لحماية العرب وبالخصوص دول الخليج من ايران وايران الاسلامية التي لم تعتدي على احد ولم تشن حربا على احد ,ايران التي مدت منذ انتصارها الاول ومنذ قائدها الاول الامام الخميني (قدس) يد الاخوة والمحبة والعون والصداقة لكل العرب ولكل المسلمين وهي التي لم تعتدي على احد ,ولكنه وبكل صلافة يقف  في فلسطين المحتلة ليعلن دعمه المطلق وتأييده الابدي لاسرائيل وهي التي قتلت واذلت وارهبت العرب واحتلت اراضيهم ومقدساتهم طوال ستين عاما وهي  التي تقتلهم في كل يوم وترهبهم في كل يوم وتذلهم في كل يوم .هذا هو التضليل . العرب يا فرعون هذا الزمان ان كنت تغار على دمائهم وعلى امنهم وعلى سلامهم وعلى مصالحهم وعلى اطفالهم وعلى ديمقراطيتهم بين هلالين وعلى مستقبلهم وعلى مصيرهم وعلى مواردهم يجب ان تخاف من ربيبتك وحبيبتك وصديقتك وحليفتك اسرائيل التي اتيت لتدعمها والتي تقدم له كل دعم وكل  تأييد وكل مساندة .هكذا بوش المزور المضلل المزيف لا يحمي العرب من القاتل الفعلي اليومي ويدعي انه يريد ان يحميهم من عدو مفترض , من عدو يفترضه هو وازلامه وادواته في عالمنا العربي والاسلامي  ويحاولون ان يقنعوا شعوبنا العربية والاسلامية بأنه العدو والتهديد والخطر.هذا تزييف وتضليل يمكن ان يمارس .



ايها الاخوة  والاخوات : في مواجهة كل هذا العار وكل  هذا العيب وكل هذا الزيف يبقى الامل بكم , بعقولكم وقلوبكم ,الامل بشعوبنا العربية وشعوبنا الاسلامية وشعوب منطقتنا ,وهذا الامل انا لا اخترعه , اليوم بحمد الله عز وجل هناك وعي كبير وعارم في بلادنا العربية والاسلامية ,الشعوب لا تصدق لا خداع بوش ولا بهلوانياته ولا اكاذيبه .الشعوب تملك وعيا واضحا وبصيرة كاملة ويقينا بحقها ,تعرف عدوها جيدا وتعرف صديقها جيدا .تعرف صديق صديقها وتعرف صديق عدوها وتعرف عدو صديقها .وهذا الوعي يجب ان تعمل كل الحناجر وكل المنابر على تثبيته وترسيخه لانه هو الخطوة الاولى في حركة الصحوة والنهضة والمقاومة والثورة ,اما الغافلون الجاهلون النائمون , اما الذين لا معرفة لهم ولا بصيرة عندهم لا يمكن ان يحركوا ساكنا ,اليوم كل استطلاعات الرأي تؤيد ان نسبة الوعي والمعرفة الذي يترجم عداءً للادارة الاميركية وليس للشعب الاميركي , للمشروع وللسياسة الاميركية تتجاوز 80 بالمئة و  90بالمئة في الكثير من البلدان العربية والاسلامية .كل هذه المحسنات التجميلية لا يمكن ان تغير واقعاً ان آيات الشكر التي سيقدمها بعض القادة العرب وبعض الحكام العرب وبعض النخب السياسية في عالمنا العربي , ستسمعون الكثير من الشكر والمديح لبوش كما سمعنا ذلك في الماضي ,الكثير من الشكر والمديح لبوش لانه يساعد شعوبنا على الديمقراطية واستعادة حقوق الانسان والدفاع عنها للاسف الشديد ! كل هذا لا يمكن ان يغير الحقيقة التي تقول ان ادارته هي التي تفرض الانظمة الاستبدادية , ان ادارته هي التي تدعم اسرائيل المغتصب والمحتل والعدو والقتال الاول , ان ادارته هي التي تنهب خيراتنا ومواردنا الطبيعية , ان ادارته هي التي تفعل كل شر وسوء وفساد في بلادنا وكل آيات الشكر العربية ويمكن ان تمس في وعي شعوبنا والى جانب الوعي رهاننا على ارادة الصمود والاستعداد للتضحية التي تتجسد وتتمثل في شعوبنا واخرا رهاننا واملنا على فعل المقاومة , المقاومة الصامدة , الحية , الجادة طبعا ليس مقاومة الاستعراض , المقاومة الجدية التي ادخلت الامة في لبنان وفلسطين والعراق مرحلة الانتصار واخرجتها ونقلتها من مرحلة الهزيمة والضعف والذل والهوان واحتقار الذات . هذه المقاومة المستندة الى الوعي في الامة والى الايمان , الى التوكل على الله الى الثقة بشعبها وثقة شعبها وامتها بها , هذه المقاومة المستندة الى الصمود  والثبات وروح التضحية والعطاء والجود , في هذه الامة التي قال عنها نبيها ان الخير في امته الى يوم القيامة هذا هو مفتاح الامل الى المستقبل ,هذا هو مبعث الامل الذي يجعلنا نتطلع الى المستقبل الذي تحقق فيه شعوبنا حريتها الحقيقية واستقلالها الحقيقي , وسيادتها الحقيقية , تستعيد فيها كامل اراضيها وحقوقها ومقدساتها ومواردها الطبيعية وتسعى فيها لاقامة العدل والتقوى فيما بينها وبين ربها , فيما بينها وبين مجتمعاتها وفيما بينها وبين العالم .



ايها الاخوة والاخوات : في بداية العام الهجري الجديد ,في انطلاقة النصر المحمدي الذي بدأ مع الهجرة , في ذكرى انتصار الدم الحسيني على سيف الجاهلية أؤكد لكم انتم المنتصرون , انتم الفائزون , انتم الغالبون , والخائن هو من يراهن على بوش ومن يراهن على المستكبر , ومن يستند ظهره الى الشيطان الذي عندما تتعرض مصالحه  للخطر يترك اتباعه ويخليهم وحدهم في الساحة ,ايها الاخوة يجب ان نحمل هذه الروح , هذا المنطق, هذا الدليل ,هذه الرؤية المتينة المتماسكة المستندة الى الحق الى العقل الى الاخلاق الى الفطرة الى القانون ,لا نخاف فيها لومة لائم ولا تهديد مهدد , ولا الارهاب الذي يمارس علينا في كل يوم . نحن الذين جربنا ساحات الجهاد والمقاومة والشهادة فلم نرى فيها الا النصر والعز والغالبة .هكذا نبدأ عامنا الجديد مجددين عهدنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)مجددين عهدنا مع حفيده ابا عبد الله الحسين عليه السلام ان نبقى امة العز وامة الجهاد وامة الحرية , نرفض الذل والاستعباد والخضوع ولذلك كان شعارنا لإحيائنا السنوي  في هذا العام عام 1429 للهجرة, العام 2008 ميلادي,ان يكون شعارنا في مواجهة كل التهاويل:هيهات منا الذلة !
الصور بعدسة الزميل موسى الحسيني




2008-01-09