ارشيف من : 2005-2008

بريد القراء ـ العدد1247 ـ 28 كانون الاول/ ديسمبر2007

بريد القراء ـ العدد1247 ـ 28 كانون الاول/ ديسمبر2007

هو أنت.. يا علي
على قدميك أناخت الدنيا زخارفها، وتمرغت.. لتقبلها، ولكن هيهات ما أخذت منك نظرة.. وأنت تردد يا دنيا غري غيري.. هو أنت.. لحمك ودمك جُبلا تقوى حتى العظام.
كأنك الزمن الآن.. وكأن الولادة تسكن كل الفصول..
هو أنت يا علي العنوان الدال على الايمان..
قال أحدهم: لكل شيء ميزان وميزان المؤمن ولايتك.. يا قاطع البرهان..
هو أنت الفتى اليافع.. الأول إسلاماً وإيماناً وتقوى..
كأن جمال الإيمان يرشح على وجنتيك نوراً والحكمة شهد شفتيك تمشي تهاجر من قلبك وعقلك، تفلت منك بلاغة عميقة ترسم على صفحات القلوب أشهى عطر الحروف وتكتب أجمل  أبجدية علوية في التاريخ..
هو أنت.. حملت السيف في زمن العشق والشهادة.. وذاب قلبك، ذاب في رسول الله.. وكنت الواقف أمامه في الغزوات والمعارك تحامي عنه.. وهو يردد..
"أنت أخي ووارثي".. أنت مني بمنزلة هارون.. ذاب عقله وقلبه في قلب كفيله رسول الله، جمعه تحت عباءته وغمره بقلبه..
هو أنت من بدر إلى أحد.. إلى الفتح..
هو أنت.. ليلة الهجرة والمبيت في الفراش من أجل الوصول إلى المدينة، والمدينة بالانتظار وعلي في الفراش، وإذ رفعوا الغطاء وجدوا علياً.. و"قد خاب من افترى".
هو أنت.. يوم تراجعت عن قتل رأس الشرك عمر بن ود العامري.. حتى لا تقتله غضباً لنفسك بل غضباً لله تعالى..
وسيفك ذو الفقار كم وكم ذب عن وجه رسول الله(ص)..
هو أنت.. الباكي عند خروجك من أي معركة، شوقاً للشهادة في سبيل الله بين يدي رسول الله (ص) والرسول يردد.. "ستنالها يا علي".
هو علي.. هو أنت
صاحب الشمعة حين دخلوا عليك في بيت المال.. وأطفأت الشمعة حتى لا يدخل الخاص بالعام.. وقلت لهم الآن ماذا تريدون.. قالوا لك وصل الجواب.. حتى الشمعة أطفأتها حتى لا تصرفها في حديث خاص..
هو أنت.. الإمام العادل..
تعزل القاضي لأنه رفع صوته وظن الطرف الآخر أنه نصره..
هو أنت.. تعزل والياً لأنه حضر مأدبة ليس عليها فقراء.
هو أنت البكّاء ليلاً بين سعفات النخيل هناك، هناك حيث دمعك الخاشع "الهي وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك".
هو أنت.. يا صاحب اليقين.. "والله لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً" الإمام العارف والواله العاشق عشقت الله عشقاً.. ما سبقك اليه إلا رسول الله(ص).
عشقته "كفاني شرفاً أن تكون لي رباً وأن أكون لك عبداً".
هو أنت وأتاك المغالون لينشدوا فيك فرفضتهم ونهيتهم وحاربتهم وقاتلتهم..
هو أنت..
المحامي علي حريري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فرانسوا الحاج.. وداعاً
استفاقت عصافير القضية في رميش
نقرت أكواز جرحها النازف في براري الخبر العاجل ولحست علقم وجعها الجنوبي العتيق المنزلق بقشور النفاق السياسي
بالأمس..
فلفشت شتلة التبغ كراريس الوطن
وأورقت أبجدية النظرة الأخيرة في حقول الشرف والتضحية والوفاء حيث البطل المقاوم الذي كان وما زال وسيبقى "ملء عين الوطن".
بالأمس..
لبسوا نظّاراتهم السوداء
و"جواربهم السميكة"
وشكلوا أزمة مرورٍ على أرصفة القواميس العربية لعلّهم يجدون الفرق في المعنى بين الحداد والإقفال
لقد أزعجتهم لغة الضمير والكرامة
فتضايقوا لأنّ فرانسوا الحاج لم يتسكّع يوماً على طرقات السفارات.
ويكفيه فخراً أنه ابن الأرض الذي رضع حليب عشقها من شقوق كفي والدين زرعا في مساكب دمه النابض شتول حب الوطن، كل الوطن ووروداً عابقة بأريج الألفة والتحابب بين جميع بنيه.
ديما رفيق شرارة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يوم الغدير بيعة الأمير
بلى
بلى يا رسول رب العالمين
بلى وما تنطق عن الهوى
أيها الصادق الأمين
بلى أنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم
فبلغ أيها الرسول والحق المبين
وآذان القلوب كلها صاغية
وشفاه الجوارح عندك هامسة
تغض الصوت لا تسمع منها لاغية
إلا سمعاً لك وطاعة
فبلغ أيها الرسول
بلغنا أن علياً لنا مولى
كما أنت بذا أوحى الروح الأمين
بلغنا أن علياً مع الحق
والحق مع سيد المتقين
بلغنا أن الله خاذل من خذله
ومن نصره فالله له نصير
بلغنا أن النعمة بالمرتضى تمت
والدين اكتمل ببيعة الأمير
يا رسول الله أتأذن لها؟
أتأذن لهذه القلوب
فأذن لها أيها السراج المنير
أن تشهد الحفل وعرس الغدير
أن تخرق هذا الحشد الغفير
لتبايع علياً شفيعاً عند العلي الكبير
ومنجياً يوم الحشر وجنة من السعير
مسكينة قلوبنا تستعطي فتصدقوا بودكم
يتيمة هي وثكلى بفقدكم
غريبة أجسادنا في الأجساد
تنشد مجاورة أجسادكم
فأضيفوها بإقامة دولتكم
حيث أنتم فيتجدد حينها العرس
وتدرك أبصارنا وقلوبنا
عرس الغدير
وأصوات الجوارح والقلوب تصدح:
بخ بخ لك يا علي
لقد أصبحت لنا مولى
وتوجت اليوم امير
منى علي فحص

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

مهداة إلى روح الشهيد مصطفى زلزلي "السيد صادق"
أعرني صمت الجراح
ودع رصاصك يحكي
واترك لي مرّ الجهاد
واجعل قنابلك تدوّي
وانزع الغيهب عن فجرنا
واسمح للشمس بأن تشفي
وسل الصبح يا أخي
عن أيمٍ وعن يتامى تبكي
وأخبرني متى يحكي البحر
متى يداوي من يشتكي
متى يريح الثكلى
ويخبرها عمن يداوي
صادق
مشيت وترانيم الفجر
فكان شعارك: "اياك نعبد وإياك نستعين"
وكان دعاؤك: "اهدنا الصراط المستقيم"
يا رب العالمين
أيها الجليل
يا فارس الصبح الندي
ويا نور الشمس عند الأصيل
يا قمر الليل العتيم
أبا محمد فسبحان من خلقك وخلقنا
وصورك وصوّر الأكوان
وجعلك شهيداً منتصراً
آية أحمد عواضة

ـــــــــــــــــــــــــــــ

هذي ثقافتنا للحياة
نشتاق للموت.. والموت يشتاق لأجسادنا. والآخرة تشتاق لأنوارنا..
وأنوارنا تشتاق إلى سمائها.. فالأرض ممر للزمن.. والحياة فيها ممر للأبد..
ففي الأرض نعشق.. وفي الزمن نتمدد.. وفي السماء ننتظر..
ننتظر الوعد في الأرض.. الوعد بالحق.. والحق عدل.. والعدل أساس الملك..
والملك حق وباطل.. ولكل سلطان.. قوة الحق وقوة الباطل..
ممر للعدل أو ممر للظلم.. ويحق الحق بأهله.. ويحيق المكر بأهله..
وعند الله وعد الحق والصراط.. وعند الشيطان الضلال المبين..
اسجد لمن شئت.. اركع لمن شئت.. وانتظر لمن شئت
وامكر لمن شئت.. والله خير الماكرين..
نعشق الحياة.. ولنا فيها الممر والبقاء..
وتعشقون الدنيا وملذاتها.. ولكم فيها المقر والفناء..
هذه ثقافتنا للحياة ترويها أجسادنا المتناثرة في الأرض.
الأمس.. اليوم.. غداً.. وبيننا الزمن والتاريخ..
زمن القبور آتٍ..
والعدل آتٍ لا محالة..
قبور تعبق بأصحاب الحق والشهداء.. وقبور تضيق بالأوغاد وجيف الأجساد..
ولكل ليلاه..
ليل يضيء بأنوار الشهداء.. وتلك هي ثقافة الحياة..
وليل حالك لأصحاب الجحيم وهو الموت بعينه.. أو ثقافة الممات..
وهنا باب الفراق.. في الزمن والتاريخ..
فراق بين ثقافتي الحياة والممات..
فيه يفرق كل حق عما عداه..
هنا الفاروق يهوي بحده على هذا.. ويرفع عن ذاك..
فارقد معنا في هذا الزمن.. بل في هذا الليل..
والتاريخ أمامنا..
كلانا راقد.. لكلّ زمان ومكان.. ولكلّ منا حساب..
وانتظروا إننا معكم منتظرون..
حمزة الحسيني
الانتقاد/ العدد1247 ـ 28 كانون الاول/ ديسمبر2007

2007-12-28