ارشيف من : 2005-2008
بريد القراء ـ العدد1251
بكت العيون لأجلك مسلم
ودعت أهلك والفراق يطول
تطوي الفيافي للحسين رسول
طوع الإمام لأجله متشوقاً
سير الليالي والنجوم دليل
مستأنساً وحش الفلاة وصوته
إذ عزّ عندك صاحب وخليل
وتمنّي نفسك بالوصول لكوفةٍ
وتخال صدق القول حين تقول
أين الوصي وأين غاب المجتبى
غدراً قضوا والغادرون مثول
أرجوت من أبنائها خيراً ترى
ولحقدهم عمق القلوب أصول
فتبيت في رحب البلاد مشرداً
إذ أنت ما بين اللئام نزيل
بالأمس صلّوا خشعاً بقلوبهم
واليوم فوقك للسيوف صليل
عبثاً تود بأن تكون ديارها
مأوى لمثلك في الأنام جليل
فتهيم في أنحائها متعثراً
تلقاك طوعة للرجال بديل
وتقول انزل يا كريم بدارتي
فلمثلكم حب القلوب يميل
لكم الشفاعة يوم نبش قبورنا
ويكاد ما بين الضلوع يزول
فقضيت ليلك في الصلاة موجهاً
شكواك للرحمن وهو كفيل
وعلى ضجيج القوم قمت مكبراً
متوعداً والصبر منك جميل
وتجول في أوساطهم مستبسلاً
يعلو الغبار وللخيول صهيل
فتبيد ما لاقيت من أعدادهم
الجند صرعى والجموع فلول
وتكاد لولا حكمة ومشيئة
لله تقضي فالجميع ذلول
لكن للأعداد نصراً ماثلاً
فهويت معذوراً وكان أفول
سأقول رغماً بالقيود مكبلاً
تلقى الهوان بهم وأنت نبيل
والى عبيد الله ذلاً موثقاً
حملوك طغياناً وأنت كليل
يسترسلون بسب آل محمد
بغضاً لهم كيل السباب سبيل
حرموك حقداً ماءهم وتشفياً
فلعلهم بالمنع يشفى غليل
ضربوا الثنايا بالسيوف تساقطت
والقلب صاد والدماء تسيل
والى الحسين رفعت صوتك قائلاً
مولاي كلٌّ ظالم وجهول
مولاي لا تأت ولا تركن لمن
خانوا بعهدك فتية وكهول
فأطيح رأسك بالحسام مجرداً
والعين ناحية الحسين تجول
وتجرّ بالأسواق بين أزقة
جسماً تدوس حوافر وخيول
يؤتى بنعيك للحسين بكربلا
تطوى بواد خفية وطلول
فيقلب الكفين حزناً قائلاً
وبطرفه نحو السماء يطيل
بكت العيون لأجلك مسلم
وعلا صياح دائم وعويل
وقتلت قبل الطف غدراً لم تع
أن الحسين بكربلاء قتيل
حسين متيرك
ـــــــــــ
عائد لفلسطين
لك يا فلسطين إني عائد..
إني عائد لأقبل جبهتك المكللة بالغار
عائد لأنحني، لأركع، لا بل لأسجد
عند أعتاب مسجدك الأقصى
لك يا زهرة المدائن، لك يا مدينة الصلاة
لجراح طفولتك البريئة، لنزف ايمان
عائد لأمرغ جسدي بغبار ترابك
لأنفض عنك غربة الليالي
لك يا قدس، لك يا بلادي
للأرض المحترقة كالرماد، لدارٍ أصبحت ركاما
إني عائد شهيداً..
شهيداً أنثر دمي فوق أطراف أراضيك
أفك قيد أسرك، أغلال يديك أحطم
أرفع أذان مساجدك، أقرع أجراس كنائسك
أصلي صلاة محمد، أصلي صلاة المسيح
شهيداً سأعود أسقي من شرياني
حرية لشرايين أبنائك
تصنع شرف أمة، تحرر أرض الإنجيل
هي الدماء الطاهرة تعيدنا اليك
لك يا فلسطين، إني عائد اليك..
زينب علي قدوح ـ ياطر ـ لبنان
ــــــــــــــــــ
عاشق الحسين (ع)
مهداة الى شهيد الوعد الصادق حسن محمد شبيب "ولاء" (من شهداء جبشيت)
اليك أيها الكربلائي المهاجر.. في ريشتي كلام..
الى قلبك الواله الذي عشق الحسين فرفض الذل وأبى العار
الى روحك التي طلقت الدنيا وغادرت الى الفردوس
الى نبرات صوتك التي هتفت عشقاً وولهاً بوارث الأنبياء
الى جرحك النازف ودمك الطاهر.. من قلوبنا كلام..
تحية وسلام اليك يا عز الشهادة وعنفوانها..
بسلام يتجدد في عاشوراء
يوم أديت البيعة والولاء
للحسين سيد الشهداء
عاهدت وقد كنت وفياً
لمحمد.. لعلي.. وكذلك للزهراء
لبّيت نداءً للنصرة
قد جاء صداه من عاشوراء
وبلغت الفتح مع قوم
قد نهلوا من نهج سيد الشهداء
عهداً لدمائك ووفاء
للخامنئي نبدي الولاء
مع نصر الله سنمضي
لظهور المنتظر المهدي..
فاطمة العبد بهجة ـ جبشيت ـ لبنان
ــــــــــــــ
غدير من كربلاء
ازرع علومك في بستان عاملة
واضرع الى الله كي يحلو بها الثمر
مهما قوافيك صارت فهي ناقصة
ان قلت شعراً وآل البيت ما ذكروا
وإن بدأت بغير الطف مطلعها
تبقى القصيدة للأخلاق تفتقر
لولا علي أمير المؤمنين لما
جادت على الأرض شمس أو سرى قمر
لولاك يا سيد الأحرار ما نبتت
شريعة يقتدى فيها ولا عبر
لولاك يا حيدر الكرار ما نفحت
روح العدالة أزهاراً بها الظفر
ذكراك يا سيد الأحرار أمنيّة
نحبو بها للعلى عزاً ونفتخر
ان وهبت لكرب حل موهبة
من آل بيتك صار العز ينتشر
دم الحسين وقود في سواعدنا
وقت الشدائد حيث اللسع والإبر
بالأمس لبت شروط الحج كوكبة
فيها الشهامة والأخلاق والعبر
بالأمس كانت وفود الحج شاخصة
نحو السماء وكانت ترجم الشرر
بالأمس كانت وفود الحق ماثلة
تحت الهجير وفوق الرمل تغتفر
يا وثبة التاريخ كفى من مزايدةٍ
هنا تقام صروح العز والظفر
هذي شعوب من الايمان باقية
حتى ينير دروب الحق منتظر
أهذي جموع حسين في تألقها
تبث نوراً بقلب الناس ينصهر
صوت الحسين صراخ في حناجرنا
يعلو ويكبر حين الحق ينتصر
يا ساقي الرمل تحت الشمس في عظتي
من حبة الرمل نحن اليوم نفتخر
طفل الحسين يئن في كربلا عطشاً
بريد ماء وأصحاب اللظى زجروا
طفل الحسين بكى في كربلا ألماً
يريد وصلاً ودمع الطهر ينهمر
كتبت يا طفل كربٍ بيننا قصصاً
ترنو اليها صخور الجرد والحجر
علمتنا أن نثور اليوم يا بطلاً
على الأعادي ومن بالناس قد غدروا
دماء كرب شعاع في مشاعلنا
ما همّنا اليوم إن جاروا وإن كفروا
ذكراك للمجد عاشوراء ملحمة
فيها الشظايا مع الأعداء والشرر
فكم توالت على ذكراك أندية
وكم يعتني في ألحانها البشر
غدير حبٍ أتينا اليوم منهله
في يوم محلٍٍ به الغدران تنعكر
يا من زرعت لنا عزاً ومكرمة
من دفعت كفك هذا الري والشجر
غرست غرساً بكل الأرض برعمه
يلذ للناس منه الزهر والثمر
حيدر عجمي
ــــــــــــ
رمز الشموخ
مهداة الى أسير الوعد الصادق ماهر حسن كوراني(*)
أنظروا اليه في زنزانتهم
يعلم القضبان معنى الصمود
شاهدوا عينيه على محطاتهم
تقرأوا نصره المشهود
استمعوا اليه في رسائله
فإنه العز المنشود
اكتشفوا الفرج في بسمته
فهو به من ربه موعود
اعرفوه من هو؟
هادمهم رمز الشموخ
أسير ويكفيه ذاك انتصاراً
حارب بقوة الأبطال الأحرار
هزّ أمنهم ليلاً نهاراً
أرادوه لأنه أغضبهم
فقضيته أقلقت مأمنهم
وعد صادق عمليته
مجاهد صابر مبدأه
مشى بطلاً ركع عابداً
صمم عازماً نفذ مؤمناً
وصل اليهم قاتلهم
نظر بعينيه أرعبهم
والأرض اعترفت بمصرعهم
بيديه بأكبر نصرٍ هزمهم
لم ييأس
لا يأبه
أسروه، لا..!
فروحه حرّة تقلقهم
والأمل في عينيه يسحقهم
فنصر الله قد وعدهم
الحرية للأسرى آتية
(*) زوجة الأسير
ـــــــــــ
فجر الانتصار
تموز يحاكي أيّار في الانتصار
على عدوٍ غاشمٍ غزا الديار
يفخر بمقاومين أشاوس
لا يفقهون لغة الذل والعار
يناصرون الحق وما سجدوا
يوماً سوى لخالقٍ عزيز جبّار
على يد مجاهدين أَبَوا
الا أن يكللوا رأس الجنوب بالغار
في أيار دحر العدو ذليلاً
يجر أذيال الخيبة والاندثار
فنما حقد دفين في عقول خائبة
توهّمت أنها لا بد آخذة بالثار
فشنت في تموز حرباً ضروساً
وخلفت قتلاً وتهجيراً ودمار
ثلاثة وثلاثون يوماً لم تشبع
دماء أطفالنا جشع العدو الغدار
فتمزّقت تحت نير الغدر
أشلاء الشيوخ والنساء والصغار
فكان الدم في المواجهة سلاحنا
للحفاظ على وحدة المصير والمسار
بصواريخ مقاومة ألهبت دور العدى
رعد وزلزالٍ وخيبر وإعصار
على نهج الحسين الشهيد سرنا
ثواراً مضحين شهداء فأحرار
على جماجم العدى داست أقدامنا
وفي تموز بزغ فجر الانتصار
ايها التاريخ سجّل أننا أمة
قد حطمت أسطورة الشعب المختار
آيات كوراني
الانتقاد/ العدد1251 ـ 25/1/2008