ارشيف من : 2005-2008
بريد القراء 1250 ـ 18 كانون الثاني/ يناير 2008
انتصار الدم على السيف
مدينة الأنصار
تغط في نوم عميق
في وضح النهار
كأنما الزمن الرديء
سقط في العبودية
وتهاوت الأيام
من يد الأحرار
مدينة الرسول
تنحني تحت آثامها
تحت أثقالها
من رماد باردٍ
وغبار
وكأنما الخضوع سجيّة
وكأنما الصمت شعار
جاءهم سبط الرسول
زائراً مستنصراً
خطيباً مودعاً
فلا حياة
ولا سميع ولا مطيع
بل غريب لا يُجار
وقبر جدّه رجاء
وأستار الكعبة ملاذ
والجدار
وتصير المنايا رفيقاً مؤنساً
عبر الفيافي والصحار
إلى كربلاء عند الطفوف
محط الرحال
وقبلة الأنظار
هناك تشتعل الرمال
وتسطع الشمس
فلا ظلال ولا ماء
بل هجير وسراب
واصطبار
وثلة تهوى الردى
من أجل سبط الرسول
غريب الديار
وناكثون للعهد أتوا
من جهاتٍ وقفارٍ وأمصار
سلوا سيوف الغدر حقداً
وانتصاراً لجدودٍ ولثار
ورماح طعنٍ غادرٍ ونبال
وحصار
والسبط طود شامخ
ما بين أقزام صغار
يجهر بالصوت نذيراً
ويخوض في الحرب الغمار
وتمضي ساعات ثقال
ويكون للباطل جولة
ويكون للحق انكسار
ودماء الطهر تجري
والأرض بالدم تحار
وتكسف الشمس حزناً
ودما تبكي السماء أسفاً
بانهيار
والرأس الشريف على القنا
يتلو كتاب الله شكراً
بافتخار
ثلمت سيوفهم
للبغي سلت
وكان للدم
على السيف انتصار
حسين متيرك
ــــــــــــــــــــ
راية العباس
يشيد بالبطل العباس شاعره
كما يغرد في البستان طائره
ما أنجبت حرة شمساً ولا قمراً
كناصر السبط ما أحلى غدائره
طوبى لروحك يا أم البنين ويا
رمز الحنين ويا درسنا نثابره
لقد رفعت من الأقمار أربعة
ومن وليدك هذا جل ناشره
لكن قومك يا أم البنين أتوا
من الوليد عجاباً لا أخاتره
فها هو الوالد الكرار أولهه
من جسمه الغض باديه وضامره
يقبل العين والكفين مرتجعاً
ويحمد الله ما شعت مناحره
وها هو السيد السبط الشهيد به
كالمستهام يناغيه "يسارره"
ما أجمل الطفل في كف الحسين وفي
حجر الحسين زماناً لا يغادره
يدير عينيه في عين الحسين وفي
نحر الحسين فما تغني مناظره
الرابط الجأش في حزمٍ على صغرٍ
ماذا سيحدث إما اشتد كاسره
ما زار جيشاً تعاديه بواتره
الا تولى تؤاخيه مقابره
في كفه سجّر الجبار هاوية
وراكمت بأسها فيه عشائره
وزينب شدها من بين إخوتها
له من الود ما تخفى بصائره
ولم تزل زينب الحوراء تطلبه
إلى الوفاء فلا تكبو مشاعره
حتى أتى الشاطئ الغربي مرتجزاً
أروى الحسين ولا تظمى حرائره
والمارقون أتوا والناكثون جثوا
والقاسطون قضوا ما لله حاضره
والشرك أطلق في الميدان قارعه
واستنفرت كالثرى عدا عساكره
جيشاً له من شرار الجن رادفه
وللسهى من أياديه حناجره
فاستحصل القمر العالي إجازته
وانسل للأرض تحذوه زماجره
وأقحم المهر كالزلزال بينهم
حتى بدت في نواصيهم حوافره
وخيّم الموت والآجال شاخصة
وجال في ركب الشجعان ذاعره
وأظلم الأفق من وقع الضراب وهم
تحت الحراب وثكلاهم تهاتره
ولم يزل فيهم يجني الرؤوس ولم
يزل يمنِّيه ربي ما يخامره
فأبدل البارئ الكفين أجنحة
واسترجع المحجر المكسور جابره
ولم تزل راية العباس خافقة
صفراء في موجها عزت محاوره
ساءت وجوه بني صهيون وانتصبت
على الجنوب فأعيتهم منابره
وقد سقاها أبو هادي مفاجأة
ذلت لها من حصون الشرك "ساعره"
وأرسلوا رابع الأجيال فانتشرت
على القرى حيثما حلوا مقابره
لا غرو من سيدٍ يغذو بسالته
من الحسين وفي العباس غابره
فكفه من يد العباس ركبها
والسبط قائده والله ناصره
هو المفاجأة الكبرى وقد قربت
بها تغير في الوادي مصائره
وجالت الراية العظمى مراقبة
ما بعد بعد، وقد هبّت بوادره
يؤمها القائم المهدي منتصراً
وتكتسي باللقاء كحلاً نواظره
إبراهيم هارون
الانتقاد/ العدد1250ـ 18 كانون الثاني/ يناير 2008