ارشيف من : 2005-2008
عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب الدكتور نبيل نقولا لـ"الانتقاد": المعارضة حمت الوحدة الوطنية والفريق الحاكم سيسقط قريباً
في منزله المتربع قرب الرابية في بلدة بصاليم المتنية، يفتح عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب الدكتور نبيل نقولا أوراق العام المنصرم، ويقرأها سطراً سطراً.. ماذا حققت المعارضة الوطنية؟ وليس كقارئ في "فنجان" يطل على العام 2008 مستبشراً بعين الحقيقة معالم سقوط الفريق الذي يستأثر بالحكم بـ"الضربة القاضية"، بعدما يكون الأميركي قد استخدمه ورماه بما يشبه "الكلينكس" على حد قوله.
أهم إنجاز للمعارضة "المحافظة على الوحدة الوطنية، يقابلها إصرار الموالاة على تحويل لبنان إلى شركة يصبح فيها المواطن مجرد موظف ليس إلا".. تلك هي واحدة من الخلاصات التي خرج بها نقولا المتفائل.
ولا يجد نقولا حراجة في ان يعبر صراحة عن انزعاجه من تصرف رأس الكنيسة المارونية إزاء ما تقوم به حكومة السنيورة، والتي "لا تعكس تصرفات الكنيسة عبر التاريخ، فالكنيسة كانت دائماً مع المظلوم، مع الحق، مع مشروع الدولة العادلة، ولم تكن يوماً مع فئة ضد أخرى". أما عن التيار الوطني الحر فيؤكد أنه استعاد شعبيته التي كانت في انتخابات 2005 وزيادة 15 في المئة.
بكثير من الصراحة والشفافية وبمستقبل واعد للمعار ضة الوطنية اللبنانية، يرد النائب نقولا على أسئلة "الانتقاد".. في حوار يناقش ما قامت به المعارضة العام الماضي وآفاق العام المقبل:
بداية، عام وأكثر من المواجهة بين المعارضة والفريق الحاكم.. ماذا حققتم؟
المعارضة حققت أكبر إنجاز بالنسبة لها، وهو بقاء الوحدة بين اللبنانيين، لأن المقصود كان أن يحصل نوع من عدم الاستقرار. فإذا عدنا إلى حرب تموز وكلام كونداليزا رايس حول الشرق الأوسط الجديد ورفضها يومها إيقاف الحرب، يتبين لنا ان هناك مشروعا أميركيا يخطط للمنطقة، هذا المشروع لم يتحقق.. إذاً المعارضة منعت تحقيق هذا المشروع الذي هو مشروع تفتيت بدءاً بلبنان مروراً بسوريا وصولا إلى العراق.. المعارضة استطاعت أن تقف في وجه كل هذه المؤامرات، وأن تمنع هذه الحكومة الساقطة من أن تستأثر بالحكم والسلطة. ماذا تفعل اليوم الحكومة؟ لا شيء، كل ما تفعله هو نوع من الاستفزاز ظناً منها انه يمكن لها أن تجر المعارضة الى مكان ما لخلق فتنة داخلية، لكن لم تقدر.. إذاً المعارضة حققت إنجازاً كبيراً بالطرائق السلمية التي اتبعتها في خطواتها.
.. لكن بالملخص الحكومة ما زالت قائمة، المشروع الأميركي ما زال مستمراً، وبالتالي ما زال لبنان في حالة مرواحة؟
ـ صحيح، ولكن هل كان الأميركي يدرك ان مخططه سيأخذ كل هذا الوقت؟ هم كانوا يعتقدون ان حرب تموز ستقضي على المقاومة اللبنانية وينفرط عقد التفاهم بين عون وحزب الله، ومن بعدها يفلت الحابل بالنابل وتحقق كونداليزا رايس حلمها، لكنها فشلت.. وهنا نلاحظ انه كلما شعرت الموالاة بقرب سقوطها يأتي الدعم الأميركي. وفضلا عن ذلك هناك أمر آخر مهم، البعض كان يظن ان النصف زائد واحد سيتحقق، لكن المعارضة استطاعت أن تمنع انتخاب رئيس للجمهورية بالنصف زائد واحد.. ولا ننسى بالأمس أتى دايفد ولش يرافقه أليوت أبرامز المعروف عنه انه صهيوني وبعلاقاته مع "إسرائيل"، وبرغم ذلك ماذا أمكن لهم أن يفعلوا؟ لا شيء.
.. وأيضاً أنتم في المعارضة لم تدركوا أن الأمور ستأخذ كل هذا المنحى؟
ليس صحيحاً، بالعكس كنا نظن ان المعركة ستكون أشرس من ذلك، وربما كنا سنضطر للنزول إلى الشارع وأن نستعمل السلاح.
.. هل وضعتم في حساباتكم حمل السلاح؟
نحن كنا خائفين.. إذا حصل استعمال السلاح من قبل الفريق الآخر فبماذا ستواجهه؟ نواجهه بالورد! كنا نسمع أكرم شهيب يقول: لن نواجههم بالورد! غير أننا تفاجأنا بهذا السقوط السريع لهم. ثم عليك ان لا تنسى أنك أمام دولة مثل "إسرائيل"، خامس دولة في العالم، وبرغم ذلك استطاع حزب الله أن يقف في وجهها، ومن وراء المقاومة بقيت الوحدة الوطنية متماسكة.. هذا إنجاز كبير ومهم، ولم يسبق أن حصل في لبنان. ففي السابق عند وقوع أي حادث أمني كان يؤثر مباشرة في الوضع الداخلي.. ثم أوجدوا لك مشكلة فتح الاسلام ونهر البارد ظنا منهم ان بإمكانهم أن يخلقوا فتنة سنية شيعية، ولكن لم يستطيعوا. إذاً المعارضة بالصمود والممانعة تمكنت من ان تحافظ على وحدة البلد، وهذا الأهم بالنسبة لنا.
المعارضة استخدمت عدة أساليب: من الإضراب إلى الاستمرار بالاعتصام إلى التمسك بالثلث الضامن.. هل أنتم راضون عن هذا التكتيك السياسي الذي انتهجته المعارضة؟
هل الموالاة استطاعت أن تحقق أهدافها؟ نحن دائما ننظر الى المعارضة ماذا حققت، ولكن لا نلتفت إلى الموالاة ماذا حققت هي؟ من يخسر اليوم في الشارع؟ الموالاة هي التي تخسر، المعارضة، بالعكس. في المرحلة الأولى لاحظنا ان الشارع المسيحي بعد التوقيع على وثيقة التفاهم حصل انخفاض جزئي في شعبية الجنرال عون، وكان هناك رهان على استمرار هذا الانخفاض، وأن العماد عون خلال ثلاثة أشهر سيفقد دوره.. ولكن ماذا حصل؟ حصل ان العماد عون عاد واسترد القوة التي كان يملكها عام 2005 زائد 10 أو 15 في المئة.. إذا الطريقة التي سلكتها المعارضة كانت جيدة لأنها تمكنت من المحافظة على البلد دون ان يكون هناك سفك دماء، وأن تمنع الموالاة من تحقيق أهدافها، التي راهنت على سقوط حزب الله.. هل سقط حزب الله؟ لا، هذا إنجاز. من كان ينتظر أن ينتصر حزب الله في حربه مع "إسرائيل"؟ ولكن النصر الذي حصل والذي سُمي بالنصر الإلهي هو صحيح، لأنه إذا قرأت موازين القوى بين الطرفين تشعر بالفعل ان هناك علامة استفهام: كيف حصل هذا النصر؟ لتتأكد انه بالفعل كان هناك قوة إلهية كانت تساعد. إذاً نحن اليوم غير مستعجلين، المسؤولية تقع على عاتق من هم في السلطة، أكان من الناحية الاقتصادية أم الأمنية.
أنتم غير مستعجلين، ولكن ألا تخشون من استعجال أميركا إلى مواجهة داخلية تؤدي إلى انهيار السلم الأهلي؟
الأميركيون يريدون لنا الاستعجال حتى نصل إلى الانهيار وتهديد السلم الأهلي، لأجل ذلك أخذنا وقتنا الكافي، بدليل الاعتصام المستمر منذ أكثر من سنة، والكل يعرف أن لوح زجاج واحدا لم ينكسر فيه. في المقابل نجد أن أي اعتصام في العالم يوما واحدا يتكسر فيه نصف البلد.
.. هذا التصرف الهادىء من قبل المعارضة يعطي الفريق الآخر فرصة ان يفعل ما يشاء؟
قل لي ماذا حققت الموالاة؟
بالأمس أقرت حكومة السنيورة ما يزيد على 700 مرسوم؟
صحيح، ولكن هل تستطيع ان تقول لي كيف سيصرفونها.
.. هي مراسيم نافذة؟
كيف تكون نافذة، أي حكومة ستأتي غدا ستلغيها، وهذا ما حصل في عهد الرئيس الجميل عندما ألغيت جميع المراسيم عندما تغيرت الحكومة.. الأهم اليوم هي وحدة اللبنانيين، لأن مرسوم تستطيع أن تعطله بمرسوم آخر، أما الوحدة الوطنية إذا ما تعرضت للانهيار فكيف ستردها. هم راهنوا على انهيار هذه الوحدة وانهيار الجيش ولم ينجحوا، إذاً المعارضة هي التي انتصرت وليس الموالاة.
.. لكن في حسابات الربح والخسارة يبدو ان الموالاة هي من تسجل على المعارضة النقاط؟
أعطني مثالا..
الموالاة مستمرة في الحكم وتستخدم صلاحيات رئيس الجمهورية، فيما المعارضة تكتفي بالبيانات الشاجبة والمستنكرة؟
يا سيدي نحن من يربح بالنقاط ليس هم، من يربح بالنقاط من يصمد أكثر، لأن هناك الضربة القاضية.. من يخسر اليوم شعبياً على الأرض؟ الموالاة. ماذا حققت الموالاة.. لا شيء.
.. يكفيها الدعم الدولي والعربي؟
أي دعم يأتي من الخارج يسقط مع الخارج.. اليوم يعرف الجميع أن الأميركي يستعمل هذه السلطة ورقة "كلينكس"، عندما ينتهون من استخدامها سيرمونها.
إذا سلمنا أن المعارضة متقدمة، ما هي مطالبها مع مطلع العام الجديد؟
أولا التغيير في ذهنية الحكم في لبنان، لأنه منذ العام 1990 إلى اليوم لم يكن هناك ما يسمى بدولة المشاركة أو الشراكة، بل دولة الشركة.. وهذه الشركة اللبناني فيها موظف. إذاً ما نريده هو بناء دولة الشراكة، وأن يكون كل اللبنانيين لديهم نفس الواجبات والحقوق، لا "ناس بسمنة وناس بزيت". لذا نحن لا نؤسس لسنة أو سنتين، بل لأجيال، وعليه نعتبر ان عمر الوطن لا يقاس بالزمن. ما تقوم به المعارضة اليوم يحصل لأول مرة منذ الاستقلال، أي بناء دولة الشراكة، كأن تجد ابن الجنوب يتلاقى مع ابن جبل لبنان، وابن البقاع مع ابن الشمال، وابن بيروت مع ابن الجنوب، وبالعكس.. ليشعر المواطن انه فعلا ينتمي إلى هذا الوطن، وأن الدولة هي التي تحميه لا طائفته.
.. كيف ستحققون ذلك، هل بنفس الأسلوب الذي اعتمدتموه العام المنصرم؟
نحن اليوم اسمنا معارضة لا سلطة، وبالتالي سنبقى نعارض حتى نسقط هذه السلطة، ومتى سقطت فإن المشروع الذي نؤسس له على أساس الشراكة سيبقى الأهم في الموضوع. اليوم لا أحد يمكن أن يسألنا ماذا فعلتم؟ نحن معارضة لا احد يسأل المعارضة ماذا فعلت؟ يسأل السلطة ماذا فعلت؟ ماذا ربحت؟ هم كانوا يريدون انهيار الدولة لبناء الشركة، نحن استطعنا ان نحافظ على هذه الدولة حتى نبني الشراكة. إذاً نحن الرابحون وليس هم، وهؤلاء سيسقطون وسنبني على أنقاضهم هذه الشراكة.
.. هل ستستخدمون أساليب ضغط لتحقيق ذلك؟
أكيد هناك أساليب، ولكن ليس بالضرورة أن نعلنها أو أن نلجأ إليها، ما دمنا مرتاحين إلى ما نقوم به. والسؤال الأهم يبقى: أين خسرت المعارضة؟ تقول لي في وسائل الاعلام؟ هذه أمور ليست بمهمة، السؤال هو: أين ربح السنيورة؟ علّق صورة له سمى نفسه فيها رئيس الدولة لم تدم أكثر من 12 ساعة، أي ربح حققه؟ هل لكونه أقر 700 مرسوم، وماذا بعد؟ هناك رؤوس كبيرة ستسقط، وخصوصاً عند المجتمع المسيحي، ابتداءً من الهرمية الدينية وصولاً إلى الهرمية السياسية. وسأقول لك بمنتهى الشفافية إنه عند الشيعة حصل هناك تغيير في الدم السياسي بعدما كانت هناك العائلات السياسية، وبالتالي اليوم دورها لم يعد موجوداً، وكذا الحال عند السنة، أين هم الزعامات السنية اليوم؟ من أخذ مكانهم؟ تقول لي الحريري، وإن السابقين هم أفضل منه، هذا موضوع آخر، ولكن هناك دم جديد، في حين ان المسيحية بقيت متعلقة ببعض التقاليد، واليوم يسقطون، ومتى سقطوا من كل الاتجاهات عندها يصير التفاهم أهون مما هو اليوم.
يقصد من كلامكم هذا البطريرك صفير الذي سبق للتيار الوطني الحر ان اتهمه.. (مقاطعاً)
نحن لم نتهم أحداً.. نحن نرى النتائج التي تحصل على الأرض بحيث إن تصرفات البطريرك صفير لا تعكس تصرفات الكنيسة عبر التاريخ، فالكنيسة كانت دائماً مع المظلوم، مع الحق، مع مشروع الدولة العادلة، لم تكن يوماً مع فئة ضد أخرى.. إذا هناك خلل ما ضمن الكنيسة المسيحية.
ما حقيقة المعلومات التي تحدثت عن عدم رضا الفاتيكان عن إدارة البطريرك للأمور، وأنه ربما قد طرح نقله إلى مكان آخر؟
أعتقد أن في السنيدوس من اجل لبنان الذي قامت به الكنيسة الكاثوليكية البابوية، على المسيحي أن يتفاعل ضمن محيطه، لا يمكن ان يكون المسيحي شخصا غريبا مزروعا في هذه المنطقة، فالمسيحي ابن هذه المنطقة، وبالتالي البابا لم يكن موافقاً لأنه لاحظ ان هناك فئة من المسيحيين تحاول أن تقلع هذا المسيحي من هذا المجتمع باتجاه آخر، وهذا يمكن ان يشكل خطرا على المسيحيين في لبنان وفي المنطقة ككل. نحن شهدنا ما يحصل في العراق، ألم يهجر الوجود الأميركي المسيحيين في العراق؟ ما يريده البابا اليوم هو ان يكون للمسيحي دور في السياسة. من حافظ على اللغة العربية من التتريك عبر التاريخ؟ أليس المسيحي؟ وخصوصاً الماروني في الأديرة والكنائس وتحت السنديانة؟ ومن الذي نشر الثقافة العربية في كل المنطقة لا سيما في مصر؟ إذاً دور المسيحي في هذه المنطقة والشرق ان يتفاعل مع مجتمعه لا أن ينزوي.
هل تتوقع أن يكون هناك قرار من الفاتيكان لنقله؟
المشكلة ليست مشكلة أشخاص، أعتقد أن هناك خطأ ما يمكن تسويته بتغير الاسلوب أو الشخص، لكن مشكلتنا ليست مع الأشخاص، هناك نظرة معينة تربت عليها الكنيسة مذ الـ75 إلى اليوم وهي إزاحة المسيحيين عن مشاكل هذه المنطقة توطئة لتهجيرهم منها فيما بعد. هذه الذهنية القائمة يجري تغييرها اليوم عبر سياسة التيار الوطني الحر وحلفائه من خلال ورقة التفاهم مع الآخرين، لأن دورنا كمسيحيين هو يجب ان نتفاعل مع الآخرين، لأن هذا الشرق من دون المسيحيين لن يكون الشرق الذي نطمح إليه، سيتجه إلى الأصولية، وهو ما يرفضه المسلم ذاته. هذا هو موقف البابا الذي يتحقق اليوم بشكل هادىء دونما عنف.
الفراغ وانتخاب الرئيس
سبق وتحدثت عن الشراكة، لماذا أنتم في المعارضة لا تسيرون في انتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهورية ثم تشكل حكومة الوحدة الوطنية كما تدعي الموالاة؟
هناك مثل شعبي عندنا في جبيل يقول: "لماذا تنفخ على اللبن لأنه كواني وهو حليب"! نحن عشنا التجربة التي جرى التعامل بها مع الرئيس لحود، هذا اولاً، ثانياً نحن اتفقنا على رئيس للجمهورية، ولكن هل نأتي برئيس صنم للبصم فقط؟! أم رئيس يلعب دورا حقيقيا؟ نحن بالنسبة لنا نريد ان نعطي لرئيس الجمهورية من خلال اتفاق الطائف الصلاحيات التي حددت له، أي أن يكون حكماً، كيف يكون كذلك ولا يملك صفارة؟ ماذا أمكن ان يفعله رئيس الجمهورية اليوم؟ المعاهدات الدولية هم قاموا بها، الانتخابات النيابية أجروها دون الرجوع إلى رئيس الجمهورية، كلها أمور كانت بمثابة التعدي على صلاحيات الرئيس وعلى الدستور.. ما نطالب به هو أن يعود لرئيس الجمهورية دور الحكم.
.. كيف تطالبون مسبقاً بحكومة الوحدة الوطنية وهي من صلاحيات الرئيس الجمهورية بالاتفاق مع رئيس الحكومة الجديد؟
لنفترض ان الرئيس سمى رئيس الحكومة الجديد وفق الاستشارات النيابية ورفض الأخير تشكيل الحكومة، هل ننتظر ستة اشهر او سنة حتى الانتخابات النيابية؟ لأنه ليس هناك نص في الدستور يلزم رئيس الحكومة المكلف بتشكيل الحكومة في وقت محدد، عندها ماذا يمكن أن نفعل؟ ما دمنا توافقنا على رئيس الجمهورية فلماذا ترفض الاتفاق معي على بقية الأمور؟ إلا إذا كان لديك نية سيئة وتدرك أين تلعب. عندما اتفقنا على أمر معين هل هو يخص فئة معينة من اللبنانيين أم كل اللبنانيين؟ نحن عندما نطالب أن يتمثل في الحكومة جميع الافرقاء ويكون لرئيس الجمهورية الكتلة الوازنة من الوزراء بحيث لا المعارضة تقدر ان تعطل أي عمل للحكومة دونما أن يكون لرئيس الجمهورية رأي في ذلك، ولا الموالاة تستطيع ان تأخذ البلد إلى مكان معين دون موافقة رئيس الجمهورية، أين الخطأ فيما ذكرته؟
هم يتهمونكم بأنكم تضمرون نية مبيته من وراء إصراركم على التوافق على السلة السياسية بالكامل بغية إيصال ميشال عون للرئاسة؟
.. ليتفضلوا وينفذوا ما نطرحه ولن يكون العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.
برأيكم لماذا لا يجري التواصل مع العماد عون من قبل فريق الموالاة؟
لماذا بحسب رأيك؟ أليس لأنهم لا يريدون الوفاق. إن طرح العماد سليمان من قبل الموالاة هو ذر للرماد في العيون ولخلق مشكلة بين العماد عون والعماد سليمان. هم بالأصل لم يقبلوا به واعتبروه "سوري"..
.. وبرغم ذلك تنازلوا؟
على أي أساس؟ ألم يقولوا إن العماد سليمان هو مرشح الرئيس بشار الأسد؟ لا أفهم كيف يقبلون بالترشيح السوري إذا كانوا هم ضد سوريا؟! إذاً المشكلة ليست مع السوري، المشكلة انهم لا يريدون مشاركة حقيقية مع المعارضة، يريدون ان يتركوا الساحة اللبنانية مفتوحة على كل الاحتمالات التي من خلالها يستطيع الأميركي أن ينفذ مشروعه في المنطقة، خصوصاً بعد انكساره في أفغانستان والعراق لتقوية فريق بوش في الانتخابات الرئاسية.
.. ما هي مصلحة فريق السلطة من كل ذلك؟
هؤلاء ليسوا أسياد قرارهم، القرار الحر هو من تأخذه المعارضة. اليوم عندما يقول حزب الله انه حليف سوريا ولكن لا تستطيع أن تملي عليّ قرارتها، من الذي يشد اليوم على سوريا من أجل أن تضغط على المعارضة، أليس الأميركي والموالاة؟
جنبلاط قال لن نعطيكم الثلث الضامن ولو على جثثنا؟
وليد جنبلاط تسمع له اليوم شيئا وفي اليوم الآخر كلاما مغايرا، لم يعد أحد يعلق على كلامه.
ألا يعبر كلامه الأخير عن موقف حاسم من موضوع الشراكة؟
الأسبوع الماضي قال لا يمكن ان نتخطى المعارضة بالنسبة لأي معادلة في البلد.
.. وتحدث عن حماية المقاومة؟
صحيح.. وقال إن سلاح المقاومة سيبقى خمسين سنة.. ولكن حتى في التصريح نفسه تلحظ الكثير من التناقض، فتجده مثلاً يقول انه كذب على السوري 25 عاما! لكن نسأل من سيصدق بأنه لا يكذب الآن؟ والمثل يقول: "من شبّ على شيء شاب عليه".
تكتيك سياسي؟
هذا ليس تكتيكا، المناور أصلاً لا يعترف بالكذب، إنما هو قال انه كذب على السوري فاستفاد.. لا أعرف إذا كان يملك كل هذا الذكاء حتى يضحك على السوري! هذه الدولة التي استطاعت ان تعيد دورها في المنطقة بعدما كانت محاصرة من كل العالم.
في ظل إصرار المعارضة على الثلث الضامن وإصرار الموالاة على الرفض ، برأيكم إلى أين ستصل الأمور؟
الى أن نحصل على ما نريده.
.. الثلثان؟
ربما الحكم كله.. ونعطيهم ساعتئذ الثلث الضامن (يضحك).
.. علينا ان ننتظر الانتخابات النيابية؟
ربما قبل.. من قال ان سقوطهم لن يحصل بسرعة.
.. هذا تمنٍّ أم حقيقة؟
هذا واقع، ألم يتحدثوا قبلا بالنصف زائد واحد؟ أين أصبح؟
جورج بوش دعاهم إلى النصف زائد واحد؟
لماذا لم ينتخبوا بالنصف زائد واحد؟ لنتذكر العام الماضي، ألم يقل سمير جعجع ان رئيس الجمهورية سيسقط قبل 14 آذار.. هل سقط؟ كل الوعود التي أعطتها الموالاة ووعدت بها الشعب اللبناني ماذا حققت منها؟ اليوم سمير جعجع يقول انه بتاريخ 12 الجاري سيكون هناك رئيس للجمهورية، فلينتخبوا بالنصف زائد واحد، من يمنعهم؟
التيار الوطني الحر
كيف تقيمون دور التيار الوطني الحر وموقعه في الشارع المسيحي في هذه المرحلة؟
هو دور إعادة الشارع المسيحي والمسيحيين إلى سكة التفاهم مع جميع الافرقاء في لبنان، ودورنا في هذا الشرق هو التفاعل مع الكل، لأننا استطعنا نحن كمسيحيين أن نغيّر في المجتمع المحيط بنا، كما استطاع هذا المحيط أن يغيّر فينا. اليوم المسلم اللبناني لا يشبه أبدا المسلم المغربي والباكستاني والأفغاني ولا حتى الخليجي.. والمسيحي اللبناني لا يشبه أي مسيحي في العالم.. إذاً التفاعل بين المسلم والمسيحي في لبنان خلق نوعا من الهوية الجديدة أو الشخصية الجديدة للمجتمع اللبناني. من هنا دور التيار الوطني هو إعادة هذا الدور الذي كان سابقاً دونما أي خوف أو التفكير بالهجرة.
سؤال أخير: ما حقيقة قرب وبعد النائب ميشال المر من كتلة التيار الوطني الحر؟
الكل يعرف دولة الرئيس ميشال المر بأنه سياسي قديم وعنده من الحنكة والخبرة السياسية، وهو دوماً في كل الانتخابات الرئاسية يكون له دور، والدور الذي يلعبه اليوم هو من ضمن خبرته السياسية.. ولكن لا يمكن لأحد أن يراهن على أي خلاف بين الرئيس ميشال المر ورئيس تكتل التغيير والإصلاح.
أجرى الحوار: امير قانصو ـ حسين عواد
الصور: موسى الحسيني