ارشيف من : 2005-2008
تجاذب إسرائيلي بين خيار الانتظار والتسرع في شن الحرب؟
لا يقتصر توصيف الوضع المأزوم الذي يشهده كيان العدو، علينا كلبنانيين أو كعرب أو أي جهة أخرى تعادي هذا الكيان، بل ينسحب ذلك على الإسرائيليين انفسهم، سواء كانوا من القادة السياسيين أو العسكريين أو من الجمهور.
فبعدما كان تقدير العدو أن البيئة الاستراتيجية لهذا الكيان ستبقى، بعد الاحتلال الاميركي للعراق في العام 2003، مريحة ومطَمئنة لسنوات طويلة مقبلة، نجد ان المؤسسات البحثية الإسرائيلية والأجهزة العسكرية والاستخبارية المختصة تتحدث اليوم عن أخطار استراتيجية محدقة بهذا الكيان، وتحيط به من كافة الجهات البرية. منها القريب المتاخم ومنها الخطر الإيراني البعيد الذي يشكل بحسب التوصيف الإسرائيلي خطرا وجوديا.
ولا يخفى أن هذا الواقع تكرس وتفاقم بعد الفشل الإسرائيلي في القضاء على القدرات القتالية لحزب الله في العام 2006. حيث برز القصف الصاروخي لحزب الله للعمق الإسرائيلي كعامل أساسي في التأثير في مجريات الحرب. وخاصة انها كانت المرة الأولى التي تتعرض فيها الجبهة الداخلية لهذا القصف المكثف والمتواصل.
ويلاحظ في هذا السياق أن العبرة الأساسية التي خلص إليها العدو من ذلك هو أن "معالجة تهديد الصواريخ لكل إسرائيل يشكل اول الأهداف الاستراتيجية المستعجلة للمؤسسة الأمنية" إلى جانب إحباط التهديد النوويّ الإيرانيّ.
والمنطلق الاساسي في بلورة هذه الأهداف يعود إلى التحديد بأن نقطة القوة لدى حزب الله والقوى المقاومة في فلسطين وسوريا... تكمن في القدرات الصاروخية، وبالتالي ففي "حال نجحت إسرائيل في إيجاد حل تقنيّ أو عملاني أو سياسي لهذه التهديدات، فإنّ أعداءها الرئيسيّين سيفقدون تكتيكاتهم للضغوط العنيفة، والتي كانوا يأملون أن يستخدموها لهزيمة إسرائيل في حرب استنزاف أو لمحوها عن الخريطة".
ماذا يعني ذلك؟
يمكن التقدير انه بالحسابات الإسرائيلية، من الصعب عليها المبادرة إلى حرب واسعة وشاملة في المدى المنظور، تحاول من خلالها تغيير الواقع الاستراتيجي في المنطقة. وخاصة ان هناك نقاط ضعف اساسية لم يجد الإسرائيلي حلولا جذرية لها حتى الآن.
وما يعزز هذا الاتجاه هو ان من يدعو إلى تأجيل المفاوضات مع الفلسطينيين وسوريا، إلى حين استكمال منظومة الاعتراض الصاروخية التي تحتاج من ثلاث إلى خمس سنوات، وفق تقدير الخبراء المتفائلين، يجدر به ان يعتبرها الاضعف عن اتخاذ قرار بحرب واسعة وشاملة في المنطقة.
كيف واذا اضفنا إلى ذلك اراء خبراء (بخصوص منظومة الاعتراض الصاروخية) أكثر تشاؤما، سواء بخصوص الفترة الزمنية أو بخصوص قدرة هذه المنظومة على توفير حل ناجع للصواريخ.
في المقابل يرى الإسرائيلي أيضا انه في حالة سباق مع الزمن، بمعنى انه في حال انتظر السنوات الثلاث أو الخمس المقبلة إلى حين تطوير منظومته فماذا عن مستوى القوة التي سيبلغها حزب الله وسوريا خلال هذه الفترة، وخاصة انه يقول بنفسه بأن حزب الله يخوض حالة من سباق التسلح، استطاع في ظلها ان يضاعف خلال 19 شهرا قدراته الصاروخية عما كانت عليه عشية حرب تموز 2006. وبالتالي كيف سيكون الأمر حينها بعد سنوات من الآن.
وعليه فإن الإسرائيلي يعيش حالة من الصراع بين خيار يدفعه بأن عليه يستكمل جهوزيته بالمعنى الشامل والدقيق للكلمة وتحديدا فيما يتعلق بمواجهة صواريخ حزب الله القادرة على بلوغ أي نقطة من فلسطين المحتلة، وبخصوص تأمين الحصانة لسلاح المدرعات. وبين خيار اخر يستوجب منه التحرك في اقرب وقت ممكن، وخاصة ان الزمن يتحرك لمصلحة اعداء إسرائيل.
هذا إلى جانب حقيقة انه بالرغم من الدعم الاميركي المضمون لـ"إسرائيل"، اياً كان الفائز في الانتخابات الأميركية المقبلة، الا ان للرئيس الحالي جورج بوش الذي تنتهي ولايته مع نهاية السنة الجارية، خصوصية إسرائيلية تعود إلى منطلقاته الايديولوجية في حربه على المنطقة، وهذا ما لا يتوافر لدى المرشحين الحاليين بمن فيهم الجمهوري جون ماكين.
ولا يخفى ان تبنّي خيار الانتظار سيؤدي إلى ارتفاع كلفة الحرب على الإسرائيلي في أي حرب مقبلة. وقد تصبح إمكانية تحقيق الأهداف اصعب إن لم يكن متعذرة.
فأي خيار ستغلّب "إسرائيل"، هل تفضل الانتظار إلى حين توافر مجموعة من الشروط السياسية والعسكرية؟ أم تبادر إلى حرب لم تستكمل جهوزيتها وتخاطر بنتائج قد تشكل خطراً على وجودها وأمنها؟.
جهاد حيدر
من إعلام العدو
باراك للسوريين: سنلتقي إما في ساحة الحرب، وإما على طاولة المفاوضات
هآرتس ـ باراك رافيد ـ 30/03/2008
قال وزير الدفاع إيهود باراك، لدبلوماسيين أجانب في مبنى حزب العمل في تل أبيب، إن: "حكومتنا تقول للسوريين إننا لن نتراجع أمام أي نوع من التصادم أو المواجهة، لكن الطريق مفتوح دائما لاستئناف المفاوضات. سنلتقي إما في ساحة الحرب، وإما على طاولة المفاوضات. الخيار سيكون للسوريين، وكما هو مفهوم إن أولويتنا هي أن نلتقي في المفاوضات". وأضاف بأن: "إسرائيل ترى بفتح مفاوضات مع سوريا وبخروج سوريا من دائرة التطرف هدفا مركزيا في سياستها".
إسرائيل نقلت للأسد 20 رسالة ـ لكن أجوبتها كانت مخيبة للآمال
هآرتس ـ باراك رافيد ـ 30/03/2008
قال وزير كبير، عضو في المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر لصحيفة هآرتس ان اولمرت أرسل في السنة الأخيرة حوالى 20 رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، في محاولة لفهم مواقف سوريا تمهيداً لبدء محتمل للمفاوضات بين الدولتين، لكن أجوبة الأسد لم تكن وفق التطلعات الإسرائيلية، وخصوصا عدم استعداداه للمناقشة بإمكانية قطع علاقات سوريا مع إيران.
قد يكون مطلوباً من باراك إدارة حرب جديدة مع حزب الله وسوريا
معاريف ـ عمير ربابورت/29/3/2008
خلال ولايته، التي لم يتضح بعد أوان انتهائها، قد يكون مطلوباً من باراك إدارة حرب جديدة مع حزب الله وسوريا (في الشمال ما زال هناك توتر كبير يهدّد بالانفجار، بعد العملية في سوريا وتصفية مغنية) كما مع إيران، في حال اتخذت إسرائيل والولايات المتحدة قراراً بعملية عسكرية هدفها تعطيل برنامجها النووي.
الانتقاد/ العدد1261 ـ 4 نيسان/أبريل 2008