ارشيف من : 2005-2008

بريد القراء ـ العدد1249 ـ 11 كانون الثاني/ يناير 2008

بريد القراء ـ العدد1249 ـ 11 كانون الثاني/ يناير 2008

أيها الشهداء ليتني كنت معكم
إهداء إلى الشهيد القائد الحاج غازي علي جفال في يوم ولادته
صورة في الجدار
واسم ارتسم تحت الصورة باللون الأخضر "أمين"
كأنه بزوغ فجر ساطع، وفوق الاسم "رجال الله"
بدأت القصة
دمعة صغيرة خلف أسلاك شائكة
ومع الزمن تفجرت نبع صمود يطلق عليه اسم معتقل الخيام
وكان أن خرج أمين من معتقل الوطن إلى الوطن المعتقل
وبدأت رحلته مع الحياة،
اسمع يا مهدي
كان الصهاينة الأعداء يحاولون التقدم باتجاه قرانا الطيبة
كانت الطائرات المعادية تحمل آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ، وفوق قرانا، ترمي حممها على بيوت المدنيين والمساجد
وبدأ ذلك المحتل الغاشم التقدم باتجاه بلادنا، كان له بالمرصاد مفاجآت لم يعهدها هذا العدو،
بصواريخ يحملونها بأيديهم بتوجيه وببركة من الله
واشتعلت الأرض تحت أقدام الغزاة، وتطايرت الأشلاء
طائرات تهوي، بارجات تحترق ودبابات تتفجر
وصواريخ تدك عرش الظالمين،
كان النصر تلو النصر، من عيتا ومارون حتى الضاحية وبقاعنا الأبي
وفي تلال رشاف والجوار كان والدك يا مهدي
هو وبعض رفاقه وعلى مدى ثلاثة وثلاثين يوماً يضربون العدو
في ذاك اليوم كان والدك يزرع القرية بعملياته النوعية، بقبضته الحسينية.
وجاء وعد الله
في قريته التي أحبها، وقرب البيت الذي حضنه وحضنكم
وفي مواجهة استشهادية، تحوّل الظلام في تلك الليلة أنواراً ساطعة
حضن والدك الأرض بكفيه وجسده
يروي بدمائه بعض شتلات التبغ
الله أكبر.. قالها بصوته الهدار فأيقظت ضمائر العملاء
وقالها همساً.. سمعه رفاقه في المعتقل
وقالها صمتاً دوّت بين الجبال والتلال
الله أكبر.. علت من سماء الجنوب وغطت أرجاء العالم..
الدموع تلألأت في عيون الحاج أبو غازي
لِمَ تبك يا جدي؟
نظر نحو السماء وقال الحمد لله فاز والدك بالجنة
قالها وانفرجت أساريره
ما بك يا جدي، ماذا ترى
أغمض عينيك يا مهدي
أغمض مهدي عينيه ونظر نحو السماء
شاهد مواكب الأنوار تملأ الفضاء
وأجنحة الملائكة تخفق في سرور
قصور تعلو قصورا
أنوار وجوهٍ تتلألأ وبوابات مفتحة
وفوق الأبواب عروش
طيور ذهبية تمرح في حبور
وبين تلك الطيور
شاهد مهدي والده يبتسم
كالبدر في ليلة كماله
يومئ بيده صاعداً نحو تلك القصور
مسرعاً وأمامه نور
ما ذاك النور؟
عد يا والدي
لدي شيء أقوله لك
قال الشهيد سأعود يا ولدي سأعود..
قرب مرقدك أيها البطل كنا هناك
لم أقو على البوح بما يخالجني من أسى وحزن وشوق
لم أعلم ما الحياة
لم أدر ما الشهادة
ليتني كنت معكم أيها الشهداء..
هاني العيتاوي
ــــــــــــــــــــــــــــــ

يا أيها القمر
مهداة إلى الشهيد المجاهد حسين رومل شري "ساجد" بطل عملية العديسة والى شهداء خربة سلم
أكتب اليك يا حسين يا أيها القمر
الذي رحل عنا..
فأنت نبراس وباسل وساجد
يا من سطرت بجهادك الأبي كل الملاحم
والبطولات في العديسة وكتبت بدمك
العطري المجد والفخر والاعتزاز
وفي عينيك رأينا حبك للشهادة
ورأينا عشقك للجهاد والمقاومة
أنت حسين وأنت النور الذي
يضيء درب العاشقين والسالكين
على درب الجهاد فهنيئاً لك
وسام النصر
فسلامي اليك ايها البطل
وسلامي لكل شهداء الوعد الصادق
رنا خليل دبوق
ــــــــــــــــــــــــ

لكم لبنانكم ولي لبناني
يا أصحاب السعادة والمعالي و(الفخامة)..
هل قرأتم يوماً بأن الديمقراطية تعني حكم الشعب أو سلطة الشعب؟
هل تعلمون بأن الدولة لا تقوم إلا بثلاثة عناصر أو أركان مجتمعة (الشعب، الإقليم، السلطة السياسية).
فأي دولة تريدون أن تبنوا لنا؟
لبنانكم الذي تزعمون يفتقد إلى عناصره الثلاثة
1 ـ الشعب هو مصدر السلطات، وأنتم لا تحكمون باسمه، فالشعب في ناحية وأنتم في الناحية المقابلة له، لقد أجريتم كل استطلاعات الرأي واستنفدتم كل الوسائل لتعرفوا من يريد الشعب رئيساً وعندما صفعتكم النتائج شككتم فيها وضربتم بها عرض الحائط.
2 ـ لقد تخطيتم حدود الاقليم وذهبتم إلى ما وراء البحار بحثاً عن رئيس لما تبقى من جمهوريتكم المزعومة، هل أحصيتم عدد ما تبقى من لبنانيين على اقليم لبنان؟ وما أدراك ما هي؟ هي سلطة مغتصبة.
3 ـ أما السلطة السياسية فتأخذ أوامرها من الخارج، وهيهات لهذه السلطة التي لا يعترف بها شعبها وتعيش على اعتراف دول العالم التي هي أيضاً بحاجة إلى اعتراف شعوبها بها.
ان عملكم هذا يشكل جريمة بحق شعوبكم سوف يجازيكم عليها ابناؤكم عندما يقرأون في كتب التاريخ.
علي حسين بدوي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

يا صاحب العمة الوضاء
يا صاحب العمة السوداء يا حسنا
نصر من الله فينا من أهالينا
يا صاحب العمّة العصماء يا بطلاً
في حالك الدهر يهدينا ويُهدينا
من ألف عام نباري الحزن في فرح
شاب الزمان وما شابت أمانينا
يا سيد القول في عصر السكوت ألا
ترى المحامين أسرى في صحارينا
إنّا لنشهد والتاريخ دوّنها
يا من ظمئت ولكن كي تروينا
يا صاحب الراية العرباء يا علماً
في مفرق الدهر مشكاتاً لرائينا
إنا جميعاً فدينا من يجاورنا
سل الجليل وسل لبنان أو سينا
انا احترمنا، عشقنا من يحاورنا
للسلم والحرب سل عنا أعادينا
من بعض ما قلت ها تموز شاهدة
عند الشهادة ما ينفي تداعينا
يا من ورثت حسيناً في مآثره
نحن القوافل أنت اليوم حادينا
لولا رجالك لا نصراً نقول به
ولا تقرّ لنا في عزة عينا
لولا رجالك أين النصر من بلد
لولا شخوص المنايا من أمانينا
فأنت وحدك ما أبقى الزمان لنا
يشدو باسمك غادينا وبادينا
إن تحجب الشمس اميركا وشلتها
فأنت يا نصر شمس في ليالينا
بذل النفوس على البلوى لنا ديناً
وكل درب على التقوى لنادينا
من خالص الحب غنينا قصائدنا
وأنشد الكون والدنيا قوافينا
من خافق الحب حنينا العلا بدمٍ
إن يدع يا رب قال النصر آمينا
يا صاحب الراية الصفراء، معسلة
ريا القطوف تدانت من أيادينا
ما كان خصمك إلا من وهى دينا
يا صادق الوعد فينا بل وهادينا
معمّر أنت، والباقي مخربة
تلك الخفافيش مذ كانوا شياطينا
هذي رجالك جند الله منشدة
بوح الهوى أنت بل بوح الهدى فينا
حكمت الجنيدي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حبيب لا أغادره
الحمد لله حمداً لا أغادره
والشكر لله لا مناً أجاهره
ربي تبارك من رب له كرم
على البرية ما انفكت مواطره
سيلاً تحدّر بالإحسان منهمراً
بالبشر والسعد لا تحصى مصادره
له من الفضل والإنعام سابقة
ومن تجاوزه الأوزار وافره
فظل فيه يرجي الخير كافره
وزاد في الخير والعلياء شاكره
وكنت في بيته أرنو إلى شرف
فضمني في صفوف المجد عامره
فلم يدع لي من خير أناظره
ولم يدع لي من شر أحاذره
فاسأل فؤادي ما ينجيه من غضبٍ
يوم الحساب اذا تبلى سرائره
واسأل جبيني عن نور يلاحقني
يتيه عشقاً به كالصب ناظره
نذوق في فيضه سر الحياة ولا
نهون يوماً وقد شدت أواصره
يبقى على العز من يأتيه مؤتمناً
فالعمر وارده والدهر صادره
هو السفينة للغرقى وقد صمدت
مهما تعالى من الطوفان طامره
وهو الملاذ إذا حل الظلام على
قلب المخوف متى دارت دوائره
وهو الحبيب الذي أرنو لرؤيته
مهما فقدت بها شلواً تطايره
ما كلّ زائره ما ملّ ناظره
ما ذلّ ناصره ما ضلّ شاعره
هو النشيد الذي في لحنه رقصت
أرواح شيعته عشقاً تشاطره
توافدت ترتمي في حصنه فبه
تلقى الحياة وتلقي ما تخامره
به تروي زماناً جف وابله
لكي يفوح من الآمال شاغره
تسبح الله في كهف به سكنت
هل تطمئن قلوب لا تذاكره
لو قطعوا فيه أوصالي وما حملت
وكشر الحقد خافيه وظاهره
لما لقوا بين ذراتي وأعظمها
إلا الحسين حبيباً لا أغادره
تشع بالخير والنعمى محاسنه
وتنزل الليل والسكنى ضفائره
ان تلتق الأنس نفسي فهو مؤنسها
أو دق ناقوس قلبي فهو ناقره
به سموت على الدنيا وما وسعت
وطفت من حيث ما طافت بشائره
الباسط الكف من تحت الكساء إلى
كف المحبين والسلوى تذافره
والمسكر الناس من حلم ومن أدبٍ
والناشر الجود لا تخفى جواهره
والطاوي الكشح للمسكين معتكفاً
والمطعم العبد إما ضن آسره
والكاظم الغيظ عن قوم إذا جاهلوا
 والمنزل الموت إما ثار ثائره
والفارس الأوحد الصنديد، ما صمدت
له الأسود إذا شدّت أظافره
هو الكمي الذي ما زال منتفضاً
ومن عرين بني الكرار خادره
ما زال في جنة الرضوان سيدها
وفي الدنا ترتقي دوماً مفاخره
هو الحسين ومن مثل الحسين حماً
عند الوطيس إذا حلت فواقره
الضارب الصفح إلا في الضراب فلا
يطيل في عمر قتال يناوره
النازع الحق من أنياب غاصبه
والمرتدي في اللظى قلباً وشاهره
يصيح هيهات منا أن نذل ولم
نذق من الصبر ما الرحمن عاذره
فقارع الجبت والطاغوت محتسباً
وقلّ إلا من العباس ناصره
فبات في الحل والتاريخ فارسها
وظلّ في غضب الجبار واتره
ابراهيم هارون
ــــــــــــــــــــــ

في الطف كنت النور مجتمعاً

آتٍ إلينا وفي الأحداق ترتسم
وعمرك الدهر لا يُعرف به قدم
تظل في عنفوان المجد صوت فدا
تسير في إثره من شوقها الأمم
وفي مقامك عين الله ساهرة
ومن ضريحك أجيال لها نعم
وعند صحنك دنيا الحب وارفة
وعندك النور تبلى تحته الظلم
فكم طعمت شعوباً خبز عزتها
وكم سقيت ونهر الكوثر الحرم
وكم شفيت ورب العرش شافينا
وعند جودك جود الروح يختتم
وليس عجباً بأن تأتي بمعجزةٍ
وأن تلين ما يقسو ويصطدم
ألست سبط رسول الله رايته
في بطن مكة لم يسقط لكم علم
ومن كمثل أبيك الليث حيدرة
أبي المكارم باب الحوض يستلم
له حسام باسم الله شفرته
ما قام لولاه دين أو سمت قيم
فهو الوصي وصي المصطفى شهدت
يوم الغدير له الافلاك والأمم
وأنت في الطف كنت النور مجتمعاً
وآلك الصيد نبراس الوفاء هم
أرسيت للأمم التاريخ أجمعه
مبادئاً من جناها تسلم الأمم
وقدت أنبل جمع في ملاحمة
سما بها الدم فوق السيف سيفهم
فأنت نور من التقوى وقافية
من الوقار علاها الكبر والشمم
وأنت حرز من الرحمن ممتشق
وأنت عقل به نشدو ونعتصم
وأنت معجزة التاريخ لا بقيت
بعد الحسين شعوب فيه تختصم
تحت الكساء حباك الله مفخرة
ما حازها بعد أهل البيت غيرهم
وأنت من عترة سبحان خالقها
باب الجنان لها والروضة الخضم
لها قباب أعزّ الله هامتها
ضمت أعزّ برايا الخلق كلهم
نعمى لكل يدٍ تحظى بلمستها
وكل ثغر بها يدعو ويستلم
يا سيدي أنت وتر الدين منشده
صلت عليك بوادي كربلا الأمم
لولاك ما أينعت في المجد ملحمة
ولا نما تحت جفن البرعم النسم
وهبت دينك أغلى ما لديك فهل
من بعد جودك يا سبط العلى كرم
ناديتنا لا تشقوا الجيب لا تهنوا
ولا تغيضوا عيوناً دمعها حمم
مولاي علمتنا أنت الشموخ فلا
يذل دمع باسم الدين يضطرم
ان العيون التي تبكيك لا وهناً
تجري ولكنما في دمعها النقم
حسن جعفر نور الدين
الانتقاد/ العدد1249 ـ 11 كانون الثاني/ يناير 2008

2008-01-11