ارشيف من : 2005-2008
سلطة الخطيئة
كتب ابراهيم الموسوي
ليس في الأمر أي لبس، ولا يوجد للغموض فيه أي نصيب.
لقد أعلنت سلطة الأمر الواقع ممثلة بالحكومة غير الشرعية الحرب على المقاومة، وبدأتها فعلاً من خلال الاعتداءات التي مارستها وتمارسها ميليشيا تيار المستقبل ضد المواطنين في بيروت. هذه الاعتداءات هي ترجمة لقرارات السلطة العدوانية بكشف ظهر المقاومة للعدو من خلال اعتبار شبكة اتصالها اعتداءً على السيادة، وملاحقة كل من له علاقة بها جزائياً.. وكذلك من خلال إقالة العميد وفيق شقير رئيس جهاز أمن المطار، بحجة اكتشاف كاميرا مراقبة كانت في محيط المطار منذ سنوات. والهدف هنا هو ليس إبعاد العميد وفيق شقير بشخصه، وإنما إبعاد أي ضابط وطني عن هذا المرفق لتسهيل تحويل المطار إلى قاعدة للاستخبارات الأميركية والإسرائيلية.
واللافت أن الحكومة اتخذت هذه القرارات المشؤومة على الرغم من تحذيرات عديدة وصلتها من جهات عدة بعدم الإقدام على اتخاذ مثل هذه القرارات الرعناء، فما الذي حدا بفريق السلطة إلى القيام بما قام به؟
يبدو أن هؤلاء كانوا يراهنون على طول أناة المقاومة وصبرها والتزامها بالسلم الأهلي وخوفها من وقوع الفتنة، سبيلاً إلى ابتزازها وكيل اللكمات لها دون توقع أي رد.. غير أنهم بحماقاتهم هذه التي دفعتهم إليها قراءاتهم الخاطئة، مشفوعة بالحث الأميركي على القيام بما قاموا به، قد تجاوزوا كل الخطوط الحمراء. وعليه فإن حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر عندهم.
لقد ارتكبت سلطة الأمر الواقع خطيئة مميتة وقاتلة، ولا تزال الفرصة موجودة لتصحيحها من خلال الاستجابة لما تقدم به سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مؤتمره يوم أمس. فهل تقدم سلطة الأمر الواقع على تصحيح أخطائها بإلغاء قراراتها، أم تستمر في تعنتها والعناد؟
لن تستطيع هذه السلطة الاستمرار في دفع الميليشيات التابعة لها من شراذم المستقبل والقوات اللبنانية، لاستباحة أحياء المواطنين وأملاكهم، إذ ان دروس سقوط مباني مراكزهم في النويري ورأس النبع ومناطق أخرى يجب أن تكون بليغة بما يكفي للاعتبار، وإلا فإن دروساًَ كثيرة ستأتي..
وما أكثر العبر وأقل الاعتبار؟!
الانتقاد/ العدد1266 ـ 9 ايار/ مايو 2008