ارشيف من : 2005-2008
رُبـُوع الشهيـد
ضَمَّ الترابُ النعشَ، و اهْتَزَّ المـــــــــــدى |
يا أرضُ ما يوماً نقمْتِ على الـردى! |
حَضَنَ الأثيرُ الروحَ، أبْـرقَتِ السمـــــــا: |
عـادَ الغريبُ، سَلُوا المجرَّةَ فرْقَـــــدا |
الكـونُ يبكي ضاحكاً، ما بــالُـــــــــــــهُ؟ |
في الصيف منديلَ الخريفِ قدِ ارْتدى |
"يا قبضـةً ضَمَّتْ ثَـرَايَ اسْتيقِظــــــــــي |
مـا بـــــــــــالُها عَيْنــا حبيبـي شارِدَهْ |
نحوَ السَّمـا؟ هل غادَرَتْ روحُ الفـــــتى؟ |
روحُ الـذي بالروح أَوْصـالي فَـــــدا؟ |
وا، يا سـمَا مُـنِّي عَلَـيَّ بروحِـــــــــــــــهِ |
أَيــــــموتُ و هْوَ فِدا رُبــاهُ اسْتشهِدا؟ |
مَنْ يَلْثُــمُ الخـدَّ الجـريــــــــــــحَ مُبَلسِماً؟ |
حـاشــــــــــا مُحَيَّــا النورِ أنْ يتخدَّدا" |
مهلاً, أيــا ربعَ الشهيدِ, تضـــــــــــمُّــه: |
دَيْــــــنُ الثّرَى, فإلى الثّرَى قدْ سُـدِّدا |
زَرَعَ الــربوعَ إرادةً و كرامـــــــــــــــةً |
و رَوَى ظَمـــــــــا بَيْــداكَ دَمُّ الأوْرِدَه |
شَـدَّ الرِّحالَ ضُحَىً، و ســـــــارَ مـودِّعاً |
و الفجــــــــرُ أهْدَى كلَّ عـينٍ مَوْقِـــدَا |
فـجحيمُ مَنْ غَصَـبَ الترابَ لقــــــــــــادمٌ |
و جحيمُ مَـــــنْ زَرَعَ الجحـيمَ قَدِ ابْتَـدَا |
ثـارتْ بـراكينُ الفؤادِ، فأمْطَــــــــــــرَتْ |
حِمَمَـاً تــَـــــــكِيْ مَنْ ليس فيهِم أفئِـدَهْ |
و القيـدُ يكسِـرُهُ سلاحُ مقــــــــــــــــاوِمٍ |
و الأرضُ تسعى للربــوعِ مُزَغـرِدَهْ |
و الفـارسُ الجبّـارُ يُحْنِـي مَتْنَــــــــــــهُ |
و يضُمُّ حَبَّــاتِ الثـرى مُتَفَقِّــــــــــــدَا: |
"أَرَضِيتِ يا أُمّـي؟ أَأَمْضِي وافِيــــــــاً؟.. |
ضُمِّي ضلوعِي، الرِّيحُ أمْسَتْ بــارِدَهْ |
قَدْ أثْخَنَتْ جسدي الجـــــــراحُ، فبَلْسِمِي |
بدَمِي الرُّبى. بِدِمـايَ نَفســــي زاهِـدَهْ" |
"يــــــــــا ريحُ أَسْرِي بالشراعِ مُخَضَّبـاً |
ألْقِـي بِـهِ يَغْفُو بحِجْـرِ الوالِــــــــــــدَهْ |
لا..لنْ تَضِلِّـي: الْكونُ زاهٍ كُلُّـــــــــــهُ، |
و تَضُمُّ والدتي الِخمـــــارَ الأسْــوَدَا!" |
"لا تدْمعي، أمّــــــــي، الـلآلئُ غالِيَـهْ |
و المــــوجُ يعْلُو، الرُّوحُ تُبْحِرُ قاصِـدَهْ |
وَجْـهَ السَّما. و أخافُ تَبْكِيَنِي السّـــــما: |
في الحِجْرِ قَدْ ظَـــــلَّ الشِّراعُ مُمَـدَّدَا" |
"هــــــا قِصَّتـــــــي احْكِيها بِكُـلِّ عَشِيَّـةٍ |
نَصْـراً يُبَلْسِمُ لِـــــــي جِراحَ السّـارِدَهْ |
أُمّي، إذا صوتي افْتَقَـدْتِهِ فاسـمـــــــعي: |
"ألله أكبـــــــــرُ" حُـرّةً، فهْيَ الصَّـدَى |
ضُمِّـــــــــي الـتـــــرابَ بعـزَّةٍ، فشَهِيدُكِ |
بِـتُرابِ أرضٍ حُـرَّةٍ قَدْ خُلِّـــــــــــــدَا" |
ملاك فواز