ارشيف من : 2005-2008
أبو عبيدة الناطق باسم القسام لـ"الانتقاد": قاتلنا بكل ما أوتينا من وسائل القوة المحدودة ولدينا المزيد
غزة ـ عماد عيد
على مدار ثلاثة أيام دخل فيها الجيش الإسرائيلي إلى مناطق شرق جباليا دارت معارك حامية بين المقاومة وجنود الاحتلال.. موازين القوى لم تكن متكافئة لكن كل قوة الاحتلال لم تمكنه من الدخول مترا واحدا بعد عملية التسلل التي نفذها.
الانتقاد التقت الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة الذي تحدث عن جزء من المقاومة وتكتيكها ودورها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وأجرت معه الحوار التالي:
ـ هل كنتم تعملون وفق خطة محددة للدفاع عن المناطق الفلسطينية أم أن الأمر مرتبط فقط بالتصدي للدبابات؟
بالتأكيد ومنذ اللحظة الأولى لتحرك الدبابات الإسرائيلية نحو المناطق الفلسطينية كان المرابطون يرصدونها ويتابعون تحركاتها وكانت الخطط جاهزة للتنفيذ.. بعض المجاهدين ينسحب والبعض الآخر يبقى في مناطق آمنة أعدت له ليكون في قلب المعركة.. كنا نحن من نحدد أي المناطق ننسحب منها وأي المناطق التي نخوض الاشتباكات فيها.. كانت لدينا وحدات إسناد ووحدات هجوم واستشهاديون جاهزون للعمل في أي لحظة، وكنا في كتائب الشهيد عز الدين القسام، مصممين على أن نقاتل العدو بما أوتينا من وسائل القوة المحدودة..
ـ هل لك أن تضعنا في تفاصيل عملية من احدى عملياتكم شرق جباليا؟
هناك عدة عمليات نفذها المقاومون منذ دخول القوات الخاصة ترافقها الدبابات ولعل أبرزها العملية التي قتل فيها عدد كبير من جنود الاحتلال دون أن يعترفوا إلا بمقتل اثنين وإصابة سبعة، مع أننا متأكدون من إبادة كل القوة الإسرائيلية في تلك المنطقة، ولعل اعتراف الجيش الصهيوني أن عددا من أفراده كادوا يخطفون لدليل على صحة ما نقول.
هذه العملية التي نفذت فجر السبت (1-3-2008) فور التوغل الإسرائيلي في شرق جباليا أو ما يعرف بجبل الكاشف حيث توغلت قوات صهيونية خاصة تقدّر في البداية بثلاثين جندياً صهيونياً تقدّموا تحت جنح الظلام، وكان مجاهدونا قد زرعوا العديد من العبوات ووضعوا كمينا ثلاثياً محكماً في هذه المنطقة، حيث كان ثلاثة من المجاهدين يختفون في الأرض، وينتظرون هذه القوات التي كان من المتوقع أن تدخل إلى هذا المكان، وبالفعل وعندما اقتربت القوة من الرأس الأول للكمين وعن بعد عشرين متراً قام أحد المجاهدين بتفجير عبوة ناسفة مضادة للأفراد بها آلاف الشظايا الموجّهة، وقام بالخروج من مكمنه وتفجير هذه العبوة في خمسة عشر جندياً بشكل مباشر، حيث أن القوة الصهيونية انقسمت إلى فريقين، وقد تأكّد المجاهد من سقوط كل هؤلاء الجنود، ولم يكتف بذلك بل خرج من جديد وقام بتفريغ سبعة مخازن ولم يستطع أفراد هذه القوة الخمسة عشر إطلاق رصاصة واحدة، بل تعالت صيحاتهم وصراخهم، ومن ثم قام بأخذ كمينه من جديد ولم يخرج منه سوى بعد أربع ساعات كاملة حيث انسحب إلى مكان آمن وروى حرفياً ما ذكرنا لكم من تفاصيل.
وفي الجانب الآخر من الكمين كان أحد المجاهدين أيضاً قد خرج لبعض الجنود بعد أن أصبح أحدهم على بعد متر واحد من المجاهد، وقام بتفريغ عشر رصاصات في صدره بشكل مباشر وسقط على الأرض مضرّجا بدمائه، وسحبه بقية الجنود، في حين تمكن المجاهد من الخروج والانسحاب من أمام الدبابات الصهيونية ومن تحت الطائرات.
ـ هل كنتم تعتمدون على الاستشهاديين فقط أم أن هناك وسائل أخرى؟
شاركت في عمليات المقاومة وحدة المدفعية التابعة لكتائب القسام التي أمطرت كل المنطقة التي كان فيها جنود العدو بمئات قذائف الهاون، واغتال جيش الاحتلال قائد الوحدة الشهيد اياد الاشرم لكن كل ذلك لم يوهن عزيمة المقاومين بالإضافة إلى عمليات إطلاق الصواريخ نحو المستوطنات الإسرائيلية للتأكيد للاحتلال أن هدفه من وقف إطلاق الصواريخ هو فاشل، وان تكتيكات المقاومة واسعة، وقد كانت كتائب القسام تطلق الصواريخ من داخل المناطق الخاضعة للاحتلال، وتمكنا من إطلاق عشرات من صواريخ القسام.
ـ الجيش الإسرائيلي يقول إنكم تستخدمون صواريخ إيرانية الصنع؟
فليقل الاحتلال ما يريد.. نحن لدينا إمكانياتنا الخاصة ولدينا القدرة على إنتاج السلاح الذي يحمي شعبنا ويوقف عنه عمليات الذبح والاجتياحات المتكررة، ولن نقدم معلومات مجانية له.
وأؤكد أننا في هذه المعركة استخدمنا بعض أسلحتنا المفاجئة وذلك عندما قامت وحدة الدفاع الجوي في كتائب القسام ومن عدة أماكن بإطلاق مكثف للنيران تجاه الطائرات التي كانت تصل إلى أجواء غزة، وكانت هذه الوحدة المكونة من ست قطع تطلق النار وتجبر الطائرات على الانسحاب أكثر من مرة وتعيقها عن التدخل خلال المعارك الجانبية التي خضناها. ونؤكّد أن العدو الجبان لا يملك الجرأة للاعتراف بخسائره ويحاول التغطية على هذا الفشل بالقصف الهمجي للمدنيين الأبرياء، وقصف المنازل والمواقع المدنية والشرطية، في دلالة واضحة على مدى التخبط والإرباك الذي يعيشه العدو وجيشه الجبان العاجز عن المواجهة الميدانية.
ولكم أن تتصوروا أن هذه الخسائر في الاحتلال حدثت في منطقة مفتوحة شرق مخيم جباليا وعلى أعتاب قطاع غزة، فكيف بهم لو دخلوا إلى داخل وحل قطاع غزة، حينها سيعلمون أن قتلهم سيصبح تسليةً لمجاهدينا بإذن الله تعالى.
ـ هل يمكن أن تؤثر هذه العملية على صفقة التبادل المحتملة حول الجندي الأسير جلعاد شاليط؟
نحن في كتائب القسام نؤكد للمرة الألف انه لا تبادل دون القبول بشروط كتائب القسام المعلنة، وان الأسرى الذين طالبنا بهم لن يكون تبادل بدونهم، وان الجيش الصهيوني هو الذي يتحمل مسؤولية إعاقة الصفقة.. فكتائب القسام التي تقدم أعدادا من الشهداء ـ قدمنا 40 شهيدا في معركة جباليا ـ لن نرتاح قبل الإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
الانتقاد/ العدد1257 ـ 7 آذار/مارس 2008