قانا تثير جراحاتٍ بنيسانا
سجلها النصر لا نطويه نسيانا
قانا أفاضت أزاهير ملونة
منها الربيع استقى عطراً وألوانا
قانا ألا بلّغي الدنيا بما فعلت
أيدي اليهود وما ألقته في قانا
قانا أقام بها الأرجاس مجزرة
يندى الجبين لها روعاً بما كانا
قانا أليس صواريخ العدى حصدت
بمعقل الأمن أشياخاً وشبّانا
قانا الأبية أطفال بها ذبحت
ونسوة قتلت ظلماً وعدوانا
قانا أذابت عناقيداً حوت غضباً
وأمطرت من سماء الحقد نيرانا
قانا يدوّن قول الحق مشهدها
ليس الذي يحرق الإنسان إنسانا
قانا إذا ما تبدى الليل فاصطبري
لا بد أن يستفيق الصبح جذلانا
قانا الشهيدة صبراً نُصبَ نائبة
إن الحسين شهيد الطف سلوانا
قانا وقانا جميل الصبر غائلة
كادت لتزرع في الأرجاء أضغانا
قانا جرى دمك القاني بأحشانا
سقى حشاشتنا العطشى فأحيانا
قانا وقتلاك قتلانا بلا ملقٍ
بلى لعمري كذا جرحاك جرحانا
قانا بهرت عقول العالمين بما
جادت به أرضك الفيحاء مجّانا
قانا نقشت على الأجيال ملحمة
تبقى معالمها للفتح عنوانا
قانا جبالك لم تبرح مطرّزة
بالغار حاضنة خيلاً وفرسانا
قانا أيا قبلة الأنظار في وطني
نزيفها يستثير اليوم أوطانا
قانا أيا نبعة الأحرار كم سكبت
من الوريد دماً أرض الإبا صانا
قانا قبست من الكرّار حيدرةٍ
بأساً يضاهي لدى الهيجاء صوّانا
قانا أقيمي بأفق الخلد شامخة
وأرعبي الكفر أن آخيت إيرانا
قانا مقاومةٌ كالطود صامدة
أشلاؤها صنعت عزاً للبنانا
قانا عروس القرى تزهو بزينتها
أجداثها ارتفعت نحو السما شانا
قانا تكبّر والآهات صاعدة
الله أكبر فاسمع صوتها الآنا
قانا تؤذّن والتاريخ يكتبها
الله أكبر أذّن وارو آذانا
قانا مآذنها دوّت مجلجلة
الله أكبر إن النصر قد حانا
قانا بساحتها التوحيد محتفل
حباً يحيل شتات الناس إخوانا
قانا الحبيبة دامت رمز وحدتنا
ضمّت بلبنان إنجيلا وقرآنا
قانا شهادتنا، قانا حكايتنا
قانا قلادتنا، قانا مُحيّانا
قانا ثغور الهوى عشقاً تمجدها
بالنثر حيناً وبالأشعار أحياناً
قانا لها من جبال المجد أغنية
قلبي يترجمها لفظاً وألحانا
قانا لها من جنوب الطهر ما رسمت
أنامل الشوق بعضاً من تحايانا
قانا روائع ما أحلى إعادتها
في حب قانا يعاد الشعر نشوانا
قانا أرددها في كل قافية
ليأتي الحرف للأسماع إحسانا
قانا ذكرتك والأحزان لاهبة
فهل يسكن لحن الشعر أحزانا
قانا إليك ندى نيسان أحمله
مضمخاً من رياض الفخر ريحانا
قانا اعذري شاعراً جفّت يراعته
إزاء هول الرزايا بات حيرانا
قانا سلام إلى عينيك ما فتئت
في أفقنا أعين ترنو إلى قانا
الشاعر عباس علي فتوني
الانتقاد/ العدد1264 ـ 25 نيسان/أبريل 2008