ارشيف من : 2005-2008

في ذكرى مولده صلى الله عليه وآله وسلم: "احتفالات شعبية طرابلسية تنتصر للمقاومة

في ذكرى مولده صلى الله عليه وآله وسلم: "احتفالات شعبية طرابلسية تنتصر للمقاومة

بقلم: المهندس ربيع حرّوق
على الرغم من العديد من الحقائق الرقمية التي تؤكد أنّ مدينة طرابلس هي الخزان الشعبي لقوى الرابع عشر من آذار وتحديداً تيار المستقبل فيها، وبغض النظر عن المادة الاعلامية والتسويقية التي استخدمت ابان انتخابات 2005 التي لاقت رواجاً كبيراً في الوسط الشعبي الطرابلسي الذي وجد في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري طعنةً موجهةً الى صدره بشكل مباشر لما يمثل هذا الرمز الوطني صمام أمان في الوسط السياسي اللبناني وأملاً كبيراً لأبناء طرابلس في ايجاد ثورة تنموية في العاصمة الثانية التي همشت عبر العصور السياسية المتتالية، تبقى لروح المقاومة للمشروع الصهيوني والأمريكي مكانة هامة في الوسط الشعبي الطرابلسي انطلاقاً من الالتزام الاسلامي والوطني الذي يتسم به أبناء طرابلس المصنفين كرأس حربة في جماهير المقاومين لمشاريع الاستعمار الفرنسي منها قديماً والأمريكي منها حديثاً، حيث سجّل الطرابلسيون أروع البطولات في وسط طرابلس(التل) حيث قاوموا الدبابات الفرنسية بصدورهم العارية وسقط منهم العديد شهداء في سبيل وطن عربي حر مستقل غير منفصل عن آلام محيطه العربي وفي مقدمتها القضية المركزية للأمة فلسطين المحتلة.
انّ مسلسل الانتصار لمشاريع المقاومة لم يقف عند هذا الحد فها هم الطرابلسيون ينتصرون لاخوانهن الجزائريين في ثورة المليون شهيد وها هم يخرجون ألوفاً مستقبلين المجاهد الكبير فوزي القاوقجي اثر عودته من ميادين الجهاد في فلسطين، وهاهم يبكون شيخ الانتفاضة المباركة أحمد ياسين ورفيق دربه عبد العزيز الرنتيسي، ويقاطعون البضائع الأمريكية احتجاجاً على آلة الحرب التي تسلب ثروات العراق الجريح وتدعم الترسانة الصهونية الى ما لانهاية حيث سجلت تقارير لجان المقاطعة عام 2001 بأنّ مقاطعة البضائع الأمريكية وصلت الحد الأقصى في مدينة طرابلس من بين سائر المدن اللبنانية،ويحتفلون بالمقاومة الاسلامية أيضاً اثر الاندحار الصهيوني عام 2000 لمدة أسبوعين حيث جالت أفواج المقاومة في طرابلس مستقبلة من قبل الجماهير الغفيرة بنثر الأرز وصيحات التكبير.
من يستطيع أن يطفىء هذه المشاعر المتلهبة في قلوب الطرابلسيين الذين يجدون في الصهيونية الشر المقيت الذي من غير الممكن القبول بها كواقع سياسي جراء سياسة الاستسلام والتخاذل التي سيلاقي بها زعماء العرب ربهم يوم الحساب؟؟
ها هي أزقة المدينة وأحيائها الشعبية تحتفل بذكرى مولده صلى الله عليه وآله وسلم على طريقتها الخاصة حيث كان فريق الوعد للفن الاسلامي الذي ينشد للمقاومة في فلسطين والعراق ولبنان ضيف هذه الحفلات المباركة، ها هي أزقة المدينة تخاطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذكرى مولده قائلة نقتدي بك يا محمد القدوة الذي علمتنا أن لا نستكين ولا نستسلم للغزاة الذين يريدون فرض ايديولوجيتهم وفق سياسة الاكراه التي بينها وبين أبناء المدينة فاصلاً كالذي بين السماء والأرض.
في العديد من الأماكن في طرابلس وتحديدا في منطقة الزاهرية (لجنة مسجد ابي القاسم) قامت ثلة من المجموعات الشبابية الذين أرادوا في ذكراه صلى الله عليه وآله وسلم أن يذكروا أبناء المدينة بالعدو الحقيقي موصلين رسالة هامة الى جميع الأفرقاء المختلفين في البلد بأنّ طلاقكم الى أجل مسمى فلتبدأوا برسم خط العودة الى طاولة الحوار والتفاهم ليظهر" لبنان الرسالة" المتنوع الأفكار والمشارب والذي يعتبر العائق السياسي الأكبر في وجه الكيان الصهيوني الغاصب القائم على فكرة" بغض الأميين وعدائهم"في ظل دولة يهودية عنصرية من آخر انجازاتها جدار الفصل العنصري.
احتفالات شعبية هامة في الأحياء الشعبية الطرابلسية لم يسجل فيها "ضربة كف" في ظل ثناء الأجهزة الأمنية المختصة، أقيمت وفق وصلات انشاد ثوري لفريق الوعد في ظل حضور شعبي غفير خرج دون بدلات تنقل وأجرة تعطيل لا بل ساهم من جيبه في انجاح هذا الحدث الذي حمل عنوان: " في ذكراك يا أبا القاسم ننتصر لاخواننا المستضعفين في كل مكان، فأنت علمتنا أن ننصر أخانا ظالماً كان أم مظلوما".
نعم، من الجدير أن يتوقف المراقبون السياسيون لقوى الرابع عشر من آذار الى هذه الظاهرة الشعبية الهامة التي تعبر عن خطاب الثوابت لدى الشارع الطرابلسي، الذي وان اتسم بلون سياسي معين نتيجة لاعتبارات فطرية وعاطفية صنّفت ضمن اطار ردّات الفعل، لكن ذلك لم يثنيه من الانتماء لمشاريع المقاومة المشروعة على امتداد العالم العربي، أملنا أن يعتبر المراهنين على قوة الاستعمار الأمريكية بأنّ قوتهم تستمد من شعوبهم التي بمجملها ترفض سياسة الهيمنة الأمريكية، فالبارجة الأمريكية "كول" التي مرت قبالة الشواطىء اللبنانية، عندما يحمي وطيس المعركة ستولي أدراجها الى غير رجعة، اذ لربّانها الخبرة الطويلة بالنموذج الفريد للمقاومين اللبنانيين الذين لقنوه الدروس مراراً..

2008-03-25