ارشيف من : 2005-2008

كلمة المعلم في افتتاح اجتماع وزراء الخارجية العرب

كلمة المعلم في افتتاح اجتماع وزراء الخارجية العرب

فيها:‏

أرحب بكم في دمشق عاصمة الثقافة العربية أجمل ترحيب وأرجو ان تتكلل أعمال هذه القمة بالخير على الأمة العربية جمعاء وليس سوى التضامن والعمل المشترك من سبيل لتحقيق ما تحتاج إليه أمتنا في الظروف المعقدة التي نعيشها.. نأمل لأعمالنا أن تسير بهدى رغبة مشتركة في تحقيق التضامن والوفاق وتوحيد الصف بما يتفق وتطلعات أمتنا في استعادة الأرض والحقوق وتحقيق الاستقرار والتقدم.‏

وأضاف المعلم .. لا يختلف اثنان بيننا على جسامة التحديات التي نواجهها وخطورة المرحلة التي نمر بها وأمامنا جدول أعمال حافل بالمشكلات المعقدة والقضايا الساخنة تتفق الآراء والاجتهادات حول بعضه وتختلف حول بعضه الآخر ولكن الاختلافات أيا كانت ينبغي الا تحجب عنا رؤية القواسم المشتركة التي يحتمها واقعنا كأسرة عربية ممتدة من مشرق الأرض العربية إلى مغربها.. مصالحها مترابطة ومتشابكة وقضاياها متصلة بعضها ببعض وما يجمعها رغم كل شىء أكثر بكثير مما يفرقها.. ان الحوار الموضوعي والصريح تحت مظلة الرغبة المشتركة في الوفاق والتضامن والعمل المشترك يمكن من إيجاد حلول ناجعة لكثير من مشاكلنا بما يصون مصالح أمتنا ويلبي متطلباتها.‏

وقال وزير الخارجية.. موقفنا من صنع السلام في منطقة الشرق الأوسط معروف للجميع فنحن مع السلام العادل والشامل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام ولكن الثابت لدينا أن اسرائيل المدعومة بشكل لا محدود في كل ما تقوم به من الولايات المتحدة ما زالت غير قادرة على امتلاك إرادة سياسية حقيقية لصنع السلام وهي مستمرة في سياساتها واجراءاتها العدوانية التي تتنافى والمناخ الملائم لصنع السلام ولذلك فإننا نؤيد ما سبق أن تناوله اجتماعنا في القاهرة بتاريخ 5-3-2008 حول تدارس الخيارات العربية تجاه استراتيجية السلام في المرحلة المقبلة.‏

وأكد الوزير المعلم أن الانقسام الذي تشهده الساحة الفلسطينية والأوضاع المأساوية المؤلمة التي تعيشها الأراضي الفلسطينية خاصة في قطاع غزة جراء القتل والعدوان الإسرائيلي والحصار الجائر والخانق المفروض عليها يقتضي الدعوة لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية كشرط أساسي لابد من توفره للعمل الوطني الفلسطيني المجدي ونحن في هذا الصدد نثمن عالياً جهود اليمن الشقيق لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ونؤيد ما تم التوصل إليه بين الأخوة الفلسطينيين في حركتي فتح وحماس في صنعاء بالموافقة على المبادرة اليمنية كإطار لاستئناف الحوار بين الحركتين للعودة بالأوضاع الفلسطينية إلى ما كانت عليه قبل أحداث غزة تأكيداً لوحدة الوطن الفلسطيني أرضاً وشعباً وسلطة واحدة وندعو إلى ان تتبنى القمة العربية العشرون الحصيلة التي تم التوصل إليها في صنعاء.‏

وقال المعلم .. فيما يتعلق بالوضع في لبنان نحن نتطلع إلى حل للأزمة فيه يقوم على التوافق بين مختلف الأطراف اللبنانية وبما يصون أمن لبنان واستقراره.. مصلحتنا ومصلحة لبنان تقتضي حل الأزمة القائمة فيه ونحن نقدر عاليا الجهود التي بذلها الأمين العام لجامعة الدول العربية في سبيل التوصل إلى الحل التوافقي على أساس المبادرة العربية كخطة متكاملة.‏

وأضاف الوزير المعلم .. لقد دعونا وما زلنا ندعو إلى أن يكون الحل في لبنان بالتوافق بين اللبنانيين أنفسهم وأكدنا وما زلنا نؤكد على الحاجة لمساعدة لبنان للتوصل إلى ذلك التوافق على قاعدة لا غالب ولا مغلوب.‏

موضحا أن الجهد السوري وحده لا يكفي ولابد من أن يكون الجهد مشتركاً تقوم به كافة الأطراف العربية التي لها في لبنان صداقات وتأثير وأخص بالذكر الأشقاء في المملكة العربية السعودية الذين يملكون تأثيرا قوياً على الأكثرية لا تملكه سورية.‏

وأكد وزير الخارجية أن سورية تريد لبنان سيداً مستقلاً ومستقرا.. وواهم جدا ومخطىء من يظن أو يريد أن يظن غير ذلك.. مؤكداً ان بين سورية ولبنان روابط ومصالح أعمق بكثير مما يروج ويقال ونحن أول المتضررين من تأزم الأوضاع في لبنان وسنكون أول المستفيدين من استقراره.‏

وحول الأوضاع في العراق أكد الوزير المعلم ان الظروف التي يمر بها العراق الشقيق صعبة وتتطلب تكاتف الجهود لدعمه ومساعدته.. نحن ندعو إلى أولوية الحفاظ على وحدته أرضا وشعبا وسيادته واستقلاله وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وانتمائه العربي والاسلامي مع التأكيد على أهمية تحقيق المصالحة الوطنية التي يحتاج العراق إليها. كما ندعو إلى وضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال وتعزيز القوات المسلحة والقوى الأمنية العراقية بما يمكنها من أداء دورها الأمني والدفاعي وندعو الأشقاء العرب جميعا إلى تعزيز الوجود العربي في العراق لما يعنيه ذلك من فائدة وخير للعراق في حاضره ومستقبله.‏

وقال المعلم .. إن شعب العراق الشقيق يدفع ثمناً باهظاً جراء الحالة الراهنة فيه بما في ذلك خروج ثلاثة ملايين عراقي من وطنهم ونحن في سورية نلمس بشكل مباشر فداحة هذا الثمن من خلال أوضاع المهجرين والظروف التي يعانونها وتتحمل الولايات المتحدة المسؤولية القانونية والأخلاقية عن الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه هؤلاء المهجرون ويتعين عليها أن تفي بالتزاماتها وفقاً لهذه المسؤولية.‏

وأضاف وزير الخارجية.. لقد تناولت في حديثي إليكم موقف سورية من مسألة سلام الشرق الأوسط والوضع في فلسطين ولبنان والعراق ولن اتطرق الآن إلى المسائل الساخنة الأخرى كي لا أطيل عليكم تاركاً الحديث عنها لمناقشاتنا ولكن يهمني أن اؤكد اننا منفتحون على التدارس المعمق لكافة نقاط الاختلاف ولجميع تلك المشاكل ولهذا أردنا لقمة دمشق هذه أن تخصص أغلب الوقت لجلسات العمل المغلقة على أمل تكريسها قمة للتضامن والعمل العربي المشترك لا للتنابذ والتنافر.‏

ان العروبة التي تجمعنا تقتضي منا جميعاً ذلك في هذه المرحلة الدقيقة وسورية التي قالوا عنها دائما أنها قلب العروبة النابض تبقى كذلك في دعوتها المخلصة للوفاق والتضامن ورص الصفوف رغم كل ما يثار ويقال مما يتنافى مع واقع سورية ماضيا وحاضرا ومستقبلا فنحن ركن من أركان الأسرة العربية وعامل فاعل في حل مشاكلها والارتقاء بواقعها وسنبقى كذلك.‏

المصدر: وكالة "سانا"‏

2008-03-27