ارشيف من : 2005-2008

حبيبتي يا بيروت

حبيبتي يا بيروت

لقد آن الآوان لينقشع عن وجهك ذاك النقاب السميك، الذي حجب روعة جمالك هذه السنوات وإن كانت قليلة، لكنها كانت كافية لنشعر معها بألم الدنيا ونحن نشاهدك تتعذّبين وتصارعين، وتبحثين عن كل الطرق التي تجمع أبناءك تحت جناحك، وهم فعلاً تحت جناحك إلا من ظنّ أنه كبر على هذا الجناح، فاستباح منك ما استباح، وأثقل عليك بمحاولة خطف ومسح أصالتك التي طالما تميّزت بها..
نعم يا بيروت، أيتها الغالية ، آن الأوان لنساعدك في كشف كل تلك الغيوم التي تلبّدت في سمائك، لتعودي كما كنتِ ، عزة العرب ومنارتهم، وشعلة مقاومة متّقدة لا تنطفىء.
لا يمكن للطارىء أن يصبح واقعاً، ولمن تركّبت له الظروف أن يصبح هو وجهك.. فوجهك عربي أصيل، مقاوم حتى الرمق الأخير.
أنت وشعبك، وأهلك وناسك حملتم مشعل الحرية، وأنرتم للدنيا عندما لم يكن هنالك إنارة، فكنتم منارة على دروب الحرية والمعرفة، ولم تتغيروا.
ظن البعض أنهم يمكن أن يأخذوك على حين غرّة، وما عرفوا أن قلبك النابض هو مقاوم هزم أعتى عدو في العالم، وأقوى قوة غاشمة عرفها التاريخ.
هذا هو قلبك يا بيروت، قلب الأحرار، المؤمنين بحقهم، العارفين معنى الكرامات، يعطون من دون حساب، يعطون من أرواحهم ودمائهم من أجل العطاء.. هذه أنت يا بيروت، وهذا هو قلبك النابض، وهذا هو شعبك شعب لبنان الذي ضرب به المثل، ها أنت تقفين بكل جسارة لتقولي : كفى، إنزعوا نصالكم من قلبي، أعيدوا لي هويتي، أنا بيروت العربية، أنا بيروت المقاومة والتي لا تعرف المساومة، أنا بيروت...
من لا يعرفني فليسأل عني كل الحروب السابقة، وليتوقف عند 25 أيار من عام 2000، وليعرّج بسؤاله على حرب تموز 2006 وليقف طويلاً هناك...
ليعرف من أنا!
انا بيروت التي لا تركع، ولئن صبرتُ على جحود بعض أبنائي لكنني أنا أبقى أنا، لا يمكنهم تغيير قلبي، ولا وضع نبض جديد، فدمي عربي أصيل، تجري فيه حرارة عشق الشرف، وافتداء الكرامة بالروح، وعندما ترخص الروح في سبيل المبادىء فلا تسأل عن امكانية التغيير بترغيب أو بترهيب، حتى لو اجتمع العالم كلّه، ليأخذ مني هويتي، أو يؤثّر في نبض قلبي لما استطاع!
هكذا أنا، كنت وسأبقى مقاومة عربية القلب والهوى.
ماجدة ريا

2008-05-09