ارشيف من : 2005-2008

الجزء الثاني من مقابلة السيد نصرالله

الجزء الثاني من مقابلة السيد نصرالله

ولذلك أنا أتهم. حتى شبكة رافع لماذا استبعادها؟ شبكة رافع تقول أنها كانت تأخذ من البحر حقائب سوداء فيها متفجرات ونضعها في أماكن ، وبعد مدة نأتي ونجدها فارغة ونضع مكانها حقائب أخرى. هذه الحقائب إلى أين ذهبت ؟ يعني إسرائيل تقوم بعملية تخزين استراتيجي للمتفجرات في لبنان أو هذه المتفجرات للتفجير. إسرائيل تحتاج إلى تخزين استراتيجي في لبنان؟ لا تحتاج لذلك. هذه متفجرات تكتيكية ، يعني للذهاب للعمل وتنفيذ عمليات اغتيال. أكثر من مؤشر حسي، أنا لا أتحدث فقط في التحليل السياسي، اكثر من  مؤشر حسي يوصل لإسرائيل، وأنا أخاف حتى من أن يخترق الإسرائيلي  بعض الجهات أو بعض المجموعات أو بعض الشبكات التي يمكن أن يكون لها غطاء سياسي معين، الاختراق سهل، ويذهبون لتنفيذ عمليات اغتيال معينة، وبالتالي أنت لديك منطق وأنا لدي منطق. في أحد خطاباتي عندما تحدثت عن ثلاث عمليات اغتيال كنت أضرب مثلاً ، لكن هذا المنطق أن أسريه على كل عمليات الاغتيال التي جرت في لبنان. ليس شرطاً أن تكون جهة واحدة هي التي نفذت الاغتيالات، بحسب التحليل يمكن أن تكون أكثر من جهة تنفذ، لكن برأيي الذي يقف خلف التنفيذ بشكل أساسي هو الإسرائيلي، لكن هناك جهات دخلت على الخط؟ ممكن.

 

س: من مصلحة إسرائيل أن تغتال بشكل أو بآخر فرنسوا الحاج؟

ج: طبعاً، بالتأكيد من مصلحة إسرائيل ومن مصلحة أميركا أيضاً. اشتداد الصراع الداخلي في لبنان بين الجيش اللبناني وبين بعض القوى الإسلامية ذات الاتجاه السلفي.

 

س: ما هو رأيك بما قاله أسامة بن لادن حيث انتقدكم وانتقد اليونيفيل؟

ج: نحن عالقون في النصف ، ناس يتهمون بهذا الاتجاه وآخرون بذاك. لا أحب أن أناقش الكلام الذي قاله، لأنه أحياناً بعض الموضوعات النقاش فيها يؤدي إلى سجالات نحن في غنى عنها. وأنا أعرف أن هذا سجال غير مفيد، ولا أحب أن أعمل معه سجال. لكن سأكتفي بالقول هو لديه وجهة نظر ورؤيا وفكر، الذي قاله خدمني وخدم حزب الله، لأننا كنا دائماً نقول حزب الله غير القاعدة، لا يوجد اتصال بين القاعدة وحزب الله. منذ 11 أيلول قام الإسرائيلي بجهد كبير جداً حتى يعمل رابطاً بين حزب الله والقاعدة وبين حركات المقاومة في فلسطين والقاعدة حتى يقول أننا متورطين بأحداث 11 أيلول ، لم يستطيعوا أن يأتوا بأي إثبات لأنه لا توجد أي علاقة في الحقيقة. بعدها نحن كان لدينا رؤية مختلفة عن القاعدة في طريقة المقاومة في طريقة الجهاد في تصنيف الناس، في التعاطي مع القضايا المدنية، السياسية... الانتقاد الذي وجه لنا يقدم خدمة تقول : نعم هناك رؤيتان ، هناك فكران، هناك اتجاهان، نحن لسنا رؤية واحدة ولا فكر واحد ولا اتجاه واحد، وبالتالي، هم لهم طريقتهم وشأنهم ، ونحن لنا طريقتنا وشأننا. نحن قاتلنا في لبنان منذ العام 82 ، ألحقنا أول هزيمة بإسرائيل في العام  2000، المقاومة اللبنانية عموماً وليس نحنا فقط، في ال2006 حتى الآن تداعيات الهزيمة الإسرائيلية اليوم كانت قائمة قاعدة في الكنيست الإسرائيلي، وعندما يصدر التقرير النهائي ل"فينو غراد" هناك تقييمات مختلفة لنتائج هذا التقرير، هناك هزيمة إسرائيلي واضحة ، كل العالم العربي شاهدها. نحن عندما نأخذ قرار في موضوع قوات اليونيفل أو ال1701 ، نحن موجودين في لبنان ، هناك مصالح وطنية لبنانية ، لدينا بلد ولدينا قضية، نحن نراعي كلا المصلحتين، بالتالي، نحن عملنا ما رأيناه صواباً ، مقتنعون بما فعلنا، في أماكن تحفظنا وفي أماكن قبلنا وفي أماكن رفضنا، منطلقين من مصلحة ومن رؤية ، هو لا يوافقنا على ذلك  هو حر وله حق أن لا يوافقنا، ويريد أن ينتقدنا فلينتقدنا، لكن ليس لأحد الحق في سبنا.

 

س: هل تتخوف من نهر بارد آخر في لبنان؟      

ج: أنا قلق في موضوع المخيمات بأي معنى؟ بمعنى أن مجمل الموضوع الفلسطيني موضوع على الطاولة، وبالتالي لا تستطيع أن تقول أن هذا الموضوع بعيد عن أي مخططات موجودة في المنطقة. دائماً يتحدث عن "عقلية المؤامرة" ، أنا لا أتحدث عن عقلية المؤامرة، أنا أقول يوجد جهد اليوم أن الموضوع الفلسطيني يريدون الانتهاء منه، يعني الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي نريد الانتهاء منه. المشكلة الرئيسية فيه هم اللاجئين الفلسطينيين. مشروع توطين الفلسطينيين في لبنان هو مشروع جدي جداً جداً ولدي أدلة وقرائن عليه ، الخشية أن يتم توريط المخيمات الفلسطينية في داخلها أو مع محيطها أو مع الجيش اللبناني من خلال مجموعات مخترقة من أي مكان من الأمكنة. هذا القلق أنا لا اثيره حتى أعمل خوف ، وإنما لأقول للفصائل الفلسطينية كلها ، سواء فصائل منظمة التحرير أو فصائل قوى التحالف ولسكان المخيمات ولسكان محيط المخيمات وللدولة اللبنانية وللجيش اللبناني : يجب أن تبقى في الملف الفلسطيني ملف المخيمات عيون الكل الفلسطينيون واللبنانيون مفتحة حتى لا يأخذنا أحد إلى المكان الخطأ.

س: اعتبرت سابقاً البارد خط أحمر، الجيش تمكن من السيطرة على المعركة حسمها؟

ج: لكن بماذا ؟ بخسائر فادحة للجيش والفلسطينيين. كان يمكن معالجة الأمر بكلفة اقل، هذا الذي كنا نبحث عنه، وحتى الآن تداعيات نهر البارد لم تنه، لا تداعياته الانسانية والاجتماعية، معاناة سكان مخيم نهر البارد من يراها؟ وأيضاً معاناة الجنود الذين قدموا هذه التضحيات الكبيرة ، والتداعيات الأمنية ، من يقول أن هذا الملف انتهى؟ واحدة من الفرضيات في موضوع اللواء الحج ، هو أن يكون طرف ما له هذا الاتجاه هو قام بعملية الانتقام ، نحن لا نعرف هذه الأمور أين . كان يمكن أن يعالج هذه الموضوع بكلفة أقل ، لكن كل الذي كنا نقصده هو حرصنا على الجيش وعلى الفلسطينيين وعلى الشعب الفلسطيني في المخيم وهو الذي جعلنا نقول خط أحمر.

س: هل يمكن أن تعيد الكرة إسرائيل انطلاقاً من قرار الكنيست الذي وصف الجيش بالعاجز؟

ج: إذا أردت الحديث بالامكان النظري ، كل شيء ممكن، وإذا أردت أن تتحدث بالوقائع، شهر  شهرين ثلاثة أربعة خمسة ، هذا يحتاج إلى نقاش كثير. الإسرائيلي هو يتحدث عن حرب، عندما تسمع اشكنازي يقول لك " الحرب المقبلة مع لبنان سيكون النصر فيها واضحاً بيناً حاسماً" يعني يتحدث عن حرب مقبلة. المنطق نفسه يحاول إيهودا باراك وزير الحرب أن يقوله. المناورات التي أجراها الإسرائيليون منذ مدة في منطقة الشمال، لكن المناورات الجزئية تحصل كل أسبوع في منطقة الشمال، لكن بعض اللبنانيين  لا يسمع فيها. إذاً إضافة للجهد الكبير الذي يبذل لترميم الجيش، هذه كلها وقائع تقول أن في النخاع الشوكي الإسرائيلي ، وهذا طبيعي ينسجم مع طبيعته العدوانية والتوسعية، أنه يفكر في يوم من الأيام أن يعيد الكرة باتجاه لبنان، لكن هذا متى؟ هذا لا يمكن أن تتلمسه من الآن. تقول لي شهر شهرين ثلاثة، اقول لك بعيد ، لا يظهر هكذا شيء ، لكن أكثر لا أستطيع أن أتحدث لأنه في النهاية هذا الموضوع ليس موضوعاً محلياً أو إقليمياً فقط ، فهل حرب تموز كانت اعتباراتها إسرائيلية – لبنانية؟ أبدا ، كانت اعتباراتها بالدرجة الأولى أميركية، قرارها أميركي ، بالتالي في لحظة من اللحظات يمكن أن تعطي إدارة بوش قراراً من هذا النوع؟ نعم يمكن أن تعطي قراراً من هذا النوع. نحن في المقابل معنيين أن نبقى حذرين ومحطاتين أن لا ننام على قصة أن الإسرائيلي لن يقدم على شيء، ونعمل لمنع وقوع الحرب، والطريق لمنع وقوع الحرب هو الاستعداد لها، أي القول للإسرائيلي نحن مستعدين، أنا في الذكرى السنوية لحرب تموز عندما تحدثت عن بعض الأمور، أنا في الحقيقة أتحدث عن أمور واقعية  وصحيحة ، وهذه حصلت وهي موجودة ، لكن أنا أيضاً أقول للإسرائيلي عندما قلت  نحن نستطيع أن نطال أي هدف في فلسطين المحتلة، أنا لا أعمل فقط حرب نفسية، نعم حرب نفسية أنا اقول للإسرائيلي  : الحرب ستكون مكلفة جداً، وحتى في كثير من الأمور التي قالها القادة الإسرائيليين هي عنتريات نحن لم نرد عليها ، لكنها بدأت تظهر الآن في التحقيقات، مثل كلام الإسرائيليين  أنهم في الأيام الأولى ضربوا القدرة الصاروخية لحزب الله، هذا غير صحيح، سواء الصواريخ البعيدة، أو الصواريخ المتوسطة المدى، والآن بدأ يصدر كلام عن كبار الضباط الإسرائيليين أن النصر المدعى في بداية الحرب كان كذباً ووهماً. طبعاً هذا له تفصيل يأتي في وقت لاحق، لكن نحن استعدينا ونستعد في كل يوم ، ولكن نستعد للحرب لمنع وقوعها، لكن لو وقعت سنكون جاهزين لها.

س: ما هو مصير إسرائيل والقرارات الدولية  في هكذا حالة؟

ج: ساعتها يتحمل المسؤولية من يعمل حرب ، نحن لسنا في وارد أن نعمل حرب. هنا سوف يأتي أحد لينتقدنا، فنحن إذا قلنا سنعمل حرب يوجد من ينتقدنا وإذا قلنا لا نريد أن نعمل حرب يوجد من ينتقدنا. نحن لا نسأل عمن ينتقدنا نحن همنا أن نتحمل مسؤوليتنا وندافع عن بلدنا ونحمي كرامته ويكون بلدنا قوي، ويوم القيامة عندما نقف بين يدي الله يكون لدينا جواب صحيح. وبالتالي نحن لا نريد حرباً ، لكن نستعد لها، إذا أرادوا الحرب سندافع عن بلدنا.

س: أنتم ستدافعون ولن تتركون المهمة لليونيفل أو للجيش اللبناني؟

ج: أولاً اليونيفيل ليسوا في وارد دفاع، ولا يعتبرون أن هذه مهمتهم على الإطلاق، وهم يقدمون تقارير كما يتعاطون الآن مع الخروقات الجوية.  الجيش اللبناني لوحده، الدفاع عن لبنان هو بحاجة للجميع، الجيش اللبناني وقوى الأمن والمقاومة الشعبية ومن جملتها مقاومتنا.

س: ما هو موقفكم اليوم ؟

ج: إذا اجتمع العالم كله حتى يفرض على المعارضة شيء، ليس وزراء الخارجية العرب الذين نتمنى عليهم، أنا لا أهاجمهم، أتمنى عليهم أن ينظروا بعينين وأن يروا مصلحة الشعب اللبناني، أتمنى عليهم أن يساعدوا اللبنانيين وأن يجمعوا اللبنانيين وأن لا يفرقوا بينهم، لكن لو اجتمع العالم كله مثلما اجتمع في حرب  تموز حتى يفرض على المعارضة شيئاً لا ترى فيه المعارضة مصلحة لبنان لا يستطيعون أن يفرضوه على المعارضة. الدنيا كلها، مجلس الأمن وأميركا وفرنسا وكل الدنيا وكل العرب وإيران وسوريا ، المعارضة متينة وقوية ومتماسكة وواثقة من حقها ، وواثقة من قاعدتها الشعبية وواثقة من قوتها ولا تخاف شيئاً إلا الله سبحانه وتعالى ، مطلبها مطلب حق، متواضع ، ليست آتية لتلغي أحداً ولا لتشطب أحداً آتية لتقول : البلد يبنى بالشراكة، وبالتالي التهديد والتهويل بمجلس الأمن الدولي وبالقرارات الدولية لن يغير واقعاً ، ولن نواجه أسوأ مما واجهنا في حرب تموز 2006، هذا لخارج لبنان، وبالنسبة للبنانيين وبالنسبة للبنان، لكن طبعاً أن أطمأن الناس أن أصدقائنا ليسوا في وارد الضغط علينا حتى لا نسيء لسوريا وإيران، سوريا وإيران معنا فيما تراه المعارضة أنه مصلحة للبنان لا يريدون شيئاً منا. بالنسبة إلى اللبنانيين أحب أن أقول لهم، صحيح هناك وضع صعب ، لكن هذا لا يعني أن نستسلم، لا يعني أن نسلم البلد لما هو أسوأ ولما هو أخطر، ويجب أن يعرف اللبنانيون رغم كل الوضع الصعب الذي نعيشه في لبنان الآن نتيجة  طريقة إدارة الصراع والمشكل لا زلنا بألف خير إذا ما قيس وضعنا بفلسطين إذا ما قيس وضعنا بالعراق إذا ما قيس وضعنا بأفغانستان إذا ما قيس وضعنا بباكستان، يعني إذا ما قيس وضعنا بكل مكان الأميركي واضع يده فيه ويتدخل في إدارة المشكل، المعارضة حتى الآن استطاعت أن تدير الأزمة السياسية والصراع السياسي بما يبعد الخطر وبأقل أكلاف ممكنة على المستوى الوطني ، وإلا إذا اندفعنا نحن وغيرنا بخيارات غير محسوبة وغير مدروسة غير معلوم البلد أين يصبح؟

س: إذا اعتبرتم أن فريق الموالاة جركم أكثر إلى أمور تعتبروها استفزازية  هذه هي التي حددتها العشرة أيام ؟

ج: الاستفزاز حصل، وليس هناك استفزاز جديد سوف يحصل، لا ننتظر استفزاز جديد الاستفزاز حصل...

س: هم يعملون في الحد الأدنى ...

ج: جيد هذا يهدأ الوضع، المعيار هو هل توجد وساطات ومساعى سياسية أو أقفلت ؟ إذا أقفلت الوساطات والمساعي السياسية ولم يعد هناك أي مبادرة، ولا يوجد تفاوض داخلي ولا جهد خارجي ، المعارضة معنية أن تعطي جواب.

س: ماذا يقول السيد حسن توجد انتخابات رئاسية  أم لا؟

ج: طالما هناك قرار أميركي بعدم إعطاء المعارضة الثلث الضامن يعني لا يوجد انتخابات رئاسية.

س: كما تعطي مهلة؟

ج: لا أستطيع أن أعطي مهلاً زمنية لأن الموضوع ليس عندي.

س: لماذا لا تطالبون باسترداد شيء من صلاحيات رئاسة الجمهورية حتى يكون حقيقة رئيس جمهورية ؟

ج: ليس لدينا مانع في هذا الموضوع، تعديل الصلاحيات يكرسه حكم ويجعل لديه  قدرة ممارسة الحكم.

س: يعني نستطيع أن نعيش بلا رئيس جمهورية سنة سنتين؟

ج: لا ، لا نستطيع أن نعيش ، لكن لا نستطيع أيضاً أن نسلمهم السلطة، بين الاثنين تسليمهم السلطة بشكل دستوري وقانوني وشرعي بما يقتضيه أحكام الدستور أخطر على البلد من الوضع القائم، وضع مائة "شحطة" تحت كلمة أخطر، أخطر اقتصادياً ومالياً. الآن سلموهم البلد ، الذي يقال عنه نفط لبنان، من أهم موارد المالية للسلطة، الخليوي، هذه الحكومة سلمها الآن البلد فيذهب الخليوي وينتهي. هناك الكثير من الأمور موجودة في الخطة الاقتصادية يريدون تنفيذها ، أنا أقول السياسات التي يتبعها هذا الفريق، ليس لدينا عداوات سياسية مع أحد ابداً ، ليس لدينا عداوة شخصية لا مع حزب ولا مع تيار ولا مع شخص، وهذا الموضوع تجاوزانه، ونتحدث مع بعضنا بالواسطة، وأهون شيء أن يتحدث اللبنانيين مع بعضهم. ترى النواب عندما ينزلون إلى المجلس يقبلون بعضهم، رغم أن هناك نواب تبهدلوا لأنهم تبادلوا القبل، هذا أبسط شيء ، هذا كله يحل في لبنان. الموضوع في نظرنا هو السياسيات ، ما هي السياسات التي سيطبقها هذا الفريق على المستوى الاقتصادي الخارجي الأمني الداخلي؟ نحن برأينا هذا خطر.

س: سماحة السيد انكسرت  الجرة مع وليد بيك بالنسبة لكم ؟

ج: هو كسرها.

س: العلاقة مع الشيخ سعد؟

ج: في لبنان لا أحد مقطوع عن أحد ، يوجد أصدقاء مشتركين وكل الناس ترسل لبعضها رسائل بين الحين والآخر وتتحدث مع بعضها ولو من خلال أصدقاء مشتركين، ولا يوجد أحد قاطع مع أحد إذا أردت أن تأخذها بالدقة. المسائل ممكن أن يكون لها تبعات شخصية ، لكن في لبنان هذا أسهل شيء معالجته. الموضوع في لبنان هو موضوع سياسي ، الأزمة في لبنان سياسية والعلاج سياسي، وعلى ضوء العلاج كل الأمور الثانية تعالج. لسنا في وارد أن ندخل في عداء مطلق مع أحد أو عداء نهائي مع أحد، هذا انتهينا منه.

س: موضوع الأسرى ماذا حصل فيه؟

ج: لا يزال في التفاوض، يمكن أن يكون هناك مفاجآت إيجابية ويمكن أن يكون هناك مفاجآت سلبية. بعد التبادل الجزئي الأخير كنا ذاهبين بشكل إيجابي ومتطور، يظهر أن هناك أحد دخل على الخط ، وانت رأيت أن هناك أناس أصدروا صرخة :أنتم ماذا فعلتم؟! يعني انتم فاوضتم حزب الله وأعطيتم إيجابية ونصر لحزب الله ، وأنا حاولت أن أخفف من هذا الموضوع، هذا انجاز جزئي محدود ، لكن صدرت صرخة في أكثر من مكان ، كانت الأمور ذاهبة بشكل إيجابي ومتقدم ومتسارع وأشرت أنا لها حينها ، لكن عدنا وتفاجأن بتباطؤ الإسرائيليين في المفاوضات من جديد.  المفاوضات قائمة، وكانت سارت عجلتها بسرعة ، فجأة ، حتى بعض الإيجابيات التي كانت مقدمة تم التراجع عنها من قبل الإسرائيلي..

س: لماذا ؟ هل ضغط الأميركيون؟

ج: ليس لدي تفسير واضح ، لكن أستطيع أن أقول أنه في لحظة من اللحظات شعرنا أن الإسرائيلي جدي، الآن نشعر أنه غير مهتم، لا ليحصل على معلومات عن الجنديين ولا حتى يحصل على معلومات عن غير الجنديين، لأنه يوجد أجزاء وأشلاء معتد بها تركها الإسرائيلي لجنوده على أرض جنوب لبنان، ونحن بالتفاوض عرضنا إعادتها، ولكن الطرف الإسرائيلي غير معني بهذا الموضوع، مع العلم أنه سابقاً ، الأجزاء والأشلاء الناتجة عن عملية أنصارية تم تبادل كبير عليها، لأنه كان يوجد طرف إسرائيلي مهتم باستعادة هذه الأجزاء . حتى جثة المستوطن الإسرائيلي نحن عرضناه قبل أشهر وهم بقوا أشهراً عدة غير مهتمين، بعدها جاؤوا وقالوا أنهم حاضرين لمعالجته.  في كل الأحوال ، الاحتمالات كلها مفتوحة، المفاوضات قائمة ومن المفترض خلال أسبوعين أو ثلاثة أن يظهر إذا كانت هذه المفاوضات ستأخذ منحاً إيجابياً أم سلبياً.

س: بماذا تحب أن تختم أو تقول تحديداً لجمهور الموالاة وللموالاة تحديداً برسالة ؟

ج: أحب أن أقول إذا عندكم مخاوف يمكننا أن نناقشها ونعالجها، إذا أنتم حقيقة لستم خاضعين لا لإدارة  أميركية ولا لمشروع أميركي، وأنتم تريدون أن تبنوا دولة ونحن نريد أن نبني دولة، الدولة تبنى بالشراكة وبالتعاضد وبالتعاون ، كتف على كتف ويد بيد وعقل مع عقل ، نستطيع أن نبني البلد سوياً . الآن لدينا فرصة تاريخية ، كلنا متفقين على العماد سليمان ، ممتاز، هذا انجاز وتقدم في الأزمة السياسية الموجودة في البلد. تفضلوا نكون حكومة مبنية على مبدأ الشراكة ، نتفاهم على أساسيات تكوين السلطة ، وطبعاً عندما تكون هناك حكومة وحدة وطنية هي التي تصبح هيئة الحوار التي تعالج هذا الموضوع. هذا الموضوع الرئيسي طبعاً هناك نقاط            

 أخرى موجودة في الورقة التي تحدث عنها العماد عون كلها قابلة للنقاش وللأخذ والعطى والتفاهم . اليوم توجد فرصة تاريخية، إذا هذه الفرصة التاريخية لم نستغلها ، إذا أنتم فقط مستندين على مجلس الأمن الدولي وعلى الإدارة الأميركية والدعم الخارجي ، هذا لا يبني بلداًً، ولا يحل مشكلة بلد، ولكم في العراق أسوة، ولكم في أفغانستان أسوة، ولكم في باكستان عبرة ولكم في فلسطين وما يجري في فلسطين عبرة. في النهاية اللبنانيين عليهم أن يتفاهموا مع بعض حتى يستطيعوا بناء دولتهم. لا تستطيع الموالاة أن تتجاهل المعارضة وحجمها التمثيلي وامتدادها الشعبي وتعبيرها عن مكونات رئيسية من الشعب اللبناني هذا خطأ. وبالتالي نحن اليوم لدينا فرصة تاريخية فلنستفد من الوقت، لأنه في النهاية هذا الذي نريد أن نصل إليه. أما الأميركي  فلا يحل لكم مشكلة. أنا عندما سمعت بوش يتحدث عن النصف + 1 ويهدد ويرعد ، قال مسألة أخرى فيها ضعفه ، عندما تحدث عن أنه قلق لجهة تخلي الحلفاء عن أفغانستان، وهو ملتزم أفغانستان وهو ملتزم العراق، في اللحظة التي يحذر يعبر عن قلقه من تخلي الحلفاء عن أفغانستان لأنه أديرت الأمور بشكل خاطئ في أفغانستان. يريد أن يأخذ البلد في لبنان على النصف + 1 أو على تحريض المعارضة أو منع الموالاة من إيجاد تسوية. أنا أريد أن أسأل الموالاة إذا لا سمح الله  هذا البلد ذهب إلى مواجهة داخلية لسبب أو لآخر ، ماذا يستطيع أن يفعل جورج بوش للبنان وكل العالم ماذا يستطيع أن يفعل للبنان؟ "ليش وماذا يفعل العالم لباكستان وأفغانستان ...

س: هم مطمئنون أنه لن تحصل المواجهة الداخلية؟

ج:  هذا الموضوع لا يستطيع أن يتحكم به أحد ، في لحظة من اللحظات المعارضة يمكن أن تلجأ لوسائل مدنية شعبية ، تلجأ إلى الشارع، لكن هل يستطيع أن يضمن أحد الأمور إلى أين تصل في نهاية المطاف؟

س: يعني لا تستطيعون ضبطها ؟

ج: أنا لا أعلم ، لأننا في نهاية المطاف لسنا العامل الوحيد الموجود على الأرض . الآن الموالاة أمام هذه الفرصة...

س: السنة الماضية ضبطتموها في إشارة السنة ما فيكم تضبطوها؟

ج: نحن نسعى إلى ضبطها، وقرارنا هو ضبطها، لكن  أستطيع أن أعطي ضمانات قاطعة في هذا الموضوع؟ من يستطيع أن يعطي ضمانات.

 

س: لكن هذه مسألة خطيرة سماحة السيد؟

ج: أنا أتحدث وقائع، في الوقائع الأمور هكذا. 
المصدر: العلاقات الاعلامية في حزب الله

2008-01-03