ارشيف من : 2005-2008

المقاومة الإسلامية تفرط "عناقيد الغضب" في 16 يوماً وتبقي للبنانيين الكرامة ليتفاخروا بها

المقاومة الإسلامية تفرط "عناقيد الغضب" في 16 يوماً وتبقي للبنانيين الكرامة ليتفاخروا بها

"مغامرون منذ العام 1982" عبارة اشتهرت أبان عدوان تموز/ يوليو 2006، قائله هو الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، الذي كشف سر انتصار هذه المقاومة في هذه الرسالة، مؤكداً أن المقاومة غامرت.. ولكن معتمدة بعد الله عز وجل على سواعد مجاهديها واهلها ولم تقدم لوطنها إلا العزة والكرامة، "الكرامة" التي قال قبل أيام شاعر الثورة المصري احمد فؤاد نجم "العرب نسوا هذه الكلمة منذ زمن ولكن حسن نصرالله ترك للبنانيين حلاوة التلفظ بهذه الكلمة بكل عز".
أيام "عناقيد الغضب" جوهرة في سلسلة الكرامة التس تزين جيد هذا الوطن الصغير الكبير بمقاومته، وهنا مفكرة ليوميات هذا العدوان:

يوميات عدوان نيسان 1996ـ 11 نيسان
العدو الإسرائيلي هو هو، منذ عشرات السنين وحتى هذه اللحظة، فسياسة القتل والتدمير والتهجير متجذرة في داخل هذا العدو يوزعها يميناً وشمالاً وأينما حل.
في مثل هذه الأيام من العام 1996، قرر العدو الاسرائيلي شن عمليته العسكرية "عناقيد الغضب"‏‏ على لبنان فارتكب المجازر وقتل الاطفال وهجر العديد من العائلات، إلا انه اصطدم بمقاومة جاهزة للرد والتصدي قلبت المعادلات ووضعت الإسرائيلي في مأزق جعلته يعيد النظر في حساباته آخذاً بعين الاعتبار وجود هذه "المقاومة ومجاهديها".‏‏‏
عدوان نيسان الإسرائيلي دعمته الولايات المتحدة عبر رئيسها بيل كلينتون الذي أراد من مؤتمر الشيخ الذي انعقد في آذار 1996 أن يكون تحت عنوان "مكافحة الإرهاب" لتقويض المقاومة في فلسطين المحتلة ولبنان وللضغط على القوى المناهضة للتسوية، وذلك من أجل رفع أسهم حليفه رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك شيمون بيريز الذي كان يواجه مأزقاً داخل الكيان الاسرائيلي مع تصاعد أسهم الليكود وتراجع حزب العمل، حيث لم يعد يرى بيريز إلا الخيار العسكري للخروج من هذا المأزق.‏‏‏
وفيما كانت الساحة السياسية تنبيء باقتراب ساعة الصفر كان المشهد الميداني سواء في الاراضي الفلسطينية المحتلة أو في جنوب لبنان يختبر تنامياً وتطوراً للمقاومة وتململاً في صفوف قوات الاحتلال نتيجة العمليات البطولية التي كبدتهم الكثير من الخسائر.‏‏‏
مع حلول يوم الحادي عشر من نيسان 1996 بدأ الاحتلال الاسرائيلي بإجلاء المستوطنين من مستعمرات الشمال الفلسطيني المحتل ليفتتح بعد ذلك عدوانه "عناقيد الغضب" بغارة جوية على تلة الكيال غربي مدينة بعلبك تبعها قصف متواصل لمرتفعات سجد والريحان وجبل الرفيع.
كما طال القصف الصهيوني في اليوم الأول للعدوان حاجزاً للجيش اللبناني مما أدى إلى إصابة اثنين من عناصره. ولأول مرة منذ الاجتياح الإسرائيلي عام 82 قصفت قوات الاحتلال الضاحية الجنوبية وأوقعت عدداً من المدنيين في صفوف الجرحى.‏‏‏
ومع استمرار القصف الصهيوني لقرى الجنوب والبقاع الغربي وضواحي بيروت ردت المقاومة الإسلامية لتقصف مواقع العدو الإسرائيلي وعملائه فيما أعلن الأمين العام لحزب الله مساء ذلك اليوم أن المقاومة سترد بقوة على الاعتداء مؤكداً أن معادلة بيروت في مقابل كريات شمونة هي مرفوضة.‏‏‏
الحادي عشر من نيسان 1996 بداية عدوان "عناقيد الغضب"، ومع توالي أيام العدوان ارتفعت وتيرة القصف الاسرائيلي وحدته لترتفع معه مواجهة المقاومة وحدتها.‏‏‏
اليوم الثاني
يوميات عدوان نيسان 96ـ 12 نيسان

مع حلول اليوم الثاني من عدوان نيسان 1996 أي في الثاني عشر من الشهر، واصلت آلة الحرب الصهيونية عدوانها فراحت المدفعية الصهيونية تقصف القرى والبلدات في الجنوب والبقاع الغربي كما استمر القصف لليوم الثاني على الضاحية الجنوبية حيث استشهد ضابط سوري في القصف الذي طال موقعاً للجيش السوري في منطقة الرمل العالي القريبة من طريق المطار.‏‏
أما المحطة الأبرز في ذلك اليوم فكانت أولى مجازر عناقيد الغضب التي استهدفت بلدة سحمر الجنوبية. ورغم أن الأهالي كانوا يهمون بمغادرة البلدة حيث كانوا يشترون حاجياتهم قبل انتهاء مهلة الإنذار التي أعطاها الاحتلال لهم، إلا أن الإسرائيلي المتعطش دائماً للدماء لم يستطع إمهالهم فقصف البلدة ليسقط تسعة شهداء من بينهم طفل وثلاث فتيات فيما أصيب تسعة آخرون بجراح.‏‏
وفيما راحت المقاومة الإسلامية ترد على العدوان لتمطر مستعمرات العدو بصواريخ الكاتيوشا لا سيما مستعمرتي كريات شمونة والمطلة، كانت الرسائل السياسية لقادة المقاومة تذهب في الاتجاه عينه حيث أكد حزب الله استمرار الرد والتصدي للعدوان والمحافظة على عنفوان وعزة وكرامة اللبنانيين.‏‏
ومع إمعان العدوان في همجيته واستهدافه المدنيين العزل توالت ردود الفعل اللبنانية والاقليمية والدولية التي استنكرت وشجبت الممارسات الصهيونية والعملية العسكرية، فيما كانت المقاومة الإسلامية بصمودها ومواجهتها للعدوان تحصد المزيد من التأييد الشعبي لتبدأ منذ ذلك الحين أولى الخطوات باتجاه قلب المعادلة ودفة الموازين التي مالت دوماً باتجاه الإسرائيلي يوم لم تكن هناك قوة ردع ومواجهة في لبنان اسمها "مقاومة".‏‏
اليوم الثالث
يوميات عدوان نيسان 96 ـ 13 نيسان

بعد مجزرة سحمر في اليوم الثاني من عدوان نيسان كان الموعد في اليوم الثالث منه مع مجزرة جديدة هي مجزرة المنصوري التي راح ضحيتها ستة شهداء وسبعة جرحى ركبوا سيارة إسعاف ظناً منهم أنهم بعد مجزرة سحمر في اليوم الثاني من عدوان نيسان كان الموعد في اليوم الثالث منه مع مجزرة جديدة هي مجزرة المنصوري التي راح ضحيتها ستة شهداء وسبعة جرحى ركبوا سيارة إسعاف ظناً منهم أنهم سيكونون بمنأى عن القصف الإسرائيلي، إلا أن سيارة الإسعاف وكما كل شيء يتحرك في ذلك اليوم كانت هدفاً لقصف مروحيات العدو.‏‏‏‏
ففيما كان يقود عباس جحا ومعه أولاده وجيرانه سيارة الإسعاف من المنصوري قصفت المروحيات الإسرائيلية السيارة فانتشرت أشلاء الأطفال وراح الوالد يحملهم الواحد تلو الآخر باكياً مفجوعاً على مرأى من العالم الأجمع.‏‏‏‏
شهداء سيارة الاسعاف الستة عم سيدتان وأربعة أطفال، منى حبيب شويخ 28 عاماً زوجة عباس جحا ونوخة أحمد العقلة 50 عاماً، وهي جارة عباس.‏
اما الفتيات فهم زينب 10 سنوات، حنين 5 سنوات، مريم شهران ونصف وجميعهن أولاد عبس جحا، وهدوء خالد العقلة 10 سنوات وهي حفيدة نوخة العقلة.‏
في ذلك اليوم واصل العدو الإسرائيلي قصفه لقرى وبلدات عدشيت، جبشيت، حاروف وميفدون كما أغار موقعاً للجيش اللبناني في حبوش وعلى قضاءي صور والنبطية.‏‏‏‏
وبموازاة ذلك، قصف مجاهدو المقاومة طائرة أباتشي كانت على وشك قصف منازل المدنيين فيما استهدف أحد صواريخ المقاومة دبابة ميركافا في موقع الدبشة ما أدى الى مقتل وجرح جميع أفراد طاقمها. في غضون ذلك كانت صواريخ الكاتيوشا تنزل صواعق على المستعمرات الإسرائيلية لا سيما مستعمرات نهاريا وجدعون وكريات شمونة.‏‏‏‏
ما دفع وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك الى الاعتراف بأن حزب الله رغم العمليات العسكرية لا يزال قادراً في كل لحظة على إطلاق صواريخ كاتيوشا على الجليل.‏‏‏‏
ومع استمرار العدوان واستهدافه المدنيين حانت ساعة إعلان التعبئة العامة في المقاومة حيث توجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى المجاهدين قائلاً "قوموا لنرفع عن امتنا الذل، وعن أهلنا القتل، وعن ارضنا الاحتلال، وكونوا مستعدين للقاء الله ورسوله والأئمة".‏‏‏‏
اليوم الرابع
يوميات عدوان نيسان 96ـ 14 نيسان

مع تواصل واستمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وإمعانه في استهداف المدنيين شهد الرابع عشر من نيسان عام 96 تحركات دبلوماسية واسعة خصوصاً بعيد انتشار صور مجزرة المنصوري في العالم والتي مع تواصل واستمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وإمعانه في استهداف المدنيين شهد الرابع عشر من نيسان عام 96 تحركات دبلوماسية واسعة خصوصاً بعيد انتشار صور مجزرة المنصوري في العالم والتي كشفت للرأي العام عن فداحة المجزرة وإجرام من ارتكبها.‏‏
وفيما كان القصف متواصلاً على القرى والبلدات في الجنوب والبقاع الغربي تواكبه المقاومة الإسلامية بدك مواقع العدو وإطلاق الصواريخ باتجاه مستعمراته، كانت الاتصالات الدبلوماسية تتسع لتشمل إلى جانب سوريا ومصر كلاً من فرنسا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في محاولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار فوري.‏‏
في اليوم الرابع من العدوان تحرك لبنان عبر رئيس الوزراء الراحل الشهيد رفيق الحريري باتجاه العواصم العربية والعاصمة الفرنسية في وقت رفع مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة شكوى إلى مجلس الأمن إزاء العدوان الإسرائيلي.‏‏
ومع رفع الشكوى اللبنانية خرجت الولايات المتحدة الأمريكية عن صمتها السياسي رغم حضورها الداعم للعدوان، لتقترح مبادرة أكثر ما يمكن أن يقال عنها أنها سلة مطالب إسرائيلية. في هذا الوقت اصطدمت المبادرة الأمريكية بمبادرة فرنسية كانت أكثر انسجاماً مع تطلعات اللبنانيين الا انها كانت بحاجة لبعض الإيضاحات.‏‏
وبين كلا المبادرتين فضل لبنان عدم قبول أو رفض أي منهما فيما كانت دائرة الاتصالات الدبلوماسية تتسع وبرز في هذا الإطار دور بارز للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي اعتبرت أن المقاومة الشعب اللبناني كشفت أكثر فأكثر عن الوجه البشع للعدو الإسرائيلي، وتعدى الدعم الإيراني المواقف والتصريحات إلى إجراءات عملية تمثلت بإرسال المساعدات والمواد الطبية الى لبنان.‏‏
على الساحة الميدانية استمر القصف الإسرائيلي واستمرت معه ردود المقاومة الإسلامية التي شهدت أكبر يوم من إطلاق صواريخ الكاتيوشا باتجاه المستعمرات الإسرائيلية حتى ان ضابطاً إسرائيلياً قال يومها "لقد كان إطلاق صواريخ الكاتيوشا كبير لدرجة لم نعد نحصيها".‏‏
وبين النشاط على الساحة الدبلوماسية والنشاط العسكري ميدانياً كانت المحطة الأبرز في اليوم الرابع من عدوان نيسان مشهد 70 استشهادياً نقلته قناة المنار أقسموا على التضحية بحياتهم للثأر من العدو الإسرائيلي.‏‏
اليوم الخامس
يوميات عدوان نبيان 96 ـ 15 نيسان

تميز هذا اليوم بتكثيف العدو لقصفه مدينتي النبطية وصور لدفع ما تبقى من الاهالي الى النزوح، وذكر ان نحو اربعمئة قذيفة من عياري 155 و175 ملم سقطت على مدينة النبطية وحدها ولم تسلم باقي القرى في الجنوب والبقاع الغربي من القصف العنيف. وكشف المحلل العسكري في صحيفة هآرتس زئيف شيف: ان الجيش الاسرائيلي فشل في تهجير مدينة صور. وقال : انه ليس بهذه السهولة يترك سكان هذه المدينة. وفي تطور تصعيدي بث الجيش الصهيوني بواسطة اذاعة العملاء بيانا قال فيه : انه درس امكانية توسيع عملاته، ومنها مثلا القيام باخلاء منطقة الزهراني ـ الاولي، أي ان يشمل الاخلاء مدينة صيدا.
وابتداء من بعد الظهر قصفت المدفعية الصهيونية بلدات البقاع الغربي ونفذ الطيران الحربي ضد هذه المنطقة تسع غارات القى خلالها اكثر من اربعين صاروخا من عيار خمسمئة والف باوند وصواريخ فراغية، وادت الغارات المتلاحقة الى استشهاد ثلاثة مواطنين وجرح ثلاثة آخرين. وعاود الطيران الحربي استهداف المنشآت الحيوية المدنية وقصف محطة بصاليم المخصصة لتوزيع الكهرباء على مناطق بيروت، والجبل، الشمال والبقاع، ودمرت المحطة بشكل كامل مما ادى الى فرض نظام تعتيم جزئي على هذه المناطق. كما اغار الطيران المعادي على منزل من طبقتين في المريجة. واحصت مصادر طبية سقوط ثمانية جرحى من جراء الغارة، وليلا استهدفت الغارات الحاقدة منزلا في صغبين في البقاع الغربي مما ادى الى استشهاد مواطن وجرح زوجته وولديه.
اليوم السادس
يوميات عدوان نيسان 96 ـ 16 نيسان

تواصل العدوان الصهيوني وابتدأ عند الرابعة فجرا حيث شنت مروحيتان انطلقتا من بارجة حربية قبالة شاطئ صيدا غارة على منزل المسؤول الفلسطيني منير المقدح في مخيم عين الحلوة واطلقت اربعة صواريخ اصابت المنزل بشكل مباشر مما ادى الى اصابة ابن المقدح "ايمن" وعمره ثمانية اشهر فضلا عن تضرر اربعة منازل اخرى. من السادسة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر احصي سقوط اكثر من سبعمئة قذيفة وصاروخ من مختلف الاعيرة طالت القرى والجنوبية المختلفة وبلدات البقاع الغربي.
واستمرت اذاعة العملاء ببث البيانات والانذارات وقالت في هذا اليوم ان قوات الاحتلال ستحظر التحرك على الطريق جنوبا وستعتبر أي سيارة تتحرك على هذه الطريق معادية وستتعرض للقصف، مهددة من العودة الى القرى والسماح فقط بالتوجه شمالا. واغارت مروحية صهيونية على سيارة مدنية كانت تنقل جنديين من الجيش اللبناني على طريق البازورية فالتجأ الركاب الى منزل مهجور، وطاردتهم المروحية مطلقة عليهم صواريخها مما ادى الى استشهاد الجنديين واحدهما برتبة رقيب. وظهرا نفذ الطيران الحربي غارات متتالية على بلدة الجميجمة، فدمرت منزلين، واكدت المعلومات ان الطائرات المعادية استهدفت ملجأ في البلدة كان يحتمي به نحو اربعين مواطنا من البلدة فدمر تدميرا كاملا، واستشهد ثلاثة مواطنين هم : عايدة عبادي، فاطمة علي حمزة (25 سنة) فضل عطوي (25 عاما) وجرح عشرة مدنيين آخرين. وعند الثانية بعد الظهر شنت الطائرات المروحية الاسرائيلية غارة على الضاحية الجنوبية اطلقت اربعة عشر صاروخا مستهدفة طرق المطار وحي السلم حيث اصيبت الطفلة اسراء اللقيس (4 سنوات)، كما ادت غارة حاقدة على بلدة تمنين التحتا في البقاع الى استشهاد مواطنة هي سناء الخطيب وتحطيم عدة سيارات، وعند الخامسة، اغار الطيران الصهيوني مرتين على برج قلاويه مما ادى الى استشهاد مواطنة وجرح آخرين.
اليوم السابع
يوميات عدوان نيسان 96ـ 17 نيسان

شهد اليوم السابع من عدوان نيسان عام 96 على الصعيد الدبلوماسي تصادماً بين المبادرتين الأمريكية والفرنسية فيما استمر الوضع الميداني على حاله مع مواصلة
قوات الاحتلال قصف القرى والبلدات موقعة عدداً من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين واكبه دك المقاومة الاسلامية لمواقع العدو ومتسعمراته بصواريخ الكاتيوشا التي استمرت تنهمر على مستعمرات الشمال بحيث تضاربت المعلومات في الداخل الصهيوني حول عدد تلك الصواريخ.‏‏
في ذلك اليوم قصف الطيران الإسرائيلي المعادي على صور والنبطية والبلدات المجاورة كما قصفت منزلين في شقرا حيث احتمى فيهما نحو 50 شخصاً أنقذتهم العناية الإلهية من مجزرة دموية كادت تضاف الى السجل الحافل لمجازر العدو الإسرائيلي لا سيما خلال عدوانه في نيسان 96.‏‏
في موازاة ذلك استأنفت مروحيات العدو قصف سيارات الإسعاف في مشهد بدا وكأنه عادة يومية لدى الاحتلال ونالت سيارة تابعة للهيئة الصحية الاسلامية نصيباً من القصف ما أدى الى اصابة أربعة من طاقمها بجروح.‏‏
في هذا الوقت واصل مجاهدو المقاومة الرد على العدوان وقصفوا مرابض المدفعية الاسرائيلية التي كانت تطلق القذائف على القرى والبلدات كما هاجموا مواقع لجنود الاحتلال موقعين اصابات في صفوفهم.‏‏
على الخط الدبلوماسي تطور النقاش حول المبادرتين الفرنسية والأمريكية الى حد التصادم بين واشنطن وباريس، وفيما نشطت حركة وزير الخارجية الفرنسي آنذاك هيرفيه دو شاريت بين تل ابيب والقاهرة ودمشق وبيروت، أثيرت حفيظة الولات المتحدة الأمريكية خصوصاً مع دخول الجمهورية الاسلامية الايرانية بثقلها على خط الاتصالات مع الفرنسيين.‏‏
وتيرة اليوم السابع للعدوان كانت مشابهة لليومين الذين سبقاه في 15 و16 نيسان 96، إلا أن ما كان ينتظر اللبنانيين في اليوم التالي كان من أبشع المشاهد التي رأتها عيونهم، لقد كانوا على موعد في الثامن عشر من نيسان 96 مع خميس أسود بدأ بمجزرة النبطية الفوقا وانتهى بمجزرة العصر "مجزرة قانا".‏‏
على الخط الدبلوماسي تطور النقاش حول المبادرتين الفرنسية والأمريكية الى حد التصادم بين واشنطن وباريس، وفيما نشطت حركة وزير الخارجية الفرنسي آنذاك هيرفيه دو شاريت بين تل ابيب والقاهرة ودمشق وبيروت، أثيرت حفيظة الولات المتحدة الأمريكية خصوصاً مع دخول الجمهورية الاسلامية الايرانية بثقلها على خط الاتصالات مع الفرنسيين.‏‏
وتيرة اليوم السابع للعدوان كانت مشابهة لليومين الذين سبقاه في 15 و16 نيسان 96، إلا أن ما كان ينتظر اللبنانيين في اليوم التالي كان من أبشع المشاهد التي رأتها عيونهم، لقد كانوا على موعد في الثامن عشر من نيسان 96 مع خميس أسود بدأ بمجزرة النبطية الفوقا وانتهى بمجزرة العصر "مجزرة قانا".‏‏
اليوم الثامن
يوميات عدوان نيسان 96 ـ 18 نيسان

في صباح يوم الخميس 18 نيسان/أبريل 1996، فتح العدو الصهيوني جعبته المحملة بالحمم، وأسقطها على مدينة النبطية لتحصد أسرة آل العابد وهم نيام في منزل احد الجيران.‏‏‏
حولت الطائرات الصهيونية المنزل المؤلف من 3 طبقات الى ركام اختلطت احجاره بجثث الام واولادها السبعة الذين كانو في هذه الاثناء ما زالو نيامً في الطابق الاول.‏‏‏
"نور" العابد صغيرة العائلة أبنة الايام الثلاث.. لم يرف جفن الامم المتحدة لجسدها الغض الطري، ولكننا قوماً لا ننسى..‏‏‏
توالت المجازر.. قانا الجليل تغسل أولادها بالدماء‏‏‏
قرابة الثانية بعد ظهر يوم الخميس 18 نيسان/أبريل 1996/ كان مركز القوات الفيديجية العاملة ضمن قوات الامم المتحدة في جنوب لبنان في قرية قانا يغص بعشرات العائلات التي قصدته للاحتماء من القصف الصهيوني، من كل القرى المحيطة وصلوا ، من جبال البطم وقانا ورشكنانيه وصديقين وقرى عديدة في قضاء صور.‏‏‏
قدر عدد اللاجئين الى مركز الطوارىء بـ 500 نسمة لحظة وقوع المجزرة.‏‏‏
توزع اللاجئون على هنغارين (عنبرين) لا يبعد احدهما عن الاخر سوى عشرات الامتار.‏‏‏
وعند الساعة الثانية وخمس دقائق سقطت بالقرب من العنبر قذيفة اولى .. ثم قذيفة ثانية، عندها حاول الاهالي الخروج من العنبرين، فإذا بقذيفة ثالثة تصيب العنبر الاول.. وتبدأ .. المجزرة.‏‏‏
وانهالت القذائف المدفعية على المركز وتحديداً على العنبرين حيث عشرات اللاجئين يحتمون فيهما.‏‏‏
رصدت العيون مصادر القذائف، وسجلت مواقع "حميد" و"رشاف" اعلى نسبة إطلاق للقذائف.وكان الدليل الجوي "طائرات التجسس" يصحح مكان الهدف.. ليبيد من كان في العنبرين.‏‏‏
أكثر من مائة شهيد.. في خمسة دقائق على مراى ومسمع و"عويل" عامل اللاسلكي في مركز القوات الفيديجية الذي كان يطلب من قيادته وقف القصف المجنون.. ولكن لا من مجيب.‏‏‏
بلغ عدد شهداء مجزرة قانا حتى آخر شهر نيسان/أبريل 106 شهداء، وحتى 18 جثة شهيد لم يتم التعرف الى اسمائهم، ومن بين الشهداء مسيحيتان وافقت المراجع المسيحية على دفنهما مع بقية شهداء قانا .. لتبقى قانا شمعة الوحدة الوطنية .. حتى الشهادة.‏‏‏
اليوم التاسع
يوميات عدوان نيسان 96 ـ 19 نيسان

في اليوم التاسع للعدوان الاسرائيلي عام 96 أرخت صور مجزرة قانا الدموية التي ارتكبتها الايدي الصهيونية المجرمة بظلالها على العالم مولدة الكثير من ردود الفعل العالمية المستنكرة
في اليوم التاسع للعدوان الاسرائيلي عام 96 أرخت صور مجزرة قانا الدموية التي ارتكبتها الايدي الصهيونية المجرمة بظلالها على العالم مولدة الكثير من ردود الفعل العالمية المستنكرة والمتعاطفة. وأبرق في اليوم التالي للمجزرة ولي امر المسلمين آية الله العظمى السيد علي الخامنئي الى الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حيث استنكر ودان الأحداث الدموية التي ارتكبها العدو الاسرائيلي بدعم من الادارة الامريكية.‏‏
وبما ان العدو الإسرائيلي لا تلجمه استنكارات ولا يحد أي شيء عدوانيته، كان الرد من المقاومة ومجاهديها الذين ثأروا لشهداء قانا والنبطية بوابل من صواريخ الكاتيوشا على المستعمرات من ليل الثامن عشر من نيسان حتى صباح التاسع عشر منه.‏‏
وقد قصفت مجموعتا شهداء النبطية وقانا مستعمرات كريات شمونة، كفربرعم، المطلة، وغيرها، فيما منع الاحتلال بث أي معلومات حول وضع المستعمرات التي كانت تشتعل تحت وقع الكاتيوشا.‏‏
على الخط الدبلوماسي فتحت مجزرة قانا الباب على مصراعيه امام جهات دولية للتفلت من الاحراج الأمريكي إذ أظهرت المجزرة بما لا يستدعي الشك أن عملية "عناقيد الغضب" تستهدف المدنيين. وبموازاة ردود الفعل عجت دمشق بالدبلوماسيين ووزراء الخارجية وكانت العبارة المشتركة "وقف اطلاق النار".‏‏
وكان حضور حزب الله في دمشق من خلال وفد ترأسه الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله كحضوره الميداني في الجنوب والبقاع الغربي، حيث كان الهدف تفويت الفرصة على "اسرائيل" لاستثمار عدوانها سياسياً.‏‏
وفيما كانت المبادرة الفرنسية تلقى الترحيب والتأييد كانت الولايات المتحدة تصطدم بحائط مسدود، خصوصاً وأن الحركة الدبلوماسية اللبنانية بالتنسيق مع سوريا لم توفر أحداً وأعطت دوراً كبيراً للأوروبيين فيما أدارت الظهر للمبادرة الأمريكية.‏‏
مع استمرار القصف الإسرائيلي على القرى والبلدات استمر رد المقاومة.‏‏
ويوماً بعد يوم كانت ملامح الصورة تظهر شيئاً فشيئاً، صورة اكتملت تفاصيلها يوم قلبت المقاومة ميزان المعادلات الاسرائيلية لتفرض معادلة جديدة قائمة على "توازن الرعب".‏‏
اليوم العاشر
يوميات عدوان نيسان 96 ـ 20 نيسان

تجدد القصف الصهيوني في هذا اليوم بعدما شهد تراجع ملحوظا في اليوم الذي سبقه، وتكثف من البوارج في عرض البحر، مستهدفا الطريق الساحلية بدءا من شمالي جسر الاولي، واستمر القصف بمعدل قذيفتين كل خمس دقائق طوال فترات النهار، واسفر عن جرح ثلاثة مواطنين واحتراق سيارة وتدهور اربع سيارات.
وعند الرابعة والنصف فجرا بدأ القصف بتقطع على مناطق جبشيت وعدشيت وحاروف وشقرا التي دمر احد منازلها على سكانه وهم عائلة ابو جعفر مرة، وعند السابعة والنصف صباحا شنت الطائرات الحربية والمروحيات الصهيونية ثلاث غارات على قرى المعلية والحنية والقليعة في صور مما ادى الى سقوط اربعة شهداء وعدد من الجرحى.
كما كثف الطيران الحربي الصهيوني غاراته على القرى والطرق الرئيسية مانعا قوافل من المساعدات الغذائية، حاولت شاحنات تابعة لقوات الطوارئ الدولية ايصالها للمدنين في القرى الذين رفضوا مغادرة منازلهم وظلوا صامدين رغم الوحشية الصهيونية. ولم تسلم أي قرية من هذا اليوم من الغارات الحاقدة والتي طالت حاجزا للجيش اللبناني في بلدة المنصوري مما ادى الى استشهاد الرقيب اول علي دياب من البرج الشمالي والمجند حسين رمو من بعلبك، كما جرح كل من الرقيب اول منير الحايك (من الشمال) والرقيب اول عبدالله محسن (من عيتيت) وجندي ثالث، كما احترقت سيارة مدنية كانت بالقرب من الحاجز.
اليوم الحادي عشر
يوميات عدوان نيسان96 ـ 21 نيسان
العدو الصهيوني الذي اخفق في الحد من اطلاق صواريخ الكاتيوشا على مستعمراته واصل شن غاراته الحاقدة على المدنيين وقصفه التدميري للقرى والمساكن. وادت رمايات رشاشة ثقيلة على بلدة حبوش الى جرح المجند في الجيش اللبناني عباس حيدر جابر، واصابت قذيفة من بارجة صهيونية سيارة مدنية اثناء مرورها على الطريق الساحلية، كما احترقت سيارة اسعاف كانت تحاول سحب السيارة المدنية المصابة، وعلى الرغم من التحذيرات الصهيونية قام مواطنون بالعبور باتجاه الجنوب سباحة، ومنهم من تسلق خط سكة الحديد الذي يمر فوق النهر لجهة الاولي ومدخل علمان شرقا.
واغارت طوافتان حربيتان على شقرا، واستهدفتا منزل ابورضا صالح حيث تواجد عدد من المسنين، واصيب المواطنان عبدالهادي صالح (90 عاما) وابنته علويه (65 عاما) بجروح، ونجا الآخرون الذين تم انتشالهم من تحت الانقاض. وعند الثالثة بعد الظهر اغارت الطائرات المعادية على سيارة مدنية على طريق عدشيت مما ادى الى اصابة خمسة مدنيين بجراح كانوا بداخلها، وهم علي خضر جمعة، عباس ضيا، نجيب اخضر، يوسف دياب ورباح ياسين.
اليوم الثاني عشر
يوميات عدوان نيسان96 ـ 22 نيسان

كان لبنان في هذا اليوم ينفذ حدادا عاما على ارواح شهداء المجازر الصهيونية، في حين صعد العدو اعتداءاته وشن سبع غارات فجرا على بلدة السلطانية، ثم عاد الطيران الحربي واستهدف خزان البلدة صباحا وهو يغذي عشرات القرى في القطاعين الاوسط والغربي بمياه الشرب. كما استهدف جسر الفوار الواقع بين الحلوسية وبدياس باربع غارات مما ادى الى تدميره كليا.
وعاودت البوارج في عرض البحر استهداف منطقة الاولي بقذائفها الثقيلة مما اسفر عن اصابة ست مواطنين بجروح، كما ادى القصف على طريق الزهراني ـ عدلون الى اصابة سيارة مدنية بشكل مباشر واستشهاد صاحبها فضلا عن اصابة المجند كامل مرة بجروح. وحاصرت الغارات الصهيونية والقصف المدفعي قافلة لقوات الطوارئ الدولية كانت تنقل مواد غذائية الى المواطنين في بلدة كفرا وجوارها، ولم تستطع القافلة الوصول الا بعد ساعات. وعند الثالثة عصرا، شنت الطائرات غارات على مدى ساعة ونصف بمعدل غارة كل سبع دقائق، مستهدفة مراكز انسانية تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة في تلال الناعمة، والقت الطائرات المغيرة نحو ثلاثين صاروخا.
اليوم الثالث عشر
يوميات عدوان نيسان96 ـ 23 نيسان
استأنفت المدفعية الصهيونية الثقيلة قصفها للقرى في الجنوب والبقاع الغربي، فيما واصل البوارج الحربية استهداف السيارات العابرة على الطريق الساحلية واصيبت احداها على جسر الاولي، مما ادى الى جرح ثلاثة مواطنين كانوا بداخلها هم : موفق السيد، عمر دالي وثالث من آل البابا، وركزت هذه البوارج قصفها بالخصوص على خط الزهراني من خيزران الى عدلون وابو الاسود فتوقف السير كليا على هذا الخط.
وادت غارة مروحية معادية على بلدة السماعية الى جرح المواطن حسن خليل في حين اسفر القصف على بلدات خربة سلم، ياطر والمنطقة بين محرونة وجويا الى جرح المواطن محمود قناع. وبعيد منتصف الليل شن الطيران المعادي ثلاث غارات على بلدة معروب مما ادى الى قطع الطريق المؤدية الى قرى بنت جبيل في القطاع الاوسط.
اليوم الرابع عشر
يوميات عدوان نيسان96 ـ 24 نيسان

فيما استمر الوضع على الساحة الميدانية على الوتيرة نفسها في اليوم الرابع عشر من عدوان نيسان بدت الخطى على الساحة الدبلوماسية حثيثة من اجل التوصل الى تفاهم.‏
وتركز المشهد في ذلك اليوم في مكانين،  فيما استمر الوضع على الساحة الميدانية على الوتيرة نفسها في اليوم الرابع عشر من عدوان نيسان بدت الخطى على الساحة الدبلوماسية حثيثة من اجل التوصل الى تفاهم.‏
وتركز المشهد في ذلك اليوم في مكانين، في نيويورك حيث عقد لقاء بين الرئيس اللبناني الياس الهراوي والرئيس الامريكي بيل كلينتون/ وفي شتورا التي كان يصلها وزير الخارجية الأمريكي آنذاك وارن كريستوفر للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري.‏
وسواء في نيويورك او في شتورا فإن الموقف اللبناني جاء واحداً اكد على ضرورة وقف العدوان وتنفيذ العدو الاسرائيلي للقرار 425 وانسحابه من الاراضي اللبنانية كافة.‏
في هذا الوقت كان الوضع الميداني على حاله مع استمرار القصف الاسرائيلي من جهة ورد المقاومة بالكاتيوشا من جهة ثانية.‏
وقد شهد اليوم الرابع عشر من العدوان استشهاد طفل عمره ثلاث سنوات اثر سقوطه من مبنى جراء الضغط الذي نتج عن اختراق الطيران الاسرائيلي لجدار الصوت، كما أصيب مواطنان آخران في محيط مدينة النبطية التي طالها القصف كما طال محيط صور. وفي سياسة عدوانية جديدة راح الطيران المعادي يقطع الطرق بين القرى لفصلها عن بعضها البعض.‏
إزاء استمرار العدوان دكت المقاومة بصواريخ الكاتيوشا مستعمرات كريات شمونة، سعسع، ريشون وغيرها فيما استهدف القصف المدفعي للمقاومة موقعي الاحتلال في العزية وبرعشيت كما طال قوة لحدية على طريق سجد ما ادى الى تدمير سيارة عسكرية وسقوط من فيها بين قتيل وجريح.‏
اليوم الخامس عشر
يوميات عدوان نيسان96 ـ 25 نيسان
واصلت قوات الاحتلال استهداف الطرق الرئيسية والفرعية بهدف قطع التواصل بين القرى واستخدمت الصواريخ الضخمة التي تؤدي الى احداث حفر ضخمة في الطريق. وبنتيجة هذه العملية قطعت الطرق التالية: طريق جبال البطم ـ كفرا، طريق صديقين ـ قانا، طريق السلطانية ـ تبنين، طريق ديرانطار ـ بئر السلاسل، طريق حناويه ـ عين بعال وطريق مزرعة مشرف ـ محرونة.
الغارات الجوية التي استأنف الطيران الصهيوني القيام بها ادت في ياطر الى جرح اربعة مواطنين، نقلتهم ناقلة جند نيبالية الى مستشفى تبنين في حين اصيب مواطن بجروح على طريق جسر الاولي في انفجار قذيفة من بارجة حربية، وظهرا عاود الطيران المروحي استهداف بلدة ياطر مستهدفا منزل المواطن ابراهيم امين كوراني مما ادى الى تدميره كليا واصابة تسعة مدنيين كانوا بداخله. ومن بين الجرحى الطفلان امين وحسين كوراني. وحاول العدو التعويض عن فشله في الحد من اطلاق صواريخ الكاتيوشا، فاستهدف مركزا للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة في البقاع، واصابت الغارات الية عسكرية وجرافة وصهاريج محروقات وثلاث خيم لرعاة من البدو، واصيب في الغارة خمسمئة قفير للنحل وصهريج مياه.
اليوم السادس عشر
انتهاء عدوان نيسان / أبريل 1996، وانتصار المقاومة الاسلامية‏

وصل عدوان نيسان/أبريل الى يومه السادس عشر والعدو يتخبط في الهزيمة.. فجر يوم الجمعة 26 نيسان/أبريل 1996 قصف العدو بالمدفعية محيط محطة الكهرباء في بلدة مركبا، ومع ساعات الصباح الاولى وصل القصف الى تلال الجبور وابو راشد واحراج القطراني ومجرى نهر الليطاني تحت غطاء سلاح الجو الحربي.‏
تبع ذلك غارتان على طريق جبشيت ـ حاروف ومجرى نهر الليطاني.. وتمتد السلسة في هذه الاثناء دكت المقاومة الاسلامية مستعمرة كريات شمونة مخلفة دمار وخراب اذهل المستعمرين.‏
.. صحيفة هآرتس نقلت عن كبار ضباط ما يعرف بالجبهة الشمالية ان الاستخبارات العسكرية اخطأت في تقويمها لامكانات حزب الله في اطلاق الصواريخ...‏
واستمر العدوان الصهيوني وارتفعت وتيرة رد المقاومة الاسلامية لا سيما بصليات الكاتيوشا.. الى مستوى أنه قبل دقائق من إعلان الوصول الى التفاهم كانت آخر زخات الكاتيوشا تسقط على مستعمرات الجليل المحتل.. لتسجل الانتصار في الحرب الثامنة وينفرط عقد "عناقيد الغضب" على أيدي المجاهدين البواسل..‏

2008-04-14