ارشيف من : 2005-2008

لبنان: لقاء تضامني مع خيار المقاومة والتحرير

لبنان: لقاء تضامني مع خيار المقاومة والتحرير

الممتاز الشيخ احمد قبلان، النائب مروان فارس، القائم بأعمال السفارة الايرانية فردوسي بور، ممثل الوزير السابق طلال إرسلان نزيه ابراهيم، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم، عضو المكتب السياسي لحركة "امل" حسن ملك، عضو المكتب السياسي ل"حزب الله" محمود قماطي، رئيس اللقاء الوحدوي الاسلامي عمر غندور، ممثل رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ عضو المجلس جمال فاخوري، والدة الشهيد عماد مغنية وحشد من المهتمين.‏

بعد النشيد الوطني وكلمة عريف الاحتفال الدكتور غسان طه، تحدث المنسق العام للمؤتمر الدائم للمقاومة الشيخ شفيق جرادي، فقال: "ان المقاومة ابتدأت كرد طبيعي على الاحتلال والدولي للفلسطيني وبيت المقدس ولبنان".‏

وسأل: "كيف يمكن الفصل بين قضايا المنطقة وازمتها، وهي واحدة من الاحتلال الاميركي والاسرائيلي.‏

وأكد "أن الاحتلال واغتصاب الحق لم يميزا يوما بين اسلام ومسيحية وسنية وشيعية ودرزية وبين ديني وآخر علماني، وثالث قومي عربي او ايراني الخ".‏

وحيا "كل المقاومين في لبنان وفلسطين والعراق"، مشيرا إلى أنهم "كانوا دوما الضمير العربي الرافض لاي انزلاق مع فكرة القبول بالجوار الاسرائيلي".‏

المفتي قبلان‏

ولفت المفتي قبلان إلى "أن المقاومة شكلت الجزء المحرك والصانع لمفهوم السيادة والاستقلال، بل تصدرت واجهة الخيارات الكبرى ذات الضرورة الوطنية، فالولايات المتحدة الاميركية ما زالت تصر على انها اكبر المقاومات العالمية منذ العام 1776، بعد تصديها الشامل للمحتل البريطاني. واوروبا مثلا منذ القرن الثامن عشر حتى القرن العشرين، عاشت نموذج المنظومتين: النظامية والشعبية كضرورة ملحة، لها صلة بالحياة والموت وحماية الاوطان، كما في فرنسا والنمسا وغيرها من الدول الاوروبية. هذا النموذج نجده في الثورة الجزائرية، وايضا في الثورة العراقية التي تصدرت الثورات العربية. وبهذا المعنى، كان سعد زغلول وقبله احمد عرابي في مصر".‏

أضاف: "التعبير عن منظومة الدفاع الوطني عبر الجيش النظامي والقوة الشعبية وبطريقتين مختلفتين شكل طليعة عناوين القوى الاوروبية والاميركية والآسيوية، وأسس لمقولة السيادة التي تحميها الامة او الشعب، وهذا نموذج مكرس منذ القدم في الفقه الدستوري".‏

وتابع: "في ظل جموح الوحوش الاطلسية وتوابعها بما فيها الصهيونية، واستهدافها لمنطقة الشرق الاوسط، وفي الخصوص فلسطين ولبنان والعراق، وصولا الى افغانستان وغيرها، نجد أن الحاجة للمقاومة ليست ضرورة فحسب، بل اوجب الواجبات، وعنوان الفرائض وخيار الاحرار، وركيزة كل نظام وشعب وأمة".‏

وطالب اللبنانيين بـ"التروي والتعقل وعدم الخوف من سلاح المقاومة"، مشيرا إلى أن "هذا السلاح هو للدفاع عن لبنان وشعبه، وهو غير موجه للداخل على الاطلاق. كما انه ليس سلاحا للشيعة انما لجميع اللبنانيين".‏

ممثل الوزير إرسلان‏

وألقى ابراهيم كلمة الوزير ارسلان فقال: "أخطر ما تواجهه المقاومة اليوم هو محاولة الباسها الثوب المذهبي"، لافتا إلى "مواقف ابناء مذاهب التوحيد في لبنان والعالم العربي".‏

وأكد "حقيقة هذه العشيرة الاسلامية العربية هي مقاومة كل محتل غاز، ولنا في سفر الحضارة والمقاومة بصمات مميزة عن رجالات اغفوا التاريخ مكرمة ومقاومة، فأساس وجودنا في هذه الجبال هو لمواجهة الافرنج والبيزنطيين وكل المحتلين. فهذه قبيلة تنوخ يناط بها المثاغرة ضد البيزنطي اولا، ثم ضد الافرنج ثانية. ففي العام 142هـ 759م عندما تسلم العباسيون الخلافة وبعدما اكثر الروم مهاجمة السواحل، ارسلت عشائر تنوخ من معرة النعمان الى المناطق المحاذية لبيروت بقيادة الامير منذر بن مالك التنوخي، وكان أخوه ارسلان بن مالك. فكانت اولى معارك الروم على ثغور بيروت في انطلياس ونهر الموت، وسمي هذا النهر بذلك لكثرة القتلى، وكذلك تصدوا لسفن الروم التي حاولت الاغارة على شواطىء خلدة بقيادة مسعود بن ارسلان التنوخي، فأعطت لهذه المنطقة طبيعتها العربية وشخصيتها اللبنانية المنفردة، وأبقت على وحدتها لقرون طويلة، فهؤلاء التنوخيين بنوا المداميك الأولى لهوية هذا البلد اللبنانية العربية".‏

أضاف: "استمر نهج المقاومة هذا مع هذه العشيرة الاسلامية العربية من مقاومة الافرنج والبيزنطيين الى مقاومة كل الاحتلالات ضمن الأمراء التنوخيين الذين حاربوه مع صلاح الدين الى الأمير شكيب ارسلان الذي صال وجال في كل الدول العربية لحثها على الوحدة ومواجهة الاحتلالات ونشر ثقافة القومية العربية، الى سلطان باشا الأطرش الذي قاد الثورة ضد الفرنسي في العام 1952 في سوريا، وامتدت الى لبنان بقيادة الأمير عادل ارسلان الى الأمير مجيد ارسلان الذي قاوم الانتداب الفرنسي وقادة ثورة بشامون في العام 1943 ليتحقق من بعدها استقلال لبنان، والذي اشترك ايضا في المعارك، جيش الاحتلال الاسرائيلي في المالكية والناصرة، الى كمال جنبلاط الذي كان عضوا فعالا للقضية الفلسطينية لتكمل المسيرة اليوم مع الأمير طلال ارسلان في دعم المقاومة واحتضانها والدفاع عنها لأنه في ذلك نحافظ على سيادتنا وحريتنا وكرامتنا".‏

وتحدث عن أجواء الجبل في الاستعداد اليوم لاستقبال الأسير سمير القنطار إلى أهله وشقيقه.‏

حنينه‏

وأكد عضو قيادة جبهة العمل الاسلامي الشيخ غازي حنينه "أن المقاومة هي السبيل الوحيد لاسترداد حقنا، ولولاها لما كانت شرعية دستورية في هذا البلد، إذ لا شرعية دستورية تحت الاحتلال. فالمقاومة في لبنان حررت الشرعية الدستورية".‏

وقال: "ما دام فينا أم عماد مغنية وأم نضال فرحات، فإن أحفادنا سينامون بأمن وأمان، وبهذه الأم نردع العدو الصهيوني، ونكون مع المقاومة".‏

أبو كسم‏

ولفت رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو أبو كسم إلى "أن المقاومة تنبع من رحم الوطن لتسترجع ما اغتصب، وهي خيار وقناعة وقرار. كما أنها تستلزم تضامنا وتساندا من كل أبناء الوطن. إن المقاوم يولد من رحم أمه مقاوما رجلا يكشف صدره ليرد غدر الغادرين، ويقطع دبر الغاصبين ليردهم مذلولين مكسورين من حيث أتوا. لذلك، فإن المقاومة ضرورة وطنية في زمن الحرب وواجب وطني في زمن السلم".‏

أضاف: "المقاومة أداة تحافظ على ركائز الحرية والرأي والمعتقد والاختلاف عن الآخر وحرية التعبير والسيادة، سيادة الوطن على كل أرض الوطن، والاستقلال الذي يحفظ للوطن كرامته ولشعبه عزته وعنفوانه".‏

ولفت إلى أن "المقاومة تهدف إلى بث روح الطمأنينة في نفوس المواطنين وشعبها، تتحصن في الداخل لتكون في اتحاه واحد ألا وهو اتجاه المحتل والغاصب، مشيرا إلى "سلاح الاعلام الذي ساهم الى حد بعيد في تحقيق الانتصارات، وتلازم مع سلاح المقاومين".‏

ممثل محفوظ‏

وألقى عضو المجلس الوطني للاعلام جمال فاخوري كلمة رئيس المجلس عبد الهادي محفوظ الموجود في مؤتمر طهران، وجاء في الكلمة: "خيار المقاومة فعل استند إلى الإيمان والإرادة والتصميم فألحقت بالجيش الإسرائيلي أول هزيمة عسكرية استتبعت في العام 2000 انسحابه من دون قيد أو شرط. وحاول هذا الجيش الثأر لهزيمته في حرب تموز من العام 2006 فكان انتصار المقاومين المدوي وانتصار لبنان البلد الصغير وحضوره على الخريطة الدولية بعد أن سقطت نظرية الشرق الأوسط الجديد التي اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية غونداليزا رايس أن الحرب الإسرائيلية على لبنان مفتاحها ومدخلها إلى الداخل العربي".‏

اضاف: "لا مبالغة إذا قلنا أن انكفاء المشروع الأميركي في المنطقة كان أحد صناعه الأساسيين هو السيد حسن نصر الله الذي وعدنا بالنصر ووفى بوعده والذي قدم مثالا في التواضع والرؤية البعيدة والقراءة الصحيحة والتضحية عندما أهدى دماء ابنه الحبيب على قلبه الشهيد هادي لتراب الجنوب. فليطمئن اللبنانيون على اختلاف طوائفهم ومناطقهم ومشاربهم السياسية، أن من يصنع النصر على العدو الإسرائيلي يحمي الوحدة الوطنية والعيش الواحد ويقطع الطريق على الفتنة الأهلية والطوائفية ويترفع على المكاسب السياسية ويعطي الأولوية للوفاق الداخلي وتهدئة النفوس وسحب التوتر وتغليب المشترك بين اللبنانيين وتعزيز فكرة الدولة وتحصين الداخل من الإختراقات الإسرائيلية وتحديد هدف وحيد للبندقية المقاومة وهو حماية الوطن من الإعتداءات الإسرائيلية وتحرير مزارع شبعا والأسرى وتنفيذ القرار 194 الذي ينص على حق العودة للاجئين الفلسطينيين وهذا ما يحول عمليا دون التوطين".‏

وتابع: "في هذا السياق لا بد من التذكير بأنه في المفاوضات التي كان الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون قد أجراها، كان هناك إقرار إسرائيلي باستعادة مئة ألف لاجىء فلسطيني في لبنان إلى ديارهم وبيوتهم في فلسطين. وكان الفضل في ذلك للمقاومة اللبنانية. وهكذا هناك حاجة للتكامل في وظيفة الدفاع والتحرير بين الجيش والمقاومة، ومثل هذا التكامل هو الذي يحمي حدودنا ويحول دون سرقة مياهنا أو تقاسمها. ومن هنا, المقاومة مع حكومة الوحدة الوطنية هي رأسمال وطني لكل الطوائف لا لطائفة محددة وهي لكل المواطنين في وطن لا لمواطنين في طائفة. ولذا، فإن دور الإعلام أساسي في وظيفة البناء لا الهدم وفي تعزيز ثقافة الحوار لا الخلاف وفي المواءمة بين رؤية التحرير للسيد حسن ورؤية التنمية للشهيد رفيق الحريري. ومثل هذه المواءمة هي المدخل الحقيقي لتضامن داخلي ولإسقاط المخاوف الطائفية، فالإعلام اللبناني ساهم في عملية تحرير الأرض في العام 2000 عندما عرفت الكاميرا والكلمة الرأي العام على حقيقة الجيش الإسرائيلي ومعنويات أفراده. فالكاميرا التي رافقت المقاومين كشفت بالملموس عنصر التفوق الذي يمتلكه المقاوم على ترسانة الأسلحة الإسرائيلية. وكان الإعلام ركنا أساسيا من أركان الإنتصار وكان عنصر جذب من جانب المؤسسات المرئية والمسموعة والمكتوبة على ما كان يجري في الجنوب اللبناني، وكيف كانت اسرائيل ترد على هزائمها بحرق المزروعات وجرف الأشجار وقصف المدنيين أو اعتقالهم وتعذيبهم داخل السجون الإسرائيلية وسجن الخيام".‏

وأردف: "كشف الإعلام المقاوم زيف الديموقراطية الإسرائيلية ومعها أن الإحتلال الإسرائيلي لا علاج له سوى المقاومة، وحتى أن تنفيذ القرارين الدوليين 242 و338 هو غير ممكن من دون استراتيجية الدفاع والتحرير كما حصل مع القرار 425. وهذا يعني ضرورة أن يدحض الإعلام اللبناني والعربي ما تسعى إليه تل أبيب وواشنطن وتروج له حول الربط بين الإرهاب والمقاومة. وأيا يكن الأمر معركة التحرير لم تنته، فللمقاومة دور أساسي في عملية البناء في الداخل أيضا عبر الحؤول دون الإثارات الطوائفية وفي مواجهة ثقافة الإنقسام وفي تحقيق السيادة الوطنية ورعاية الوحدة الداخلية وتحرير مزارع شبعا وخراج كفرشوبا وحفظ مياه الليطاني والوزاني وفي إعطاء الوطن الصغير بعدا استراتيجيا في حسابات التوازنات ولعبة الأمم".‏

وقال: "مقاومة كهذه تملك قيادة السيد حسن نصرالله وحكمته وصبره ورؤيته وتواضعه, مقاومة كهذه لا يمكن إلا أن ينتصر بها لبنان وتنتصر له وتصنع تاريخا مشرفا لهذا الوطن الصغير. وإذا كان الإعلام قد ساهم في تظهير الفعل المقاوم بالصورة والمقال واللوحة ومخاطبة الآخر، فإنه بالمساهمة في تبريد الأجواء والإبتعاد عن الإثارة الطوائفية وفي استبعاد كل ما يثير الغرائز من تصريحات والحؤول دون وصول الطوائفيين إلى الشاشات وفي احترام التنوع وتغليب الحوار وتغليب المشترك، فإنه -أي الإعلام- يخدم فكرة الوطن والوحدة ويوجه الرأي العام باتجاه ايجابي".‏

اضاف: "ليكن عنوان العهد الجديد برئاسة فخامة العماد ميشال سليمان المصالحات وتقاطع المقاومة والإعمار ورؤية إعلامية تشدد على التفاهمات والتسامح. هذا ما كانت التفاهمات التي جمعت بين السيد حسن ودولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري قد حولته إلى ثوابت وطنية".‏

وختم: "أخيرا تحية لسيد المقاومة وتحية لشهداء المقاومة واعتزاز وطني بالمقاومين الصابرين الذين يصنعون التاريخ. تاريخنا وتاريخ المنطقة. تحية إلى التوافق الداخلي اللبناني ووحدة الإرادة الوطنية. تحية إلى المقاومين في فلسطين والعراق، فالطريق إلى الخروج من الإحتلال هو المقاومة والمقاومة فقط وبإجماع اللبنانيين ووحدتهم وتضامنهم".‏

التل‏

وألقى رئيس تحرير جريدة اللواء الاردنية الأمين العام لرابطة علماء بلاد الشام بلال التل كلمة دعا فيها إلى "التضامن مع المقاومة في زمن صارت فيه الخيانة وجهة نظر، وسلاح المقاومة محل نقاش"، وقال: "ان المقاومة تقاتل على جبهة العدو ، وعلى جبهة التآمر عليه في الوطن. فهناك من يرى في المقاومة خطر على ما يمثل من أقطاع وزعامات تقليدية لم تصنع سوى الهزيمة".‏

ولفت إلى "أن الأمة انقسمت الى مشروعين: مشروع الشرق الأوسط الجديد وفق المقياس الاميركي، ومشروع النهوض الحضاري، وصارت المقاومة تمثل طليعته. ولهذا، نحن نتضامن معها، مع انه علينا أن ننخرط فيها. فالتضامن والانخراط في المقاومة واجب للدفاع عن الأمة بعدما عجزت الأنظمة الرسمية عن ذلك، داعيا إلى "حماية ظهر المقاومة".‏

2008-05-30