ارشيف من : 2005-2008
من قال أن على المقاومة أن تعطي صدرها لمن يريد طعنها في ظهرها؟
وتوقعات المحللين، هذه الرياح وصلت إلى المنطقة بأسرع مما كان يتوقع الكثيرون، ممن فاتهم أن بوش في عجلة من أمره، وأنه يستعجل صيف المنطقة الساخن الذي بشر به مبعوثوه إلى المنطقة، وخاصة مبعوثه إلى لبنان ``ولش`` الذي لم يخف للحظة خطط رئيسه وإصرار هذا الرئيس على إبقاء الأزمة في لبنان مشتعلة، ما دام حلفاؤه غير قادرين على حلها وفق الرغبة الإسرائيلية التي تعبر عنها السياسة الأمريكية في المنطقة، وخاصة في لبنان. لذلك لم يكن مستغرباً أن تبدأ رياح السموم القادمة في ركاب بوش هبوبها من لبنان، الذي صار بفضل مقاومته رأس الحربة في المواجهة بين مشروعين هما: مشروع المقاومة الذي يعبر عن حقيقة الأمة وضميرها، والمشروع الأمريكي الذي يطلب رأس هذه المقاومة ليطمئن على حليفته إسرائيل وعلى أمنها واستقرارها، الذي لم يتحقق منه شيء رغم احتفالها بمرور ستين عاماً على اغتصابها لأرض فلسطين، وإقامتها لكيانها المغتصب فوق هذه الأرض المباركة بالنسبة لنا كمسلمين لأنها تضم أولى قبلتينا وثالث مساجدنا التي تشد إليها الرحال، لذلك صارت فلسطين وقفاً إسلامياً لا يجوز التفريط بشبر منها، وستظل مقبرة للغزاة ومنهم الإسرائيليون القلقون على مستقبلهم، فبعد ستين سنة من الاحتلال المدعوم غربياً بكل عوامل القوة، ها هي مقاومة الأمة تشتد ضراوة، وها هي عوامل فناء إسرائيل ومؤشرات حتمية زوالها تتكاثر، وتفقدها وتفقد حلفاءها ورعاتها أعصابهم، فتجعلهم يتخطبون ذات اليمين وذات الشمال، كمن يتخبطه المس، وفي ظل هذا التخبط فإن الحلفاء والرعاة يدفعون أتباعهم في بلادنا لاتخاذ قرارات رعناء كتلك التي اتخذتها حكومة السنيورة، فأدخلت لبنان في نفق مظلم لولا حكمة المقاومة وأنصارها الذين عضوا على الجرح وتلاقوا مع الجيش اللبناني في وسط الطريق فعهدوا إليه بأمن البلاد والعباد الذي كادت تعصف به القرارات الهوجاء التي اتخذت تحت الضغط الأمريكي، وإلا ما علاقة أمين عام الأمم المتحدة لإبلاغه بقرار يتخذه مجلس الوزراء اللبناني في قضية يفترض أنها محلية، لولا أن هذا القرار اتخذ بفعل الضغط الأمريكي والإسرائيلي المباشر وغير المباشر عبر الأمم المتحدة التي صارت أداة من أدوات العدوان على أمتنا، ووسيلة لتوفير الغطاء لهذا العدوان المستمر، والذي يأخذ أشكالاً مختلفة ووسائل متعددة، من بينها التدويل الذي يهددون اليوم به في لبنان وتدويل أزمته. لأنهم يعرفون تماماً أن المؤسسات الدولية صارت ألعوبة بيد الولايات المتحدة الأمريكية تسخرها لخدمة إسرائيل التي ولدت أساساً بقرار دولي وظلت القرارات الدولية تصدر لخدمتها وحمايتها والتغطية على عدوانها، وجرائمها وكسب الوقت لصالحها. وإذا كان التدويل من أسلحة ووسائل العدو ضد أمتنا فإن استمرار التحرش بقوى المقاومة في الأمة وإشغالها بقضايا جانبية للتخفيف عن العدو الإسرائيلي من أهم وسائل العدو وأسلحته، وفي هذا الإطار يجب أن ننظر إلى قرار حكومة السنيورة حول شبكة اتصالات المقاومة الإسلامية في لبنان، ذلك أن أي طفل يستطيع دون كبير عناء أن يعرف أهمية شبكات الاتصال للمقاتلين، خاصة على صعيد حمايتهم، ولنتذكر جميعاً أن أمتنا فقدت خيرة قادة المقاومة جراء اختراق منظومات اتصالاتهم، ألم يستشهد يحيى عياش عبر اختراق هاتفي؟، ألا يدفع شعبنا في فلسطين بصورة دائمة ثمناً غالياً جراء اختراق منظومات اتصالات مقاومته، خاصة على الصعيد القيادي؟، فهل غاب عن الذين اتخذوا القرار المتعلق بشبكة اتصالات حزب الله أنهم بذلك إنما يقدمون رؤوس قادة المقاومة الإسلامية وكوادرها على طبق من ذهب للعدو الإسرائيلي، الذي صار الاغتيال وسيلة أساسية ورسمية من وسائله ووسائل راعيه في واشنطن في تعقب من يقف في وجه مخططاتهم العدوانية، وفي طليعتهم أبطال المقاومة في فلسطين ولبنان وفي كل مكان من أرض الأمة، ثم لا يريدون من المقاومة أن تعترض على هذا القرار الذي يشكل طعنة نجلاء في ظهرها، ووضع لسكين العدو على رقبتها. حتى إذا ما استخدمت السلاح لحماية سلاحها، وفي طليعته سلاح الاتصال قيل أن سلاح المقاومة قد تم توجيهه إلى الداخل. فمن قال أن على المقاومة أن تعطي صدرها لمن يريد طعنها في الظهر، وأن عليها أن تدير خدها الأيمن لمن يصفعها على خدها الأيسر؟، وهنا نريد أن نذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بإحراق مسجد استخدمه البعض للكيد للإسلام والمسلمين صار يعرف في تاريخ المسلمين بمسجد ``الضرار``، فهل تلام المقاومة إن أدارت سلاحها لمن يريد أن يطعنها في ظهرها، بعد أن سكتت عليه لسنوات وهو يتحرش بها، ويحاول أن يستدرجها إلى الفتن الداخلية كوسيلة من وسائل العدو الإسرائيلي والأمريكي في حربه على مقاومة الأمة؟..
وعند حديث الفتنة يجب أن نتوقف لنقول إن هذا الحديث الممجوج عن الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة لم يعد ينطلي على أحد، فمن قال أن هذا السياسي الذي لم يركع لله يوماً يمثل أهل السنة؟، ومن قال أن الأمريكان ومن دار في فلكهم مكلفون بحماية السنة وأهلها؟، ومن قال أن ما يجري في لبنان صراع بين السنة والشيعة؟، فهل الداعية فتحي يكن شيعي؟، وهل الشيخ ماهر حمود أمام مسجد القدس في صيدا شيعي؟ وهل الشيخ زهير جعيد شيعي؟، وهل عبدالناصر جبري شيعي؟، وهل ميشيل عون شيعي؟، وكذلك سليمان فرنجية؟، وهل طلال أرسلان ووئام وهاب شيعيان؟، و بالمقابل هل مفتي صور وجبل عامل السيد علي الأمين سني؟، وبالمقابل أيضاً هل وليد جنبلاط سني؟، وهل سمير جعج%