ارشيف من : 2005-2008

الى والدي

الى والدي

تجمعُها.‏

لم تكنِزِ الدّرَّ والياقوتَ والذهبا لكنْ كنزتَ لنا مجد الشهادة نعيشُ به فنحمدُاللهَ مَن للخير قد وَهبا‏

أضحى فؤاديَ سِفراًضَمَّ قافيتي ودمعُ عيني على الأوراق قد سُكِبا سأنظم الشعرَ عِرفاناً بفضلك يا مَن عشْتَ دهرَك تجني الهمَّ والنّصَبا, سأنظم الشعر مدحاً فيكَ منطلِقاً يجاوز البدرَ والأفلاكَ والشهُبا, إن غاضَ حِبري بأرض الشّعر, والهفي! ما غاض نبعُ الوفا في القلب أو نضبا قالوا : تغالي فمَن تعني بشعرك ذا؟فقلت : أعني أبي‏

أبي ... عندما أقولها أشعر بالدفء والأمان . والحب والعطاء الذي لا مثيل له . أبي ... أي حرمان لهذا الذي لا يعرف كلمة أبي ولا ينطق بها ...‏

أبي ... تكاد تهتز الدنيا من حولي وأنا أقولها .. أبي ... ما أكبر تلك الكلمة وما أثقلها ميزانا .‏

العزيز والدي كم اشتاق اليك يا اعظم رجلا اشتقت اليك نعم الى حنانك وامانك وتدليلك,اشتقت اليك ,اشتقت الى الايام التي قضيتها معك ,برفقتك,لقد مرت أربع سنين على فراقك لنا, ولكنك مازلت تحمل القدر الاكبر من الحب والاحترام.‏

لقد فارقنا جسدك الطاهر ورحل الى بارئه. ولكنك معنا بروحك وحبك لنا. انت معي في كل الاثناء, ولن اسمح لذاتي يوما ان تغفل عن ذكراك,حتى في الحلم يراودني طيفك, شوقي لك ايها الغالي لن استطيع ان اصفه عبرهذه الصفحة البيضاء, فالسطورقليلة, أدرك اني فقدتك الى الابد, وهذا قضاء الله – سبحانه – ولا راد لقضائه.‏

ولكني مهمومة حزينة فكلما تذكرت تلك الابتسامة الجميلة وتلك النظرة الحانية وذلك الحضن الدافئ. وكلما تذكرت عطفك, واحساسك الصادق, ذرفت مقلتي الدمع,هكذا دونما ارادة.‏

ايها الغائب, اليك وانت تحت الثرى شوقي,اليك حزني,اليك المي وتعبي, اليك اشكو لهيب رحيلك عنا أبي.نعم عنا جميعا فكلنا اتعبنا رحيلك وآلمنا ,وزرع في قلوبنا غصة كبيرة.‏

والدي :أنت غرست في المكارم ،وربيتني على الدين والخلق ، فأطمئن الى حسن غرسك وأعلم أن أبنتك ستظل على العهد وعلى ما يرضي الله ويرضيك ..‏

أنا فخورة بك .. فخورة أن أنتمي الى والدٍ كان يعشق اهل بيت النبوة واستشهد في سبيلهم . ..أشعر بدافع يدفعني الى أن أقول لمن أعرفهم عنك ، وأنا فرحة ، هل لكم مثل أبي ؟؟؟ وانه ليخيل لي أن أحدا من هولاء لا يملك أبا مثلك ..‏

اللهم اْرحم والدي واْغفر له وأحشره مع محمد وأل محمد..‏

اْنت خيرالراحمين‏

ابنتك رقية ـ مالبورن ـ استراليا‏

2008-05-17