ارشيف من :ترجمات ودراسات
مصادر قريبة من حزب الله كشفت لـ «الراي» عن عملية أوقفت في اللحظة الأخيرة لإصطياد مسؤول إسرائيلي
تدور بين اسرائيل و«حزب الله» حرب خفية ذات طابع استخباري - امني، لا تعرف المهادنة، وما يُكشف عنها لا يعود كونه «رأس جبل» من مبارزات تجري بلا هوادة في عالم سرّي ربما هو الاكثر اثارة من حروب الميدان او تلك النفسية التي تُشنّ بـ «مكبرات الصوت».
مطلع يونيو الماضي نسبت «وكالة نوفوستي للانباء» الروسية، الى مصادر إسرائيلية ان الأجهزة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية بذلت أخيراً جهوداً كبيرة لرصد تحركات الأمين العام لـ «حزب الله»، مشيرة إلى أن هذه الأجهزة كانت على وشك استهداف السيد حسن نصر الله مرتين على الأقل خلال الأشهر الاخيرة.
وقالت المصادر إن طائرة إسرائيلية من دون طيار نوع «شوفال» رصدت تحركات لنصر الله قرب مركز أمني تابع لـ «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت، بينما كانت تحلق على ارتفاع شاهق، لافتة الى إن أكثر من فرصة سنحت لإسرائيل لتصفية نصر الله، لكنها قررت عدم اغتنام هذه الفرص لأسبابها الخاصة.
لم يعلّق «حزب الله» في حينه، وكالعادة، على التسريبات الاسرائيلية، رغم انه «اخذ علما» بتلك الرواية التي رأت فيها دوائر مراقبة أشبه بـ «رسائل تهويلية» منها الى معلومات فعلية عن الجهد الاستخباراتي الاسرائيلي الذي اصيب بنكسات موجعة بعدما فقدت تل ابيب الكثير من «عيونها» في لبنان نتيجة تفكيك العشرات من شبكات التجسس.
غير ان مصادر مسؤولة قريبة من قيادة «حزب الله» قالت لـ «الراي» ان قيادة الحزب درست وأعدّت واستكملت خطة للرد المباشر على اي عملية اغتيال او محاولة اغتيال نصرالله او اي من قادة الصف الاول في الجسم الجهادي او «الشورى»، جازمة بأن اي عمل من هذا النوع يعتبره «حزب الله» بمثابة خرق لقرار وقف الاعمال الحربية الذي اعتُمد عقب حرب يوليو في العام 2006.
وكشفت ان التعليمات اعطيت بتوجيه مئات الصواريخ ضد اهداف محددة في «دان غوش» وآلاف صواريخ «الكاتيوشا» الى مناطق اخرى من اسرائيل، لأن نصرالله يُعتبر بمثابة قائد على مستوى رؤساء الدول، واي محاولة لقتله ستُقرأ على انها «اعلان حرب»، مشيرة الى انه اذا جرى المسّ به فلن يكون هناك اي حجر آمن في اسرائيل.
ولم تشأ المصادر الكشف عن خطط الرد التلقائي على اي محاولة لقتل نصرالله، والتي ستُنفَّذ من دون الحاجة للعودة الى القيادة لأخذ الأمر بوضعها موضع التنفيذ، لكنها اشارت الى ان «حزب الله» أكمل بنك الاهداف المتعلق بإحداثيات محددة داخل اسرائيل، متحدثة عن ان القصف التمهيدي سيكون «نُقَطي»، وان اهدافاً عسكرية وأمنية وقيادية أُدخلت الى بنك الاهداف الذي يصار الى تجديده على الدوام للبقاء على جهوزية عالية من اجل رد فعال.
ولفتت الى ان «حزب الله» لن يتعامل مع اي عملية استهداف لقيادييه، كما تعامل بـ «صبر» مع عملية اغتيال قائده العسكري الحاج عماد مغنية في دمشق في فبراير العام 2008، مستدركة ان هذا الامر لا يعني اطلاقاً ان الرد على اغتيال مغنية اصبح من الماضي، بل على العكس.
وفي هذا السياق، اكدت ان عملية استهداف «صيد اسرائيلي ثمين» كانت على وشك التنفيذ اخيراً في احدى المنتجعات، كاشفة عن ان مجموعات التنفيذ كان من المفترض ان تُطْبق على الهدف بعد تحديد نقطة المكمن ووضع المقتل، لكن قراراً مفاجئاً ومن خلف البحار اوقف العملية.
وروت لـ «الراي» ان القرار الذي اوقف العملية اتُخذ نتيجة التطور الدراماتيكي الذي شكّله الهجوم الاسرائيلي على «أسطول الحرية» المتجه الى غزة، تفادياً لاستخدام اسرائيل عملية اصطياد احد مسؤوليها لحرف انظار العالم عن المجزرة التي ارتكبتها بحق ركاب سفينة «مرمرة» التركية، وكي لا تغطي عملية تصفية الهدف الاسرائيلي على عملية القرصنة الاسرائيلية في المياه الدولية.
وأنهت المصادر كلامها بالقول ان الشخصية الاسرائيلية (الهدف) كُتب لها العيش من جديد، وخصوصاً انها استُدعيت على عجل الى تل ابيب لمتابعة بعض الشؤون الملحّة التي طرأت مباشرة بعد حادثة «اسطول الحرية».