ارشيف من :ترجمات ودراسات
تشرين : مخطط اميركي - صهيوني لإرباك الحكومة اللبنانية
كتبت صحيفة "تشرين "السورية عن وجود مؤشرات كثيرة توحي بأن أمراً ما يهيأ للساحة اللبنانية بهدف إشغالها داخلياً لإرباك المقاومة والتيار الشعبي العريض الذي يواكبها، حيث توقف المراقبون أمام سلسلة من المواقف والتصريحات تصب كلها في خدمة التصويب على المقاومة والإيحاء بأن حزب الله هو الذي يهدد السلم الأهلي ويعوق إمكانية تحقيق "سلام" ويفرض على اللبنانيين نهجاً مقاوماً لا يجمعون عليه، وتأتي في مقدمة هذه المواقف الاستماتة في قضم المزيد من الأراضي اللبنانية في الجنوب من خلال العمل الدؤوب لإحداث تغييرات جدية في الخط الأزرق بالتواطؤ مع اليونيفيل بعد الفشل الذريع في تغيير قواعد الاشتباك للقوات الدولية في الجنوب علماً أن لبنان لديه تحفظات كثيرة على الوضع الحالي للخط الأزرق إضافة إلى استمرار احتلال الغجر وتلال شبعا وكفر شوبا والقرصنة على قسم كبير من المياه اللبنانية.
وأضافت الصحيفة "وثمة قرصنة جديدة يستعد الكيان الصهيوني لارتكابها تتعلق بسرقة ثروة لبنان من النفط والغاز بعد الإعلان عن اكتشافه بكميات كبيرة أمام الساحل اللبناني وفي المياه الإقليمية والدولية، الأمر الذي يفرض سرعة التحرك الرسمي بمواكبة شعبية لمواجهة القرصنة القديمة الجديدة، وجاءت محاولات كسر الحصار عن غزة التي توجت بأسطول الحرية علماً أن سفينة الأخوة التي سبقت الأسطول كانت قد انطلقت من ميناء طرابلس- والإعلان عن أسطول حرية جديد ينطلق من لبنان ومن بعض عواصم العالم لكشف عنصرية المعتدين الصهاينة وإرهابهم إضافة إلى كسر حصار غزة الصامدة والذي لقي تجاوباً واسعاً من أحرار العالم، جاءت تلك المحاولات لتظهر اتساع التأييد لنهج المقاومة وبداية عزلة الصهاينة وحماتهم والمتواطئين معهم وأدواتهم".
ونقلت الصحيفة عن المراقبون قولهم إنه على هذا الأساس كان التحرك الصهيوني الجديد من خلال إعداد خطة يكون فيها للساحة اللبنانية موقع متميز نتيجة وهم ترسخ لدى البعض بأنها آخر الساحات التي يمكن التحرك من خلالها لإجهاض المد العربي المقاوم. ويكشف أحد المتابعين مضمون الخطة الأمريكية- الصهيونية ووسائل تنفيذها والتي تتلخص في النقاط الآتية:
- الإيحاء بعدم وجود توافق داخلي على دعم المقاومة واعتبار أن حزب الله يهدد السيادة الوطنية انطلاقاً من عدم حصر قرار الحرب والسلم في الدولة، وهذا ما يقوم به بعض بقايا قرنة شهوان والقوات والكتائب بدعم واضح من بعض المراجع الروحية.
- استمرار تأجيج التناقضات الطائفية والمذهبية بهدف التشويش على مساعي التوافق وعلى تحصين الوحدة الوطنية لإبقاء لبنان ساحة للصراع في المنطقة، وصولاً إلى إرباك المقاومة ومنعها من التفرغ لمواجهة المخاطر الصهيونية و إلهائها بعداوات مفتعلة تهمش التركيز على العدو المركزي المتجسد بالكيان الصهيوني.
- بدء حملة دولية لدعم الكيان الصهيوني والعمل على فك الحصار الذي يستهدفه بعد القرصنة التي ارتكبت في المياه الدولية وذلك من خلال:
1- التأكيد على أن الكيان الصهيوني يشكل القاعدة المتقدمة للغرب في المنطقة واعتبار أن المخاطر التي تستهدفه تنعكس سلباً على الغرب وأن سقوطه يعني بداية سقوط الغرب نفسه وهذا ما ظهر بوضوح في تصريحات أعضاء الكونغرس الأمريكي وبعض القادة الأوروبيين.
2- ممارسة ضغوط مادية ومعنوية على الحكومة اللبنانية لمنعها من دعم المقاومة وإجبارها على عدم السماح بانطلاق سفن الحرية المتوجهة لفك الحصار عن غزة من مرافئها.
3- ممارسة ضغوط جديدة على الدول التي ساندت الحق العربي ودعمت قضية فلسطين وفي مقدمتها تركيا من خلال تشجيع الاعتداءات على الأراضي التركية، وإشعار تلك الدول بأن وقوفها إلى جانب قضية فلسطين ودفاعها عن الصامدين في غزة سيكلفها غالياً.
وختمت الصحيفة بالقول " إن الانهيارات الكبيرة في السياسة الأمريكية وافتضاح الدور الإرهابي العنصري للكيان الصهيوني يوحيان بأن المخطط الأمريكي - الصهيوني سيفشل، وأن منطقاً عالمياً جديداً بدأ بالتبلور يميل لمصلحة دعم الحق العربي والتخلي عن مساندة الاحتلال الصهيوني حيث لم يعد ينفع استنفار كل الأدوات المرتبطة في إعاقة استفاقة الشعوب من تأثير الأضاليل الصهيونية".