ارشيف من :آراء وتحليلات
فتن جعجع.. والخريف الساخن: أية رهانات مجدداً؟
مصطفى الحاج علي
يبدو الوضع الداخلي مشدوداً الى حبال توتر ليست قليلة، فبأسفل جبل جليد الهدوء الحالي تموج تيارات متوثبة تتحين الفرصة لأخذ مكانها على السطح: من نافل القول، ان الاستقرار النسبي الذي يعيشه لبنان تحديداً منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية هو استقرار فرضته التوازنات والمعادلات التي نشأت في المنطقة بفعل هزائم المشروع الاميركي الاستعماري في أكثر من مكان، والتي نشأت في لبنان عقب أحداث أيار المعروفة، وبالتالي، فإن هذا الاستقرار لم يأت تعبيراً عن قناعات مشتركة بقدر ما جاء استجابة للمتغيرات الشاملة التي أصابت لبنان والمنطقة، فكل طرف من الأطراف ما زال على قناعاته الأصلية، وما زال يتموضع في إطار الخيارات السياسية نفسها. ولأنه لم تسجل هزيمة نهائية لأي من هذه الخيارات، وهي ما زالت في مرحلة كباش، وتتداخل فيها ومعها اعتبارات وحسابات استراتيجية وجيو ـ استراتيجية بالغة الأهمية، وتقف المواجهة في ما بينها على حالٍ من الغموض الشديد نظراً لدقة التوازنات العامة التي تحكمها، وتجعل أياً منها غير قادر على اتخاذ خيارات جدية أو جذرية، أو على الأقل ثمة حذر شديد وعدم وضوح يكتنف حسابات النتائج.
هذه الصورة العامة لما نحن عليه تفضي الى خلاصة أساسية، أن الطرف المتراجع داخلياً يرى أن ما يمر به هو مجرد حالة ظرفية، وأن المقبل من الأيام سيحمل تطورات بالغة الأهمية من شأنها تعديل التوازنات الحالية لمصلحته، هذا التقدير لدى هؤلاء إما أنه يستند الى مجرد تمنيات، أو الى مجرد قراءة سياسية، وإما الى معلومات ووعود يتلقاها من الخارج.
ولقد بات واضحاً، أن أكثر المشيعين لدى تجمع فريق الرابع عشر من آذار لهكذا متغيرات هو رأس حربته الجديد سمير جعجع، ولم يعد خافياً على أحد أن رهانات جعجع، أو المعلومات ـ الوعود التي تسر له من قبل السفارة الاميركية أو الفرنسية.. أو .. الخ تتراوح حول تطورين أساسيين: الأول داخلي ويتمثل بالقرار الظني الخاص بالمحكمة ذات البعد الدولي الناظرة في ملف اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، حيث، وكما بات متداولاً منذ فترة، وفي سياق اعلامي منهجي مقصود، أن وجهة الاتهام هذه المرة ستكون حزب الله، والثاني، خارجي يتمثل بحدوث حرب كبيرة في المنطقة سواء ضد ايران أو سوريا أو لبنان.. الخ. الأول، بالنسبة لجعجع يعتبر فرصة لانجاز جملة أهداف تخدم استخدامه الاستراتيجي للحريرية ـ السياسية: الأول، اعادة تذكية خطوط التوتر المذهبية بين السنة والشيعة في لبنان، والعمل على دفعها الى الحد الأقصى، أي الى حد الفتنة نفسها وصولاً الى اضعاف القوتين الاساسيتين اللتين تعترضان عودة المارونية ـ السياسية بثوبها القواتي ـ الفيدرالي الخ الى الحياة مجدداً، والثاني، اعادة التصويب على سلاح المقاومة من خلال تحميله عبء جريمة سياسية، وتصويره كمافيا، وكسلاح لخدمة اغراض داخلية، والثالث، ان القرار الظني سواء توجه نحو افراد غير منضبطين في حزب الله أو نحو حزب الله نفسه، فإنه سيعني عملياً وضع الحزب في قفص الاتهام لفترة طويلة، ما سيحوله الى حزب مدان حتى لو تبين العكس لاحقاً لا سيما على صعيد الرأي العام العربي والاسلامي، رابعاً، وكخلاصة لهذه جميعاً يريد جعجع تحويل حزب الله الى عبء كبير على علاقته التحالفية مع عون، وبالتالي مع شريحة واسعة من الساحة المسيحية، بهدف فك هذا التحالف، وتجيير شعبية عون لمصلحة القوات المدعومة روحياً من البطرك صفير.
من الواضح هنا، ان القرار الظني الذي بات مسوّقاً منذ مدة وفق برمجة محددة فقد سلفاً قيمته القانونية، وتحول الى قرار لخدمة اغراض سياسية، من خلال تحويله الى نقلة مدروسة في الوقت المناسب في سياق اللعبة الدولية من حول لبنان وفي لبنان، ولذا يرى كثيرون ان صدور هذا القرار سيشكل صفارة الانطلاق لإحداث تبدلات كثيرة في لبنان والمنطقة حيث يراد له تعطيل المكونات الاستراتيجية لمحور المقاومة في مواجهة ما يحضر لها اميركياً واوروبياً واسرائيلياً وبتغطية من أنظمة عربية معروفة، يدرك هؤلاء ان البيئة الاستراتيجية للصراع قد تبدلت تبدلاً نوعياً، وأن أي مواجهة مقبلة ستكون شاملة، ولذا، ونظراً الى الموقع الذي تحمله المقاومة في توازنات هذه البيئة فهي دائماً مستهدفة إما لارباكها واشغالها وتقييدها، وإما لضربها واضعافها، والأمران لا يتناقضان بل يكمل كل منهما الآخر.
هذه الاعتبارات مجتمعة هي التي تتحكم في حسابات جعجع وفريق الحريري حتى تلك التي تتصل بقضايا وملفات تهم كل اللبنانيين لا طرفا بعينه. بالنسبة لملف النفط والغاز لم يجد فيه هؤلاء المغازي الاقتصادية الوطنية العامة، بل جل ما رأوا فيه أنه سيعزز من منطق المقاومة، وسيقوي في وجهة نظرها في الاستراتيجية الدفاعية، أما كون هذه الثروات من شأنها ان تقوي من القدرة الاقتصادية والمالية، وترفد لبنان بروافد مهمة تعينه على الخروج من دوامة الدين، وسلوك طريق التحرر من التبعية للخارج، والتبعية للداخل، وتحديد للطغم المالية الربوية التي تخنق اللبنانيين جميعاً بقبضة الديون التي تزداد في كل لحظة، فإن هذه الأمور بعيدة عن حسابات هؤلاء جميعاً.
وأما بالنسبة لملف العملاء، وتحديداً للعميل الأخير شربل قزي، فلم يتورع جعجع عن الدفاع عنه مواربة، بذريعة تسييس الآخرين لعمالة هذا العميل، ما أثار جعجع هو ادراكه ان الخدمات التي قدمها هذا العميل من شأنها أن تضرب الأساس الذي سيقوم عليه الاتهام السياسي لحزب الله، وبالتالي، من شأنها ان تقوض كل تمنياته ورهاناته التي يعد اللحظات للوصول اليها.
الأمر عينه، ينطبق على الموقف من سلوكيات الطوارئ مؤخراً، وهي سلوكيات رفضها الجيش قبل الأهالي، إلا أن جعجع لم يعجبه موقف الأهالي، وآثر الدفاع عن الطوارئ كيفما كان في وجه الجيش والأهالي. والسبب واضح، فمناورات الطوارئ الأخيرة كانت مدعاة لشكوك كبيرة، وتساؤلات أكبر، لا سيما أنها بدت مخالفة لأصل مهمتها المناط بها، والمتمثل بتطبيق القرار 1701، ومنع العدو الاسرائيلي، فبدلاً من أن تحاكي المناورات احتمالات هجمات اسرائيلية، إذ بها تحاكي احتمالات هجمات صاروخية تقوم بها المقاومة.
خارج هذه الاعتبارات، هل نحن على أبواب خريف ساخن كما يثير جعجع، أم أن الأمور لا تعدو أكثر من حسابات خاصة، وتمنيات ذاتية؟
لا شك، أنه مؤخراً عادت مسألة الحرب لتطل برأسها مجدداً، وهي احتمالات لا يمكن لأحد اسقاطها من الحسبان، الا أنه لا يمكن في الوقت نفسه الغاء الاحتمالات التالية:
أولاً: ان تكون جزءا مكملا للضغوط الاقتصادية على ايران لحملها على تقديم التنازلات المطلوبة منها غربياً.
ثانياً: ان تكون لدى الغرب عموماً قراءة ما لردود الفعل الايرانية المتوقعة، وبالتالي، فهي ترفع من سقف التهديدات لاحتواء ردود الفعل هذه.
ثالثاً: ان يكون هناك قرار بالحرب على ايران متخذ استناداً الى تقدير بأن العقوبات مع ايران لن تجدي نفعاً، وهي ستمضي الى النهاية في مشروعها النووي ـ السلمي، وبالتالي، لا بد من عمل عسكري ما، الأمر الذي يستلزم التعامل مع كل مفردات الجبهة الاستراتيجية مع ايران ومنها لبنان وفلسطين وسوريا.
رابعاً: ان يكون كل ما يحدث هو لصرف الأنظار وتشتيت الانتباه، بحيث يجري تركيز الأنظار على جبهة في حين أن المستهدف هو جبهة أخرى.
خامساً: ان يرى الاسرائيلي ان الحرب مع لبنان تبقى أسهل، ونافذة الفرص أوضح، لا سيما اذا ما ترافق ذلك مع خربطة داخلية.
مهما كانت الاحتمالات، من الواضح، اننا سنشهد خريفاً ساخناً، ما لم يرتدع شياطين هذا البلد، ويعودوا الى وعيهم ولا يغرقوا في حسابات خاطئة مجدداً ورهانات خاسرة سبق وأن جربوها.
يبدو الوضع الداخلي مشدوداً الى حبال توتر ليست قليلة، فبأسفل جبل جليد الهدوء الحالي تموج تيارات متوثبة تتحين الفرصة لأخذ مكانها على السطح: من نافل القول، ان الاستقرار النسبي الذي يعيشه لبنان تحديداً منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية هو استقرار فرضته التوازنات والمعادلات التي نشأت في المنطقة بفعل هزائم المشروع الاميركي الاستعماري في أكثر من مكان، والتي نشأت في لبنان عقب أحداث أيار المعروفة، وبالتالي، فإن هذا الاستقرار لم يأت تعبيراً عن قناعات مشتركة بقدر ما جاء استجابة للمتغيرات الشاملة التي أصابت لبنان والمنطقة، فكل طرف من الأطراف ما زال على قناعاته الأصلية، وما زال يتموضع في إطار الخيارات السياسية نفسها. ولأنه لم تسجل هزيمة نهائية لأي من هذه الخيارات، وهي ما زالت في مرحلة كباش، وتتداخل فيها ومعها اعتبارات وحسابات استراتيجية وجيو ـ استراتيجية بالغة الأهمية، وتقف المواجهة في ما بينها على حالٍ من الغموض الشديد نظراً لدقة التوازنات العامة التي تحكمها، وتجعل أياً منها غير قادر على اتخاذ خيارات جدية أو جذرية، أو على الأقل ثمة حذر شديد وعدم وضوح يكتنف حسابات النتائج.
هذه الصورة العامة لما نحن عليه تفضي الى خلاصة أساسية، أن الطرف المتراجع داخلياً يرى أن ما يمر به هو مجرد حالة ظرفية، وأن المقبل من الأيام سيحمل تطورات بالغة الأهمية من شأنها تعديل التوازنات الحالية لمصلحته، هذا التقدير لدى هؤلاء إما أنه يستند الى مجرد تمنيات، أو الى مجرد قراءة سياسية، وإما الى معلومات ووعود يتلقاها من الخارج.
ولقد بات واضحاً، أن أكثر المشيعين لدى تجمع فريق الرابع عشر من آذار لهكذا متغيرات هو رأس حربته الجديد سمير جعجع، ولم يعد خافياً على أحد أن رهانات جعجع، أو المعلومات ـ الوعود التي تسر له من قبل السفارة الاميركية أو الفرنسية.. أو .. الخ تتراوح حول تطورين أساسيين: الأول داخلي ويتمثل بالقرار الظني الخاص بالمحكمة ذات البعد الدولي الناظرة في ملف اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، حيث، وكما بات متداولاً منذ فترة، وفي سياق اعلامي منهجي مقصود، أن وجهة الاتهام هذه المرة ستكون حزب الله، والثاني، خارجي يتمثل بحدوث حرب كبيرة في المنطقة سواء ضد ايران أو سوريا أو لبنان.. الخ. الأول، بالنسبة لجعجع يعتبر فرصة لانجاز جملة أهداف تخدم استخدامه الاستراتيجي للحريرية ـ السياسية: الأول، اعادة تذكية خطوط التوتر المذهبية بين السنة والشيعة في لبنان، والعمل على دفعها الى الحد الأقصى، أي الى حد الفتنة نفسها وصولاً الى اضعاف القوتين الاساسيتين اللتين تعترضان عودة المارونية ـ السياسية بثوبها القواتي ـ الفيدرالي الخ الى الحياة مجدداً، والثاني، اعادة التصويب على سلاح المقاومة من خلال تحميله عبء جريمة سياسية، وتصويره كمافيا، وكسلاح لخدمة اغراض داخلية، والثالث، ان القرار الظني سواء توجه نحو افراد غير منضبطين في حزب الله أو نحو حزب الله نفسه، فإنه سيعني عملياً وضع الحزب في قفص الاتهام لفترة طويلة، ما سيحوله الى حزب مدان حتى لو تبين العكس لاحقاً لا سيما على صعيد الرأي العام العربي والاسلامي، رابعاً، وكخلاصة لهذه جميعاً يريد جعجع تحويل حزب الله الى عبء كبير على علاقته التحالفية مع عون، وبالتالي مع شريحة واسعة من الساحة المسيحية، بهدف فك هذا التحالف، وتجيير شعبية عون لمصلحة القوات المدعومة روحياً من البطرك صفير.
من الواضح هنا، ان القرار الظني الذي بات مسوّقاً منذ مدة وفق برمجة محددة فقد سلفاً قيمته القانونية، وتحول الى قرار لخدمة اغراض سياسية، من خلال تحويله الى نقلة مدروسة في الوقت المناسب في سياق اللعبة الدولية من حول لبنان وفي لبنان، ولذا يرى كثيرون ان صدور هذا القرار سيشكل صفارة الانطلاق لإحداث تبدلات كثيرة في لبنان والمنطقة حيث يراد له تعطيل المكونات الاستراتيجية لمحور المقاومة في مواجهة ما يحضر لها اميركياً واوروبياً واسرائيلياً وبتغطية من أنظمة عربية معروفة، يدرك هؤلاء ان البيئة الاستراتيجية للصراع قد تبدلت تبدلاً نوعياً، وأن أي مواجهة مقبلة ستكون شاملة، ولذا، ونظراً الى الموقع الذي تحمله المقاومة في توازنات هذه البيئة فهي دائماً مستهدفة إما لارباكها واشغالها وتقييدها، وإما لضربها واضعافها، والأمران لا يتناقضان بل يكمل كل منهما الآخر.
هذه الاعتبارات مجتمعة هي التي تتحكم في حسابات جعجع وفريق الحريري حتى تلك التي تتصل بقضايا وملفات تهم كل اللبنانيين لا طرفا بعينه. بالنسبة لملف النفط والغاز لم يجد فيه هؤلاء المغازي الاقتصادية الوطنية العامة، بل جل ما رأوا فيه أنه سيعزز من منطق المقاومة، وسيقوي في وجهة نظرها في الاستراتيجية الدفاعية، أما كون هذه الثروات من شأنها ان تقوي من القدرة الاقتصادية والمالية، وترفد لبنان بروافد مهمة تعينه على الخروج من دوامة الدين، وسلوك طريق التحرر من التبعية للخارج، والتبعية للداخل، وتحديد للطغم المالية الربوية التي تخنق اللبنانيين جميعاً بقبضة الديون التي تزداد في كل لحظة، فإن هذه الأمور بعيدة عن حسابات هؤلاء جميعاً.
وأما بالنسبة لملف العملاء، وتحديداً للعميل الأخير شربل قزي، فلم يتورع جعجع عن الدفاع عنه مواربة، بذريعة تسييس الآخرين لعمالة هذا العميل، ما أثار جعجع هو ادراكه ان الخدمات التي قدمها هذا العميل من شأنها أن تضرب الأساس الذي سيقوم عليه الاتهام السياسي لحزب الله، وبالتالي، من شأنها ان تقوض كل تمنياته ورهاناته التي يعد اللحظات للوصول اليها.
الأمر عينه، ينطبق على الموقف من سلوكيات الطوارئ مؤخراً، وهي سلوكيات رفضها الجيش قبل الأهالي، إلا أن جعجع لم يعجبه موقف الأهالي، وآثر الدفاع عن الطوارئ كيفما كان في وجه الجيش والأهالي. والسبب واضح، فمناورات الطوارئ الأخيرة كانت مدعاة لشكوك كبيرة، وتساؤلات أكبر، لا سيما أنها بدت مخالفة لأصل مهمتها المناط بها، والمتمثل بتطبيق القرار 1701، ومنع العدو الاسرائيلي، فبدلاً من أن تحاكي المناورات احتمالات هجمات اسرائيلية، إذ بها تحاكي احتمالات هجمات صاروخية تقوم بها المقاومة.
خارج هذه الاعتبارات، هل نحن على أبواب خريف ساخن كما يثير جعجع، أم أن الأمور لا تعدو أكثر من حسابات خاصة، وتمنيات ذاتية؟
لا شك، أنه مؤخراً عادت مسألة الحرب لتطل برأسها مجدداً، وهي احتمالات لا يمكن لأحد اسقاطها من الحسبان، الا أنه لا يمكن في الوقت نفسه الغاء الاحتمالات التالية:
أولاً: ان تكون جزءا مكملا للضغوط الاقتصادية على ايران لحملها على تقديم التنازلات المطلوبة منها غربياً.
ثانياً: ان تكون لدى الغرب عموماً قراءة ما لردود الفعل الايرانية المتوقعة، وبالتالي، فهي ترفع من سقف التهديدات لاحتواء ردود الفعل هذه.
ثالثاً: ان يكون هناك قرار بالحرب على ايران متخذ استناداً الى تقدير بأن العقوبات مع ايران لن تجدي نفعاً، وهي ستمضي الى النهاية في مشروعها النووي ـ السلمي، وبالتالي، لا بد من عمل عسكري ما، الأمر الذي يستلزم التعامل مع كل مفردات الجبهة الاستراتيجية مع ايران ومنها لبنان وفلسطين وسوريا.
رابعاً: ان يكون كل ما يحدث هو لصرف الأنظار وتشتيت الانتباه، بحيث يجري تركيز الأنظار على جبهة في حين أن المستهدف هو جبهة أخرى.
خامساً: ان يرى الاسرائيلي ان الحرب مع لبنان تبقى أسهل، ونافذة الفرص أوضح، لا سيما اذا ما ترافق ذلك مع خربطة داخلية.
مهما كانت الاحتمالات، من الواضح، اننا سنشهد خريفاً ساخناً، ما لم يرتدع شياطين هذا البلد، ويعودوا الى وعيهم ولا يغرقوا في حسابات خاطئة مجدداً ورهانات خاسرة سبق وأن جربوها.