ارشيف من :ترجمات ودراسات
"الدستور": ضوء أخضر أميركي "لإسرائيل"
كتبت صحيفة "الدستور" الأردنية، تقول "حصل رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو على الكثير من النتائج الإيجابية التي تدعم السياسات التخريبية التي تقوم بها حكومته منذ عدة أشهر لنسف أسس العملية السلمية من جهة ، ومحاولة إحداث تغيير هائل على الوضع السياسي والسكاني والحضري في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة وذلك خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة ولقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما".
وتابعت الصحيفة "وإذا كان نتنياهو قد واجه توبيخا في زيارته الأولى منذ اشهر فإن المناخ السائد في الزيارة الجديدة كان "وديا" بالرغم من أن الحكومة "الإسرائيلية" لم تقدم اي دعم أو تمضي اية خطوة ايجابية نحو "السلام" بل زادت من تراكم الضغوط والاستفزازات وخاصة من خلال تدنيسها للمقدسات الإسلامية ومواصلة الحصار على غزة والقتل الوحشي لنشطاء السلام، مشيرة الى أن هذا التراجع في صلابة الموقف الأميركي لا يبدو مفهوما من ناحية استراتيجية إلا من خلال ربطه مع مجموعة من الضغوطات التي يتعرض لها أوباما في سياساته الداخلية مما حدا به إلى تليين موقفه تجاه "إسرائيل" لكسب ود ورضا جماعات الضغط اليهودية في الولايات المتحدة".
ولفتت "الدستور" الى ان "أوباما قدم وبكل اسف مرافعة دفاع لا داعي لها عن التسلح النووي "الإسرائيلي" غير الخاضع لأية رقابة دولية والذي ينتج اسلحة نووية ويهدد بها أمن المنطقة ومستقبل كافة سكانها، في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة اسلوب الحصار والتضييق على كافة المحاولات العربية لامتلاك التكنولوجيا النووية السلمية بهدف التنمية وضمن إطار نظم الرصد والمراقبة الدولية"، معتبرة انه في الوقت نفسه لم يقدم الرئيس الأميركي اي موقف صلب معلن ولا ربما سري تجاه ملف الخطايا الإسرائيلية في المنطقة وأهمها حصار غزة وتغيير معالم القدس وتدنيس المقدسات الإسلامية، وكان كل ما أعلنه أوباما هو المطالبة ببدء المفاوضات غير المباشرة والتي هي في نهاية المطاف مجرد أداة في أحسن الحالات وليست غاية في حد ذاتها إلا من أجل البروباجاندا الإعلامية والتي تحاول إظهار وجود تقدم في العملية السلمية بدون اي مضمون حقيقي وفعال.
وختمت بالقول "لم تقم الولايات المتحدة ولا الرئيس أوباما بالدور السياسي المطلوب من "وسيط نزيه" في المفاوضات ، ولم يتم العمل على تقديم موقف أميركي واضح المعالم ضد الاستيطان وتغيير معالم القدس وحصار غزة بل كان اللقاء مع نتنياهو مفعما بالود والتنسيق والتعاون ومنحت فيه الولايات المتحدة "لإسرائيل" الضوء الأخضر الذي قد تكون عواقبه وخيمة في الأسابيع والأشهر القادمة لأن نمط التفكير في دولة الاحتلال لا يفهم من الود الأميركي إلا ضوءا أخضر للمزيد من الاستفزاز والقتل والتدمير ونسف الحقوق الفلسطينية والاعتداء على الحقوق العربية سياسيا وعسكريا واقتصاديا وحتى في مجال الموارد الطبيعية".