ارشيف من :ترجمات ودراسات
الأبعاد الداخلية في لقاء اوباما نتنياهو
كتب المحرر العبري
فجأة ومن دون مقدمات تحول ما كان يقال عن توتر في العلاقات بين الرئيس الأميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى علاقة حميمية حتى غدا الأخير بنظر الأول رجل "يريد السلام ومستعد للمجازفة" من اجله.
بعيدا عن المبالغة في توصيف تطور العلاقات بين الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي وتحديد مجالات التباين بينهما، من الصعب الفصل بين توافق الزعيمين الاميركي والاسرائيلي حول الانتقال إلى المفاوضات المباشرة بين حكومة نتنياهو والسلطة الفلسطينية، من دون ربط ذلك باستمرار تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، وبين الظروف الداخلية لكل منهما.
بالنسبة للرئيس الأميركي، بدا واضحا انه إلى جانب مطلبه الدائم بدفع العملية السياسية على المسار الفلسطيني انسجاما مع رؤيته السياسية تجاه العلاقة بين الصراع العربي الإسرائيلي وبين شروط مواجهة النفوذ الايراني وخيار المقاومة في المنطقة، الا ان هناك اعتبارات داخلية اميركية املت على اوباما الحرص الشديد على عقد لقاء "ودي" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى درجة ان يبادر بنفسه امام الصحفيين إلى وصف اللقاء بالممتاز، واعتباره يمثل "فصلا جديدا في علاقاتنا الرائعة". هذا إلى جانب تعمده مرافقة نتنياهو، امام الصحفيين، إلى سيارته لدى خروجه من البيت الابيض مقرونا بلقاء استمر نحو ساعة بين زوجتي الزعيمين.
لا يخفى أن حقيقة هذه الاعتبارات تعكس قوة اللوبي الإسرائيلي عامة، ومدى حرص اوباما وحزبه الديمقراطي على كسب تعاطف هذا اللوبي عشية الانتخابات النصفية للكونغرس، في تشرين الثاني المقبل، وتحديدا بعد تحذيرات وتوصيات تقدم بها مستشاروه أشاروا فيها إلى النتائج السلبية الداخلية التي تركها اللقاء الاخير بينهما، قبل نحو ثلاثة اشهر. والذي بدا فيه ان العلاقة متوترة بينهما.
وعليه يمكن القول ان اوباما خرج راضيا من هذا اللقاء سواء من جهة التوافق حول صيغة تسمح بالدفع نحو مفاوضات مباشرة يتم خلالها بحث قضايا الوضع النهائي، أو بالنسبة لانعكاسات هذا اللقاء في الساحة الداخلية.
اما بالنسبة لرئيس الوزراء الاسرائيلي يشكل الانتقال إلى المفاوضات المباشرة قبل أواخر أيلول/ سبتمبر، موعد انتهاء التجميد الجزئي والمحدود والمؤقت، مطلبا حاليا بهدف تقديم انجاز سياسي يمهد الطريق أمامه لكبح موجات البناء التي يستعد المستوطنون واليمين المتطرف البدء بها، (بعد انتهاء فترة التجميد) مع ما قد ينطوي على ذلك من نتائج سلبية. لكن الأهم بالنسبة له أن التوافق الذي بدا انه تبلور مع اوباما، تم بدون إلزامه بالإعلان الرسمي المباشر والعلني عن تمديد التجميد، وهو ما كان سوف يهدد استقرار الحكومة. كما تمكن نتنياهو من توفير الأرضية التي تسمح لباراك القول لمعارضي استمرار حزب العمل في الحكومة بأن خروجه الآن سيحبط محاولة الانطلاق بمفاوضات مباشرة ويجبر نتنياهو على ان يكون اسير التيار اليميني خلالها. وفي هذا الإطار يمكن فهم مبادرة ايهود باراك إلى الإعلان أن المفاوضات المباشرة بين كيانه والفلسطينيين سوف تشهد "تقلبات وأوقات صعبة.. لكني آمل، بل اعتقد، أننا سننطلق في غضون بضعة أسابيع في محادثات مباشرة ستدفع إمكانات السلام قدما وستعزز الامن والمصالح الحيوية لاسرائيل".
وعليه يمكن القول أن نتنياهو خرج راضيا من هذا اللقاء وتحديدا بخصوص عدم الضغط عليه لاتخاذ مواقف قد تفجر له مشاكل في حكومته، والاتفاق على صيغة تتعلق بمستقبل المفاوضات اقرب إلى طرحه.
أما بخصوص الجهة التي لم ولن يؤخذ موقفها بعين الاعتبار فهو السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس. الذي اجبر سابقا على التخلي عن شرط تجميد الاستيطان التام في الضفة والقدس الشرقية، ومن اجل المحافظة على قدر من ماء وجهه تم اجتراح صيغة المحادثات غير المباشرة، والآن سوف يطلب منه الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، بعيدا عن شرط تحديد "إسرائيل" لموقف ايجابي في قضيتي الحدود والامن.
في كل الأحوال، رغم انه من المبكر التفصيل فيما ستؤول إليه المفاوضات المباشرة، من المؤكد أن الهوة بين ما يمكن لـ"إسرائيل" أن توافق عليه، وبين ما يمكن للسلطة أن تسوقه داخل الجمهور الفلسطيني واسعة جدا وهو ما أدى إلى تأخير التوصل إلى حل بخصوص هذه القضايا إلى هذا الوقت، وهو ما سيحول دون التوصل إلى اتفاق نهائي يشمل كافة القضايا الاساسية.
فجأة ومن دون مقدمات تحول ما كان يقال عن توتر في العلاقات بين الرئيس الأميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى علاقة حميمية حتى غدا الأخير بنظر الأول رجل "يريد السلام ومستعد للمجازفة" من اجله.
بعيدا عن المبالغة في توصيف تطور العلاقات بين الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي وتحديد مجالات التباين بينهما، من الصعب الفصل بين توافق الزعيمين الاميركي والاسرائيلي حول الانتقال إلى المفاوضات المباشرة بين حكومة نتنياهو والسلطة الفلسطينية، من دون ربط ذلك باستمرار تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، وبين الظروف الداخلية لكل منهما.
بالنسبة للرئيس الأميركي، بدا واضحا انه إلى جانب مطلبه الدائم بدفع العملية السياسية على المسار الفلسطيني انسجاما مع رؤيته السياسية تجاه العلاقة بين الصراع العربي الإسرائيلي وبين شروط مواجهة النفوذ الايراني وخيار المقاومة في المنطقة، الا ان هناك اعتبارات داخلية اميركية املت على اوباما الحرص الشديد على عقد لقاء "ودي" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى درجة ان يبادر بنفسه امام الصحفيين إلى وصف اللقاء بالممتاز، واعتباره يمثل "فصلا جديدا في علاقاتنا الرائعة". هذا إلى جانب تعمده مرافقة نتنياهو، امام الصحفيين، إلى سيارته لدى خروجه من البيت الابيض مقرونا بلقاء استمر نحو ساعة بين زوجتي الزعيمين.
لا يخفى أن حقيقة هذه الاعتبارات تعكس قوة اللوبي الإسرائيلي عامة، ومدى حرص اوباما وحزبه الديمقراطي على كسب تعاطف هذا اللوبي عشية الانتخابات النصفية للكونغرس، في تشرين الثاني المقبل، وتحديدا بعد تحذيرات وتوصيات تقدم بها مستشاروه أشاروا فيها إلى النتائج السلبية الداخلية التي تركها اللقاء الاخير بينهما، قبل نحو ثلاثة اشهر. والذي بدا فيه ان العلاقة متوترة بينهما.
وعليه يمكن القول ان اوباما خرج راضيا من هذا اللقاء سواء من جهة التوافق حول صيغة تسمح بالدفع نحو مفاوضات مباشرة يتم خلالها بحث قضايا الوضع النهائي، أو بالنسبة لانعكاسات هذا اللقاء في الساحة الداخلية.
اما بالنسبة لرئيس الوزراء الاسرائيلي يشكل الانتقال إلى المفاوضات المباشرة قبل أواخر أيلول/ سبتمبر، موعد انتهاء التجميد الجزئي والمحدود والمؤقت، مطلبا حاليا بهدف تقديم انجاز سياسي يمهد الطريق أمامه لكبح موجات البناء التي يستعد المستوطنون واليمين المتطرف البدء بها، (بعد انتهاء فترة التجميد) مع ما قد ينطوي على ذلك من نتائج سلبية. لكن الأهم بالنسبة له أن التوافق الذي بدا انه تبلور مع اوباما، تم بدون إلزامه بالإعلان الرسمي المباشر والعلني عن تمديد التجميد، وهو ما كان سوف يهدد استقرار الحكومة. كما تمكن نتنياهو من توفير الأرضية التي تسمح لباراك القول لمعارضي استمرار حزب العمل في الحكومة بأن خروجه الآن سيحبط محاولة الانطلاق بمفاوضات مباشرة ويجبر نتنياهو على ان يكون اسير التيار اليميني خلالها. وفي هذا الإطار يمكن فهم مبادرة ايهود باراك إلى الإعلان أن المفاوضات المباشرة بين كيانه والفلسطينيين سوف تشهد "تقلبات وأوقات صعبة.. لكني آمل، بل اعتقد، أننا سننطلق في غضون بضعة أسابيع في محادثات مباشرة ستدفع إمكانات السلام قدما وستعزز الامن والمصالح الحيوية لاسرائيل".
وعليه يمكن القول أن نتنياهو خرج راضيا من هذا اللقاء وتحديدا بخصوص عدم الضغط عليه لاتخاذ مواقف قد تفجر له مشاكل في حكومته، والاتفاق على صيغة تتعلق بمستقبل المفاوضات اقرب إلى طرحه.
أما بخصوص الجهة التي لم ولن يؤخذ موقفها بعين الاعتبار فهو السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس. الذي اجبر سابقا على التخلي عن شرط تجميد الاستيطان التام في الضفة والقدس الشرقية، ومن اجل المحافظة على قدر من ماء وجهه تم اجتراح صيغة المحادثات غير المباشرة، والآن سوف يطلب منه الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، بعيدا عن شرط تحديد "إسرائيل" لموقف ايجابي في قضيتي الحدود والامن.
في كل الأحوال، رغم انه من المبكر التفصيل فيما ستؤول إليه المفاوضات المباشرة، من المؤكد أن الهوة بين ما يمكن لـ"إسرائيل" أن توافق عليه، وبين ما يمكن للسلطة أن تسوقه داخل الجمهور الفلسطيني واسعة جدا وهو ما أدى إلى تأخير التوصل إلى حل بخصوص هذه القضايا إلى هذا الوقت، وهو ما سيحول دون التوصل إلى اتفاق نهائي يشمل كافة القضايا الاساسية.