ارشيف من :ترجمات ودراسات
"البعث" السورية : العرب اليوم أمام فرصة تاريخية للاستفادة من التغيرات الإقليمية والدولية
رأت صحيفة البعث السورية في افتتاحيتها اليوم أن "العرب ينظرون في مختلف أقطارهم، بكثير من الاهتمام للزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين اليوم الى سورية، ويعلّقون عليها أملاً كبيراً في تعزيز التضامن العربي رداً على التحديات الخطيرة التي تواجهها الأمة العربية"، وأضافت أنه "إذا كان هذا الأمل ينبع من القناعة العربية الراسخة بأن في التقارب والتفاهم بين سورية والسعودية كل الخير وكل القوة للموقف العربي، نظراً لما يمتلكه القطران الشقيقان من تأثير عربي وإقليمي شديد الأهمية والحيوية، فإنه يعبّر أيضاً عن وعي عميق بضرورة تحسين الوضع العربي، وإنهاء ما يعصف به من خلافات وانقسامات ألحقت وتلحق أبلغ الأضرار بالقضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين".
وأشارت الصحيفة الى أن " التحديات الخطيرة التي يواجهها العرب واضحة للعيان، وستصيب مصيرهم في مقتل إذا ما استمرت طريقة التعامل العربي معها على ما هي عليه من استخفاف وانفعال وضعف. والأوضاع في فلسطين والعراق المحتلين، والسودان المهدد بالتقسيم، والصومال الغارق في الحرب الأهلية، واليمن المأزوم، ولبنان المتوتر، لم تعد تحتمل استمرار التناقضات العربية الجوهرية، والاختلاف على بداهة المصالح الوطنية والقومية وثوابت الأمن القومي العربي، ناهيك عن الاكتفاء بالتفرج، وترك المسرح للغير".
"البعث" شدّدت على أن "أمام العرب اليوم فرصة تاريخية للاستفادة من التغيرات الإقليمية والدولية الواعدة التي تصب في صالح قضاياهم، وتكوين كتلة عربية متماسكة وفاعلة تسهم مع الشركاء الإقليميين والدوليين في إحداث المزيد من هذه التغيرات وصولاً إلى تحقيق أهدافهم المنشودة. فالمنطقة اليوم تمسك بمصيرها، وتطمح بثقة واقتدار إلى حل مشكلاتها وصنع مستقبلها بيد أبنائها، بعد أن أفشلت شعوبها الحية وقواها المقاوِمة مشاريع إخضاعها وإعادة رسم خريطتها وفق أهداف قوى الهيمنة والعدوان"، ولفتت الى أن "السياسة الدولية التي يفصّلها نظام القطب الواحد على مقاس المصالح الامبريالية والصهيونية تصطدم اليوم بجدار الرفض الإقليمي والدولي المتزايد، وهذا النظام القائم على سياسات الهيمنة وازدواجية المعايير لم يعد قادراً على الوقوف والتماسك طويلاً في وجه حركة التاريخ التي تمثّلها الدول الصاعدة على المسرح الدولي، والدول مستقلة القرار، والتكتلات الآخذة بالتكوّن فيما بينها، والتي تتجه بخطى حثيثة نحو قيام نظام دولي متعدد الأقطاب يحقق العدالة والتوازن في العلاقات الدولية، ويحترم حقوق الشعوب والدول في امتلاك الاستقلال والسيادة كما في امتلاك العلم والمعرفة".
واعتبرت أن "ملامح مشهد تاريخي بكل المقاييس يبرز فيه بوضوح دور سورية السياسي الرائد على المستويين الإقليمي والدولي، بقدر ما يبرز غياب الدور العربي الوازن، هذا الغياب الدراماتيكي الذي يعيق اكتمال المشهد، والذي سيستمر ويُبقي العرب خارج دائرة الفعل والتأثير، ما لم يعملوا على تحويل التضامن العربي من شعار مستهلَك إلى خيار سياسي عملي ينطلق من توحيد الرؤية العربية لمختلف المشكلات والقضايا، وللأمن القومي العربي بمختلف أبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية، ويتأسس على أرضية واسعة من المصالح والمنافع العربية المشتركة".
وأملت في الختام أن " يدشّن لقاء القمة السورية السعودية اليوم بداية العمل العربي الجاد من أجل هذا الهدف الحيوي لحماية مصالح العرب وقضاياهم، وليكون لهم مكان لائق بين الأمم والشعوب".