ارشيف من :آراء وتحليلات

الزيارات الرسمية المتبادلة تعزز متانة العلاقات اللبنانية الايرانية

الزيارات الرسمية المتبادلة تعزز متانة العلاقات اللبنانية الايرانية
عبد الناصر فقيه
أكدت الجمهورية الإسلامية في إيران على دعمها للبنان في مراحل عديدة خصوصا لجهة دعم المقاومة ضد الاحتلال وشهدت محطات العلاقات الثنائية تطوراً متصاعداً منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران ، لتأخذ طابعاً رسمياً مع مرور الأيام، وسجل الأسبوع الماضي حركة لافتة في هذا الاتجاه حيث حل وزير الخارجية اللبنانية علي الشامي ضيفاً على طهران فيما استقبل لبنان مستشار الإمام السيد علي الخامنئي للشؤون الدولية الدكتور علي اكبر ولايتي الذي حضر إلى ارض المقاومة لتأكيد "الدعم الإيراني للبنان في مواجهة العدوان الصهيوني".
مدير "المركز الإقليمي للدراسات الاجتماعية والسياسية" وأستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة اللبنانية في بيروت الدكتور طلال عتريسي أكد أن "العلاقات اللبنانية الإيرانية في تطور مستمر"، وفي حديث خاص لـ "الانتقاد"، أوضح الدكتورعتريسي أن "هذه العلاقات انطلقت منذ تسعينيات القرن الماضي لتصبح رسمية أكثر فأكثر، فإيران لها مواقف مباشرة في دعم لبنان إقليمياً وعالمياً، ولها مواقف مبدئية في دعم مبادرات الاستقرار في لبنان". ورأى الدكتور طلال عتريسي أن "وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي عبَّر عن هذا التوجه في مواقفه المتقدمة التي أطلقها عقب زيارة نظيره اللبناني علي الشامي، وزيارة (مستشار الإمام الخامنئي للشؤون الدولية) الدكتور علي أكبر ولايتي هي تأكيد على الاهتمام الإيراني بلبنان، وبضرورة دعمه، ورسالة إلى "إسرائيل" بأن لبنان لن يُترك وحيداً في حال قيام أي حرب عليه"، وأضاف الدكتور طلال عتريسي أن الموقف الإيراني "ينسجم مع مواقف القيادة السورية بأن أي حرب على لبنان ستكون شاملة في المنطقة". وشدد عتريسي على أن "الهدف الأساس لزيارة ولايتي إلى لبنان هو الصراع مع "إسرائيل" ولم يشمل ملفات داخلية أخرى، إلا ما يتعلق بملف الاتهامات المفترضة للمقاومة، وهو أمر لا ينفصل عن ملف المواجهة مع العدو الإسرائيلي"، وذكَّر عتريسي بأن لولايتي زيارة قديمة إلى لبنان في عام 1996 وقد "أتت للمساهمة في حماية المقاومة ومساندتها في ترتيب التفاهمات آنذاك". وإذ لم يربط الدكتور طلال عتريسي زيارة ولايتي بزيارة الوفود الأخرى العربية والأجنبية، إلا أنه خلص إلى أن "الزيارة أوضحت أن إيران لن تسمح باتهام المقاومة أو بالعمل على تصفيتها عسكرياً وهي لن تتركها وحيدة في الساحة لأسباب مبدئية من جهة، ولارتباط الأوضاع الإقليمية بعضها ببعض من جهة ثانية لان أي حرب على المقاومة ستكون حرب شاملة في المنطقة".

الخبير الإيراني أمير موسوي: ولايتي عمل على تنسيق موقف مثلث المواجهة الإيراني ـ اللبناني ـ السوري
الخبير الاستراتيجي الإيراني أمير موسوي أكد أن "التحركات الدبلوماسية الأخيرة بين لبنان وإيران تدل على ارتباط عميق واستراتيجي بين البلدين"، وفي حديث خاص لـ "الانتقاد"، أوضح موسوي أن "العلاقات الثنائية رُسمت خطوطها الواضحة بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في لبنان، والتي تبنت السياسات الخاصة بالمقاومة كصيغة دفاعية تحمي لبنان وشعبه". وأشار الخبير الاستراتيجي أمير موسوي إلى أن "الجمهورية الإسلامية هي الداعم الأكبر للبنان، حكومة وشعباً، في مواجهة التهديدات العدوانية للكيان الصهيوني"، وأضاف موسوي أن هذا الدعم "هو في صلب الإستراتيجية الواضحة لإيران في المنطقة، وهذه الإستراتيجية لا تخفي وراءها غموضاً أو غايات أخرى". واعتبر الخبير الاستراتيجي أمير موسوي أن زيارة مستشار الإمام الخامنئي للشؤون الدولية الدكتور علي أكبر ولايتي إلى لبنان "تأتي في إطار بحث كافة الاحتمالات الراهنة ولوضع كل الإمكانيات لمساندة اللبنانيين في التصدي لكل التحديات التي قد يواجهونها"، وكشف موسوي أن زيارة ولايتي إلى دمشق، ولقائه القيادة السورية، "تصب في خانة تنسيق الموقف والعمل لمثلث المواجهة الإيراني ـ اللبناني ـ السوري، وهذا المثلث الإستراتيجي نتاج رؤية واضحة للتصدي للمخططات الغربية التي تهدف لإثارة عدوانٍ على المنطقة أو خلق فتن داخلية فيها". وأشار الخبير الاستراتيجي أمير موسوي الى أن ولايتي "طرح ملفات متعددة تتعلق بكل المستجدات الحالية إقليمياً، ومنها ما يتعلق بالحكم الافتراضي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ومنها ما له علاقة بتشكيل الحكومة العراقية، بالإضافة إلى كيفية مواجهة الضغوط الأميركية المتصاعدة على دول المنطقة"، واستند موسوي إلى "أهمية الساحة اللبنانية وارتباطها بالملفات المطروحة"، ليصل إلى أن قدوم كبير المستشارين للإمام الخامنئي إلى لبنان "هو خطوة مهمة جداً ووازنة وأتت وفق أجندة ممتلئة لدراسة كل ما من شانه أن يعكر صفو الاستقرار في المنطقة أو يشكل عامل تهديد للمقاومة في حربها مع العدو الصهيوني".
2010-08-10