رأت صحيفة "تشرين" السورية أن "التجميد الأميركي للمعونات التي كانت ستقدم إلى الجيش اللبناني، إشارة واضحة وصريحة ولا تحتاج إلى كبير عناء للتفسير بأن هذه المعونات على ضآلتها ومستوى نوعيتها مرهونة باستخدامها في أي عمليات ميدانية، وضد أي كان باستثناء "إسرائيل"، بينما السلاح الأميركي المقدم إلى "إسرائيل" بهذه الوفرة، وكل تلك التقنيات الأحدث في العالم وبسخاء منقطع النظير، لا ضير في استخدامه ضد كل العرب والمسلمين".
واعتبرت الصحيفة السورية في افتتاحيتها أن "هذه المقاربة ليست من اختراعنا، هذا ما قاله الأميركيون والإسرائيليون ونعرفه جميعاً منذ عقود، وهذا ما جعل قضية تسليح الجيش اللبناني قضية ساخنة ومهمة وحساسة وضرورية، وخاصة أن الإسرائيلي قالها صراحة بعد مواجهة العديسة، وعبّر عن ذهول أصابه لأن الجيش اللبناني تمسك بوطنيته الخالصة عندما رفض أن تقطع شجرة من أرض الجنوب تحت أنظاره وفي حضوره"، مشيرة الى أن "السؤال الكبير الذي يطرح نفسه: لماذا كانت مفاجأة الإسرائيلي كبيرة وكان ذهوله بالغاً؟ هل هناك ما كان يطمئنه بأن وظيفة الجيش اللبناني لا تمت بصلة إلى مواجهته حتى عندما يعتدي على أرض لبنان وسيادته؟".
ولفتت الصحيفة الى أن "مواجهة العديسة جاءت لتضع هذا الاعتقاد الصهيوني في خانة الخطأ، وترد ذلك الاطمئنان الإسرائيلي السخيف إلى نحره، وتؤكد أن الجيش اللبناني هو صنو المقاومة رغم بساطة إمكانياته وطبيعة "المعونة" التي تقدم له أميركياً"، مشيرة الى أن "مآثر مواجهة العديسة المعنوية ودلالاتها السياسية وتداعياتها أكدت أن "المعونة" التي يقدمها حليف العدو الإسرائيلي، لا تصلح لأن تكون سبباً في امتناع الجيش اللبناني عن أداء واجبه بالدفاع عن وطنه في كل الظروف والأوقات".‏
ورأت "تشرين" أنه "على الطرف الآخر أكدت الولايات المتحدة الأميركية، كما في كل وقت، أنها عندما تتحدث عن التزامها بأمن "إسرائيل" فإنها تعني هذا على حساب كل العرب والمسلمين حتى أولئك الذين تدعي صداقتها معهم".
وقالت الصحيفة "ان مساندة الجيش اللبناني ودعمه لتعزيز موقفه الوطني، وتأمين مستلزماته من سلاح وعتاد، حاجة ترقى إلى مستوى الحاجات الأساسية والضرورية، لتأمين عوامل الدفاع عن الأرض والسماء والمياه، ليشكل مع المقاومة درعاً واقياً ورادعاً في مواجهة حماقات "إسرائيل" وعدوانيتها التي لا تنقطع، وليمنع أصحاب المزاج الإجرامي في "تل أبيب" من دفع طائراتهم صباح مساء للتحليق في سماء لبنان، ونشر مجموعاتهم من القتلة في أنحاء لبنان كما أنحاء العالم لارتكاب جرائم الاغتيال، وزرع الجواسيس والخونة في كل مكان".
وخلصت الصحيفة الى القول ان "مواجهة العديسة أكدت الدور المهم للجيش اللبناني في الحفاظ على أرض لبنان وسيادته، وأكدت كذلك أن سلاح هذا الجيش­ أياً كان مصدره­ موجه إلى "إسرائيل" عدو لبنان العربي".

صحيفة تشرين السورية