ارشيف من :آراء وتحليلات
لماذا يكرهون المقاومة؟
بثينة عليق
رداً على الإطلالات الاعلامية للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حول القرار الظني المتوقّع من المحكمة الدولية، كتب علي حمادة في صحيفة النهار معلقاً:"نحن أولياء الدم على قناعة بأن شهداء ثورة الأرز سقطوا ضحايا غدر ذوي القربى الذين استسهلوا هدر الدماء"، ويتابع علي حمادة حاسماً عدم جدوى ما يقوم به الأمين العام لحزب الله: "يستطيع السيد نصر الله أن يمضي ساعات وساعات على الشاشات لكنه لن يغيّر في الامور شيئاً"، ويختم حمادة واصفاً المقاومة بأنها "أول وأكثر من يمارس التسييس والغشّ والخداع ونكث العهود والعودة عن القسم". تنتهي المقالة دون أن نعلم ما اذا كان الكاتب يجود برأيه الشخصي او أنه يعبّر عن موقعه الحزبي بصفته عضو مكتب سياسي في تيار المستقبل. وما نجهله ايضاً هو رأي تيار المستقبل بما يكتبه ويروج له كوادره؟ وما نجهله ايضاً هو الجهة التي نصبت هذا الكاتب متحدثاً باسم او نيابة عن أولياء الدم؟
اما الاتهامات التي صبّها حمادة بحقدٍ على المقاومة، فلا نعرف متى وكيف وأين ولماذا وصل اليها الكاتب؟ تبقى الثقة التي يتمتع بها حمادة عند جزمه بعدم تغيير القرائن والحجج التي قدّمها الأمين العام لحزب الله في مسار المحكمة، فأمرٌ لا يعرفه الا مفبركو شهود الزور والعابثون بالمحكمة الدولية او هادموها. وبعد، اذا كانت عبارة قابلة للتأويل وحمالة اوجه كتبها الزميل حسن عليق في صحيفة الاخبار اغضبت وزير الدفاع وعرضت عليق للمساءلة والتحقيق، فماذا يفترض ان تفعل عبارات حمادة الواضحة وفيها من الكذب والتلفيق والتحريض ما يهدد امن البلاد واستقرارها؟
هذا ما لا نعرفه اما المعلوم فهو حرص حمادة الدائم على ان تقرّ عين فيلتمان وتنفذ اهدافه بتشويه صورة المقاومة، حتى ولو كان في الامر تماه وتطابق واضحين مع العدو الاسرائيلي واهدافه، ولهذا التماهي دليل اضافي.
بعد أحداث العديسة بين الجيش اللبناني وجيش العدو، قال فارس سعيد في حديث اذاعي: "نحيّي الجيش اللبناني ودفاعه عن السيادة، ولكن اليونيفيل اشتكت من تغيير قواعد الاشتباك. وهناك خوف من زجّ الجيش في معارك لا يريدها وتحديداً من قبل حزب الله". اذاً يشكّك فارس سعيد في رشد الجيش وقدرته على اتخاذ القرار المناسب، ويتبنّى بثقة ودون نقاش موقف اليونيفيل. وفوق ذلك يلتقي سعيد مع موقف وزارة الخارجية الاسرائيلية الذي اعتبر حزب الله هو المخطط لما يسميه المسؤولون الاسرائيليون الكمين. التماهي مع الموقف الاسرائيلي يتكرّر مع سعيد في مناسبة تعليقه على المؤتمر الصحافي للامين العام لحزب الله. اطلّ سعيد عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال ليشكك بكل ما قاله الامين العام مستبقاً موقف القانونيين وموقف المدعي العام للمحكمة الدولية.
ببساطة سخّف سعيد كل ما قدمه السيد نصر الله ملتقياً مرة جديدة مع موقف وزارة الخارجية الاسرائيلية التي وصفت كلام الامين العام لحزب الله بالسخيف.
وبعد هل يكره هؤلاء المقاومة؟ نعم، وليسوا وحدهم بل هناك محور لكراهية كل ما له صلة بالمقاومة وثقافتها وخطابها ولغتها وقيمها. وقد جهدت الولايات المتحدة الاميركية لتشكيل جيش من الاعلاميين والسياسيين والمفكرين بهدف الترويج لكراهية المقاومة ومحاربتها بكل الوسائل.
هل نجحوا في ذلك؟ الجواب في نتائج استطلاع رأي نظمه مؤخراً مركز الزغبي الأميركي، اظهرت النتائج ان السيد حسن نصرالله والرئيس الايراني احمدي نجاد ورئيس الوزراء التركي اردوغان والرئيس الفنزويللي تشافيز الاكثر شعبية في العالم العربي.