ارشيف من :ترجمات ودراسات
المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.. الفشل قبل البدء
حسان ابراهيم
في تشرين ثاني/ نوفمبر عام 2007، جمع الرئيس الاميركي السابق، جورج بوش، زعماء المنطقة، واعلن عن بدء العمل بين اسرائيل والفلسطينيين، بما يرتبط بمفاوضات الوضع النهائي بين الجانبينز وفي ذلك الوقت، اعلنت الادارة الاميركية انه خلال عام، اي حتى نهاية العام 2008، سيتوصل الطرفان الى حل نهائي.
عرفت القمة في حينه بمؤتمر انابوليس، وتردد صداها طويلا حتى قبل انعقادها، لكن عدا عن انعقاد القمة ومشاركة عدد كبير من زعماء الدول فيها، وتحديدا زعماء الدول "المعتدلة"، اضافة الى رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، وبطبيعة الحال الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، لم ينتج عن القمة ومساراتها التي جرى ترقبها جيدا، اي شيء، وبقيت محاولة ليس اكثر، في سلسلة المحاولات التي يجريها الاميركيون بين الحين والاخر، لافهام الجميع بان واشنطن مهتمة بالتوصل الى تسوية.
تعود قمة انابوليس، الان بحلة جديدة، مع ادارة اميركية جديدة، وايضا مع حديث عن مفاوضات مباشرة لمدة عام ومحاولة لايجاد حل نهائي للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي، لكن هذه المرة مع فجوات اكبر واوسع مما سبق، ومع وجود حكومة اسرائيلية متشددة اكثر، وكل ما تريده هو الجلوس على طاولة المفاوضات، لاجل الجلوس على الطاولة، في محاولة منها لاظهار صورة غير متطرفة موصوفة بها.
الامال المعقودة على الثاني من ايلول المقبل في واشنطن، الموعد المحدد للبدء بمفاوضات مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين، ليست امالا يمكن الرهان عليها، باعتراف واقرار الاطراف المعنية، اي السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية وايضا الادارة الاميركية، رغم الحديث عن ان البدء بالمفاوضات المباشرة، وبحد ذاته، هو انجاز يجب ان يُعمل عليه، لكن لا احد يتحدث عن امكانات واسعة للوصول الى اتفاق.. كل ما لدى الاطراف هو انابوليس جديد، مع حلة جديدة، لكن مع رهان اقل، من سابقه.
اقل ما يمكن ان يقال، ان بنيامين نتنياهو يرفض استئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين مصحوبة باي شروط مسبقة، ويرفض ايضا ان تستند المفاوضات على حدود الرابع من حزيران/ يونيو عام 1967، ويرفض تقسيم القدس وعودة اللاجئين، حتى اعداد رمزية منهم، كما يرفض دولة مسلحة ويريدها منزوعة السلاح، كما يرفض الانسحاب من اراضي غو الاردن، كما انه يرفض كل التفاهمات والاتفاق التي تم التوصل اليها في الماضي، والى الان ما زالت افكار وطروحات نتنياهو مجهولة، وما زال الجميع غير مدرك، إن كان لديه بالفعل، تصور للدولة الفلسطينية العتيدة التي تحدث عنها قبل عام في جامعة بار ايلان، في ذروة الضغوط الاميركية على تل ابيب لتليين موقفها: دولتان لشعبين جنبا الى جنب.. لكن اية دولتين.. انها اسئلة برسم السلطة الفلسطينية.
قبل بدء المفاوضات، بدأ الحديث عن فشلها، والسؤال المركزي حاليا هو عن عقبة 26 ايلول/ سبتمبر، الموعد الذي تنتهي فيه فترة تجميد الاستيطان المؤقت في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بين من يقول ان هذا الموعد هو موعد انهاء المفاوضات والاعلان عن فشلها، لان ليس بمقدور نتنياهو تمديد فترة التجميد، وبين قائل بامكان تجاوز هذه العقبة، والرهان على الضغط الاميركي تجاه الفلسطينيين، خاصة ان السلطة الفلسطينية قد اعتادت اطلاق المواقف ومن ثم الرجوع عنها، وبحسب التعبير الاسرائيلي، اعتادت السلطة الصعود الى الشجرة العالية، واعتادت ايضا النزول عنها.
والحراك الاسرائيلي - الاميركي، بما يرتبط بعقدة 26 ايلول/ سبتمبر، بدأ يتفاعل منذ الان، وقبل بدء المفاوضات، والعمل جار على ايجاد حل يمكن معه ان تتحدث اسرائيل عن انها لم تجمد الاستيطان، والتمتع باليد العليا في المفاوضات، بينما يتحدث الفلسطينيون عن انهم حققوا انجازا وفرضوا تجميد الاستيطان، بينما تتمكن الادارة الاميركية من احتواء تداعيات ايقاف المفاوضات على الانتخابات النصفية المقبلة في الولايات المتحدة، والحديث عن ان جهود الرئيس الاميركي، من الحزب الديمقراطي، تجدي نفعا، وهناك املا بايجاد حل للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
والحل المطروح على طاولة البحث، هو ان تعلن اسرائيل انها ستواصل الاستيطان في المناطق التي ستحتفظ بها في اطار الحل النهائي مع الفلسطينيين، بما بات يعتبر الكتل الاستيطانية الثالث الكبرى، اي ما يقرب من اراضي الضفة الواقعة خلف الجدار الفاصل، على ان يتقصر البناء في المناطق الاخرى، وهي بطبيعتها معزولة والبناء فيها محدود، على ما تسميه اسرائيل حاجات النمو الطبيعي للمستوطنات.
من ناحية عملية، تكون اسرائيل قد الغت قرار التجميد المؤقت، ومن ناحية نظرية، يمكن للفلسطينيين ان يتحدثوا عن استمرار للتجميد، ومن ناحية الفائدة، يمكن للرئيس الاميركي ان يتمتع بمشاهدة الاطراف جالسة على طاولة المفاوضات حتى ما بعد 26 ايلول/ سبتمبر المقبل.
استطاعت السلطة الفلسطينية ان تمرر وصفات شبيهة في السابق، وبمقدورها تقديم تنازلات اضافية حاليا، وهذا هو المتوقع.
في تشرين ثاني/ نوفمبر عام 2007، جمع الرئيس الاميركي السابق، جورج بوش، زعماء المنطقة، واعلن عن بدء العمل بين اسرائيل والفلسطينيين، بما يرتبط بمفاوضات الوضع النهائي بين الجانبينز وفي ذلك الوقت، اعلنت الادارة الاميركية انه خلال عام، اي حتى نهاية العام 2008، سيتوصل الطرفان الى حل نهائي.
عرفت القمة في حينه بمؤتمر انابوليس، وتردد صداها طويلا حتى قبل انعقادها، لكن عدا عن انعقاد القمة ومشاركة عدد كبير من زعماء الدول فيها، وتحديدا زعماء الدول "المعتدلة"، اضافة الى رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، وبطبيعة الحال الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، لم ينتج عن القمة ومساراتها التي جرى ترقبها جيدا، اي شيء، وبقيت محاولة ليس اكثر، في سلسلة المحاولات التي يجريها الاميركيون بين الحين والاخر، لافهام الجميع بان واشنطن مهتمة بالتوصل الى تسوية.
تعود قمة انابوليس، الان بحلة جديدة، مع ادارة اميركية جديدة، وايضا مع حديث عن مفاوضات مباشرة لمدة عام ومحاولة لايجاد حل نهائي للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي، لكن هذه المرة مع فجوات اكبر واوسع مما سبق، ومع وجود حكومة اسرائيلية متشددة اكثر، وكل ما تريده هو الجلوس على طاولة المفاوضات، لاجل الجلوس على الطاولة، في محاولة منها لاظهار صورة غير متطرفة موصوفة بها.
الامال المعقودة على الثاني من ايلول المقبل في واشنطن، الموعد المحدد للبدء بمفاوضات مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين، ليست امالا يمكن الرهان عليها، باعتراف واقرار الاطراف المعنية، اي السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية وايضا الادارة الاميركية، رغم الحديث عن ان البدء بالمفاوضات المباشرة، وبحد ذاته، هو انجاز يجب ان يُعمل عليه، لكن لا احد يتحدث عن امكانات واسعة للوصول الى اتفاق.. كل ما لدى الاطراف هو انابوليس جديد، مع حلة جديدة، لكن مع رهان اقل، من سابقه.
اقل ما يمكن ان يقال، ان بنيامين نتنياهو يرفض استئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين مصحوبة باي شروط مسبقة، ويرفض ايضا ان تستند المفاوضات على حدود الرابع من حزيران/ يونيو عام 1967، ويرفض تقسيم القدس وعودة اللاجئين، حتى اعداد رمزية منهم، كما يرفض دولة مسلحة ويريدها منزوعة السلاح، كما يرفض الانسحاب من اراضي غو الاردن، كما انه يرفض كل التفاهمات والاتفاق التي تم التوصل اليها في الماضي، والى الان ما زالت افكار وطروحات نتنياهو مجهولة، وما زال الجميع غير مدرك، إن كان لديه بالفعل، تصور للدولة الفلسطينية العتيدة التي تحدث عنها قبل عام في جامعة بار ايلان، في ذروة الضغوط الاميركية على تل ابيب لتليين موقفها: دولتان لشعبين جنبا الى جنب.. لكن اية دولتين.. انها اسئلة برسم السلطة الفلسطينية.
قبل بدء المفاوضات، بدأ الحديث عن فشلها، والسؤال المركزي حاليا هو عن عقبة 26 ايلول/ سبتمبر، الموعد الذي تنتهي فيه فترة تجميد الاستيطان المؤقت في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بين من يقول ان هذا الموعد هو موعد انهاء المفاوضات والاعلان عن فشلها، لان ليس بمقدور نتنياهو تمديد فترة التجميد، وبين قائل بامكان تجاوز هذه العقبة، والرهان على الضغط الاميركي تجاه الفلسطينيين، خاصة ان السلطة الفلسطينية قد اعتادت اطلاق المواقف ومن ثم الرجوع عنها، وبحسب التعبير الاسرائيلي، اعتادت السلطة الصعود الى الشجرة العالية، واعتادت ايضا النزول عنها.
والحراك الاسرائيلي - الاميركي، بما يرتبط بعقدة 26 ايلول/ سبتمبر، بدأ يتفاعل منذ الان، وقبل بدء المفاوضات، والعمل جار على ايجاد حل يمكن معه ان تتحدث اسرائيل عن انها لم تجمد الاستيطان، والتمتع باليد العليا في المفاوضات، بينما يتحدث الفلسطينيون عن انهم حققوا انجازا وفرضوا تجميد الاستيطان، بينما تتمكن الادارة الاميركية من احتواء تداعيات ايقاف المفاوضات على الانتخابات النصفية المقبلة في الولايات المتحدة، والحديث عن ان جهود الرئيس الاميركي، من الحزب الديمقراطي، تجدي نفعا، وهناك املا بايجاد حل للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
والحل المطروح على طاولة البحث، هو ان تعلن اسرائيل انها ستواصل الاستيطان في المناطق التي ستحتفظ بها في اطار الحل النهائي مع الفلسطينيين، بما بات يعتبر الكتل الاستيطانية الثالث الكبرى، اي ما يقرب من اراضي الضفة الواقعة خلف الجدار الفاصل، على ان يتقصر البناء في المناطق الاخرى، وهي بطبيعتها معزولة والبناء فيها محدود، على ما تسميه اسرائيل حاجات النمو الطبيعي للمستوطنات.
من ناحية عملية، تكون اسرائيل قد الغت قرار التجميد المؤقت، ومن ناحية نظرية، يمكن للفلسطينيين ان يتحدثوا عن استمرار للتجميد، ومن ناحية الفائدة، يمكن للرئيس الاميركي ان يتمتع بمشاهدة الاطراف جالسة على طاولة المفاوضات حتى ما بعد 26 ايلول/ سبتمبر المقبل.
استطاعت السلطة الفلسطينية ان تمرر وصفات شبيهة في السابق، وبمقدورها تقديم تنازلات اضافية حاليا، وهذا هو المتوقع.