ارشيف من :أخبار اليوم

تحديات "إسرائيل" للعام المقبل: إيران وسوريا وحزب الله وحماس

تحديات "إسرائيل" للعام المقبل: إيران وسوريا وحزب الله وحماس
مقالة نشرت اليوم في صحيفة "يديعوت احرونوت" الصهيونية تظهر حقيقة ما يواجهه الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة وكيف يفكر في مواجهة هذه التحديات وتحديدا من كاتب مثل "رون بن يشاي" الذي يملك علاقات واسعة ضمن هرم السلطة في كيان العدو وعلى كل المستويات:

" لن تقع حرب، لكن القيادة الأمنية الجديدة يتوجب عليها أن تواجه المثلث الثابت: نووي إيراني (لن ينضج هذا العام) وصواريخ في جبهتين وهجوم انتقامي. لا يتوقع في السنة القادمة حصول تغييرات دراماتيكية في وضعنا الأمني. ولن تندلع حرب ، وعلى ما يبدو أيضا لن تكون مواجهة عسكرية كبيرة. إن لكل اللاعبين الرئيسيين على الساحة الذين من شأنهم أن يشعلوا حرب، الآن مصلحة قوية بالمحافظة على ضبط النفس والامتناع عن المواجهة.
هذا لا يعني أنه لا يوجد سبب للقلق. ما تزال غازات الوقود في الجو، وأيضا الشرارات التي يمكن أن تشعلها لا تنقص. إن التوتر الدائم في ساحات لبنان وغزة، من الممكن أن يحدث اشتعالا بين الفينة والأخرى، رغم رغبة الأطراف بالامتناع عنها. وهكذا هو الحال في العام الماضي وهكذا سيكون على ما يبدو في العام القادم.
إن التغيير على ما يبدو سيكون في مجال الإرهاب الذي سيزداد في السنة القادمة أيضا في يهودا والسامرة وداخل المناطق الإسرائيلية. وسيبذل كل من إيران وحماس وحزب الله ما بوسعهم من اجل إفشال المفاوضات التي بدأت الآن، وستزداد الجهود إذا تبين أن الأطراف فعلا ستنجح في صياغة اتفاق إطار. أما في المقابل إذا وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود أو ستفشل ـ فإن الشارع الفلسطيني تحديدا، هو من سيثور. ويقدرون في الجيش الإسرائيلي أن الميدان في قيادة فتح سيخرج في تظاهرات ـ لكن لن تندلع انتفاضة على الأقل ليس في البداية.
أيضا هذا العام سنواصل مواجهة ثلاثة تهديدات مركزية: النووي الإيراني ، وخطر الصواريخ، أي خطر الصواريخ والهاون في الشمال و غزة، ومعركة نزع الشرعية التي تخاض ضدنا في الساحة الدولية، والتي تقيد من الآن قدرة إسرائيل تكتيكيا وإستراتيجيا على مواجهة التحديات. هذه المعركة تقيد أيدي جنود وقادة الجيش الإسرائيلي عند مواجهتهم لحزب الله وحماس اللذان يعملان بشكل مقصود من بين السكان المدنيين ، كما أن هذه المعركة تقلص من قدرة الحكومة على القرار بشأن القيام بعمليات عسكرية هجومية وردعية.
ليس لدى دولة إسرائيل ولن يكون في السنة القادمة رد عسكري وسياسي ودعائي كافي على هذه التهديدات الإستراتيجية. إنها مرتبطة ببعضها البعض ومن الممكن أن تتحد بحسب السيناريو الأسوأ في حرب يطلق فيها علينا مئات الصواريخ والقاذفات من إيران ولبنان وسوريا وغزة ـ في حين يتوجب على أذرع الجو والبر التابعة للجيش الإسرائيلي أن تقيد نفسها خوفا من المس بالسكان المدنيين والعقوبات التي ستفرضها لجنة غولدستون القادمة.
إن الاستخبارات في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل كما هو أيضا في الوكالة الدولية للطاقة النووية التابعة للأمم المتحدة يقدرون بأن إيران ستواصل العمل هذا العام من اجل امتلاك السلاح النووي، وستراكم مزيدا من الأورانيبوم المخصب بدرجة منخفضة وستواصل تطوير رؤوس حربية نووية للصواريخ.
هذه الأخبار السيئة. إن لدى الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي سنة من أجل فحص تأثير العقوبات. الآن يبدو أنها مؤلمة لإيران، لكن ليس الى الحد الذي يدفع قيادتها إلى وقف البرنامج النووي العسكري. من هنا فإن السنة القادمة ستستغل من قبل إسرائيل وعلى ما يبدو الولايات المتحدة الأمريكية أيضا من أجل إعداد وتنسيق ما يسمى "الخيار العسكري".
إن خبراء في معهد الأبحاث الاستراتيجي في جامعة تل أبيب يقدرون بأنه ليس لدى إسرائيل القدرة على المهاجمة في إيران من دون الحصول على ضوء أخضر أو على الأقل أصفر من الإدارة الأمريكية في واشنطن. يتفق باراك ونتنياهو على هذه الفرضية. وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية الذي بسببه قرر نتنياهو الاستجابة إلى ضغوط الإدارة الأمريكية في الموضوع الفلسطيني. وفي مقابل استعداده لتقديم تنازلات والتوصل إلى تسوية في المفاوضات مع أبو مازن، يأمل نتنياهو وباراك أن يحصلا في السنة القادمة والتي تليها على تنسيق وتعاون وثيق جدا مع الولايات المتحدة الأمريكية في كل ما يتعلق بوقف أو على الأقل تأجيل البرنامج النووي الإيراني".
المصدر: "يديعوت  أحرونوت ـ رون بن يشاي"
2010-09-08