ارشيف من :أخبار اليوم
المقتطف العبري ليوم الأربعاء: الكنيست يبحث الترتيبات الامنية للتنقيب عن النفط
أخبار ومقالات مترجمة من صحافة العدو
شالوم مع استمرار الاستيطان، واغلب الإسرائيليين مع تمديد تجميده
المصدر: الاذاعة الإسرائيلية
"اعرب نائب رئيس الحكومة الوزير سيلفان شالوم، عن معارضته لامكان الابقاء على الاستيطان في الكتل الاستيطانية الكبيرة، بعد انتهاء فترة التجميد في السادس والعشرين من الشهر الحالي، وقال:"إذا اتخذ قرار بعدم العودة والبناء في المستوطنات الصغيرة، فالمعنى أنهم سيموتون، حتى قبل المفاوضات"، مضيفا ان "الفلسطينيين هناك، وهم لم يختفوا، لكننا ملزمون بالتذكير بأن المستوطنين هناك، وسيبقون هناك".
وكان استطلاع للرأي اجراه معهد "شيلف"، لحساب اذاعة الجيش، اظهر أن أغلب الجمهور الإسرائيلي يعتقد أنه يجب الاستجابة لمطلب الفلسطينيين، ومواصلة تجميد البناء في الضفة الغربية. وبحسب نتائج الاستطلاع، يبدو أن أغلب السكان يدعمون خطوات رئيس الحكومة بخصوص البناء في المناطق. ويظهر في الاستطلاع أن نحو 53% من مجموع الجمهور يؤيد التجميد، وان نحو 20% يعتقدون انه يجب الاستجابة للطلب بشكل كامل، في حين أن 33% يعتقدون أنه يجب الاستجابة للطلب بشكل جزئي، وفي مناطق محددة فقط.
وفي المقابل، يعتقد 39% من الجمهور أنه لا يمكن الاستجابة للطلب أبدا، و8% ليس لديهم موقف من الموضوع".
ـــــــــــــــــــــــــ
اعضاء الكنيست يفحصون الترتيبات الأمنية خلال عمليات التنقيب على الغاز في عرض البحر
المصدر: "يديعوت احرونوت"
" جال أعضاء اللجنة الفرعية التابعة للجنة الخارجية والأمن، على قلب البحر، بهدف دراسة الترتيبات الأمنية في عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي، على مسافة تبلغ 24 كيلو مترا من سواحل قطاع غزة.
وقام الوفد، برئاسة رئيس لجنة الخارجية والأمن تساحي هنغبي، بجولة بغية عن قرب لفحص نوعية الجهاز الخاص للحماية، على ضوء تزايد تهديدات الإرهاب، وتجدد العملية السياسية مع الفلسطينيين، وتسلح منظمات الإرهاب بسلاح منحني المسار أكثر دقة من السابق.
وقال عضو الكنيست هنغبي، إن اللجنة تأثرت بالجهود الحثيثة التي يبذلها مسؤولو الحماية حيال أي امكانات لهجوم خارجي على المنشآت ، سواء في الحالات العادية أو حالات الطوارىء، وقال ان "إسرائيل نجحت الى حد ما بتقليص الاعتماد على جهات خارجية في مجال مرافق الغاز، وعليها الاستعداد لذلك، لأنً منشآت الطاقة الإستراتيجية لديها، ستشكل هدفا مفضلا للضرب من جانب المنظمات الإرهابية".
ـــــــــــــــــــــــــ
رغم العقوبات.. تحسن في البورصة الايرانية
المصدر: "القناة الثانية"
" ارتفعت بورصة طهران في نصف السنة الاخيرة بنسبة 60%. انها البورصة التي حققت النتائج الافضل في النصف السنة الاخيرة، وبالاخص في الاسبوعين الاخيرين، بالرغم من العقوبات وبالرغم من كل ما يجري في محيط ايران من امور الحرب، فقد حطمت ارقاماً قياسية ليس لها مثيل.
انه امر مهم جداً، ويبدو ان الايرانيين مطمئنون كفاية انه لن يحصل عندهم امرا دراماتيكيا، ولكن يوجد سببان اقتصاديان أديا إلى تحسّن الوضع. السبب الاول هو الانهيار الاقتصادي في دبي حيث ان 30% من الاستثمارات هناك كانت استثمارات لشركات ايرانية خاصة غادرت دبي وعادت إلى بورصة طهران، كما انها وصلت إلى طهران خوفا من العقوبات ووضع اليد على الاموال وتجميد الارصدة، وبالتالي عمد الكثير من الايرانيين إلى اعادة ارصدتهم من اوروبا وبالاخص من الولايات المتحدة وجلبها إلى ايران، وفي نفس الوقت تشتري الشركات الايرانية وتضخم هذه الفقاعة، التي ادت الى هذا الارتفاع إلى حد 60%".
ـــــــــــــــــــــــــ
توقعات بدعاوى فلسطينية جديدة ضد مسؤولين إسرائيليين
المصدر: "هآرتس"
" يتوقعون في المؤسسة الأمنية، بعد الأعياد، موجة من الدعاوى القضائية المدنية من جانب مواطني غزة، على الأضرار الاقتصادية التي لحقت بهم في عملية الرصاص المسكوب.
وتقدر منظمات حقوق الإنسان انه دمر في عملية الرصاص المسكوب حوالي أربعة آلاف منزل لمدنيين فلسطينيين في غزة بالإضافة إلى أضرار لحقت بمصانع، مباني عامة ومزارع. حتى الآن، رد الجيش الإسرائيلي على الموضوع في أعقاب تقرير غولدستون وقال أن الدمار جرى لحاجات عملياتية، أي في حالات شك بها الجنود أن مقاتلين فلسطينيين يستخدمون مبان للقتال أو لتخزين السلاح. على الرغم من حقيقة أن الجيش قرر في أعقاب التحقيقات العملياتية وتحقيق الشرطة العسكرية عدم تقديم لوائح اتهام ضد ضباط أو مقاتلين كانوا مشاركين في أحداث الدمار، فان الطريق لا تزال مفتوحة أمام الفلسطينيين لتقديم دعوى للتعويض أمام المحكمة المدنية.
حتى الآن قدم العشرات من هذه الدعاوى، لكن التقدير هو انه في الأشهر القادمة، يتوقع موجة من مئات وربما آلاف الدعاوى الإضافية. يسمح القانون للفلسطينيين المطالبة بتعويضات على الأضرار التي لحقت نتيجة أعمال الجيش الإسرائيلي حتى سنتين بعد الحادثة، بشرط أن يعلن المدعي عن نيته تقديم دعوى خلال 60 يوما. يقدرون في وزارة الدفاع والعدل أن المحامين العاملين على هذه الدعاوى قرروا تأجيل تقديم الدعاوى لأكثر من سنة ونصف وينوون تقديمها بشكل مكثف قبل أن يمضي سنتين على العملية، بعد أربعة أشهر.
حسب كلام مصدر قانوني امني، التقدير هو أن المحامين العاملين في هذا المجال يتعاونون مع منظمات حقوق الإنسان الأوروبية وفي نيتهم "إغراق" المؤسسة بمئات الدعاوى، بهدف استنزاف المدعي العام وللحصول على تعويضات اكبر لصالح زبائنهم.
يقولون في المؤسسة القانونية أنهم يستعدون لموجة الدعاوى، ولا نية لإضافة مدعين عامين إضافيين، وببساطة على المدعين الانتظار، لان المؤسسة لا تزال تعالج في ملفات من عملية السور الواقي قبل ثماني سنوات".
ـــــــــــــــــــــــــ
حتى "يهوه" لا يرى امكان نجاح المفاوضات خلال "ولايته"
المصدر: "موقع nfc الاخباري - أبراهام فكتر"
الكثير من الرغبة الجيدة، الكثير من الرؤية والانفعال السياسي طغت على اللقاء في واشنطن، بين بنيامين نتنياهو وأبو مازن برعاية الرئيس باراك أوباما، برفقة الرئيس حسني مبارك والملك حسين من الأردن.
يمكن تصديق الزعيمين، المضطرين الذين يحصلان على تغطية من زعماء دول عربية، وبشكل خاص من مصر والأردن، اللتين لهما مصلحة أمنية للتوصل إلى اتفاق للتقليل من سيطرة حماس على المنطقة. مصر والأردن، الكويت والسعودية، خائفون من اتساع التأثير الإيراني، ليس اقل من إسرائيل. إيران النووية تشكل تهديدا فعليا، ليس فقط على إسرائيل، بل أيضا على جزء من العالم العربي، مثل العراق، الكويت وإمارات النفط، وبشكل خاص مصر، التي تحلم بمواصلة الهيمنة على الشرق الأوسط.
لكن دخل هنا عنصر "الوقائع" إلى اللعبة، اي ما معناه، ان نصف الشعب الفلسطيني، أي حماس غزة، حماس يهودا والسامرة، مدعوم من قبل احمدي نجاد، وسوريا، وحزب الله (نصر الله) الذين يرفضون أي احتمال لاتفاق مع إسرائيل.
خالد مشعل أرسل من سوريا رسائل واضحة انه لن يحصل اتفاق وحماس لن تدعمه، وبذلك الفرص تبدو ضعيفة جدا. احمد نجاد ونصر الله، اللذان خطبا في يوم القدس، رفضوا لقاء واشنطن وسموا المشاركين فيه بالخونة.
أبو مازن، مع كل نيته الحسنة ونيتنا، عمليا "ضعيف سياسيا" ولا يمثل شعبه، لا يؤيد من قبل الأكثرية وغير قادر على التوصل إلى قرارات سياسية صعبة وحاسمة. ويمكن مشاهدة ذلك من إدارة المحادثات مع تسيبي ليفني وايهود اولمرت، طوال ثلاث سنوات ونصف من اللقاءات المكثفة والمقترحات السخية من جانب ليفني/ اولمرت، التي لن يحصل عليها من نتنياهو، فقد رفض التوقيع على الاتفاق. من هنا تعلم انه لا توجد فرصة للتوقع على اتفاق مع نتنياهو.
ياسر عرفات، كزعيم الفلسطينيين، كان يمكن، أو أراد، التوصل إلى اتفاق نهائي، مع مقترحات باراك السخية عندما كان رئيس للحكومة، لكنه هو أيضا خاف، ولم يوافق، وتوفي ولأسفنا أيضا معه "عملية السلام " المطلوبة مع الشعب الفلسطيني.
بنيامين نتنياهو لا يستطيع، التنازل عن مسائل أمنية تتعلق بإسرائيل، لا عن الكتل الكبيرة، ولا عن تفريغ يهودا والسامرة ولا عن معارضة حق العودة، بما في ذلك التنازل عن القدس والحرم القدسي، وعدم العودة إلى حدود 1967.
أبو مازن لا يستطيع التنازل رسميا عن حق العودة، وعن القدس كعاصمة فلسطين والعودة إلى حدود 1967. النتيجة هي حائط مسدود، الرئيس اوباما، بالاستعانة بالرئيس المصري والملك الأردني، لا يستطيع أن يحلها.
يمكن الليونة، يمكن التنازل عن الضواحي، لكن من غير الممكن التنازل عن الـ "الجوهر"، أي بمعنى، الأمن والقدس (على الرغم من انه يمكن الليونة اتجاه الأحياء المجاورة)، ومرة أخرى نصل إلى حائط مسدود.
خلاصة اللقاء في قصة مع عبرة
نتنياهو، بوتين وأوباما يتقابلان في لقاء عاجل مع "يهوه".
دخل بوتين وسأل، هل سأصل إلى اتفاق مع الشيشان. ... الجواب، آسف، ليس في فترة ولايتك.
دخل الرئيس أوباما وسأل، هل سأنهي القصة في العراق وأفغانستان واستطيع حل المشكلة الفلسطينية؟، يفكر "يهوه". ويجيب، آسف ليس في فترة ولايتك.
دخل نتنياهو وسأل، هل استطيع حل المشكلة الداخلية في إسرائيل، اليمين، اليسار، المتطرفين، وبشكل خاص الاتفاق مع أبو مازن والسلام مع الفلسطينيين؟ يفكر "يهوه". ويفكر ويفكر... ويقول، آسف ليس في فترة ولايتي".
ـــــــــــــــــــــــــ
كل تسوية لا تكون محكمة الاغلاق، تقود إلى مواجهة
المصدر: "هآرتس – الوف بن"
" للمحادثات المباشرة التي اطلقت في قمة واشنطن يجب أن يكون هدف واحد: ترسيم حدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية التي ستقوم في الضفة الغربية. إسرائيل تحتاج الى حدود، تحدها في المجال الجغرافي، تطبع مكانتها الدولية، تضع حدا للخلاف على المستوطنات وتعزز الاجماع الداخلي. هذه مهمة حياة بنيامين نتنياهو. اذا ما نجح فيها فسيبرر عودته الى الحكم وسيدخل التاريخ كزعيم مصمم للواقع.
نتنياهو يركز الان على القناة الفلسطينية. لقاؤه الاول مع الرئيس باراك اوباما قبل اكثر من سنة كرسه نتنياهو تقريبا بكاملة للتهديد الايراني. ولم يذكر الفلسطينيون الا في الهوامش. في اللقائين الاخيرين انقلب جدول الاعمال، حسب مصادر أميركية. معظم الوقت كرس للمسيرة السياسية مع الفلسطينيين وايران دحرت جانبا.
من ناحية نتنياهو، التسوية التي ينسجها مع الرئيس محمود عباس ترمي الى التوازن بين مصلحتي إسرائيل: رغبتها في الا تضم في داخلها السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية والا تحكمهم، والحفاظ على قدرتها على الدفاع عن نفسها. الفلسطينيون سيحصلون على سيادة، وسيعطون إسرائيل الامن. هذه هي الصفقة التي يقترحها نتنياهو عليهم، مغلفة بتصريحات عن "انهاء النزاع".
انهاء النزاع هو هدف منشود، ولكن نتنياهو وعباس لن ينجحا في تحقيقه. ليس لانهما زعيمين سيئين، او لانهما يريدان مواصلة النزاع، بل لان انهائه ليس منوطا بهما. فلا يمكن لاي توقيع منهما أن يخفي الروايتين المتناقضتين للشعبين، اللذين كل واحد منهما يرى نفسه ضحية ويرى خصمه غازيا غير مرغوب فيه. لا يمكن المساومة على الفكرة الوطتية بجرة قلم، ولا يوجد اليوم امل في بلورة رواية إسرائيلية – فلسطينية مشتركة. اذا ما تركزت المفاوضات على مسألة من المحق ومن الشرير، ومن كان هنا اولا، يمكن ان نتنازل عنها مسبقا.
مسائل الروايتين يجب أن تبقى للمؤرخين، للمربين ولمنتجي الثقافة. اما السياسيون فعليهم أن يركزوا على الحياة العملية، وان يحققوا اتفاقا على الحدود المستقبلية في الضفة الغربية وفي شرقي القدس وعلى ترتيبات الامن التي ستسود على طولها وتضمن استقرارها. حدود توضح اين تنتهي إسرائيل واين تبدأ فلسطين. أين نحن وأين هم.
لإسرائيل توجد حدود معترف بها من نوعين: حدود السلام مع مصر والاردن، وحدود الردع مع سوريا، لبنان وقطاع غزة. في الضفة وفي شرقي القدس لا توجد حدود واضحة، بل مجرد ترتيبات فصل محلية، اسوار واسيجة، حواجز وطرق منفصلة – وجهد لا ينقطع لتثبيت حقائق على الارض ودحر الطرف الاخر. بتعابير كثيرة، علاقات إسرائيل مع "حماستان" في غزة مرتبة بشكل افضل بكثير من العلاقات مع سلطة عباس في الضفة، التي يجري معها تعاون أمني واقتصادي في ظل خصومة سياسية. فك الارتباط عن غزة خلق حدودا واضحة، وكل واحد يعرف اين تنتهي السيطرة الإسرائيلية وتبدأ سيادة حماس. من يحاول اجتياز الخط يعرض حياته للخطر، والجانب الذي يطلق النار من خلف الحدود يعرف انهم سيردون عليه النار. ها هي صيغة بسيطة من "السيادة مقابل الامن".
الحدود لا تضمن بذاتها الهدوء. فقد تعرضت إسرائيل للهجوم من خلف حدودها المتفق عليها واجتاحت كل الدول المجاورة. ولكن الحدود تحدث العجب للاجماع الداخلي. في حرب لبنان الثانية وفي حملة "رصاص مصبوب" عاد الجيش الإسرائيلي الى المناطق التي اخلتها إسرائيل في الانسحابين احاديي الجانب – وعاد ليخرج. لم يجرِ بحث جدي في امكانية اعادة احتلال الحزام الامني في جنوب لبنان، او اعادة اقامة غوش قطيف.
هذه ستكون ايضا نتيجة ترسيم حدود جديدة في الشرق. كل إسرائيلي سيعرف اين يعيش واين لا، وستتوقف المساعي لاختطاف دونم آخر وتلة اخرى وزقاق آخر. نتنياهو يتحدث عن "افكار جديدة" تأتي بدلا من الفصل التام والاخلاء لكل المستوطنين من الاراضي التي ستسلم لفلسطين. هذه اوهام. كل تسوية لا تكون محكمة الاغلاق، وتبقي فتحات لصراعات السيطرة والاراضي، ستؤدي فقط الى مواجهة اخرى. هذا ما حصل في المناطق المجردة من السلاح في الشمال، قبل حرب الأيام الستة، وهكذا يحصل اليوم في الضفة وفي القدس. على نتنياهو أن يحقق التسوية الأفضل وعندها يقطع. هذا سيؤلم ولكنه سيقيم نظاما في حياتنا".
ـــــــــــــــــــــــــ
ما لم يتم في مائة سنة، لا يتم في سنة واحدة
المصدر: "إسرائيل اليوم – درور ايدار"
" التصريحات الحالية لافيغدور ليبرمان تعبر عن نهج واع وواقعي، في ظل الفهم بأن السلام لن يتحقق "بكل ثمن". واذا كان الاستنتاج البسيط – والمسنود بالتجربة الثرية القاسية للـ 17 سنة الاخيرة – هو انه لا توجد امكانية للوصول الى سلام دائم في جيلنا، فلا مفر اذن من تأجيل حل النزاع على الجيل التالي، والاكتفاء في هذه الاثناء بادارة النزاع او بتسوية انتقالية بعيدة المدى.
حبذا لو أنه في حينه، في اتفاق اوسلو الاول، كان هناك أحد ما واع في وزارة الخارجية او على طاولة الحكومة، حيال حفلة "المصالحة التاريخية"، "نهاية النزاع"، "السلام للاجيال"، وباقي ترهات الدعاية التي منعتنا من أن نرى على نحو سليم المصاعب المعقدة والعميقة التي في المفاوضات بيننا وبين الفلسطينيين.
في قسم لم يقتبس في وسائل الاعلام قال ليبرمان إن المهم ليس فقط الهرب واخلاء المنطقة، بل مهم أن نفهم ماذا سيحصل في اليوم التالي. وقد روى بأنه اقترح اجراء لعبة أدوار بمشاركة جهات مختلفة في الدولة، لنفهم ماذا سيحصل في اليوم التالي للانسحاب اذا ما عادت إسرائيل الى حدود 67. الاستنتاج الهام لليبرمان: "شيء لن يتغير؛ النزاع لن يختفي؛ بالعكس، سيتصاعد فقط ويتعزز وفي غداة اليوم سنحصل على المزيد فالمزيد من المطالب والضغوط – باختلاف ان هذه المرة ستكون المطالب بالنسبة للنقب، الجليل، والمطالبات بالحكم الذاتي، ولا احد يخفي ذلك. كما ان الطرف الاخر لا يخفي ذلك، الفارق الهام هو انه بدلا من ان يتركز النزاع في يهودا والسامرة فانه سينتقل الى داخل 67. ذات صواريخ القسام التي رأيناها مرة من غزة، سنراها ايضا من قلقيلية وجنين".
أوليست هذه أقوال ذات مغزى؟ أولم نتعلم من التجربة؟ أولم يقتل ما يكفي من اليهود كي يعلموننا الحكمة؟ يجدر بنا أن نشدد على أن لا توجد هنا سياسة "ولا شبر" بل نظرة واعية للواقع الذي نتنياهو ايضا – الى جانب اقواله في صالح الحل الوسط التاريخي – واع لها بذات القدر.
وهاكم المزيد من الاقوال ذات المغزى لليبرمان، والتي تمثل الكثيرين في المجتمع الإسرائيلي ممن نفروا حتى الان من الاكراه الفكري الجماعي. الكثيرون يرفضون الوقوف بامتثال كلما ذكرت عبارة "محادثات السلام"، وكأن بها ضمانة للأمن وأملا حقيقيا: "ما ينبغي فهمه هو أننا نتحدث عن مسائل هي عقلانية اكثر مما هي عاطفية. عندما نتحدث عن القدس، حق العودة، الاستيطان اليهودي في المناطق – فهذا قبل كل شيء عاطفة، ومن الصعب جدا حل المسائل العاطفية في مفاوضات قصيرة، عادية، تكون أحيانا ايضا مرتبطة بكل أنواع السياقات السياسية داخل دولة إسرائيل".
فهل لدى أحد ما أن يقول شيئا ذا قيمة ضد هذا النهج؟ أولم نشهد ذلك على أجسادنا في العقدين الاخيرين، وعمليا في المائة عام الماضية؟
مسألة عقلانية معناها التعاطي مع النزاع بيننا وبين الفلسطينيين كنزاع اقليمي، وبالتالي، يمكن الوصول الى حل وسط: "اثنان يمسكان خرقة صلاة – هذا يقول كلها لي وذاك يقول كلها لي – فليتقاسماها". اما المسألة العاطفية فمعناها الموقف من النزاع كصراع وجود للحياة والموت، صدام حضاري، نظرة الى الإسرائيليين والفلسطينيين كممثلين لجبهات اوسع، الغرب (العالم اليهودي – المسيحي) حيال الاسلام وما شابه.
فكروا بمسألة مثل القدس، مطلب العودة، وبالاساس المطلب الاهم: اعتراف فلسطيني بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي. فهل يبدو لكم انه يمكن حل كل هذا في غضون سنة؟ ما لم يتم في مائة سنة هل سيحل بعصا سحرية الان؟ ومن سيحلها – ابو مازن عديم القوة – المتعلق بدول المنطقة، الذي يسمع تحديات حماس التي لا تعترف به كممثل الفلسطينيين، الذي يتعرض للتهديدات من ايران، سوريا، حزب الله وغيره. نهاية النزاع، من ناحية العالم الاسلامي بأسره معناه الاعتراف بحق اليهود على قسم ما من هذه البلاد – أي التنكر للمبادىء الاساسية لعموم العرب التي ترفض رفضا باتا شرعية الوجود اليهودي هنا، وكذا التنكر ايضا للمبادىء الدينية التي ترى في ارض بلاد إسرائيل، ارض وقف اسلامي.
ليبرمان ليس وحيدا. قسم كبير من حكومة إسرائيل يفكر هكذا، وعلى ما يبدو ايضا اولئك الذين يهزون برؤوسهم على أنغام السلام يعرفون جيدا هذه التقديرات الواقعية. من تجربتنا تعلمنا بأن كل وهم سياسي نهايته أن يتفجر بضجيج كبير في جولة دموية أخرى. الامل نعم – ولكن لا للأوهام".
شالوم مع استمرار الاستيطان، واغلب الإسرائيليين مع تمديد تجميده
المصدر: الاذاعة الإسرائيلية
"اعرب نائب رئيس الحكومة الوزير سيلفان شالوم، عن معارضته لامكان الابقاء على الاستيطان في الكتل الاستيطانية الكبيرة، بعد انتهاء فترة التجميد في السادس والعشرين من الشهر الحالي، وقال:"إذا اتخذ قرار بعدم العودة والبناء في المستوطنات الصغيرة، فالمعنى أنهم سيموتون، حتى قبل المفاوضات"، مضيفا ان "الفلسطينيين هناك، وهم لم يختفوا، لكننا ملزمون بالتذكير بأن المستوطنين هناك، وسيبقون هناك".
وكان استطلاع للرأي اجراه معهد "شيلف"، لحساب اذاعة الجيش، اظهر أن أغلب الجمهور الإسرائيلي يعتقد أنه يجب الاستجابة لمطلب الفلسطينيين، ومواصلة تجميد البناء في الضفة الغربية. وبحسب نتائج الاستطلاع، يبدو أن أغلب السكان يدعمون خطوات رئيس الحكومة بخصوص البناء في المناطق. ويظهر في الاستطلاع أن نحو 53% من مجموع الجمهور يؤيد التجميد، وان نحو 20% يعتقدون انه يجب الاستجابة للطلب بشكل كامل، في حين أن 33% يعتقدون أنه يجب الاستجابة للطلب بشكل جزئي، وفي مناطق محددة فقط.
وفي المقابل، يعتقد 39% من الجمهور أنه لا يمكن الاستجابة للطلب أبدا، و8% ليس لديهم موقف من الموضوع".
ـــــــــــــــــــــــــ
اعضاء الكنيست يفحصون الترتيبات الأمنية خلال عمليات التنقيب على الغاز في عرض البحر
المصدر: "يديعوت احرونوت"
" جال أعضاء اللجنة الفرعية التابعة للجنة الخارجية والأمن، على قلب البحر، بهدف دراسة الترتيبات الأمنية في عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي، على مسافة تبلغ 24 كيلو مترا من سواحل قطاع غزة.
وقام الوفد، برئاسة رئيس لجنة الخارجية والأمن تساحي هنغبي، بجولة بغية عن قرب لفحص نوعية الجهاز الخاص للحماية، على ضوء تزايد تهديدات الإرهاب، وتجدد العملية السياسية مع الفلسطينيين، وتسلح منظمات الإرهاب بسلاح منحني المسار أكثر دقة من السابق.
وقال عضو الكنيست هنغبي، إن اللجنة تأثرت بالجهود الحثيثة التي يبذلها مسؤولو الحماية حيال أي امكانات لهجوم خارجي على المنشآت ، سواء في الحالات العادية أو حالات الطوارىء، وقال ان "إسرائيل نجحت الى حد ما بتقليص الاعتماد على جهات خارجية في مجال مرافق الغاز، وعليها الاستعداد لذلك، لأنً منشآت الطاقة الإستراتيجية لديها، ستشكل هدفا مفضلا للضرب من جانب المنظمات الإرهابية".
ـــــــــــــــــــــــــ
رغم العقوبات.. تحسن في البورصة الايرانية
المصدر: "القناة الثانية"
" ارتفعت بورصة طهران في نصف السنة الاخيرة بنسبة 60%. انها البورصة التي حققت النتائج الافضل في النصف السنة الاخيرة، وبالاخص في الاسبوعين الاخيرين، بالرغم من العقوبات وبالرغم من كل ما يجري في محيط ايران من امور الحرب، فقد حطمت ارقاماً قياسية ليس لها مثيل.
انه امر مهم جداً، ويبدو ان الايرانيين مطمئنون كفاية انه لن يحصل عندهم امرا دراماتيكيا، ولكن يوجد سببان اقتصاديان أديا إلى تحسّن الوضع. السبب الاول هو الانهيار الاقتصادي في دبي حيث ان 30% من الاستثمارات هناك كانت استثمارات لشركات ايرانية خاصة غادرت دبي وعادت إلى بورصة طهران، كما انها وصلت إلى طهران خوفا من العقوبات ووضع اليد على الاموال وتجميد الارصدة، وبالتالي عمد الكثير من الايرانيين إلى اعادة ارصدتهم من اوروبا وبالاخص من الولايات المتحدة وجلبها إلى ايران، وفي نفس الوقت تشتري الشركات الايرانية وتضخم هذه الفقاعة، التي ادت الى هذا الارتفاع إلى حد 60%".
ـــــــــــــــــــــــــ
توقعات بدعاوى فلسطينية جديدة ضد مسؤولين إسرائيليين
المصدر: "هآرتس"
" يتوقعون في المؤسسة الأمنية، بعد الأعياد، موجة من الدعاوى القضائية المدنية من جانب مواطني غزة، على الأضرار الاقتصادية التي لحقت بهم في عملية الرصاص المسكوب.
وتقدر منظمات حقوق الإنسان انه دمر في عملية الرصاص المسكوب حوالي أربعة آلاف منزل لمدنيين فلسطينيين في غزة بالإضافة إلى أضرار لحقت بمصانع، مباني عامة ومزارع. حتى الآن، رد الجيش الإسرائيلي على الموضوع في أعقاب تقرير غولدستون وقال أن الدمار جرى لحاجات عملياتية، أي في حالات شك بها الجنود أن مقاتلين فلسطينيين يستخدمون مبان للقتال أو لتخزين السلاح. على الرغم من حقيقة أن الجيش قرر في أعقاب التحقيقات العملياتية وتحقيق الشرطة العسكرية عدم تقديم لوائح اتهام ضد ضباط أو مقاتلين كانوا مشاركين في أحداث الدمار، فان الطريق لا تزال مفتوحة أمام الفلسطينيين لتقديم دعوى للتعويض أمام المحكمة المدنية.
حتى الآن قدم العشرات من هذه الدعاوى، لكن التقدير هو انه في الأشهر القادمة، يتوقع موجة من مئات وربما آلاف الدعاوى الإضافية. يسمح القانون للفلسطينيين المطالبة بتعويضات على الأضرار التي لحقت نتيجة أعمال الجيش الإسرائيلي حتى سنتين بعد الحادثة، بشرط أن يعلن المدعي عن نيته تقديم دعوى خلال 60 يوما. يقدرون في وزارة الدفاع والعدل أن المحامين العاملين على هذه الدعاوى قرروا تأجيل تقديم الدعاوى لأكثر من سنة ونصف وينوون تقديمها بشكل مكثف قبل أن يمضي سنتين على العملية، بعد أربعة أشهر.
حسب كلام مصدر قانوني امني، التقدير هو أن المحامين العاملين في هذا المجال يتعاونون مع منظمات حقوق الإنسان الأوروبية وفي نيتهم "إغراق" المؤسسة بمئات الدعاوى، بهدف استنزاف المدعي العام وللحصول على تعويضات اكبر لصالح زبائنهم.
يقولون في المؤسسة القانونية أنهم يستعدون لموجة الدعاوى، ولا نية لإضافة مدعين عامين إضافيين، وببساطة على المدعين الانتظار، لان المؤسسة لا تزال تعالج في ملفات من عملية السور الواقي قبل ثماني سنوات".
ـــــــــــــــــــــــــ
حتى "يهوه" لا يرى امكان نجاح المفاوضات خلال "ولايته"
المصدر: "موقع nfc الاخباري - أبراهام فكتر"
الكثير من الرغبة الجيدة، الكثير من الرؤية والانفعال السياسي طغت على اللقاء في واشنطن، بين بنيامين نتنياهو وأبو مازن برعاية الرئيس باراك أوباما، برفقة الرئيس حسني مبارك والملك حسين من الأردن.
يمكن تصديق الزعيمين، المضطرين الذين يحصلان على تغطية من زعماء دول عربية، وبشكل خاص من مصر والأردن، اللتين لهما مصلحة أمنية للتوصل إلى اتفاق للتقليل من سيطرة حماس على المنطقة. مصر والأردن، الكويت والسعودية، خائفون من اتساع التأثير الإيراني، ليس اقل من إسرائيل. إيران النووية تشكل تهديدا فعليا، ليس فقط على إسرائيل، بل أيضا على جزء من العالم العربي، مثل العراق، الكويت وإمارات النفط، وبشكل خاص مصر، التي تحلم بمواصلة الهيمنة على الشرق الأوسط.
لكن دخل هنا عنصر "الوقائع" إلى اللعبة، اي ما معناه، ان نصف الشعب الفلسطيني، أي حماس غزة، حماس يهودا والسامرة، مدعوم من قبل احمدي نجاد، وسوريا، وحزب الله (نصر الله) الذين يرفضون أي احتمال لاتفاق مع إسرائيل.
خالد مشعل أرسل من سوريا رسائل واضحة انه لن يحصل اتفاق وحماس لن تدعمه، وبذلك الفرص تبدو ضعيفة جدا. احمد نجاد ونصر الله، اللذان خطبا في يوم القدس، رفضوا لقاء واشنطن وسموا المشاركين فيه بالخونة.
أبو مازن، مع كل نيته الحسنة ونيتنا، عمليا "ضعيف سياسيا" ولا يمثل شعبه، لا يؤيد من قبل الأكثرية وغير قادر على التوصل إلى قرارات سياسية صعبة وحاسمة. ويمكن مشاهدة ذلك من إدارة المحادثات مع تسيبي ليفني وايهود اولمرت، طوال ثلاث سنوات ونصف من اللقاءات المكثفة والمقترحات السخية من جانب ليفني/ اولمرت، التي لن يحصل عليها من نتنياهو، فقد رفض التوقيع على الاتفاق. من هنا تعلم انه لا توجد فرصة للتوقع على اتفاق مع نتنياهو.
ياسر عرفات، كزعيم الفلسطينيين، كان يمكن، أو أراد، التوصل إلى اتفاق نهائي، مع مقترحات باراك السخية عندما كان رئيس للحكومة، لكنه هو أيضا خاف، ولم يوافق، وتوفي ولأسفنا أيضا معه "عملية السلام " المطلوبة مع الشعب الفلسطيني.
بنيامين نتنياهو لا يستطيع، التنازل عن مسائل أمنية تتعلق بإسرائيل، لا عن الكتل الكبيرة، ولا عن تفريغ يهودا والسامرة ولا عن معارضة حق العودة، بما في ذلك التنازل عن القدس والحرم القدسي، وعدم العودة إلى حدود 1967.
أبو مازن لا يستطيع التنازل رسميا عن حق العودة، وعن القدس كعاصمة فلسطين والعودة إلى حدود 1967. النتيجة هي حائط مسدود، الرئيس اوباما، بالاستعانة بالرئيس المصري والملك الأردني، لا يستطيع أن يحلها.
يمكن الليونة، يمكن التنازل عن الضواحي، لكن من غير الممكن التنازل عن الـ "الجوهر"، أي بمعنى، الأمن والقدس (على الرغم من انه يمكن الليونة اتجاه الأحياء المجاورة)، ومرة أخرى نصل إلى حائط مسدود.
خلاصة اللقاء في قصة مع عبرة
نتنياهو، بوتين وأوباما يتقابلان في لقاء عاجل مع "يهوه".
دخل بوتين وسأل، هل سأصل إلى اتفاق مع الشيشان. ... الجواب، آسف، ليس في فترة ولايتك.
دخل الرئيس أوباما وسأل، هل سأنهي القصة في العراق وأفغانستان واستطيع حل المشكلة الفلسطينية؟، يفكر "يهوه". ويجيب، آسف ليس في فترة ولايتك.
دخل نتنياهو وسأل، هل استطيع حل المشكلة الداخلية في إسرائيل، اليمين، اليسار، المتطرفين، وبشكل خاص الاتفاق مع أبو مازن والسلام مع الفلسطينيين؟ يفكر "يهوه". ويفكر ويفكر... ويقول، آسف ليس في فترة ولايتي".
ـــــــــــــــــــــــــ
كل تسوية لا تكون محكمة الاغلاق، تقود إلى مواجهة
المصدر: "هآرتس – الوف بن"
" للمحادثات المباشرة التي اطلقت في قمة واشنطن يجب أن يكون هدف واحد: ترسيم حدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية التي ستقوم في الضفة الغربية. إسرائيل تحتاج الى حدود، تحدها في المجال الجغرافي، تطبع مكانتها الدولية، تضع حدا للخلاف على المستوطنات وتعزز الاجماع الداخلي. هذه مهمة حياة بنيامين نتنياهو. اذا ما نجح فيها فسيبرر عودته الى الحكم وسيدخل التاريخ كزعيم مصمم للواقع.
نتنياهو يركز الان على القناة الفلسطينية. لقاؤه الاول مع الرئيس باراك اوباما قبل اكثر من سنة كرسه نتنياهو تقريبا بكاملة للتهديد الايراني. ولم يذكر الفلسطينيون الا في الهوامش. في اللقائين الاخيرين انقلب جدول الاعمال، حسب مصادر أميركية. معظم الوقت كرس للمسيرة السياسية مع الفلسطينيين وايران دحرت جانبا.
من ناحية نتنياهو، التسوية التي ينسجها مع الرئيس محمود عباس ترمي الى التوازن بين مصلحتي إسرائيل: رغبتها في الا تضم في داخلها السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية والا تحكمهم، والحفاظ على قدرتها على الدفاع عن نفسها. الفلسطينيون سيحصلون على سيادة، وسيعطون إسرائيل الامن. هذه هي الصفقة التي يقترحها نتنياهو عليهم، مغلفة بتصريحات عن "انهاء النزاع".
انهاء النزاع هو هدف منشود، ولكن نتنياهو وعباس لن ينجحا في تحقيقه. ليس لانهما زعيمين سيئين، او لانهما يريدان مواصلة النزاع، بل لان انهائه ليس منوطا بهما. فلا يمكن لاي توقيع منهما أن يخفي الروايتين المتناقضتين للشعبين، اللذين كل واحد منهما يرى نفسه ضحية ويرى خصمه غازيا غير مرغوب فيه. لا يمكن المساومة على الفكرة الوطتية بجرة قلم، ولا يوجد اليوم امل في بلورة رواية إسرائيلية – فلسطينية مشتركة. اذا ما تركزت المفاوضات على مسألة من المحق ومن الشرير، ومن كان هنا اولا، يمكن ان نتنازل عنها مسبقا.
مسائل الروايتين يجب أن تبقى للمؤرخين، للمربين ولمنتجي الثقافة. اما السياسيون فعليهم أن يركزوا على الحياة العملية، وان يحققوا اتفاقا على الحدود المستقبلية في الضفة الغربية وفي شرقي القدس وعلى ترتيبات الامن التي ستسود على طولها وتضمن استقرارها. حدود توضح اين تنتهي إسرائيل واين تبدأ فلسطين. أين نحن وأين هم.
لإسرائيل توجد حدود معترف بها من نوعين: حدود السلام مع مصر والاردن، وحدود الردع مع سوريا، لبنان وقطاع غزة. في الضفة وفي شرقي القدس لا توجد حدود واضحة، بل مجرد ترتيبات فصل محلية، اسوار واسيجة، حواجز وطرق منفصلة – وجهد لا ينقطع لتثبيت حقائق على الارض ودحر الطرف الاخر. بتعابير كثيرة، علاقات إسرائيل مع "حماستان" في غزة مرتبة بشكل افضل بكثير من العلاقات مع سلطة عباس في الضفة، التي يجري معها تعاون أمني واقتصادي في ظل خصومة سياسية. فك الارتباط عن غزة خلق حدودا واضحة، وكل واحد يعرف اين تنتهي السيطرة الإسرائيلية وتبدأ سيادة حماس. من يحاول اجتياز الخط يعرض حياته للخطر، والجانب الذي يطلق النار من خلف الحدود يعرف انهم سيردون عليه النار. ها هي صيغة بسيطة من "السيادة مقابل الامن".
الحدود لا تضمن بذاتها الهدوء. فقد تعرضت إسرائيل للهجوم من خلف حدودها المتفق عليها واجتاحت كل الدول المجاورة. ولكن الحدود تحدث العجب للاجماع الداخلي. في حرب لبنان الثانية وفي حملة "رصاص مصبوب" عاد الجيش الإسرائيلي الى المناطق التي اخلتها إسرائيل في الانسحابين احاديي الجانب – وعاد ليخرج. لم يجرِ بحث جدي في امكانية اعادة احتلال الحزام الامني في جنوب لبنان، او اعادة اقامة غوش قطيف.
هذه ستكون ايضا نتيجة ترسيم حدود جديدة في الشرق. كل إسرائيلي سيعرف اين يعيش واين لا، وستتوقف المساعي لاختطاف دونم آخر وتلة اخرى وزقاق آخر. نتنياهو يتحدث عن "افكار جديدة" تأتي بدلا من الفصل التام والاخلاء لكل المستوطنين من الاراضي التي ستسلم لفلسطين. هذه اوهام. كل تسوية لا تكون محكمة الاغلاق، وتبقي فتحات لصراعات السيطرة والاراضي، ستؤدي فقط الى مواجهة اخرى. هذا ما حصل في المناطق المجردة من السلاح في الشمال، قبل حرب الأيام الستة، وهكذا يحصل اليوم في الضفة وفي القدس. على نتنياهو أن يحقق التسوية الأفضل وعندها يقطع. هذا سيؤلم ولكنه سيقيم نظاما في حياتنا".
ـــــــــــــــــــــــــ
ما لم يتم في مائة سنة، لا يتم في سنة واحدة
المصدر: "إسرائيل اليوم – درور ايدار"
" التصريحات الحالية لافيغدور ليبرمان تعبر عن نهج واع وواقعي، في ظل الفهم بأن السلام لن يتحقق "بكل ثمن". واذا كان الاستنتاج البسيط – والمسنود بالتجربة الثرية القاسية للـ 17 سنة الاخيرة – هو انه لا توجد امكانية للوصول الى سلام دائم في جيلنا، فلا مفر اذن من تأجيل حل النزاع على الجيل التالي، والاكتفاء في هذه الاثناء بادارة النزاع او بتسوية انتقالية بعيدة المدى.
حبذا لو أنه في حينه، في اتفاق اوسلو الاول، كان هناك أحد ما واع في وزارة الخارجية او على طاولة الحكومة، حيال حفلة "المصالحة التاريخية"، "نهاية النزاع"، "السلام للاجيال"، وباقي ترهات الدعاية التي منعتنا من أن نرى على نحو سليم المصاعب المعقدة والعميقة التي في المفاوضات بيننا وبين الفلسطينيين.
في قسم لم يقتبس في وسائل الاعلام قال ليبرمان إن المهم ليس فقط الهرب واخلاء المنطقة، بل مهم أن نفهم ماذا سيحصل في اليوم التالي. وقد روى بأنه اقترح اجراء لعبة أدوار بمشاركة جهات مختلفة في الدولة، لنفهم ماذا سيحصل في اليوم التالي للانسحاب اذا ما عادت إسرائيل الى حدود 67. الاستنتاج الهام لليبرمان: "شيء لن يتغير؛ النزاع لن يختفي؛ بالعكس، سيتصاعد فقط ويتعزز وفي غداة اليوم سنحصل على المزيد فالمزيد من المطالب والضغوط – باختلاف ان هذه المرة ستكون المطالب بالنسبة للنقب، الجليل، والمطالبات بالحكم الذاتي، ولا احد يخفي ذلك. كما ان الطرف الاخر لا يخفي ذلك، الفارق الهام هو انه بدلا من ان يتركز النزاع في يهودا والسامرة فانه سينتقل الى داخل 67. ذات صواريخ القسام التي رأيناها مرة من غزة، سنراها ايضا من قلقيلية وجنين".
أوليست هذه أقوال ذات مغزى؟ أولم نتعلم من التجربة؟ أولم يقتل ما يكفي من اليهود كي يعلموننا الحكمة؟ يجدر بنا أن نشدد على أن لا توجد هنا سياسة "ولا شبر" بل نظرة واعية للواقع الذي نتنياهو ايضا – الى جانب اقواله في صالح الحل الوسط التاريخي – واع لها بذات القدر.
وهاكم المزيد من الاقوال ذات المغزى لليبرمان، والتي تمثل الكثيرين في المجتمع الإسرائيلي ممن نفروا حتى الان من الاكراه الفكري الجماعي. الكثيرون يرفضون الوقوف بامتثال كلما ذكرت عبارة "محادثات السلام"، وكأن بها ضمانة للأمن وأملا حقيقيا: "ما ينبغي فهمه هو أننا نتحدث عن مسائل هي عقلانية اكثر مما هي عاطفية. عندما نتحدث عن القدس، حق العودة، الاستيطان اليهودي في المناطق – فهذا قبل كل شيء عاطفة، ومن الصعب جدا حل المسائل العاطفية في مفاوضات قصيرة، عادية، تكون أحيانا ايضا مرتبطة بكل أنواع السياقات السياسية داخل دولة إسرائيل".
فهل لدى أحد ما أن يقول شيئا ذا قيمة ضد هذا النهج؟ أولم نشهد ذلك على أجسادنا في العقدين الاخيرين، وعمليا في المائة عام الماضية؟
مسألة عقلانية معناها التعاطي مع النزاع بيننا وبين الفلسطينيين كنزاع اقليمي، وبالتالي، يمكن الوصول الى حل وسط: "اثنان يمسكان خرقة صلاة – هذا يقول كلها لي وذاك يقول كلها لي – فليتقاسماها". اما المسألة العاطفية فمعناها الموقف من النزاع كصراع وجود للحياة والموت، صدام حضاري، نظرة الى الإسرائيليين والفلسطينيين كممثلين لجبهات اوسع، الغرب (العالم اليهودي – المسيحي) حيال الاسلام وما شابه.
فكروا بمسألة مثل القدس، مطلب العودة، وبالاساس المطلب الاهم: اعتراف فلسطيني بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي. فهل يبدو لكم انه يمكن حل كل هذا في غضون سنة؟ ما لم يتم في مائة سنة هل سيحل بعصا سحرية الان؟ ومن سيحلها – ابو مازن عديم القوة – المتعلق بدول المنطقة، الذي يسمع تحديات حماس التي لا تعترف به كممثل الفلسطينيين، الذي يتعرض للتهديدات من ايران، سوريا، حزب الله وغيره. نهاية النزاع، من ناحية العالم الاسلامي بأسره معناه الاعتراف بحق اليهود على قسم ما من هذه البلاد – أي التنكر للمبادىء الاساسية لعموم العرب التي ترفض رفضا باتا شرعية الوجود اليهودي هنا، وكذا التنكر ايضا للمبادىء الدينية التي ترى في ارض بلاد إسرائيل، ارض وقف اسلامي.
ليبرمان ليس وحيدا. قسم كبير من حكومة إسرائيل يفكر هكذا، وعلى ما يبدو ايضا اولئك الذين يهزون برؤوسهم على أنغام السلام يعرفون جيدا هذه التقديرات الواقعية. من تجربتنا تعلمنا بأن كل وهم سياسي نهايته أن يتفجر بضجيج كبير في جولة دموية أخرى. الامل نعم – ولكن لا للأوهام".