ارشيف من :ترجمات ودراسات
صحيفة البعث : مفاوضات اليوم نفخ جديد في القربة المثقوبة
صحيفة "البعث" السورية وفي مقال بعنوان " الرقص مع الذئاب" اعتبرت ان الرهان على معجزة كالتي يتوقع أوباما ظهورها عند أحد المنعطفات، لا يقابلها على أرض الواقع سوى رفض حكومة نتنياهو استقبال وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا بذريعة تزامن زيارتهم مع «يوم الغفران» وهم الذين جاؤوا لمتابعة ما حثّ عليه الرئيس الأمريكي بشأن تجميد الأنشطة الاستيطانية طيلة مرحلة التفاوض المباشر، وليس وقف تجميدها بالتاريخ الذي حدّدته حكومة الكيان الصهيوني الواقع في السادس والعشرين من شهر أيلول الحالي.
بيد أن المراوغة الكبرى ليست في ضحك نتنياهو وحكومته على لحى الوزراء الأوروبيين الخمسة، وإنما في كذب إسرائيل على العالم بأسره «أنها أوقفت ولو ليوم واحد أعمال البناء في المستوطنات»!.. من هنا لم يكن مفاجئاً لهذا العالم أن تؤكد التقارير الواردة من فلسطين المحتلة استمرار أعمال البناء وعدم توقفها خلال فترة التجميد التي أعلنها نتنياهو قبل أربعة أشهر.. وتشمل هذه الأعمال إقامة وحدات سكنية جديدة ومصانع ومدارس وتزويدها بالماء والكهرباء وتعبيد الطرق المؤدية إليها، على نحو ما حدث في مستوطنات خفّات جلعاد ومسكيوت (في الأغوار) وإيتمار في قرية عورتا قرب نابلس وخارصينا وكريات أربع وتيناو أليعازر ومجمّع عتصيون وكرمائيل وماعون جنوب الضفة الغربية ومعالي أدوميم وكادوميم وسط الضفة.
إذاً الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة التي تبدأ اليوم في شرم الشيخ بحضور الوزيرة كلينتون والمبعوث جورج ميتشل ليست أكثر من نفخ جديد في القربة المثقوبة أو أنها -في أحسن الأحوال- محاولة لإدخال مفاتيح جديدة لكن في القفل القديم إياه.. وسوف تظل كذلك طالما يؤكد نتنياهو إصراره، أثناء لقائه بمبعوث الرباعية الدولية قبل يوم واحد من بدء الجولة الثانية، على عدم تمديد القرار الخاص بتجميد البناء في المستوطنات، وطالما أن أساس السلام، من وجهة نظره، هو الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي!.
لكنْ.. ليس من المُستغرب في شيء أن يستمر الغاصب المحتل (وهو الطرف الأقوى) على ممارسة الصلف والعربدة بحق المفاوض الآخر (وهو الطرف الأضعف) حتى تقوم «ناقة صالح» أو تتبدل موازين القوى على الأرض.. وما لم تتبدل المعادلة فلن يكون هناك تفاوض مفيد أو مثمر بل سيستمر الأقوى في ازدراء الأضعف مثلما يحصل في قانون الغابة.
وتنبئ تجارب جميع الشعوب: من فيتنام الى الجزائر الى أمريكا أن المقاومة هي الخيار الأمثل!.. وقد يُقال: إن تجارب العمل المسلّح بالإضافة الى انتفاضتين لم تفضِ الى قيام دولة فلسطينية، وأن الأفضل هو استمرار الرقص مع الذئاب على أنغام «الروك أند رول» الأمريكي.. لكن هذا الخيار الأكذوبة حقيقة قد عفا عليه الزمن بفضل الخواء الذي أنتجته سنوات من التفاوض المثير للضحك وللشفقة في آن واحد!..
بيد أن المراوغة الكبرى ليست في ضحك نتنياهو وحكومته على لحى الوزراء الأوروبيين الخمسة، وإنما في كذب إسرائيل على العالم بأسره «أنها أوقفت ولو ليوم واحد أعمال البناء في المستوطنات»!.. من هنا لم يكن مفاجئاً لهذا العالم أن تؤكد التقارير الواردة من فلسطين المحتلة استمرار أعمال البناء وعدم توقفها خلال فترة التجميد التي أعلنها نتنياهو قبل أربعة أشهر.. وتشمل هذه الأعمال إقامة وحدات سكنية جديدة ومصانع ومدارس وتزويدها بالماء والكهرباء وتعبيد الطرق المؤدية إليها، على نحو ما حدث في مستوطنات خفّات جلعاد ومسكيوت (في الأغوار) وإيتمار في قرية عورتا قرب نابلس وخارصينا وكريات أربع وتيناو أليعازر ومجمّع عتصيون وكرمائيل وماعون جنوب الضفة الغربية ومعالي أدوميم وكادوميم وسط الضفة.
إذاً الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة التي تبدأ اليوم في شرم الشيخ بحضور الوزيرة كلينتون والمبعوث جورج ميتشل ليست أكثر من نفخ جديد في القربة المثقوبة أو أنها -في أحسن الأحوال- محاولة لإدخال مفاتيح جديدة لكن في القفل القديم إياه.. وسوف تظل كذلك طالما يؤكد نتنياهو إصراره، أثناء لقائه بمبعوث الرباعية الدولية قبل يوم واحد من بدء الجولة الثانية، على عدم تمديد القرار الخاص بتجميد البناء في المستوطنات، وطالما أن أساس السلام، من وجهة نظره، هو الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي!.
لكنْ.. ليس من المُستغرب في شيء أن يستمر الغاصب المحتل (وهو الطرف الأقوى) على ممارسة الصلف والعربدة بحق المفاوض الآخر (وهو الطرف الأضعف) حتى تقوم «ناقة صالح» أو تتبدل موازين القوى على الأرض.. وما لم تتبدل المعادلة فلن يكون هناك تفاوض مفيد أو مثمر بل سيستمر الأقوى في ازدراء الأضعف مثلما يحصل في قانون الغابة.
وتنبئ تجارب جميع الشعوب: من فيتنام الى الجزائر الى أمريكا أن المقاومة هي الخيار الأمثل!.. وقد يُقال: إن تجارب العمل المسلّح بالإضافة الى انتفاضتين لم تفضِ الى قيام دولة فلسطينية، وأن الأفضل هو استمرار الرقص مع الذئاب على أنغام «الروك أند رول» الأمريكي.. لكن هذا الخيار الأكذوبة حقيقة قد عفا عليه الزمن بفضل الخواء الذي أنتجته سنوات من التفاوض المثير للضحك وللشفقة في آن واحد!..