ارشيف من :ترجمات ودراسات
صحيفة الراي : مفاوضات شرم الشيخ .. ضعف فلسطيني وتعنت صهيوني
اذا لم يكن الامر كذلك, فهل «تتواضع» الاسئلة الى مستوى التساؤل عمّا اذا كان عريقات (الذي قال في زهو وغرور أن عباس كلّفه رئاسة فريق المفاوضات وان نبيل شعث لن يكون أكثر من عضو في هذا الفريق, قَصَدَ القول أنه سيكون رئيس شعث) يريد ابلاغنا أن نتنياهو وافق على بحث «كل» الموضوعات النهائية, وأن مفاوضات اليوم كما الجولة التي ستتم في القدس(...) ولاحقاً اريحا, سيكون ملفا الحدود والأمن (كما طلب الفلسطينيون) على طاولة البحث؟
ثمة شكوك كبيرة في احتمالات حدوث هذا الامر, لأن نتنياهو غير معني بالاجابة على سؤالين كبيرين مثلهما, وهو قال في اجتماع مجلس الوزراء الاسرائيلي الاسبوعي يوم أول من أمس, أن الترتيبات الأمنية هي قدس الاقداس وأولوية الأولويات على أجندة حكومته, وان ملف الحدود يمكن أن يتأخر (دع عنك التباس مفهوم حل الدولتين الذي عبّر عنه في خبث عندما قال: ينادي الفلسطينيون بحل الدولتين, دون أن يحددوا هذا المفهوم الذي يعني في نظرنا كشرط لازب اعترافهم باسرائيل دولة الشعب اليهودي, كما اعترفنا (...) نحن قبل عام (يقصد خطاب بارايلان 16/6/2009) بدولة الشعب الفلسطيني.. ناهيك عن مناداته العلنية بأن يعلن الفلسطينيون عن «نهاية» الصراع بالتوازي مع توقيع اتفاق سلام(...)..
مَنْ الذي يبسّط الامور ويتعامل معها في خفة واستنسابية مثيرة للغضب؟
ما يحدث الان من سجال وتجاذبات على «المتراسين» الفلسطيني والاسرائيلي, يجب أن يثير الانتباه وأن يدفع للتأمل حول الجدية والاستعداد واليقظة, التي يبديها الطرف الاسرائيلي والاستخدام المفرط ولكن الذكي والحازم (إن صح القول) لكل الاسلحة والضغوط الاعلامية والنفسية والسياسية والدبلوماسية, في تعاملها مع المرحلة الراهنة (المفاوضات المباشرة) والتي سجّل فيها نتنياهو انجازات ونقاطاً ثمينة واستراتيجية لصالح المشروع الصهيوني, فيما يتعاطى مسؤولو السلطة مع المرحلة ذاتها بعادية ورتابة, واستخدام متهافت للغة والخطاب والمقاربات ذاتها, التي انتهجوها طوال السبعة عشر عاماً التي تلت التوقيع على اوسلو في مثل هذه الايام (13 ايلول 1993), دون التسلح بأي أوراق بل ودون السعي لتأمين دعم فصائلي وحزبي فلسطيني (دع عنك شعبي).. واعطاء اولوية للمناكفات والصراع على النفوذ والصلاحيات, على النحو الذي شهدناه مؤخراً في حكاية عريقات شعث وايهما صاحب الخبرة التفاوضية والموقع المتقدم في الترتيب السلطوي, فيما يغيب السؤال الأهم وهو ماذا استطاع أحدهما أن يحققه طوال تلك السنوات وأين النجاح الذي سجله في ملف من الملفات؟
ما علينا..
المشهد الفلسطيني الراهن, لا يبعث على الارتياح والتفاؤل, والضعف الشديد الذي بات عليه المفاوض الفلسطيني لا ينبع فقط من شدة الضغوط التي مورست وتمارس عليه حتى اللحظة عربياً خصوصاً, وأميركياً أوروبياً, وانما أيضاً وأساساً في تخليه عن المزيد من الأوراق المهمة وتقديم المزيد من التنازلات (الأقرب الى التفريط) بكثير من الثوابت الوطنية, التي نحسب أنها باتت معروضة في «بازار» لا يراعي حتى أبسط القواعد والاعراف, التي تواضع عليها رجالات البازار وشهبندر التجار.
فإلى أين يأخذوننا؟