ارشيف من :ترجمات ودراسات

"الثورة": "إسرائيل هي العدو"

"الثورة": "إسرائيل هي العدو"

كتبت صحيفة "الثورة" السورية مقالاً بعنوان "إسرائيل هي العدو"، لفتت فيه إلى أنه "عندما طرحنا الوحدة العربية أساس قوة يؤمّن البيئة الأفضل لمشروع النهضة العربية، متضمناً ذلك مقاومة الأطماع والتعديات واستعادة الأجزاء المغتصبة من الأرض العربية، اعتمدنا الشرح السياسي والتربية العقائدية من أجل الوصول إلى الهدف"، معتبرة أنه "دون شك إن المشروع لم يكن على تلك الدرجة من التوفيق، لكنه خلّف مجموعة من المواقف العقائدية المنهجية التي عمل العرب بمقتضاها وقد تبلور ذلك بالشكل الأوضح بعد فشل العدوان الثلاثي على مصر 1956 والذي تلاه سقوط الأنظمة التي أظهرت أي مخالفة لهذه المواقف".

وأضافت الصحيفة "في مقدمة المواقف العربية الأساسية التي اعتمدت ولا خروج عنها، الموقف من القضية الفلسطينية وأن "إسرائيل هي العدو".. إضافة إلى التزام الدول العربية بالوقفة الواحدة عندما تتعرض إحداها إلى تعدّ من أي نوع كان.. حتى ولو كان تعدياً اقتصادياً معنوياً كما في رفض ميناء نيويورك إفراغ حمولة السفينة المصرية "كليوباترا" والتي ردّ عليها العرب بمقاطعة كل السفن الأميركية، حتى تم التراجع عن الموقف الأميركي، مؤكدة أنه بكل الأحوال الالتزام العربي الفعلي كان "إسرائيل هي العدو" لأنها بكاملها احتلال لأرض عربية "فلسطين" وعدوان مستمر.‏

وشددت "الثورة" على أنه بعد كامب ديفيد "الاتفاقية المصرية مع العدو الإسرائيلي".. اهتز المبدأ.. فانتفضت مجموعة من الدول العربية اتصفت بامتدادها على كامل الوطن، ترفض التنازل عن العداء "لإسرائيل" أو التساهل بعودة فلسطين "الجزائر – ليبيا – اليمن – فلسطين.. وطبعاً سورية".. واستمرت "إسرائيل" هي العدو، موضحة أنه "بقي العرب في حالة من الوحدة العقائدية على أساس العداء "لإسرائيل".. وساهم في ذلك الموقف الشعبي.. وحتى اليوم لايجرؤ مسؤول عربي على إعلان انتهاء العداء "لإسرائيل".. إنما يداور على الحكاية ويُلبس موقفه بما لا يستر ربما.. واستمر إعلان التعامل مع "إسرائيل" وقاحة سافلة وخيانة.. قولاً واحداً..‏

وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما ظهرت بعض الأصوات في لبنان، تعلن تساهلها في هذه المسألة.. سُئل قائد الجيش اللبناني وهو المؤسسة الوطنية الأهم في لبنان – كان قائد الجيش في حينه العماد ميشال سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية حالياً- عن عقيدة الجيش فأجاب دون تردد: "إسرائيل هي العدو"..‏ وفي أكثر من موقع تكرر الموقف ذاته منه، وممن سبقه ولحقه في قيادة الجيش، قائلة "هذا لا يترك مجالاً للبناني يعرف بلده وجيش بلاده.. ويحترم كلاً منهما، أن يعلن بكل وقاحة صلفة، تعامله مع "إسرائيل".. لأن ذلك تعامل مع العدو.. كما تقول عقيدة الجيش اللبناني".‏

ورأى كاتب المقال "أن استمرار التساهل العربي في إنشاء جهات عربية علاقات سرية أو علنية مع العدو.. يشكّل العنصر الأهم في خلل الائتلاف والتضامن العربي.. طبعاً أنا لا أجهل أنهم يعلنون أحياناً عبء العروبة عليهم.. لكن.. لا يمكن الهروب من التاريخ والجغرافية"، ‏مشدداً على أن "التعامل مع العدو الصهيوني موقف لا يمكن أبداً السماح به.. أما الذي يمنع فهو بلد المتعامل ذاته.. وليس غيره.. وفي كل البلدان العربية في كل الشوارع العربية هناك من يرد على الخونة".‏

وختم الكاتب بالقول "لن ينفعهم كثيراً محاولة تصنيع الأعداء ولا سيما من الدول الصديقة والشقيقة.. وما زال المعيار "إسرائيل هي العدو" عليه نجمع ونجتمع".‏ 


"المصدر: "الثورة" السورية
 
 

2010-09-16