ارشيف من :خاص
الكيان الغاصب وحزب الله وصواريخ "ياخونت": ضرب جهوزية العدو الصهيوني للحرب المقبلة
حسان ابراهيم
اعربت تل ابيب في العام 2007، عن خشيتها من إمكان امتلاك حزب الله لصواريخ من نوع "ياخونت" ارض ـ بحر، روسية الصنع، بعد ان اعلن في نفس العام، عن تسلم ايران منظومات منها من روسيا.. في حينه، أكدت الاستخبارات الاسرائيلية، ان اي "نظام اسلحة او نظام صاروخي، بإمكان تفكيكه ونقله على اجزاء عبر حاويات، يمكن ان يصل بسهولة من ايران الى سوريا وبالتالي الى حزب الله". واعتبرت الاستخبارات الاسرائيلية، في حينه، ان تزوّد ايران بهذه الصواريخ، يعني حكما تزوّد حزب الله بها، ما يشكل خطرا على قطع سلاح البحر الاسرائيلي، قبالة الشواطيء اللبنانية.. وذكرّت قيادة العدو الصهيوني في حينه بحادثة سفينة الصواريخ الاسرائيلية "حانيت"، خلال حرب عام 2006، وبصاروخ حزب الله الذي اصابها واخرجها من الخدمة طوال الحرب، مشيرة الى ان الصاروخ القديم، الصيني الصنع، يعتبر بدائيا قياسا بصواريخ "ياخونت" الاكثر تطورا وتملصا، في اشارة منها الى التأثير السلبي على اداء سلاح البحر الاسرائيلي في الحرب المقبلة، إن تزود حزب الله بهذا النوع من الصواريخ، اي اخراج سلاح البحر من المعادلة.
عود الى بدء، اشعل العدو الصهيوني ضوءا احمر جديدا، في اعقاب الحديث عن تزوّد سوريا بنفس النوع من الصواريخ. وكتبت صحيفة "هآرتس" آواخر الشهر الماضي، نقلا عن مكتب رئاسة الحكومة الاسرائيلية، ان رئيسها بنيامن نتنياهو، طلب من نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، وقف الصفقة والامتناع عن تزويد سوريا بهذا النوع من الصواريخ المتطورة، وبحسب الصحيفة ، يتعلق الامر بصواريخ تشكل تهديدا كبيرا جدا على بوارج وسفن سلاح البحر الاسرائيلي، الامر الذي يدفع تل ابيب الى القلق والخشية على ميزان القدرة في حال تجددت الحرب مع حزب الله، انطلاقا من التسليم بان كل ما لدى الجيش السوري، يصل في نهاية المطاف الى ايدي حزب الله.
في نفس اطار محاولة الضغط على الروس، توجه وزير "الدفاع" الاسرائيلي ايهود باراك، الى موسكو، وطرح موضوع صواريخ "ياخونت" مع المسؤولين الروس، وتجاذبت وسائل الاعلام الاسرائيلية بين من اعتبر الزيارة ناجحة وحققت اهدافها، وبين من اعرب عن خشية وقلق من فشلها، الى ان تحدث باراك نفسه وأقر بانه لم ينجح في إحباط هذه الصفقة.
قبل ايام، اعلن وزير الدفاع الروسي، أناتولي سيرديوكوف، أن روسيا ستمدّ سوريا بصواريخ مخصصة لتدمير السفن الحربية من طراز "ياخونت"، مشيرا أن "الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل" ترجوان ألا نورد "ياخونت" إلى سوريا، لكننا لا نرى مبررا لخوفهما من أن هذا السلاح سيصل إلى أيدي الإرهابيين"، واضاف أن "روسيا قامت بتوريد نظام صاروخي مماثل إلى سوريا في وقت سابق ولم يصل هذا النظام إلى أي من الإرهابيين .. فلماذا يفترض بهذا النظام أن يصل إلى أيديهم؟".
اثار اعلان سيرديكوف حفيظة الاسرائيليين، وجر ردود فعل شاجبة، الى انه وُجد في التعبيرات الاسرائيلية اتجاهات انتظار لاتضاح المسائل، باعتبار ان القول الروسي قد يكون مغايرا للفعل الروسي، تأثرا بالتفاهمات التي تتوقعها اسرائيل من روسيا، ربطا بالزيارات والمحادثات البينية خلال الفترة الماضية، وتحديدا بما يتعلق بصفقة اسلحة روسية اسرائيلية (طائرات بلا طيار).. الامر الذي فرض على مصادر سياسية اسرائيلية محاولة تهدئة الامور، وبحسب مصدر سياسي اسرائيلي رفيع المستوى، (هآرتس 17/09/2010)، فانهم "في اسرائيل تلقوا بلا مبالاة بيان وزير الدفاع الروسي بخصوص بيع صواريخ بحرية متطورة الى سوريا، لان هذه الصواريخ ليست سلاحا كاسرا للتوازن!!، ويجب انتظار الامور الى ان تتضح اكثر". لكن بعد يومين من ذلك، علق رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتيناهو في جلسة خاصة لوزراء حزبه، الليكود، على بيع الصواريخ الروسية الى دمشق، وقال ان "اسرائيل" تعمل على توفير رد تكنولوجي، مشيرا الى ان الصفقة تثير قلقا لدى "اسرائيل"، ويجب الاستعداد لمواجهة هذا التهديد، وبحسب نتنياهو فان الصفقة وصلت الى مراحل متقدمة، وعلينا ان نكون مستعدين من خلال رد عسكري تنكولوجي مناسب.
من جهتها، اعتبرت صحيفة يديعوت احرونوت، (20/09/2010) نبأ استعداد روسيا لتسليم سوريا صواريخ "ياخونت"، بمثابة "صفعة يوجهها فلاديمير بوتين إلى وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك" الذي قام بزيارة إلى روسيا قبل أسبوعين، تم خلالها توقيع اتفاقية تعاون عسكري بين إسرائيل وروسيا، فيما اعلن رئيس كتلة حزب الليكود في الكنيست، زيف ألكين، وهو رئيس اللجنة البرلمانية الروسية الإسرائيلية المشتركة عن الجانب الإسرائيلي، أن "حرب لبنان الثانية في صيف 2006 أثبتت أن السلاح الذي تبيعه روسيا إلى سوريا يصل إلى أيدي حزب الله". في اشارة منه الى الوجهة النهائية التي تتوقعها وتخشى اسرائيل منها.
ما الذي يعنيه كل ذلك؟
تخشى "اسرائيل"، بالفعل، امتلاك ايران وسوريا لهذا النوع من الصواريخ، الذي يعني من جهتها، امتلاك حزب الله لها. هذه الصواريخ، تعني من ناحية فعلية، ان سلاح البحر الاسرائيلي سيخرج من المعادلة في حال تجدد الحرب، ويصيب الجهوزية العسكرية الاسرائيلية مقتلا.. لا يخفى ان هذه الصواريخ متطورة جدا، ومتملصة، ولا يمكن للرادارات ان ترصدها، وإمكان تحقيق اهدافها شبه مؤكد، اذ انها تبحر على علو متر ونصف عن سطح البحر الى ان تضرب القطع البحرية، كما ان مداها يصل الى 300 كيلومتر، وتحمل رأسا متفجرا يزن من 200 إلى 300 كيلوغرام، ويمكن اطلاقها من البر او السفن او الطائرات المعدة لهذه المهمة، بمعنى ان امتلاك حزب الله لهذه الصواريخ، كما تؤكد "اسرائيل"، يعني امكان اصابة كل القطع البحرية الاسرائيلية سواء كانت في مقابل السواحل اللبنانية، او مقابل سواحل فلسطين المحتلة وصولا الى ايلات جنوبا، وسواء كانت تبحر في عرض البحر او انها راسية في موانئها.. اضافة الى ذلك، يمكن لحزب الله ان يدمر القطع البحرية، تدميرا كاملا، بما ومن عليها ايضا.
القلق الاسرائيلي، لا يرتبط فقط بمسألة اخراج سلاح البحر من المعادلة، اذ لهذه الصواريخ ان تضيف الى مصداقية تهديد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مصداقية اضافية، لانها تمكن المقاومة من حصار "اسرائيل" بحريا، ومنع اي سفينة مدنية او عسكرية من دخول المياه الاقليمية للعدو، في حال عاودت "اسرائيل" عدوانها على لبنان وقررت كما كانت متبعا من قبلها، فرض حصار بحري على لبنان.. والحصار البحري لكيان العدو، يعتبر تطورا غير مسبوق على الصعيد الاسرائيلي، منذ انشاء الكيان عام 1948، اذ لم ينجح اي طرف عربي طوال السنوات الماضية وخلال كل الحروب العربية الاسرائيلية، في فرض حصار على اسرائيل.
في نفس الوقت، احباط "اسرائيل" في هذا المجال لا يعني ان تبقى مستكينة ودون حراك، فهي ستواصل ضغطها الى نهايته، والى ان تصل الصواريخ الى مقاصدها النهائية بموجب الصفقة الروسية، فتل ابيب تبقي على الامل، وإن كان ضعيفا، بان تتمكن من احباط الصفقة في اي مرحلة من مراحلها، الامر الذي يفسر استمرار الصراخ. بل ويتوقع ان تزيد اسرائيل صراخها لانها ايضا تقصد اسماعه للاذن الاميركية، فضلا عن الروس، فبعد ان تيأس من الجانب الروسي، ستعمد وهي حاليا تعمل، على أن "تشحذ" وسائل قتالية اضافية اكثر تطورا من الاميركيين، وهذا بالفعل ما بدأ يتحرك، اذ ان الاشارات الاولى صدرت عن وزير "الدفاع" الاسرائيلي، الموجود حاليا في واشنطن، لاستغلال هذا الواقع، باتجاه تزود جيشه بمزيد من الوسائل القتالية المتطورة وتحديدا قنابل خارقة للتحصينات، على حساب الاميركيين بالطبع، وهي انواع اسلحة رأت ادارة اوباما ان اسرائيل لا تحتاجها في هذه الفترة.
الخشية الاسرائيلية كبيرة جدا، وتؤثر على قرارات "اسرائيل" وخياراتها، لان هذه الصواريخ وانواع اخرى تضر بالجهوزية الاسرائيلية التي يجري الاعداد لها منذ اكثر من اربع سنوات لحرب مفترضة قد تقع في المستقبل مع حزب الله او مع سوريا، او مع كليهما معا.. وهذه الاسلحة وغيرها كاسرة للتوازن بطبيعتها، وستشكل عائقا امام صانع القرار الاسرائيلي باتجاه منعه من تفعيل خياراته المتطرفة.
اعربت تل ابيب في العام 2007، عن خشيتها من إمكان امتلاك حزب الله لصواريخ من نوع "ياخونت" ارض ـ بحر، روسية الصنع، بعد ان اعلن في نفس العام، عن تسلم ايران منظومات منها من روسيا.. في حينه، أكدت الاستخبارات الاسرائيلية، ان اي "نظام اسلحة او نظام صاروخي، بإمكان تفكيكه ونقله على اجزاء عبر حاويات، يمكن ان يصل بسهولة من ايران الى سوريا وبالتالي الى حزب الله". واعتبرت الاستخبارات الاسرائيلية، في حينه، ان تزوّد ايران بهذه الصواريخ، يعني حكما تزوّد حزب الله بها، ما يشكل خطرا على قطع سلاح البحر الاسرائيلي، قبالة الشواطيء اللبنانية.. وذكرّت قيادة العدو الصهيوني في حينه بحادثة سفينة الصواريخ الاسرائيلية "حانيت"، خلال حرب عام 2006، وبصاروخ حزب الله الذي اصابها واخرجها من الخدمة طوال الحرب، مشيرة الى ان الصاروخ القديم، الصيني الصنع، يعتبر بدائيا قياسا بصواريخ "ياخونت" الاكثر تطورا وتملصا، في اشارة منها الى التأثير السلبي على اداء سلاح البحر الاسرائيلي في الحرب المقبلة، إن تزود حزب الله بهذا النوع من الصواريخ، اي اخراج سلاح البحر من المعادلة.
عود الى بدء، اشعل العدو الصهيوني ضوءا احمر جديدا، في اعقاب الحديث عن تزوّد سوريا بنفس النوع من الصواريخ. وكتبت صحيفة "هآرتس" آواخر الشهر الماضي، نقلا عن مكتب رئاسة الحكومة الاسرائيلية، ان رئيسها بنيامن نتنياهو، طلب من نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، وقف الصفقة والامتناع عن تزويد سوريا بهذا النوع من الصواريخ المتطورة، وبحسب الصحيفة ، يتعلق الامر بصواريخ تشكل تهديدا كبيرا جدا على بوارج وسفن سلاح البحر الاسرائيلي، الامر الذي يدفع تل ابيب الى القلق والخشية على ميزان القدرة في حال تجددت الحرب مع حزب الله، انطلاقا من التسليم بان كل ما لدى الجيش السوري، يصل في نهاية المطاف الى ايدي حزب الله.
في نفس اطار محاولة الضغط على الروس، توجه وزير "الدفاع" الاسرائيلي ايهود باراك، الى موسكو، وطرح موضوع صواريخ "ياخونت" مع المسؤولين الروس، وتجاذبت وسائل الاعلام الاسرائيلية بين من اعتبر الزيارة ناجحة وحققت اهدافها، وبين من اعرب عن خشية وقلق من فشلها، الى ان تحدث باراك نفسه وأقر بانه لم ينجح في إحباط هذه الصفقة.
قبل ايام، اعلن وزير الدفاع الروسي، أناتولي سيرديوكوف، أن روسيا ستمدّ سوريا بصواريخ مخصصة لتدمير السفن الحربية من طراز "ياخونت"، مشيرا أن "الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل" ترجوان ألا نورد "ياخونت" إلى سوريا، لكننا لا نرى مبررا لخوفهما من أن هذا السلاح سيصل إلى أيدي الإرهابيين"، واضاف أن "روسيا قامت بتوريد نظام صاروخي مماثل إلى سوريا في وقت سابق ولم يصل هذا النظام إلى أي من الإرهابيين .. فلماذا يفترض بهذا النظام أن يصل إلى أيديهم؟".
اثار اعلان سيرديكوف حفيظة الاسرائيليين، وجر ردود فعل شاجبة، الى انه وُجد في التعبيرات الاسرائيلية اتجاهات انتظار لاتضاح المسائل، باعتبار ان القول الروسي قد يكون مغايرا للفعل الروسي، تأثرا بالتفاهمات التي تتوقعها اسرائيل من روسيا، ربطا بالزيارات والمحادثات البينية خلال الفترة الماضية، وتحديدا بما يتعلق بصفقة اسلحة روسية اسرائيلية (طائرات بلا طيار).. الامر الذي فرض على مصادر سياسية اسرائيلية محاولة تهدئة الامور، وبحسب مصدر سياسي اسرائيلي رفيع المستوى، (هآرتس 17/09/2010)، فانهم "في اسرائيل تلقوا بلا مبالاة بيان وزير الدفاع الروسي بخصوص بيع صواريخ بحرية متطورة الى سوريا، لان هذه الصواريخ ليست سلاحا كاسرا للتوازن!!، ويجب انتظار الامور الى ان تتضح اكثر". لكن بعد يومين من ذلك، علق رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتيناهو في جلسة خاصة لوزراء حزبه، الليكود، على بيع الصواريخ الروسية الى دمشق، وقال ان "اسرائيل" تعمل على توفير رد تكنولوجي، مشيرا الى ان الصفقة تثير قلقا لدى "اسرائيل"، ويجب الاستعداد لمواجهة هذا التهديد، وبحسب نتنياهو فان الصفقة وصلت الى مراحل متقدمة، وعلينا ان نكون مستعدين من خلال رد عسكري تنكولوجي مناسب.
من جهتها، اعتبرت صحيفة يديعوت احرونوت، (20/09/2010) نبأ استعداد روسيا لتسليم سوريا صواريخ "ياخونت"، بمثابة "صفعة يوجهها فلاديمير بوتين إلى وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك" الذي قام بزيارة إلى روسيا قبل أسبوعين، تم خلالها توقيع اتفاقية تعاون عسكري بين إسرائيل وروسيا، فيما اعلن رئيس كتلة حزب الليكود في الكنيست، زيف ألكين، وهو رئيس اللجنة البرلمانية الروسية الإسرائيلية المشتركة عن الجانب الإسرائيلي، أن "حرب لبنان الثانية في صيف 2006 أثبتت أن السلاح الذي تبيعه روسيا إلى سوريا يصل إلى أيدي حزب الله". في اشارة منه الى الوجهة النهائية التي تتوقعها وتخشى اسرائيل منها.
ما الذي يعنيه كل ذلك؟
تخشى "اسرائيل"، بالفعل، امتلاك ايران وسوريا لهذا النوع من الصواريخ، الذي يعني من جهتها، امتلاك حزب الله لها. هذه الصواريخ، تعني من ناحية فعلية، ان سلاح البحر الاسرائيلي سيخرج من المعادلة في حال تجدد الحرب، ويصيب الجهوزية العسكرية الاسرائيلية مقتلا.. لا يخفى ان هذه الصواريخ متطورة جدا، ومتملصة، ولا يمكن للرادارات ان ترصدها، وإمكان تحقيق اهدافها شبه مؤكد، اذ انها تبحر على علو متر ونصف عن سطح البحر الى ان تضرب القطع البحرية، كما ان مداها يصل الى 300 كيلومتر، وتحمل رأسا متفجرا يزن من 200 إلى 300 كيلوغرام، ويمكن اطلاقها من البر او السفن او الطائرات المعدة لهذه المهمة، بمعنى ان امتلاك حزب الله لهذه الصواريخ، كما تؤكد "اسرائيل"، يعني امكان اصابة كل القطع البحرية الاسرائيلية سواء كانت في مقابل السواحل اللبنانية، او مقابل سواحل فلسطين المحتلة وصولا الى ايلات جنوبا، وسواء كانت تبحر في عرض البحر او انها راسية في موانئها.. اضافة الى ذلك، يمكن لحزب الله ان يدمر القطع البحرية، تدميرا كاملا، بما ومن عليها ايضا.
القلق الاسرائيلي، لا يرتبط فقط بمسألة اخراج سلاح البحر من المعادلة، اذ لهذه الصواريخ ان تضيف الى مصداقية تهديد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مصداقية اضافية، لانها تمكن المقاومة من حصار "اسرائيل" بحريا، ومنع اي سفينة مدنية او عسكرية من دخول المياه الاقليمية للعدو، في حال عاودت "اسرائيل" عدوانها على لبنان وقررت كما كانت متبعا من قبلها، فرض حصار بحري على لبنان.. والحصار البحري لكيان العدو، يعتبر تطورا غير مسبوق على الصعيد الاسرائيلي، منذ انشاء الكيان عام 1948، اذ لم ينجح اي طرف عربي طوال السنوات الماضية وخلال كل الحروب العربية الاسرائيلية، في فرض حصار على اسرائيل.
في نفس الوقت، احباط "اسرائيل" في هذا المجال لا يعني ان تبقى مستكينة ودون حراك، فهي ستواصل ضغطها الى نهايته، والى ان تصل الصواريخ الى مقاصدها النهائية بموجب الصفقة الروسية، فتل ابيب تبقي على الامل، وإن كان ضعيفا، بان تتمكن من احباط الصفقة في اي مرحلة من مراحلها، الامر الذي يفسر استمرار الصراخ. بل ويتوقع ان تزيد اسرائيل صراخها لانها ايضا تقصد اسماعه للاذن الاميركية، فضلا عن الروس، فبعد ان تيأس من الجانب الروسي، ستعمد وهي حاليا تعمل، على أن "تشحذ" وسائل قتالية اضافية اكثر تطورا من الاميركيين، وهذا بالفعل ما بدأ يتحرك، اذ ان الاشارات الاولى صدرت عن وزير "الدفاع" الاسرائيلي، الموجود حاليا في واشنطن، لاستغلال هذا الواقع، باتجاه تزود جيشه بمزيد من الوسائل القتالية المتطورة وتحديدا قنابل خارقة للتحصينات، على حساب الاميركيين بالطبع، وهي انواع اسلحة رأت ادارة اوباما ان اسرائيل لا تحتاجها في هذه الفترة.
الخشية الاسرائيلية كبيرة جدا، وتؤثر على قرارات "اسرائيل" وخياراتها، لان هذه الصواريخ وانواع اخرى تضر بالجهوزية الاسرائيلية التي يجري الاعداد لها منذ اكثر من اربع سنوات لحرب مفترضة قد تقع في المستقبل مع حزب الله او مع سوريا، او مع كليهما معا.. وهذه الاسلحة وغيرها كاسرة للتوازن بطبيعتها، وستشكل عائقا امام صانع القرار الاسرائيلي باتجاه منعه من تفعيل خياراته المتطرفة.