ارشيف من :ترجمات ودراسات
"البعث" : إقرار ميتشل بوجود عثرات يلقي ظلالاً من الشك حول مستقبل المفاوضات
اعتبرت صحيفة البعث السورية أن "ما قاله الدبلوماسي الأميركي جورج ميتشل والمعروف عنه حنكته وصبره وخبرته الطويلة في مجال التفاوض حول عثرات كبيرة أمام المفاوضات أبلغ توصيف للحالة التي وصلت إليها المفاوضات المباشرة"، وأضافت "لقد بلغ السيل الزبى واضطر الموفد الأميركي لأن يبوح ببعض ما لديه بعدما سمعه من الجانب الإسرائيلي عبر جولات التفاوض العديدة، رغم كل الإغراءات والضمانات الأميركية التي تتيح تفوق إسرائيل وتحول دون أن يتمكن الفلسطينيون مستقبلاً من الإقدام على أية خطوة من شأنها أن تزعجها".
وأشارت الى أن "إقرار ميتشل بوجود عثرات يلقي ظلالاً من الشك حول مستقبل المفاوضات ونجاح محاولات إنعاشها لاسيما وأن الجهود الأميركية ومساعي المبعوث ميتشل نفسه والتحرك الأوروبي على خط المفاوضات اصطدمت وتصطدم بالمواقف الإسرائيلية المتطرفة والرافضة للحقوق الفلسطينية".
ورأت أن "الكرة الآن في الملعب الأميركي والمجتمع الدولي الذي دفع بالطرف الفلسطيني الى المفاوضات في محاولة لاستثمار الاهتمام الأميركي بالموضوع الفلسطيني. ولاشك أن السلطة الفلسطينية التي ذهبت الى التفاوض وهي الأكثر معرفة بنتنياهو ومماطلته وتسويفه تدرك الآن أكثر من أي وقت مضى أن الجانب الإسرائيلي يريد تقطيع الوقت واختزال القضية الفلسطينية برمتها في الاستيطان على خطورته، علماً أن ثمة إجراءات عدوانية وتهويدية لا تقل خطورة عن الاستيطان الذي لم يتوقف لحظة كي يتم المضي في تجميده".
ولفتت الى أنه "وبعد نحو شهر على انطلاق المفاوضات صار بالإمكان التحرر قليلاً من الصخب الإعلامي والتصريحات حول هذا الموضوع ورؤية الأمور بشكل متكامل فقد تحولت المفاوضات الى حديث عن وقف الاستيطان ثم تحول الحدثان الى ما يشبه الضجيج في الوقت الذي تجري فيه على الأرض خطوات أكثر من اعتداءات وإبعاد ومصادرة أراضٍ، وكل ذلك برسم الراعي الأميركي الذي لمس عن قرب حقيقة المواقف الإسرائيلية وفشل رغم كل الضمانات والإغراءات التي قدّمها للطرف الإسرائيلي في إنقاذ المفاوضات بعد أشهر طويلة من الجهود الدبلوماسية المكوكية الشاقة".
وتتابع "البعث" "عليه يجب أن يكون هذا الراعي واضحاً ودقيقاً ويسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية عند الحديث عن عثرات أو عقبات أو حتى فشل المفاوضات ودون أن يترك هذا الأمر عرضة للتحليل والقراءات المختلفة. كما يجب أن يكون واضحاً لهذا الراعي نفسه أن الجانب الفلسطيني الذي ذهب الى المفاوضات مع ما يحمله هذا الموضوع من تبعات على الساحة الداخلية لم يعد بإمكانه البقاء بين المطرقة الإسرائيلية وسندان التفاوض العبثي غير المجدي".