ارشيف من :ترجمات ودراسات

صواريخ "ياخونت" الروسية ومعادلة حزب الله الرد بالمثل

صواريخ "ياخونت" الروسية ومعادلة حزب الله الرد بالمثل
كتب المحرر العبري
تركت صفقة صواريخ "الياخونت" الروسية مع سوريا، أصداء واسعة في الكيان الإسرائيلي دفع أعلى القيادات السياسية والأمنية الإسرائيلية إلى التحذير منها، لما تنطوي عليه من مخاطر جدية في مواجهة سلاح البحرية الإسرائيلي في البحر الأبيض المتوسط. إذ يبلغ مدى هذه الصواريخ نحو 300 كلم، إذ بعدما كان يتم إطلاقها من على متن السفن البحرية والطائرات. تمكن الروس من تطويره وأصبح بالإمكان إطلاقه من البر، مما زاد من خطورته على كيان العدو، كونه يمنح الجهة التي يملكها هامشا واسعا من المناورة والتمويه الذي يسمح بتوجيه ضربات قاصمة للقطع البحرية الإسرائيلية.
لكن القصة لم تنتهِ عند هذا الحد، إذ أكد المعلق الأمني في صحيفة "يديعوت احرونوت"، اليكس فيشمان (26/9/2010)، على أن المشكلة بالنسبة للكيان الصهيوني تتعدى مسألة امتلاك الجيش السوري  لهذه الصواريخ، وهي مشكلة قائمة بذاتها، إلا أن ما يفاقمها هو أن كل سلاح يصل للسوريين، يصل عاجلا أم أجلا إلى حزب الله، بحسب فيشمان، وبالتالي فإن هذه الصواريخ لن يتم نصبها فقط على الشواطئ السورية بل على اللبنانية أيضا، الأمر الذي سيُعرِّض السفن التي قد تنطلق من ميناء اسدود في فلسطين، للخطر.
صواريخ "ياخونت" الروسية ومعادلة حزب الله الرد بالمثلويذهب فيشمان إلى ما هو ابعد من ذلك، إذ يذهب إلى حد الربط بين إمكانية امتلاك حزب الله لهذه الصواريخ وبين المعادلة التي أعلنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، "التبادلية" في الرد، وفي هذا المجال كان من اللافت جدا أن فيشمان اقر بشكل صريح ومباشر بقدرة حزب الله على تطبيق سياسة الرد بالمثل على "إسرائيل"، بالقول انه إذا ما ضربت "إسرائيل" مطار بيروت سيضرب حزب الله مطار بن غوريون. وإذا ما هاجمت "إسرائيل" الضاحية الجنوبية سيقصف حزب الله مبنى الحكومة في تل أبيب أو المكاتب الحكومية في القدس. والأمر نفسه ينطبق على محطات توليد الطاقة وأهداف استراتيجية أخرى.
أما بالنسبة لصاروخ ياخونت، يرى فيشمان انه يُمكِّن حزب الله من إدخال مجال آخر إلى المعادلة: البعد البحري، عبر ضرب الموانئ البحرية الإسرائيلية في حال ضرب الموانئ اللبنانية واستهداف السفن الحربية الإسرائيلية، في اشارة إلى معادلة الرد التبادلي التي اعلنها سماحة السيد نصر الله في المجال البحري بعد معادلة البر.
ويذهب الكاتب الإسرائيلي إلى ابعد من ذلك، بالقول ان تقديرات الاستخبارات هو ان دخول هذه الصواريخ إلى لبنان سيؤدي بها في نهاية المطاف إلى أن يتم نصبها ايضا في شواطئ قطاع غزة. وان ما يعزز المخاوف الإسرائيلية هو أن الأصابع السورية واضحة في مراكمة القدرات العسكرية لحركة حماس، وكونها بلغت مستويات غير مسبوقة في السنة الأخيرة، خاصة بعد وصول صواريخ فجر5، والصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ المضادة للطائرات التي تضرب عن الكتف، إلى القطاع "رغم انفنا وانف المصريين".
رغم كل ما تقدم، يبقى اللغز الأكبر بالنسبة للاستخبارات الإسرائيلية والأميركية، هو عدم قدرتها على تحديد الوجهة التي يسلكها الأسد والنقطة التي يريد الوصول إليها. وحول هذه المسألة يوضح فيشمان ان هناك اجتهادات لا نهاية لها ومدارس كثيرة في هذا المجال، ضمن محاولات التوصل إلى إجابة واضحة وقاطعة، وان الصورة التي ترتسم الآن هي أن الأسد نفسه لم يقرر بعد ماذا يريد؟.
2010-10-02