ارشيف من :أخبار لبنانية

أحمدي نجاد يدفع الصهاينة الى تحليلات مثيرة للاستهجان: "زيارته تستهدف تركيا وليس اسرائيل"!

أحمدي نجاد يدفع الصهاينة الى تحليلات مثيرة للاستهجان: "زيارته تستهدف تركيا وليس اسرائيل"!
حسان ابراهيم

"لا تريد "إسرائيل" التعليق على زيارة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إلى لبنان"، هذا هو الموقف الرسمي لتل أبيب، ذلك أنها لا تريد أن تتسبب بإنجاح الزيارة.. برغم ذلك، غصت وسائل الاعلام الإسرائيلية خلال الايام الماضية، بمواقف وتصريحات المسؤولين الصهاينة اضافة الى تقارير المراسلين والمعلقين، التي شددت على القلق وأيضا على الهلع، مع كثير من المواقف والتحليلات المثيرة للاستهجان، والتي لا يفترض أن تصدر عن دولة، تتابع عن كثب اعداءها.

وأوضحت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية بشكل مسبق، وقبل وصول أحمدي نجاد إلى لبنان، أن تل أبيب قررت تجاهل الزيارة، وبحسب هذه المصادر "من غير المرغوب فيه شن حملة إعلامية ضد أحمدي نجاد، فالوزارة قامت بالتعاون مع دول صديقة بدراسة المسألة، وقررت عدم القيام بأي حملة". الا أن الناطق باسم الوزارة نفسها، "يغال فلمور"، وفي نفس التقرير الذي شدد على ضرورة عدم التعليق، يقول "ليس مطلوبا القيام بحملة ضد أحمدي نجاد، لأن اللبنانيين هم أول من يفهم الانعكاسات الخطيرة للزيارة على دولتهم، ونحن لن نتدخل، الا أن رسالة أحمدي نجاد عدائيّة جداً، هجوميّة وعنيفة، وها هو يشير إلى أن لبنان هو حدود إيران مع إسرائيل".

وبرز في المقاربة الإسرائيلية لزيارة أحمدي نجاد كلام "ظريف" جدا للرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، اللواء "اهارون زئيفي فركش"، الذي شدد في مقابلة اذاعية على "وجوب عدم تضخيم الزيارة والمبالغة فيها.. فالزيارة غير موجهة ضد إسرائيل، بل موجهة لجهات أخرى مثل تركيا، فهو من خلال هذه الزيارة يقول لأنقرة انا هو المسؤول عن هذا القسم من لبنان، والزيارة أيضا رسالة قوية ضد السعودية، التي تدعم الاتراك بالكثير من المال".
مناحة على الهواء.. سليمان خالف الدستور اللبناني ومهد الأرضية لزيارة الرئيس الايراني
 

وانشغل عدد من الكتاب والمعلقين الإسرائيليين، بل وأيضا عدد من المسؤولين السياسيين، في الإجابة عن تساؤل احتل حيزا من المقاربة الإسرائيلية الاعلامية لزيارة أحمدي نجاد، وهو: "وجوب قتل الرئيس الايراني"، وجرى اظهار المسألة من ناحية تل أبيب وكأنها مسألة مبادىء وقيم إسرائيلية تمنع قتل رؤساء دول، بعيدا عن القدرة الفعلية، والقدرة على تحمل التداعيات.. إذ اظهر استطلاع للرأي اجرته القناة الثانية الإسرائيلية، أن 93 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون قيام تل أبيب باغتيال أحمدي نجاد في حال اقترب من الشريط الشائك على الحدود مع لبنان، لكن من "حسن حظ نجاد" أن الاتجاه العام لدى المسؤولين الإسرائيليين لا "يحبذ" اغتياله أو اعتقاله. فعلى نقيض من عضو الكنيست من حزب الاتحاد القومي المتطرف، اريه الداد، الذي طالب "إسرائيل" بمنع اعادة أحمدي نجاد حيا إلى إيران، وان "اغتيال نجاد الآن يوازي اغتيال هتلر عام 1938"، رأت مصادر امنية إسرائيلية أن "كل التقديرات في إسرائيل تشدد على أن المس باحمدي نجاد سيكون خطأ كبيرا جدا"، اما نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، سيلفان شالوم، فتحدث عن موانع "مبدئية" لدى "إسرائيل"، وقال إن "هذه المسألة لا يمكن طرحها على جدول الاعمال، ذلك أن الدولة العبرية لا تقتل رؤساء دول، حتى وإن كانت دولا شمولية"، في حين اعرب رئيس الاستخبارات العسكرية السابق، زئيفي فركش، عن "الامل بان لا يكون لدى إسرائيل خطة اغتيال موجهة ضد احمدي نجاد، فالاضرار تفوق الفوائد في مسألة كهذه، واذا قمنا باغتياله فسوف ندفع الايرانيين إلى الوحدة، ونجعل منه بطلا قوميا في إيران".

وفي تقرير مطول لصحيفة "يديعوت احرونوت" بمناسبة الزيارة، تحدثت عن الجهود الإيرانية "للاستيلاء" على لبنان، وكتبت أن "حزب الله وبتمويل ايراني، بنى في نحو مئة قرية في جنوب الليطاني، احياء للاستخدام المزدوج، كمناطق محمية (عسكرية للصواريخ) وأيضا كحلول سكنية حديثة للشيعة الذين غررهم حزب الله بالسكن الرخيص والحديث من أجل الانتقال إلى جنوب لبنان، للتعويض عن الاف السكان الذين رحلوا (من الجنوب) بعد عام 2006!!!. أي بالنسبة إلى الصحيفة، فان الالاف من السكان الجنوبيين الذين رحلوا عن الجنوب في عدوان عام 2006، لم يعودوا اليه إلى الآن، ويبحث حزب الله عن حلول ابداعية لإيجاد بدائل للحلول مكانهم في القرى التي نزحوا عنها!!.

أما رئيس القسم السياسي - الأمني في وزارة الحرب الإسرائيلية، اللواء "عاموس غلعاد"، فكاد يبكي من شدة تأثره وحزنه وامتعاضه من مخالفة الرئيس ميشال سليمان للدستور اللبناني!!، وتساءل بنبرة حادة تنم عن حرص ومحبة للبنان قائلا ان "المأساة هي أن الرئيس اللبناني المسيحي والماروني، وبحسب الدستور ملقى عليه واجب المحافظة على لبنان كدولة سلام، يهيئ الساحة لشخص غير عربي ومتشدد يريد القضاء على لبنان"، مشيرا إلى أنه "من دون الرئيس سليمان ما كان باستطاعة نجاد المجيء إلى لبنان"، وهي نفس النقطة التي ركز عليها سيلفان شالوم، الذي أعرب أيضا عن أسفه من حركة الرئيس اللبناني فـ"دعوة نجاد لم تكن مبررة".

ومن التقارير الصادرة في تل ابيب، التي جهدت لافهام الإسرائيليين بان زيارة نجاد غير مرحب بها في لبنان، كما في "إسرائيل"، اشار تقرير للاذاعة الإسرائيلية الى أن "العلامة السيد محمد علي الحسيني، يقول بأن شيعة لبنان لا يرحبون بزيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد". وبالطبع قامت الاذاعة بالتعليق على هذا "الموقف الشيعي" للدلالة على أن كل اللبنانيين لا يرحبون بنجاد.. وفات الاذاعة أن تشير لمستمعيها من هو السيد الحسيني.
2010-10-15