ارشيف من :ترجمات ودراسات
"تشرين": زيارة نجاد غيرت من طبيعة الموقع الجيوسياسي للبنان
أشارت صحيفة "تشرين" السورية، إلى أن في لبنان "إقليم" بمزاج مقاوم تشبك خيوطه كلا من دمشق وطهران ينهض على أنقاض "اقليم" المزاج الأميركي، مؤكدة أن في الأفق حسم قريب لابد منه في الملفات الكبرى لا مجال للمراوحة فيها لاسيما المفاوضات الفلسطينية والمحكمة الدولية ومستقبل العراق، ما استدعى لغة تخاطب جديدة وحراكاً من نوع مختلف لعاصمتي المقاومة والممانعة!.
ورأت الصحيفة أنه "قيل الكثير عن زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد للبنان وأنها ستكون "استفزازية" لأمن واستقرار لبنان" لكن من تابع الزيارة بتمعن سرعان ما عرف أن سر هذه الكلمة لم يكن سوى "أمر اليوم" الذي كان قد أطلقه فيلتمان إلى أصدقائه في لبنان والذي هاهو يهرع لطمأنتهم بعد انتهاء الزيارة بعد أن أربكه الحراك المتواصل للمحور السوري- الإيراني حتى بعد انتهاء الزيارة!.
وفي هذا الاطار، أكدت "تشرين" أن زيارة نجاد غيرت من طبيعة الموقع الجيوسياسي للبنان, ولم يعد لبنان لمن يعرف هذا البلد جيدا هو نفسه ما قبل الزيارة،لاسيما بعد أن صرح نجاد بأن المنطقة في طريقها للتغير انطلاقا من جنوب لبنان وأن زيارته قد أربكت المعادلات الدولية، مشيرة إلى أن الرجل لم يخطئ في أي مفردة من مفردات بروتوكول زيارة الدولة ولا في أدبيات التخاطب مع شعب لبنان العظيم المتنوع الطوائف والمذاهب والمشارب, ما اضطر أكثر خصومه غلواً إلى الإذعان بنجاح زيارته والقول بأنه "كان معتدلا ولائقا"! وأضافت :"لكن رجلا من مثل الدكتور محمود أحمدي نجاد، وهو الذي طار إلى لبنان على شعار جمهوره المفضل رجل من جنس الناس، لم يكن البتة بحاجة إلى شهادة من مثله حتى يتم التأكد من نجاح زيارته التاريخية إلى بلد أرض الملاحم والبطولات"!.
وشددت الصحيفة على أن "ما حصل في يومي تلك الزيارة التاريخية كان ابعد من مجرد زيارة دولة قام بها رجل دولة لدولة صديقة وشقيقة, بل هي محطة إقليمية كشفت عن عمق التحول الحاصل في اصطفافات القوى على المستوى الدولي ما جعل من لبنان يصبح فعلا دولة إقليمية عظم يربك حكام الجيش الذي لا يقهر حتى اضطروا أن يقولوا لأول مرة نحن نعرف كيف ندافع عن أنفسنا وهم الذين اعتادوا الهجوم!"، وقالت :"نعم.. ثمة مشروع تم تظهير هزيمته خلال هذه الزيارة وهو مشروع استيلاد الشرق الأوسط الكبير كما أرادت كونداليزا رايس يوما، فيما تم تظهير نجاح المشروع المضاد وهو مشروع المشرق الجديد الذي يضم في جنباته مسلمين ومسيحيين وعرباً وإيرانيين وأتراكاً يعيشون تحت خيمة فولاذية واحدة مدججة بثقافة المقاومة والممانعة تصد رياح الأطلسي الغريبة على بيئة المنطقة وتربتها والحاملة لبذور الفتن المتنقلة محاولة زرعها فيها بالقوة الخشنة أحياناً والقوة الناعمة أحياناً أخرى!".
وأضافت :"عليه يمكننا الاستنتاج بأنه من الآن فصاعدا لن يستطيعوا الاستفراد بلبنان لا سلما ولا حربا وهو ما وعد به نجاد اللبنانيين عندما قال لهم : إننا وإياكم بتنا في جبهة واحدة"!.
كما رأت "تشرين" "صحيح ان زيارة نجاد للبنان كانت زيارة رئيس دولة لرئيس دولة بالأساس, لكن سياق حصولها حملت لبنان إلى مصاف الدول صاحبة القول الفصل في أية معادلة إقليمية يفكر فيها العرب والمسلمون من الآن فصاعدا، كما سيؤرخ لأحداث لبنان من الآن فصاعدا على قاعدة ما قبل زيارة نجاد وما بعد زيارة نجاد!"، مؤكدة أن "الفضل الأساس في كل ما حصل في الواقع هو لذلك اللبناني والعربي والإسلامي الاستثنائي سماحة السيد حسن نصر الله والذي أدار لعبة الحرب والسلم بوجه العدو والدفاع والبناء مع شركائه في الوطن بروح وهمة رجل الدولة من الطراز الأول حتى ترسخت مقولته الشهيرة لقد جاء زمن الانتصارات وولى زمن الهزائم"!.
المصدر: "تشرين" السورية