ارشيف من :أخبار لبنانية
رأي.. كلينتون ولفيف السلطة
صحيفة تشرين ـ مها سلطان
مرة بعد مرة، تصعد هيلاري كلينتون منبر المفاوضات المباشرة، وتتحفنا بمحاضرة طويلة عريضة حول ما يتوجب على الفلسطينيين والعرب عامة والأطراف الدولية المعنية القيام به لإنجاح تلك المفاوضات.
كلينتون في كلمتها خلال العشاء السنوي لإحدى المؤسسات الأميركية، التي يُقال إنها متعاطفة مع الشعب الفلسطيني، أسقطت كالعادة إسرائيل من جدول الواجبات والمتوجبات لتركز على مطالبة العرب والدوليين بتنفيذ التزاماتهم السياسية والمالية تجاه السلطة الفلسطينية، لتكون شريكاً في المفاوضات... ولكثرة ما تحدثت كلينتون في الأمر بدا وكأن المفاوضات المباشرة التي بدأت في الثاني من أيلول الماضي وتوقفت في منتصفه بعد ثلاث جولات، تجري بين السلطة والعرب بينما إسرائيل تنتظر اتفاقهم ليبدأ دورها.
أي من المدعوين للعشاء إياه لم يسأل كلينتون لماذا تجاهلت الاستيطان، ولماذا استكانت إدارة أوباما أمام الرفض المهين المتواصل من إسرائيل لتجميد الاستيطان ولو ساعة واحدة؟
أي من المدعوين لم يسأل كلينتون عن مسؤوليات واشنطن تجاه إنجاح المفاوضات المباشرة؟ وهل يكفي أن تقول كلينتون: إن إدارتها لا تملك «وصفة سحرية» للسلام في المنطقة لنقنع أن الدور الأميركي يقف هنا؟
هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها وزراء الدبلوماسية الأميركية عن الوصفات السحرية المفقودة، ولن تكون الأخيرة، فهذه الأحاديث توفر في بعض الأحيان مخارج لهم أمام لا مبالاة إسرائيل واستهانتها بمكانة ودور الولايات المتحدة.
أحاديث وزراء الدبلوماسية الأميركية حفظناها بصماً فاعتدناها وألفناها، لكننا نعترف أننا لم نألف بعد أن يتوافق مسؤولو السلطة الفلسطينية معها فيتجاهلون مسؤولية واشنطن ويقدمونها على أنها تعمل ليل نهار من أجل إنقاذ المفاوضات من الممارسات الإسرائيلية.
ما يدعو للسخرية المرة ليس ذلك، بل هو أن مسؤولي السلطة يكررون منذ أيام على مسامعنا أنهم سيتوجهون إلى واشنطن، ويطالبونها رسمياً بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.. متى سيكون ذلك؟
لا يتكرم هؤلاء بإخبارنا إلا إذا كانوا يريدوننا أن نفهم أنهم يفعلون ذلك من باب التهديد.. «تهديد من؟» هؤلاء إما أنهم يضحكون على أنفسهم أو علينا أو أنهم باتوا يعيشون على كوكب آخر.