ارشيف من :آراء وتحليلات
"ويكيليكس": اعلام فضائحي متخصص في ارتكابات الجيش الأميركي!
أصبح موقع "ويكيليكس" ظاهرة جديدة في الإعلام الفضائحي بتخصصه الحالي في ارتكابات جيش الإحتلال الأميركي في العراق، حيث ينشر كل مدة وثائق ووقائع وأرقاماً تمثل جردة حساب لهذا الجيش في السنوات الماضية. وبات "ويكيليكس" مساحة إعلامية ذات إقبال هائل ينافس وسائل الإعلام المختلفة، في ما يمكن وصفه بنموذج شديد الخصوصية على الإنترنت.
في الشكل، يبدو تصميم الموقع الذي أنشئ في عام 2007 مبسّطاً وخالياً من البهرجات والإضافات التي تتميز بها معظم المواقع الإكترونية الشهيرة، ويبدو أبسط حتى من موسوعة "ويكيبيديا" التي تقدم المعلومات بطريقة مبسّطة أيضاً. أما في المضمون، فيكمن ثقل الموقع مع الكم الهائل من الوثائق التي نشرها حتى الآن، حوالى 400 ألف وثيقة، وسيزداد العدد بحسب ما وعد مؤسس "ويكيليكس" جوليان آسانج في مناسبات عدة.
في التوجُّه، اختار آسانج توقيتاً "دقيقاً" لنشر هذه الوئائق المتعلقة بالعراق في ظل تقدم سياسي مطّرد في هذا البلد الذي يقترب شيئاً فشيئاً من ولادة حكومة عراقية، يُرجح أن يبقى رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي على رأسها، فيما تناول جزء من هذه الوثائق إيران من خلال محاولة ترسيخ الوقائع في الأذهان
عن دور "سلبي" لها في العراق عبر تسليح المجموعات المناهضة للأميركيين. وقد تواتر ايضاً أن مصدراً في الجيش الأميركي سرّب لأسانج الوثائق، بينما يجري الحديث عن أن الأخير ربما يكون "متورطاً" في لعبة أميركية هدفها خلط الأوراق في العراق وإظهار إيران كجزءٍ من أسباب الدمار فيه. وبمعزل عن خلفيات الموقع وسياسته، فقد طبق آسانج بوضوح القول بأن "الإعلامي يصنع الحدث السياسي". فحالما نشر "ويكيليكس" الوثائق مساء الجمعة الماضي، بعدما سربها إلى قناة "الجزيرة"، انطلقت الإدانات من المسؤولين الأميركيين، وصار الموقع شغل الإعلام الغربي ووسائل الإعلام العربية والعراقية
تحديداً، وسيبقى على هذه الحال طالما بقي هناك "جرعات آسانجية."
والأهم هو أن "ويكيليكس" يمثل موقع الريادة في مجاله، وقد تنشأ مواقع أخرى شبيهة به نظراً إلى ما يمثله من نموذج فاعل في "الميديا" التي يمثل فيها الإنترنت السلاح الأسرع تأثيراً، من المدونة العادية إلى الموقع الإخباري، فكيف إذا كانت الوسيلة إعلاماً فضائحياً؟