ارشيف من :آراء وتحليلات

قيادات العدو الصهيوني تُسلِّم بمحدودية خيارات جيشها

قيادات العدو الصهيوني تُسلِّم بمحدودية خيارات جيشها
كتب محرر الشؤون العبرية
أكد رئيس أركان جيش العدو، غابي اشكنازي، في كلمة له أمام "المؤتمر الدولي للقتال المشترك في المناطق المأهولة" في "زخرون يعقوب" شمال فلسطين المحتلة"، على أن "إسرائيل" ستضطر في أي حرب مقبلة إلى إخلاء السكان.. مشيرا إلى أن "الجيش لن يتمكن من إيقاف إطلاق الصواريخ نحو العمق الإسرائيلي، بدون عملية برية وقوة نارية متواصلة.. ودمج قدراتنا واستخدام المناورة في البر".
القاسم المشترك بين اشكنازي الذي تناول الصعوبات والتحديات العملانية التي يواجهها الجيش الإسرائيلي، ورئيس الاستخبارات العسكرية، اللواء "عاموس يادلين"، الذي قدَّم قبل أيام تقريره أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أن كلا الرجلين أطلق مواقفه قبيل انتهاء ولايته، بعد أشهر معدودة، وأن تقديرات كل منهما تصب في اتجاه واحد، هو أن إسرائيل تواجه تهديدات غير مسبوقة وان الحرب المقبلة ستنطوي على نتائج وتداعيات وخسائر لم تواجهها "إسرائيل" في تاريخها.
ينطوي كلام اشكنازي على إقرار بعجز سلاح الجو الإسرائيلي ليس فقط عن أصل منع استمرار القصف الصاروخي للعمق الإسرائيلي، بل يؤشر أيضا إلى التسليم بحقيقة أن حجمه ومفاعيله سيجبران الدولة على إخلاء السكان. لكن السؤال الأهم هو إلى أين سيتم الإخلاء ما دامت كل "إسرائيل" ضمن نطاق صواريخ حزب الله، هل سيكون باتجاه مناطق سكنية فلسطينية، لاستخدام الفلسطينيين كدروع بشرية؟!.
في السياق نفسه، لفت اشكنازي إلى أن الجيش يعمل الآن على إنشاء بنوك أهداف للنزاعات المستقبلية، مع حزب الله وحماس، كي لا تدخل القوات في حرب تكون فيه بحاجة للبحث عن عدو يختبئ بين المدنيين.
وعليه يمكن القول أن رئيس أركان الجيش ينعى بشكل تام إمكانية حماية العمق الاستراتيجي لـ"إسرائيل"، بالاتكاء إلى سلاح الجو، وتحديدا عندما رأى انه لا بد من اللجوء إلى الخيار البري مع معرفته بما ينتظر جيشه. الأمر الذي يكشف عن أن "إسرائيل" مكرهة في اللجوء إلى هذا الخيار (البري)، وإلا فلن تخوض حرباً واسعة بهدف الحسم.
في كل الاحوال يتقاطع حديث اشكنازي عن حاجة "إسرائيل" إلى عملية برية للوصول إلى منصات إطلاق الصواريخ، مع ما ينطوي عليه من تكاليف باهظة. مع ما حذر منه يادلين في تقديراته حول أن إسرائيل ستتعرض لخسائر بشرية غير مسبوقة في تاريخها.
وما كلامه عن أن إسرائيل لم تحتج، خلال حرب تشرين في العام 1973، (حرب يوم الغفران بحسب التعبير الإسرائيلي) سوى إلى إمساك المنظار والبحث عن الفرق والوحدات العسكرية، أما اليوم، فلا يوجد فرق عسكرية، ولذلك سنحتاج إلى بذل الجهد من أجل تحويل العدو من عدو لا متناظر، إلى متناظر"، ما كلامه إلا تعبير عن الإقرار بأن احد أسرار قوة المقاومة في مواجهة جيش العدو، تكمن في الاستراتيجية الهجينة، التي تجمع بين مزايا حرب العصابات والجيش النظامي، الذي أكثر ما تجلت نتائجه خلال مواجهات العام 2006.
2010-11-14