ارشيف من :أخبار اليوم
حرائق الكرمل تتوسع وقادة العدو في حالة تخبط ومطالبات بإقالة وزراء
لازالت الحرائق تعم جبل الكرمل في شمال فلسطين المحتلة امام عجز الاحتلال الصهيوني عن التحرك وإطفاء الحريق الذي ادى الى مقتل ما لا يقل عن مقتل 41 شخصا غالبيتهم من حراس السجون ورجال الشرطة والخسائر المباشرة وإخلاء عشرات الآلاف من بيوتهم، احترق حتى مساء أمس ما لا يقل عن 35 ألف دونم من الأحراج، وقضي على ما لا يقل عن خمسة ملايين شجرة. وثمة تقديرات بأن ما احترق حتى الآن يحتاج إلى حوالى 40 عاما من أجل تعويض خسارته.
ومع انقضاء اليوم الثاني من الحرائق في جبل الكرمل، ازدادت النار اشتعالا. وجند العدو الصهيوني حتى اليوم جبهة عالمية لا تقل عن 15 دولة للمشاركة في محاربة النيران التي تتقلب وجهتها مع تقلب اتجاه الرياح، وأصبحت تتمدد غربا وشمالا، وأغلقت طرقاً رئيسية تربط الشمال بالجنوب.
ومما زاد الطين بلة أن بؤر حرائق أصغر من الحريق المركزي اكتشفت في العديد من المواضع، ما دفع الشرطة للتحذير من موجة حرائق جديدة. وفي هذه الأثناء وأمام العجز الاسرائيلي الظاهر في مكافحة النيران انطلقت الاتهامات المتبادلة، واشتدت المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية.
وأعلن المفتش العام للشرطة "الإسرائيلية" دودي كوهين أنه "ليس بالوسع القول إن النيران تحت السيطرة"، مشيرا إلى أن "الحريـق لــم يطفـأ، وأن الأمـر قـد يستغرق أياماً".
وأشارت قيادة الشرطة إلى وقوع حرائق أخرى في وسط فلسطين المحتلة وجنوبها، موضحة أن الشبهات كبيرة بأنها نجمت عن فعل فاعل.
وطالبت الصحف الصهيونية بإقالة وزراء بينهم الداخلية والأمن الداخلي وتساءلت عن سبب عدم توافر طائرات إطفاء في "إسرائيل" رغم قوة سلاحها الجوي.
يشار الى أن سلاح الجو الصهيوني الذي سبق أن شارك في عمليات إطفاء في الماضي عبر استخدام مروحيات يقف هذه المرة عاجزاً عن المشاركة جراء قيود تتعلق بالميزانية. ويجري الحديث عن خطة لاستخدام طائرات النقل من طراز «هيركوليس» من أجل سكب مياه في ممرات اتجاه الحريق بقصد منع امتداده.
وفي كل الأحوال اشتعلت جبهة الاتهامات المتبادلة بين المسؤولين والوزارات في إسرائيل.
غير أن المسألة لا تقف عند هذه الحدود. فحتى منتصف ليلة أمس كانت العبارة الشائعة هي «لا نسيطر على النيران، ولكننا نسيطر على الموقف». وفي نظر المستوطنين الصهاينة كانت رائحة التقصير قوية بشدة رائحة الحرائق التي عمت الشمال.
وطلبت "إسرائيل" المساعدة العاجلة في إطفاء حريق الكرمل من بلغاريا، كرواتيا، اسبانيا، فرنسا، ايطاليا، روسيا ورومانيا وأذربيجان. ووصلت مساعدات من 15 دولة، بينها طائرتان من تركيا، فضلا عن مروحية مصرية وعربات إطفاء أردنية وفلسطينية.
غير أن جهد الإطفاء الرئيس هو ذلك الآتي من روسيا عبر طائرات إطفاء هي الأضخم في العالم وهي من طراز «أليوشن 706» والتي ستبدأ هذا الصباح عملها. ومن المقرر أن تلحق بها أربع طائرات فرنسية وطائرتان من أسبانيا.
وأعلن أمس أن مخزون إسرائيل من المواد الكيميائية لمكافحة الحرائق قد نفد، وأن الحكومة «قررت» شراء المزيد من فرنسا بعد انتشار الحريق. وكان قد أعلن صباح أمس أنه رغم الجهد اليوناني والبلغاري والقبرصي، إلا أن النار عادت للاشتعال في العديد من المواقع.
وفي أسباب الحريق أشارت التحقيقات الإسرائيلية إلى أن كل الاحتمالات مفتوحة، وليس من المستبعد أن تكون قد نجمت عن فعل فاعل أو بسبب الإهمال.