ارشيف من :أخبار اليوم
المقتطف العبري ليوم الثلاثاء ـ قائد الجبهة الداخلية في حرب لبنان الثانية: وضعنا حاليا أخطر مما كان عليه خلال حرب لبنان الثانية
عناوين الصحف وأخبار ومقالات مترجمة من صحافة العدو
"يديعوت احرونوت":
ـ التقدير: المراقب سيلقي المسؤولية على يشاي وباراك.
ـ قائد الاطفائيين في حيفا ليس اطفائيا.
ـ باراك ايضا تحت بؤرة الاستهداف.
ـ عود الثقاب المدخن.. الشرطة: ابن 14 اعترف باحداث الحريق.
ـ الأخوان المفرج عنهما: نحن نخجل من العودة الى القرية – نحن اطفال طيبون ولسنا مجرمين.
ـ قاتلت حتى النهاية.. العميدة أهوفا تومر تُشيّع الى مثواها الأخير.
ـ خراب البيت الثاني.. النار ضربت مرتين: تالي كوهين فقدت بيتها مرة ثانية.
ـ اطفاء بدون نار.
ـ اكتُشف في المانيا: المجرم النازي الذي وقع على أمر الابادة الاول.
"معاريف":
ـ اغلبية ساحقة تؤيد إنشاء لجنة تحقيق.
ـ نتنياهو: لا حاجة الى لجنة تحقيق.
ـ يصوتون للجنة.
ـ في الكرمل الى الأبد.
ـ أهوفا وُلدت للقيادة.
ـ دموع ذوي البزات الزرقاء.
ـ يُخفِّضون رؤوسهم، باستثناء ايلي يشاي.
ـ البرازيل، الارجنتين واورغواي: نعم لدولة فلسطينية.
"هآرتس":
ـ نتنياهو ليشاي: كف عن المطالبة بلجنة تحقيق.
ـ حكومة المانيا تقرر مضاعفة المخصص لناجي الكارثة المحتاجين.
ـ سكان عين هود (عين حوض) يجمعون الحطام.
ـ بعد اربعة ايام، توفيت قائدة الشرطة الكبيرة متأثرة بجراحها.
ـ ابن 14 اعترف: ألقيت بجمر النرجيلة الذي أحدث الحريق الضخم.
ـ اسرائيل وتركيا تقتربان من نهاية الازمة بينهما.
"اسرائيل اليوم":
ـ بطلة، اهوفا (قائدة شرطة حيفا)
ـ "نحِّد، نتألم ونؤدي التحية".
ـ المرأة الاولى لشرطة اسرائيل.
ـ يواصلون الى الأمام.
ـ دول امريكا اللاتينية: "تعترف بدولة فلسطينية مستقلة"
قائد الجبهة الداخلية في حرب لبنان الثانية: وضعنا حاليا أخطر مما كان عليه خلال حرب لبنان الثانية
المصدر: "هآرتس ـ عاموس هرئيل"
" يتابع اللواء في الاحتياط يتسحاق (جري) غرشون من منزله في نيويورك التقارير حول الحريق في الكرمل وهبوب الرياح. غرشون, الذي يقطن هناك بحكم عمله كمدير عام منظمةأصدقاء الجيش الاسرائيلي (يديدي تساهل) في الولايات المتحدة الأميركية, خدم في حرب لبنان الثانية كقائد المنطقة الداخلية. الحرب والتقرير القاسي لمراقب الدولة حول أداء عمل الجبهة الداخلية خلالها هما اللذان دفعا إلى صرفه من الجيش الإسرائيلي, حتى أنه أفصح بعد عام عن أنه "مقتنع برأيه" لجهة الخطوات التي نُفذت في القيادة إثر الأخطاء التي كُشفت.
ويقول غرشون في حديث مع "هآرتس", الكارثة في الكرمل, كشفت "وجود خطر أكبر في مجال الاستعداد لحالة الطوارئ من ذلك الذي كُشف في حرب العام 2006. قبل الحرب, لم تحتل الجبهة الداخلية أي مكان هام في سلسلة أولويات الحكومة والمؤسسة الأمنية. عندما قدِمت إلى رئيس هيئة الأركان العامة حينها, بوغي يعلون, بخطط بعيدة المدى لتوسيع صلاحيات القيادة, أسكن تلهّفي بعدة كلمات. قال لي بوغي: "أتسعَ لأن يحسّن هذا قليلا".
وبحسب قوله, "بعد الحرب, قد تتغير الأمور من الأساس. الآن كان يُفترض بنا أن نعلم كيف نستعد. لكن فعليا, الانشغال بالجبهة الداخلية إثر حرب لبنان كان سطحيا وغير معمقا. من الواضح أنهم حسنوا الكثير من الأمور في قيادة الجبهة الداخلية. الجيش يدرك كيف يقود التغييرات بعد الأخطاء, لكن جوهر بقاء الجبهة الداخلية تحت مسؤولية وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي كان خطأً. هذا هو الفشل الأساسي. اليوم أيضا, التفكير طولي. يركزون على تشغيل العديد من الأجهزة في الموازاة, دون تفكير بنيوي شامل. وقد اعتقدوا بعد حرب لبنان بأنه في حال طُبق فقط تقرير المراقب, فسيؤدي بنا إلى الخلاص. هذا كان خطأ. لم تُرشَد أي جهة لإدراك الحاجة لرؤية قومية تكاملية".
كما يقول غرشون, في حال تم الآن إلقاء مسؤولية الكارثة بأكملها على جهاز الإطفاء الفاقد للوسائل وللقوة البشرية فسيكون ذلك خطأ خطيرا. " لقد تلقينا في الكرمل نسبة من ألف. هذا التقصير مازال يقع على عاتق وزارة الدفاع, إذ أنه توجب علينا اليوم أن نكون في مكان آخر على الإطلاق. إن المعني بالجبهة الداخلية هو نائب وزير الدفاع, متان فيلنائي, لكن فعليا لم تكن تحت تصرفه موازنة كهذه. ليس لديه أسنان, ليس لديه أية قدرة فرض على جهاز الإطفاء, للتزوّد برافعة عالية أو إلقاء على وزارة حماية البيئة أمر نقل المواد الخطيرة من الأوساط السكنية".
هذا التحدي, برأيه, كبير على الجيش الإسرائيلي ولم يتوجب بتاتا بقاؤه تحت مسؤوليته. غرشون, لو أنه سئل اليوم, لكان يوصي بتقليص صلاحيات قيادة الجبهة الداخلية وإبقاء على عاتقه أساسا معالجة الدفاع في وجه حرب ذرية, بيولوجية وكيميائية. إن الجيش الإسرائيلي غير قادر أو بحاجة, برأيه, الى تلحين نشاط عشرات الأجهزة المدنية, بالطبع ليس عندما يرتبط الأمر بحالة حرب. الانشغال بذلك يجب أن ينقسم بين حرس قومي أو قوات إغاثة قومية, تكون تحت تصرف وزارة الأمن الداخلي, وتترأسها شخصية ذات مرتبة رفيعة (ولا يعنيني ما إذا كانوا سيدعونه فريق, جنرال "راف ألوف" أو راف مكلوف), وبين وزير في مكتب رئيس الحكومة تعمل تحت تصرفه مصلحة طوارئ قومية حقيقية, غير فاقدة للصلاحيات القائمة حاليا.
ويضيف غرشون قائلا, إن القدرة المحدودة في الجبهة الداخلية, هي أيضا نتيجة مشكلة سياسية. "الحقيقة هي أن الوزير الذي لم يقرر صرف الأموال على أمر من شأنه أن يمنع الحريق لجهة أنه ليس لذلك منفعة سياسية من وجهة نظره وأنه لم يُعتبر بمثابة مسؤول عن الجبهة الداخلية. الناخبون لم يقدموا للوزير نقاط حول حماية المستشفيات, التي هي إجراء متوقع من أجل المستقبل. المنظومة بأكملها ليست متنبهة بشكل كاف لهذه المشاكل".
ويقول, الحريق يجب أن يُفسّر كدعوة إلى النهوض وفرصة إضافية لإصلاح أساسي واسع, لم يتم استغلاله بعد الحرب. "أنت تذكر كيف سفكتم دمي لأنني لم أحم حاوية الأمونيا في خليج حيفا خلال الحرب؟ إبّان ذلك, مرت أربعة أعوام. أنت تعتقد أن أحدا ما حمى الحاوية منذ ذلك الوقت؟ وأن أحدا ما اتخذ قرارا ما بخصوص هذه المسألة؟ وفي حال حصلت غدا هزة أرضية, فمواقع البنى التحتية الاستراتيجية الخاصة بنا محصنة؟ عندها من الصائب أن يقوموا سنويا بمناورة الجبهة الداخلية القومية. بالطبع هذا يبدو جيدا, لكنه ليس الحل.
"إحدى مشاكلنا هي الإرتياح المبالغ فيه بعد عملية الرصاص المسكوب. جميعهم كانوا راضين حينها عن أن الجبهة الداخلية أثبتت نفسها وأنا قلت: هذا غرور يؤدي إلى الكارثة القادمة. آه إذا تصرّفنا معتمدين على التجربة الناجحة في عملية الرصاص المسكوب", يختم غرشون.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
التهديد العسكري الاستراتيجي الأساسي اليوم على دولة إسرائيل يتطابق تقريبا بشكل تام مع التهديد الظاهر من كوارث طبيعية
المصدر: "موقع يديعوت أحرونوت ـ رون بن يشاي"
" عندما تهمل سلطة الأسس الوطنية، الفيزيائية والبشرية، تبدأ الدولة بالانهيار. بدلا من تبديد الوقت على لجنة تحقيق، من الأجدى تطبيق تقرير مراقب الدولة ومن الأجدى أيضا إلزام شبان المستوطنات بالخضوع لتأهيل في مهن الإنقاذ، بدلا من جمع جثثنا في تشخيص ضحايا الكوارث. حتى متى نطلب النجدة من دول أجنبية.
الإشارة الأولى على تزعزع مكانة الولايات المتحدة الأميركية كدولة عظمى من الناحية الاقتصادية والسياسية لم تكن الحرب في العراق وفي أفغانستان ولا أيضا أزمة الرهون. لقد كانت عاصفة "كاترينا" هي التي كشفت عجز الإدارة الأميركية في كل المجالات. بدءا من انهيار الجسور في نيو أورلينز، التي لم تحرص السلطة المحلية على تعزيزها فتقوضت، مرورا بالأداء المشين لـ "الوكالة الفيدرالية لإدارة حالات الطوارئ"، الذي فُقد بسببه مئات الأرواح من الناس بالإضافة إلى الكثير جدا من بيوتهم وممتلكاتهم.
لقد كان هذا دليلا إضافيا للمبدأ الذي شخّصه المؤرخون منذ زمن: في اللحظة التي تهمل فيها السلطة الأسس الوطنية، الفيزيائية والبشرية، وتسمح لها بالتقوض، تبدأ الدولة بالانهيار أو تبدأ الإمبراطورية بالانهيار كجسم يعمل وقادر على توفير أمن فيزيائي وحاجات ضرورية للمواطنين. هذا ما حدث للإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية العثمانية؛ وفي أيامنا لمجموعة من الدولة من اليمن وحتى كوبا. وهذا ما قد يحدث لنا أيضا.
فدولة إسرائيل تتواجد في الحقيقة في بداية هذا المنحدر الزلق. فهي تعاني من فقدان خطير للمياه بسبب التأخر في إنشاء منشآت تحلية المياه، الطرقات مقفلة والقتل يفتك بها لأن ليس هناك بنية تحتية للنقل العام مناسب لأجلها، لكن الأخطر من كل ذلك هو إهمال مصلحتي الإنقاذ والإطفاء التي تعاني من عدم استثمار مزمن لوسائل وقوة بشرية. العجز الذي كشفه جهاز الإطفاء في الحريق المفجع في الكرمل ومؤخرا في الحريق الذي اندلع في مغدال شلوم هو فقط علامات متوهجة تدل على هذا الإهمال.
يجب أن نفهم. التهديد العسكري الاستراتيجي الأساسي اليوم على دولة إسرائيلـ تهديد السلاح منحني المسار على أنواعهـ يتطابق تقريبا بشكل تام مع التهديد الظاهر من كوارث طبيعية. القتلى والجرحى الذين ستوقعهم بنا صليات الصواريخ والقذائف لن تنتج من ضربة مباشرة لهم من إنسان بل من تهدم مبان، من حرائق ومن انبعاث مواد وغازات سامة اتجاه مناطق سكنية. هذه هي بالضبط الأضرار التي تتسبب بها الحرائق الهائلة، الهزات الأرضية، الفيضانات وحوادث في مصانع كيميائية. لذلك البيت الذي دُعّم مبناه لمواجهة هزة أرضية سيكون أكثر حماية للسكان من التضرر جراء قذيفة أو صاروخ بقربه. مصلحتي الإنقاذ وإخماد النيران منتظمة ومزودة كما يجب ستنقذ حياة محتجزين في الطوابق العليا للأبراج المعتبرة في المدن الكبيرة، ليس أقل ـ ربما أكثر ـ من التشكيل الهجومي السمين والمتقن للجيش الإسرائيلي التي تستثمر فيه دولة إسرائيل عشرات المليارات.
لكن مئات الملايين، وربما مليارات قليلة، المطلوبة لإنشاء جهاز خدمات إنقاذ وإطفاء "ثقيل" بالوسائل والقوة البشرية" ترفض الحكومة تخصيص موازنة له. تقريبا كل ما لا يطلق النار في دولة إسرائيل ينال أفضلية ثالثة ورابعة لأن حكومة إسرائيل، الحالية والسابقة في العقد الأخير، ترفض استبطان حقيقة أن اليوم الداخل هو الجبهة وأن يجب تخصيص وسائل من أجل السماح له بمواجهة كوارثـ حرائق مثلاـ سواء كان سببها صواريخ سقطت في أرضنا أو دمج قاتل بين عاصفة قوية وجفاف وشرارة تنتج جراء الإهمال من صواريخ، مزبلة عولجت بإهمال أو إشعال متعمد. إن عدم قدرة رجال الإطفاء على السيطرة على النيران لا تنبع لا سمح الله من عدم الحافزية أو عدم المهارة. بالعكس، هم ورجال الشرطة ومثلهم السجانون وعناصر نجمة داوود أظهروا شجاعة وحكمة لا مثيل لهما. المتهم هو الذي لم يمنح الأبطال المجهولين هؤلاء فرصة للتغلب على نضالهم لأنه لم يحرص على إعطائهم وسائل وعلى تنظيمهم كما يجب.
مراقبات ضرب النار في أيام الحر، طائرات ومروحيات إطفاء، رافعات إنقاذ وخراطيم لإطفاء الحريق لمديات طويلة، خزانات مياه للإطفاء متوفرة وجرافات ثقيلةـ كل هذه، كان باستطاعتها التغلب على النيران دون أن نضطر للتضرع أمام تركيا وبلغاريا ليهرولوا لمساعدتنا. وحدة احتياط قطرية لعناصر تُدرّب وتؤهّل للعمل كرجال إطفاء، كمسعفين وقوات دعم أخرى لكانت استطاعت منع الصرخة اليائسة للمتحدث باسم تشكيل الإطفاء القطري لرجال الإطفاء في إيلات للتواجد في المحطة كي يتم نقلهم جوا إلى حيفا. الغريب هو أن منطقة تجمع كهذه موجودة في الجبهة الداخلية، لكن التفريق بين سلطات الطوارئ وإجراء التجنيد الأخرق حالوا دون وصول أشخاص من منطقة التجمع هذه بسرعة إلى منطقة الحريق.
إن الحكومة والكنيست تفعلان خيرا مع مواطني الدولة إذا تنازلتا هذه المرة عن لجنة التحقيق. يكفي تحقيق بسيط من قبل الشرطة للوقوف على أسباب اندلاع الحريق المفجع في الكرمل ولاستخلاص العبر. من المؤسف أيضا تبديد الوقت، المال والأعصاب على لجنة ستفحص سبب انهيار جهاز الإطفاء القطري في هذه الكارثة. تقريبا كل المعطيات، التحليلات والاستنتاجات موجودة في مسودة تقرير مراقب الدولة حول مصالح الإطفاء التي على وشك أن تُنشر قريبا. يجب ببساطة أخذ التقرير وتطبيقه.
بإمكان الحكومة أيضا أن تتخذ خطوة شجاعة فتلزم شبان مستوطنات وشباب عرب بالخضوع لتأهيل كرجال إطفاء وسائر مهن الإنقاذ والطوارئ كي يكونوا متوفرين خلال نصف ساعة لأعمال الإنقاذ في أماكن سكنهم. الأمر يتعلق بعشرات آلاف الشبان السليمين الذين يعرفون جميعهم تلاوة الفصل "إنقاذ النفس واجب حتى في السبت". ناهيك إن كان الأمر يتعلق بأيام عادية. لكن حاخامتهم وأئمتهم، ولا سيما السياسيين من هؤلاء الشبان، مثل وزير الداخلية إيلي يشاي، يفضلون أن يضع رعاياهم تعويذة و"يُقتلوا في خيمة التوراة" من أن يساهموا في إنقاذ أنفس من النيران والدمار. أقصى ما هم مستعدون له هو جمع جثثنا في إطار تشخيص ضحايا الكوارث.
إلى أن يتغير سلم الأولويات الاجتماعي، القيمي والخاص بالموازنة الأعوج بواسطة قرار حكومي أو تشريع في الكنيست سنستمر بتلقي الخسائر والأضرار وسنستمر بالاستجداء من الاجانب أن ينقذوننا في وقت الضيق".
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الحريق الضخم في الكرمل جعل أعداء إسرائيل يقتنعون بنقطة ضعف إسرائيل في كل ما يتعلق بحماية عن الجبهة الداخلية
المصدر: " موقع NFC الاخباري – يوني بن مناحم"
" تعتقد الدول والمنظمات المرتبطة بـ "محور الشر" أن الكارثة القومية في الكرمل كشفت إحدى نقاط الضعف الأساسية لإسرائيل في الدفاع عن الداخل وأن إسرائيل ستجد صعوبة بالخروج إلى حرب ضد أعدائها، فإسرائيل عليها أولاً إصلاح الخلل في استعداد الداخل؛ وبالموازاة يجب أن تستغل الكارثة في الكرمل لتحسين علاقاتها مع تركيا.
استصعب أعداء إسرائيل الواضحين في الأيام الأخيرة، تجاهل الحريق الضخم في الكرمل. في البداية أعربوا في الوسائل الإعلامية العربية عن تعاطف أولي مع ضحايا الحريق لأسباب إنسانية لكن شيئاً فشيئاً سيطر عليهم شعور الشماتة. ففي محنة إسرائيل وسكانها يزداد الفرح لدى أعدائها.
تجسّدت هذه الشماتة في التقارير، التي بُثت في قناة "المنار" التلفزيونية لحزب الله وفي القناة القطرية الشعبية "الجزيرة"، والتي تسلّط الضوء على النقص في قدرات جهاز الإطفاء الإسرائيلي على السيطرة على النيران، التي اندلعت رغم التدريبات، التي قامت بها الجبهة الداخلية في السنوات الأخيرة على أوضاع طارئة، ورغم المساعدة الدولية في الطائرات وفي فرق الإطفاء التي وصلت إلى إسرائيل من 17 دولة في العالم.
ما وراء شماتة أعداء إسرائيل يجب أن ننتبه إلى النقطة الأهم. إيران، سوريا، ومنظمة حزب الله، حماس والجهاد الإسلامي، الذين يشكّلون محور الشر مقتنعون بأن أحداث الحريق الضخم في الكرمل كشفت "نقطة ضعف" إسرائيل في كل ما يتعلق بالدفاع عن الداخل وسيحاولون استغلال هذا الأمر لصالحهم في كل حرب مستقبلية لإسرائيل.
فمثلا موقع الأخبار الفلسطيني "فلسطين اليوم" المحسوب على منظمة الجهاد الإسلامي يكتب في نهاية الأسبوع أن "الحريق في الكرمل أثبت من دون شك أن إسرائيل غير قادرة على الدخول في حربـ لا مع سوريا، لا مع حزب الله ولا حتى مع حماس في غزة".
هناك مقدار من الصحة في السخرية من إسرائيل في العالم العربي. المأساة الإنسانية للكارثة القومية في الكرمل تمنعنا من أن نسخر من أنفسنا لكن في داخلنا ندرك بأن المسألة تتعلق بسلسلة من التقصيرات لحكومات إسرائيل، التي أدّت بنا إلى هذا الوضع الضعيف أمام حريق ضخم والذي قد يؤدي بنا إلى كوارث وطنية أخرى، أخطر وأكبر، في حال اندلعت حرب في الجبهة الشمالية أو في الجبهة الجنوبية.
ما الداعي في مناورة الداخل للدخول إلى الملاجئ، الحماية من سلاح بيولوجي، الدخول إلى أماكن محصّنة وغيرها إذا كانت إسرائيل لا تنجح بمواجهة حريق ضخم بنجاح وبشكل حاسم؟
ومن شأن القذائف والصواريخ الإيرانية الموجودة بحوزة إيران والمنظمات الإرهابية التي تدعمها أن تشعل حرائق ضخمة بعد أن تُطلق باتجاه أهداف حساسة في إسرائيل خلال الحرب. وإسرائيل ملزمة بإيجاد الردّ المناسب, خصوصاً إذا اضطرت عمّا قريب إلى مهاجمة المنشآت النووية في إيران.
لا يمكن التوجه إلى حرب نبادر إليها نحن أو أن ندافع عن أنفسنا إزاء هجوم على إسرائيل دون أن تكون الجبهة الداخلية مستعدة لكل السيناريوهات المحتملة. ونحن ملزمون بإيجاد حل فوري لنقطة الضعف التي كشفت في أعقاب الحريق الهائل في الكرمل وأيضاً لكيفية مواجهة الحرائق الضخمة في الغابات، في التجمعات السكانيّة وفي المناطق الصناعية بنجاعة. وتعتبر الحاجة إلى إقامة جهاز دفاع مدني لمواجهة هذه التحديات أمراً ضروريّاً وفوريّاً.
يمكن بالتأكيد التقدير بان الأحداث المأساويّة من الحريق الضخم في الكرمل، ستعزز الطمأنينة وسط أعداء إسرائيل. في هذا الاطار كتب المعلق الفلسطيني، "موفق مطر" اليوم في مقالة في صحيفة فتح "الحياة الجديدة عن أن "الحريق في الكرمل كشف أن إسرائيل النووية المجهزة بالأسلحة الإستراتيجية والتكتيكية الأكثر تطوراً والتي تملك قدرة تدمير، هي ضعيفة وغير قادرة على مواجهة كارثة طبيعيّة ". وقد أعرب عن خشيته من أن تحاول جهات متطرفة في كلا الطرفين الآن أن تستغل الوضع، وتتسبب باشتعال جديد في إسرائيل وفي المناطق الفلسطينيّة من اجل ضرب عملية السلام.
هل ربّ ضارة نافعة؟
أرسلت السلطة الفلسطينيّة عدداً من فرق إخماد الحرائق لمساعدة إسرائيل، حتى أنّ رئيس السلطة محمود عبّاس أجرى مكالمة هاتفيّة مع رئيس الحكومة نتنياهو والرئيس شمعون بيريس لكن الكارثة القومية في الكرمل لم توجد فرصة لاستئناف المفاوضات المعطلّة بين إسرائيل والفلسطينيين.
مقابل ذلك قرر رئيس الحكومة بينامين نتنياهو، على خلفيّة المساعدة التركية في إخماد الحرائق في الكرمل، المبادرة إلى إنهاء الأزمة مع تركيّا بعد قضيّة سفينة "المرمرة". وكان رئيس الحكومة قد أرسل يوسف تشحنوبر، المبعوث الإسرائيلي للجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة حول أحداث القافلة ، للقاء مسؤولين رفيعين في الحكومة التركيّة في محاولة لبلورة حلّ للأزمة المتعلقة بالقافلة التركيّة إلى غزّة.
كما أنّ تركيّا تطالب إسرائيل بتقديم اعتذار بشأن موت تسعة من مواطنيها على سفينة "مرمرة"، وان تدفع تعويضات لعائلات القتلى. في المقابل تحدّث رئيس الحكومة نتنياهو أيضاً، نهاية الأسبوع الماضي عبر الهاتف حول مبادرته، مع رئيس حكومة تركيّا "رجب طيب اردوغان" وشكره على المساعدة التركية في مساعي إخماد الحريق في الكرمل.
يجب أن نأمل من أن تؤدي الكارثة التي حصلت في الكرمل إلى بداية تليين العلاقات بين إسرائيل وتركيّا . كما أنّ لتركيّا أهميّة إقليميّة كبرى، فرغم السياسة المعادية لإسرائيل، التي اتخذتها منذ عمليّة "الرصاص المسكوب"، ممنوع تأزيم العلاقات معها ودفعها مرة أخرى إلى أذرعة أعدائنا. نأمل بأن تدير الحكومة الآن الاتصالات مع تركيّا بالحذر والحكمة المطلوبتين من اجل أن تنمو على الأقل تطورات سياسيّة ايجابية في علاقات إسرائيل مع تركيا نتيجة للكارثة القومية في الكرمل".
ــــــــــــــــــــــــــــــ
سوريا نقلت صواريخ سكود دي إلى حزب الله
المصدر: ":موقع يديعوت أحرونوت ـ يتسحاق بن حورين واشنطن"
" صرح مسؤول كبير في البنتاغون لصحيفة نيويورك تايمز أن سوريا نقلت صاروخي من هذا النوع إلى لبنان، في حين ما يزال 8 صواريخ موجودة على الأراضي السورية. ويكليكس: الولايات المتحدة الأمريكية شنت هجوما دبلوماسيا خاطفا من أجل منع نقل الصواريخ، وبذات الوقت ارتفعت المخاوف من ان تهاجم اسرائيل في سوريا.
هجوم دبلوماسي خاطف ضد هجوم إسرائيلي في سوريا: دخلت الولايات المتحدة الأمريكية في عملية دبلوماسية عالية في أعقاب معلومات استخبارية تفيد بأن سوريا نقلت صواريخ إلى حزب الله – هذا ما يتبين من وثائق دبلوماسية كشفت في ويكليكس. وبحسب التقرير الذي نشر هذا الصباح في صحيفة نيويورك تايمز الذي يعتمد على تقديرات لمسؤول كبير في البنتاغون فإن لدى حزب الله 10 صواريخ سكود دي، إثنين منهما نقلا الى الأراضي اللبنانية، أما بقية الصواريخ فهي مخزنة لصالح المنظمة في قاعدة بسوريا.
وتقتبس نيويورك تايمز عن مصادر في البنتاغون تقول بأن لدى حزب الله اليوم حوالي 50 ألف صاروخ من بينها حوالي 40ـ 50 صاروخ فاتح 110 قادرة على الوصول إلى تل أبيب وتغطي غالبية أراضي اسرائيل. إن صواريخ سكود دي الموجودة لدى حزب الله ترتكز على تكنولوجيا من كوريا الشمالية. ويخشى الأمريكيون من هذا التسلح كما يتبين من البرقيات الدبلوماسية الصادرة عن وزارة الخارجية.
في شهر شباط ال2010 وبعد جهود دبلوماسية أمريكية امتدت حوالي السنة منذ أداء باراك أوباما قسم الرئاسة، وصلوا في الإدارة الأمريكية الى قناعة بأن الرئيس السوري بشار الأسد يخدعهم. وفي لقاء في دمشق مع وليام برنس الرقم الثالث في وزارة الخارجية الأمريكية قال الرئيس السوري أن سوريا لا تنقل سلاحا جديدا إلى حزب الله.
وبعد هذا اللقاء وصلت معلومات إستخبارية تفيد بأن سوريا تنوي أن تنقل إلى حزب الله صواريخ من طراز سكود دي، وهذه المعلومات تتحدث عن عشرة صواريخ مخزنة في سوريا لصالح حزب الله ، وعلى الأقل بعض منها تم نقلها إلى يد المنظمة.
وبحسب تقارير وردت وسائل إعلام شرق أوسطية فإن الولايات المتحدة الامركية بدأت بعملية دبلوماسية عالية بهدف منع حصول اشتعال بعد أن هددت اسرائيل بمهاجمة قاعدة الصواريخ التابعة لحزب الله في سوريا، قبل أن تنقل الصواريخ الى لبنان. ويوجد بين الوثائق الدبلوماسية برقية لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لموظفي السفارة الأمريكية في دمشق تتناول ما يتوجب عليهم فعله.
وفي 25 شباط من هذا العام أمرت كلينتون الرقم الثاني في السفارة بأن يرسل رسالة تحذير لنائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يقول فيها" أنا أعرف أنك صاحب تفكير استراتيجي، لذا أريد منك التأكيد أنه من ناحيتنا دعمكم لحزب الله هو ببساطة قرار استراتيجي بشأن السياسة التي ستخرب على المصالح القومية على المدى الطويل" كتبت كلينتون.
إن رسالة وزيرة الخارجية بعد لقاء الأسد مع برنس كانت واضحة: في لقائنا بالأسبوع الماضي قيل أن سوريا لا تنقل صواريخ جديدة إلى حزب الله في لبنان، لكن نحن على علم بالجهود السورية الحالية لتزويد حزب الله بصواريخ باليستية. أنا ملزم بالتأكيد على ان هذا العمل هو مصدر قلق خطير لحكومتي ونحن نحذركم من هذا التصعيد"
وفي رسالة السفارة الأمريكية في دمشق الى وزارة الخارجية في واشنطن أفيد أن السوريون ينفون بشدة نقل سلاح إلى حزب الله، ويضيفون أن حزب الله لن يقوم بأي عملية عسكرية إلا إذا حصلت عملية استفزاز ضده. وكانت الرسالة السورية الإعراب عن مفاجأتهم من الاحتجاج الأمريكي الذي يشير إلى إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تصل إلى موقف راشد يميز بين مصالحها وبين مصالح اسرائيل.
منذ ذلك التاريخ يدرك الأمريكيون انه لا يوجد أي غطاء للنفي السوري وأنه عمليا تدفق السلاح من سوريا إلى حزب الله مستمر. وأن إدارة أوباما عندما حاولت في بداية خطواتها إيجاد أساس للدبلوماسية مع دمشق، تبين بحسب البرقيات التي كشفت الآن أن كل طرف انتظر خطوة كبيرة من الطرف الثاني. لقد أراد السوريون أن تكون الخطوة الأمريكية رفع الحظر الاقتصادي على سوريا، بينما أراد الأمريكيون من السوريون ان يوقفوا تأييدهم لحزب الله وحماس كأساس لتوثيق العلاقات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الجبهة الداخلية غير جاهزة في حال اندلاع الحرائق أثناء الحرب
المصدر: "جيروزاليم بوست ـ يعقوب كاتس"
" يقول أحد المسؤولين: "قد تصبح هذه نقطة ضعف أساسية للدولة بأكملها. نحن نملك إمكانيات محدودة ولن نكون قادرين على التواجد في كلّ مكان خلال الوقت ذاته".
بدأت قيادة الجبهة الداخلية عملية تقييم مشاركتها في معركة إطفاء حرائق غابات الكرمل التي اندلعت منذ يوم الخميس في ظل اهتمامٍ داخل المؤسسة الدفاعية فيما يخصّ ما سيحصل في حال اندلعت حرائق مشابهة خلال أيّة حرب مقبلة.
ويوم الأحد، استمرّ حرس الحدود بجهوزيّته العالية شمال إسرائيل وحول القدس، وذلك خشيةً من قيام فلسطينيين أو حتى بعض عرب الداخل بإضرام النيران في أنحاء البلاد.
ومنذ الأسبوع الماضي، تمّ اعتقال سبعة أشخاص بزعم محاولتهم إضرام النيران في الغابات.
وقال أحد المسؤولين في وزارة الدفاع يوم الاثنين "تخيّلوا أنّه في أيّة حربٍ مستقبلية، أثناء سقوط الصواريخ على مدننا، فإنّنا سنواجه حرائق غابات بمستوى ما حصل في حريق غابة الكرمل".
وبحسب تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، فإنّه خلال أيّة حرب مقبلة مع حزب الله، سيكون الحزب قادراً على إطلاق مئات الصواريخ يومياً على إسرائيل، وبعض هذه الصواريخ تملك القدرة على إصابة التجمّعات السكانية الرئيسية مثل تل أبيب.
وفي حال حصول هذا الأمر، فإنّ الخشية هي أنّ معظم قوات الطوارئ الإسرائيلية ستكون مشغولة بالإنقاذ والإسعاف داخل المدن وبعض الإمكانات القليلة فقط ستبقى لمحاربة حرائق الغابات.
وخلال حرب لبنان الثانية في العام 2006، حيث سقطت الصواريخ بشكلٍ كبير ومتكرّر في مدن الشمال، وخصوصاً في حيفا، سقطت الصواريخ أيضاً في الحقول والغابات، الأمر الذي أدّى إلى إحراق حوالي 15000 دونماً (1500 هكتار). وفي ذلك الوقت، تمّ إرسال الطائرات إلى أوروبا لجلب مواد إطفاء الحرائق وذلك لإخماد حرائق الغابات.
وبحسب أقوال أحد المسؤولين، فإنّ "هذا الأمر قد يصبح نقطة ضعف رئيسية في البلد، فنحن نملك قدرات محدودة ولن نكون قادرين على التواجد في كلّ الأماكن في الوقت ذاته".
وفي غضون ذلك، يقوم نائب وزير الدفاع، متان فلنائي، أيضاً بالتحقيق في أداء إدارة الطوارئ الوطنية التابعة لوزارة الدفاع وتنسيقها مع خدمات الطوارئ الأخرى التي شاركت في معركة اللهب المندلعة في الشمال.
وسوف يتمّ عرض النتائج نهاية الأسبوع أمام وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك.
وخلال يوم الاثنين، حذّر عضو الكنيست من حزب كاديما، ناحمان شاي، حذّر بأنّ الحلقة الضعيفة المقبلة في الجبهة الداخلية الإسرائيلية كانت النقص في الأقنعة الواقية الموزّعة على السكّان. وفي شهر حزيران الماضي، أظهرت صحيفة الجيروزاليم بوست بأنّ الجيش الإسرائيلي ينقصه 40% من عدد الأقنعة الواقية المطلوبة لإنهاء توزيع المعدات على الشعب الإسرائيلي بشكلٍ كامل.
وبحسب أقوال العضو في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، ناحمان شاي، فإنّ "كارثة الكرمل تثبت أنّ هناك نقاط ضعف أخرى في دفاعات الجبهة الداخلية. فهناك أربعة من أصل كلّ عشرة متروكون بدون أقنعة واقية، ومن الواضح الآن بأنّه في اللحظة الأخيرة سوف يبحث الجميع عن أقنعة احتياطية وقد لا يجدون أيّاً منها".
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الإستراتيجية الإيرانية لم تتغير
المصدر: "هآرتس ـ عاموس هرئيل"
" استئناف الحوار بين إيران والقوى العظمة بعد توقف لأكثر من سنة، يوم أمس في جنيف، لم يجري على مستوى التوقعات العالية. إيران وافقت على استئناف المحادثات، التي انتهت في السابق على اتفاق لم يتحقق على نقل اغلب اليورانيوم المخصب التي بحوزتها إلى الخارج، إلا بعد سلسلة ضغوط مارسها عليها الغرب في الأشهر الأخيرة، فمن جانب، موجة العقوبات الدولية المشددة التي فرضت على إيران من شهر حزيران. ومن جانب آخر، سلسلة الأعطال الغامضة في برنامجها النووية، ذروتها كان الفيروس الذي أصاب الحواسيب وتصفية عالمي الذرة الإيرانيان الأسبوع الماضي.
في الخلفية، وقعت ايضا تطورات ذات أهمية. تسريب الرسائل الأمريكية إلى موقع ويكيليكس أظهرت للمرة الأولى علنا أمور جرت حتى اليوم في السر. فقد كشف ما نشر عن العمل المكثف لإدارة أوباما في المساعي من اجل جمع الدعم الدولي لخطوات ضد إيران وعن مواقف حقيقية لعدد كبير من القادة في العالم العربي بخصوص المسألة الإيرانية. فقد تبين أن اغلبهم، على عكس تصريحاتهم الرسمية، معنيين جدا بهجوم عسكري ويأملون أن تؤدي إلى القضاء نهائيا على البرنامج النووي الإيراني.
السؤال الأساسي الذي يطرح، مع استئناف المحادثات، يتعلق بمدى تأثير الأحداث الأخيرة على موقف القيادة الإيرانية.
يدعي خبراء في الغرب انه بدأ الإحساس بالعقوبات في إيران وتأثيرها على الحياة اليومية للسكان. وهذه على ما يبدو، إحدى الأسباب لاستعداد طهران العودة إلى المحادثات. في المقابل، يبدو أن النظام لا يزال يحافظ على مجال مناورة وهو لن يسارع إلى الاستسلام للضغوط، وبالتأكيد ليس بشكل معلن. بحسب رواية طهران، تهدف هذه المحادثات إلى "التعاون الدولي" و"حل مشاكلها الإنسانية"، أي أن النظام غير معني بتركيزها على المسألة النووية.
مع ذلك، هناك مكان للشك بفكرة استئناف المحادثات الآن، قبل أن تظهر نهائيا شدة العقوبات. المخاوف في هذه الحالة، كما هو معتاد لدى إيران، هو أن تطلب مقابل لاستعدادها العودة إلى طاولة المناقشات، إيماءة حسن نية هامة وعلى رأسها التخفيف السريع من الضغط عليها.
يبدو أن إستراتيجية الأساسية لطهران، وهي التقدم المتواصل، حتى لو مرت أحيانا بوتيرة بطيئة، نحو النووي، لم تتغير. يمثل أمام ناظري إيران نموذج كوريا الشمالية، دمج من العزم، الخداع والمقاومة، التي في نهايته حققت القدرة النووية على الرغم من اعتراض المجتمع الدولي المرتبك".
ــــــــــــــــــــــــــــــ
اغلبية ساحقة في صالح لجنة تحقيق.. يصوتون للجنة
المصدر: "معاريف – بن كاسبيت"
" كان قاطعا وواضحا عنوان استطلاع "معاريف" الذي اجراه معهد "تلسيكر" يوم أمس: اغلبية ساحقة بين الجمهور في صالح اقامة لجنة تحقيق رسمية لفحص اخفاق منظومة الاطفائية، بما في ذلك استنتاجات شخصية ضد من يتبين أنهم مذنبون بالقصور. بوضوح لا لبس فيه.
أكثر من ثلثي الجمهور الاسرائيلي يعتقدون بانه يجب تشكيل لجنة كهذه. نسبة 2:1 حيال اولئك الذين لا يعتقدون أن لا حاجة الى ذلك. الجمهور يقول كلمته. وشيء آخر: اذا شبهنا الوضع بذاك الذي ساد بعد مهزلة الاسطول التركي، فنتائج استطلاع "معاريف" في حينه بينت فقط 47 في المائة أيدوا اقامة لجنة تفحص الاخفاقات في الهجوم على "مرمرة" التركية. اقل من نصف الجمهور. لماذا بعد "مرمرة" النصف فقط وبعد مصيبة الكرمل الثلثين؟ بسيط جدا: الجمهور لا يتأثر بالاتراك القتلى، ولكن يأخذ الى القلب 42 اسرائيليا احترقوا. سويسرا الصغيرة أهم لنا من غزة. وبتعبير آخر: الجمهور أخذ الى قلبه ما حصل في الكرمل ولسجاني مصلحة السجون في اليوم التالي للحريق الكبير باضعاف مما في اليوم التاي لـ "مرمرة". مع كل الاحترام لاردوغان (الذي فاجأ وبعث بطائرتي اطفاء).
الى الامام: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحافظ على مكانته بين الجمهور كمرشح رائد للمنصب. وهو لا يزال يتمتع باغلبية واضحة على تسيبي لفني. 40 في المائة لبيبي، حوالي 25 في المائة لتسيبي لفني. مكانة ايهود باراك محرجة (اقل من 3 في المائة)، وبهذه الوتيرة ينبغي النظر في امكانية اخراجه من الاستطلاعات، بالضبط مثلما يتم اخراج مجموعات فاشلة من استبيان اليانصيب الرياضي. ليبرمان تجاوز حاجز الـ 10 في المائة، ولكن لا يزال يبدو أنه عالق هناك.
40 في المائة من الجمهور يعتقدون أن على بنيامين نتنياهو أن يقيل ايلي يشاي وزير الداخلية من منصبه، المسؤول الوزاري عن خدمات الاطفاء والنجدة. أكثر بقليل من 50 في المائة يعتقدون أن هذا ضروري. ظاهرا، وضع يشاي ليس ضائعا. ولكن مقارنة مع قضية "مرمرة" يبين أن في حينه، 20 في المائة فقط اعتقدوا بان على ايهود باراك أن يستقيل. أما في حالة يشاي فالعدد مضاعف. هكذا بحيث أن كل شيء نسبي. ومرة اخرى، هذا الفارق يعود الى حقيقة أن هناك قتل أتراك أما هنا فقتل اسرائيليين.
الثقة بالدولة: وضع مقلق
الثقة بالدولة: معطيات مقلقة. صحيح، يمكن ان نواسي أنفسنا بنصف الكأس الملأى، في حالتنا أكثر من النصف (58 في المائة) يقولون ان مدى ثقتهم بسلطات الدولة لم يتغير في أعقاب الكارثة في الكرمل، ولكن العدد الاخر، بموجبه ثلث الاسرائيليين فقدوا الثقة بسلطات الدولة في اعقاب الكارثة هو رقم سائد، مقلق، بل وربما دراماتيكي. هذا يعني أنه يوجد نحو 2.5 مليون اسرائيلي مستوى ثقتهم بالدولة انخفض بعد مصيبة الكرمل. لو كنت أنا سلطات الدولة، لقلقت.
من، برأي الجمهور، مسؤول عن القصور؟ هذا ما ستعالجه لجنة التحقيق التي يطالب الجمهور بتعيينا، ولكن مع ذلك، نتنياهو فقط؟ 17 في المائة هو رقم عال جدا بالنسبة لجهود رئيس الوزراء في الايام الاخيرة. الحكومات السابقة فقط؟ 36 في المائة. الحكومات السابقة وحكومة نتنياهو على حد سواء: 33 في المائة. هذا يعني ان نصف الاسرائيليين يعتقدون بان نتنياهو ضالع في هذه القصة. سواء وحده، أم بالشراكة مع أسلافه. هذا يعني أن كل المناورات، الصور، المروحيات، السوبرتنكات، الطواقم الخاصة والمؤتمرات الصحفية لا تساعد نتنياهو على أن يبعد نفسه عن القصور. نصف الاسرائيليين يربطونه (لوحده أو مع غيره) بالاحداث، وليس صدفة. فهو يتبوأ منصب رئيس الوزراء منذ عشرين شهرا (اولمرت اتهم باهمال الجيش الاسرائيلي رغم ان الحرب اندلعت بالاجمال بعد أربعين يوما من تسلمه مهام منصبه، بحيث انه لا يوجد لبيبي ما ومن يلقي باللوم عليه).
اليوم سينشر تقرير مراقب الدولة الذي يتحدث في موضوع قصور الاطفائية. وغدا ستنشر النتائج. ويدور الحديث عن تقرير متابعة، قصير (في محيط ثلاثين صفحة)، ولكنه لاذع. ايلي يشاي سينجو منه بالكاد. ليس واضحا أين نوع من المسؤولية ستلقى عليه (التقدير هو أنه ستلقى عليه مسؤولية وزارية على الاقل)، ولكن واضح جدا أنه سيصدر عن التقرير مطلب جماهيري شديد من نتنياهو لاقامة وزير داخليته. بالمناسبة، نتنياهو ايضا لن يخرج نظيفا من هذا التقدير. ماذا سيفعل نتنياهو؟ اذا أقال يشاي، فانه في مشكلة ائتلافية. اذا لم يقل يشاي، فانه في مشكلة من حيث صورته.
بقعة واسعة من الدم الفاسد آخذة في التجمع بين هذين الحليفين. رجال يشاي يتحدثون بثبات ضد نتنياهو وضد ايال غباي، وضد كل ما ينشره مكتب رئيس الوزراء. رجال نتنياهو يفعلون ذات الشيء، ولكن بالعكس. هناك انطباع باننا في بداية معركة سياسية مضرجة بالدماء. الحقيقة المطلقة بعيدة على ما يبدو عن الطرفين تماما. فها هو مثلا ذات الـ 100 مليون شيكل التي حولت في هذه الولاية الى خدمات الاطفائية (الفخر الكبير ليشاي)، إذ يتبين أنها حولت (في جزء منها) فقط بعد ان نقلت مسودة تقرير مراقب الدولة الى عناية كل ذوي الشأن. حكماء عظام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الحريق أضر بقدرة الردع الاسرائيلية
المصدر: "معاريف ـ عاموس غلبوع"
" تلقى أمن دولة اسرائيل القومي في الاسبوع الماضي ضربتين، الاولى في صعيد ليس للدولة سيطرة عليه، والثانية في صعيد كله يقع تحت سيطرتها.
يتصل الصعيد الاول بالولايات المتحدة. فقد كشفت وثائق "ويكيليكس" امريكا مع صدقية ضئيلة وضعيفة، وبأنها في الأساس فيها فرق كبير بين السياسة المعلنة التي تُديرها وبين الواقع على الارض. إن الدبلوماسية الامريكية، التي هي الأداة المركزية لاستعمال "القوة الليّنة" تلقت ضربة قاضية. عندما يكون الاقتصاد الامريكي في وضع سيء، وعندما تكون ادارة اوباما قد طرحت في واقع الامر عن جدول اعمالها استعمال أدوات القوة العسكرية وأحلّت الدبلوماسية والحوار في مركز تصورها العام – فان الضرر كبير. ولما كانت الصلة الاستراتيجية والقيمية بالولايات المتحدة عنصرا مركزيا في تصورنا الأمني، فان كل ضعف امريكي يضر بنا ايضا.
لنعد إلينا الآن. يُخيل إلي أن ذلك كان في 2004، في "مؤتمر هرتسليا"، عندما عرض الجيش الاسرائيلي تصوره الجديد عن الحرب. لقد قضى انه زيادة على العناصر الثلاثة الكلاسيكية التي هي الانذار والردع والحسم أضيف عنصر رابع هو حماية الجبهة الداخلية. قبل زمن قصير من حرب لبنان قدّم دان مريدور تقريره عن التصور الأمني، واحتل فيه موضوع حماية الجبهة الداخلية مكانا مركزيا. ثم جاءت حرب لبنان الثانية وأثبتت في هذا السياق وفي أكثر الصور حدّة امورا ثلاثة مركزية وهي أن الجبهة الداخلية هي جبهة متقدمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وأنها – مع الجبهة المتقدمة العسكرية في ميدان القتال – تكونان جبهة متقدمة وطنية واحدة؛ وأن اسرائيل غير مستعدة لحرب في الجبهة الداخلية لانها لا تملك القدرات المطلوبة؛ وأن دولة اسرائيل تخلّت مدة اسابيع عن السكان المدنيين شمالي الدولة.
منذ حرب لبنان الثانية الى الآن زادت قوة وكميات أدوات الدمار التي تملكها سوريا وحزب الله بمئات الدرجات المئوية. يقوم تصور حزب الله الحربي كله على المس الشديد بجبهتنا الداخلية المدنية، وقد ينضم السوريون ايضا الى هذا الاحتفال. وكل هذا دون أن نذكر ايران. قد يكون اطفاء النيران أحد القدرات المركزية التي يجب على الدولة التسلح بها كالصواريخ المضادة للصواريخ أو كل معدات عسكرية اخرى بالضبط. لانه ما معنى اطلاق آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية إن لم يكن الحرائق؟ ألم يكن عندنا مثال صغير في حرب لبنان الثانية.
بعبارة اخرى، وزير الداخلية هو في الحقيقة المسؤول الرسمي عن موضوع إخماد الحرائق (بسبب الخضوع الغريب لرجال الاطفاء للسلطات المحلية)، لكن الحديث عن قضية ذات معنى أمني من الطراز الاول، المسؤولون عنها قبل الجميع رئيس الحكومة ووزير الدفاع ووزير المالية.
كشف الحريق عن أن دولة اسرائيل لم تبنِ أي قدرة لمجابهة ضرر الحرائق التي سيُسببها اطلاق كثيف لصواريخ وقذائف صاروخية؛ وكشف للمرة التي لا يعلم أحد كم انه لا يوجد في اسرائيل ما يُسمى تحقيق ميزانيات في ضوء أهداف وطنية حقيقية؛ وقد أضر في رأيي بالردع الاسرائيلي، عندما ابتهج حزب الله وآخرون لكون اسرائيل غير مستعدة لمحاربة الصواريخ. قال رئيس الحكومة "إن المساعدة من الدول الاجنبية ليست عارا في القرية العولمية التي نعيش فيها". اجل، كل الاحترام لهذه المساعدة، ومرحى لنتنياهو الذي اجتهد في احرازها. لكن الواقع المؤلم هو أنه قد حدثت معجزة عيد أنوار كبيرة – هي معجزة أن هذا الحريق لم يكن زمن حرب. آنذاك ما كانت أي دولة لتُرسل طائراتها لمساعدتنا. كنا سنظل وحدنا.
ثمة معجزة أخرى عندنا كما في "حرب يوم الغفران": فثمة البطولة وتضحية الأفراد والمنظمات المدنية والمتطوعين من الشعب، برغم الاستعداد المُختل للمؤسسات الحكومية".
"يديعوت احرونوت":
ـ التقدير: المراقب سيلقي المسؤولية على يشاي وباراك.
ـ قائد الاطفائيين في حيفا ليس اطفائيا.
ـ باراك ايضا تحت بؤرة الاستهداف.
ـ عود الثقاب المدخن.. الشرطة: ابن 14 اعترف باحداث الحريق.
ـ الأخوان المفرج عنهما: نحن نخجل من العودة الى القرية – نحن اطفال طيبون ولسنا مجرمين.
ـ قاتلت حتى النهاية.. العميدة أهوفا تومر تُشيّع الى مثواها الأخير.
ـ خراب البيت الثاني.. النار ضربت مرتين: تالي كوهين فقدت بيتها مرة ثانية.
ـ اطفاء بدون نار.
ـ اكتُشف في المانيا: المجرم النازي الذي وقع على أمر الابادة الاول.
"معاريف":
ـ اغلبية ساحقة تؤيد إنشاء لجنة تحقيق.
ـ نتنياهو: لا حاجة الى لجنة تحقيق.
ـ يصوتون للجنة.
ـ في الكرمل الى الأبد.
ـ أهوفا وُلدت للقيادة.
ـ دموع ذوي البزات الزرقاء.
ـ يُخفِّضون رؤوسهم، باستثناء ايلي يشاي.
ـ البرازيل، الارجنتين واورغواي: نعم لدولة فلسطينية.
"هآرتس":
ـ نتنياهو ليشاي: كف عن المطالبة بلجنة تحقيق.
ـ حكومة المانيا تقرر مضاعفة المخصص لناجي الكارثة المحتاجين.
ـ سكان عين هود (عين حوض) يجمعون الحطام.
ـ بعد اربعة ايام، توفيت قائدة الشرطة الكبيرة متأثرة بجراحها.
ـ ابن 14 اعترف: ألقيت بجمر النرجيلة الذي أحدث الحريق الضخم.
ـ اسرائيل وتركيا تقتربان من نهاية الازمة بينهما.
"اسرائيل اليوم":
ـ بطلة، اهوفا (قائدة شرطة حيفا)
ـ "نحِّد، نتألم ونؤدي التحية".
ـ المرأة الاولى لشرطة اسرائيل.
ـ يواصلون الى الأمام.
ـ دول امريكا اللاتينية: "تعترف بدولة فلسطينية مستقلة"
أخبار ومقالات
قائد الجبهة الداخلية في حرب لبنان الثانية: وضعنا حاليا أخطر مما كان عليه خلال حرب لبنان الثانية
المصدر: "هآرتس ـ عاموس هرئيل"
" يتابع اللواء في الاحتياط يتسحاق (جري) غرشون من منزله في نيويورك التقارير حول الحريق في الكرمل وهبوب الرياح. غرشون, الذي يقطن هناك بحكم عمله كمدير عام منظمةأصدقاء الجيش الاسرائيلي (يديدي تساهل) في الولايات المتحدة الأميركية, خدم في حرب لبنان الثانية كقائد المنطقة الداخلية. الحرب والتقرير القاسي لمراقب الدولة حول أداء عمل الجبهة الداخلية خلالها هما اللذان دفعا إلى صرفه من الجيش الإسرائيلي, حتى أنه أفصح بعد عام عن أنه "مقتنع برأيه" لجهة الخطوات التي نُفذت في القيادة إثر الأخطاء التي كُشفت.
ويقول غرشون في حديث مع "هآرتس", الكارثة في الكرمل, كشفت "وجود خطر أكبر في مجال الاستعداد لحالة الطوارئ من ذلك الذي كُشف في حرب العام 2006. قبل الحرب, لم تحتل الجبهة الداخلية أي مكان هام في سلسلة أولويات الحكومة والمؤسسة الأمنية. عندما قدِمت إلى رئيس هيئة الأركان العامة حينها, بوغي يعلون, بخطط بعيدة المدى لتوسيع صلاحيات القيادة, أسكن تلهّفي بعدة كلمات. قال لي بوغي: "أتسعَ لأن يحسّن هذا قليلا".
وبحسب قوله, "بعد الحرب, قد تتغير الأمور من الأساس. الآن كان يُفترض بنا أن نعلم كيف نستعد. لكن فعليا, الانشغال بالجبهة الداخلية إثر حرب لبنان كان سطحيا وغير معمقا. من الواضح أنهم حسنوا الكثير من الأمور في قيادة الجبهة الداخلية. الجيش يدرك كيف يقود التغييرات بعد الأخطاء, لكن جوهر بقاء الجبهة الداخلية تحت مسؤولية وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي كان خطأً. هذا هو الفشل الأساسي. اليوم أيضا, التفكير طولي. يركزون على تشغيل العديد من الأجهزة في الموازاة, دون تفكير بنيوي شامل. وقد اعتقدوا بعد حرب لبنان بأنه في حال طُبق فقط تقرير المراقب, فسيؤدي بنا إلى الخلاص. هذا كان خطأ. لم تُرشَد أي جهة لإدراك الحاجة لرؤية قومية تكاملية".
كما يقول غرشون, في حال تم الآن إلقاء مسؤولية الكارثة بأكملها على جهاز الإطفاء الفاقد للوسائل وللقوة البشرية فسيكون ذلك خطأ خطيرا. " لقد تلقينا في الكرمل نسبة من ألف. هذا التقصير مازال يقع على عاتق وزارة الدفاع, إذ أنه توجب علينا اليوم أن نكون في مكان آخر على الإطلاق. إن المعني بالجبهة الداخلية هو نائب وزير الدفاع, متان فيلنائي, لكن فعليا لم تكن تحت تصرفه موازنة كهذه. ليس لديه أسنان, ليس لديه أية قدرة فرض على جهاز الإطفاء, للتزوّد برافعة عالية أو إلقاء على وزارة حماية البيئة أمر نقل المواد الخطيرة من الأوساط السكنية".
هذا التحدي, برأيه, كبير على الجيش الإسرائيلي ولم يتوجب بتاتا بقاؤه تحت مسؤوليته. غرشون, لو أنه سئل اليوم, لكان يوصي بتقليص صلاحيات قيادة الجبهة الداخلية وإبقاء على عاتقه أساسا معالجة الدفاع في وجه حرب ذرية, بيولوجية وكيميائية. إن الجيش الإسرائيلي غير قادر أو بحاجة, برأيه, الى تلحين نشاط عشرات الأجهزة المدنية, بالطبع ليس عندما يرتبط الأمر بحالة حرب. الانشغال بذلك يجب أن ينقسم بين حرس قومي أو قوات إغاثة قومية, تكون تحت تصرف وزارة الأمن الداخلي, وتترأسها شخصية ذات مرتبة رفيعة (ولا يعنيني ما إذا كانوا سيدعونه فريق, جنرال "راف ألوف" أو راف مكلوف), وبين وزير في مكتب رئيس الحكومة تعمل تحت تصرفه مصلحة طوارئ قومية حقيقية, غير فاقدة للصلاحيات القائمة حاليا.
ويضيف غرشون قائلا, إن القدرة المحدودة في الجبهة الداخلية, هي أيضا نتيجة مشكلة سياسية. "الحقيقة هي أن الوزير الذي لم يقرر صرف الأموال على أمر من شأنه أن يمنع الحريق لجهة أنه ليس لذلك منفعة سياسية من وجهة نظره وأنه لم يُعتبر بمثابة مسؤول عن الجبهة الداخلية. الناخبون لم يقدموا للوزير نقاط حول حماية المستشفيات, التي هي إجراء متوقع من أجل المستقبل. المنظومة بأكملها ليست متنبهة بشكل كاف لهذه المشاكل".
ويقول, الحريق يجب أن يُفسّر كدعوة إلى النهوض وفرصة إضافية لإصلاح أساسي واسع, لم يتم استغلاله بعد الحرب. "أنت تذكر كيف سفكتم دمي لأنني لم أحم حاوية الأمونيا في خليج حيفا خلال الحرب؟ إبّان ذلك, مرت أربعة أعوام. أنت تعتقد أن أحدا ما حمى الحاوية منذ ذلك الوقت؟ وأن أحدا ما اتخذ قرارا ما بخصوص هذه المسألة؟ وفي حال حصلت غدا هزة أرضية, فمواقع البنى التحتية الاستراتيجية الخاصة بنا محصنة؟ عندها من الصائب أن يقوموا سنويا بمناورة الجبهة الداخلية القومية. بالطبع هذا يبدو جيدا, لكنه ليس الحل.
"إحدى مشاكلنا هي الإرتياح المبالغ فيه بعد عملية الرصاص المسكوب. جميعهم كانوا راضين حينها عن أن الجبهة الداخلية أثبتت نفسها وأنا قلت: هذا غرور يؤدي إلى الكارثة القادمة. آه إذا تصرّفنا معتمدين على التجربة الناجحة في عملية الرصاص المسكوب", يختم غرشون.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
التهديد العسكري الاستراتيجي الأساسي اليوم على دولة إسرائيل يتطابق تقريبا بشكل تام مع التهديد الظاهر من كوارث طبيعية
المصدر: "موقع يديعوت أحرونوت ـ رون بن يشاي"
" عندما تهمل سلطة الأسس الوطنية، الفيزيائية والبشرية، تبدأ الدولة بالانهيار. بدلا من تبديد الوقت على لجنة تحقيق، من الأجدى تطبيق تقرير مراقب الدولة ومن الأجدى أيضا إلزام شبان المستوطنات بالخضوع لتأهيل في مهن الإنقاذ، بدلا من جمع جثثنا في تشخيص ضحايا الكوارث. حتى متى نطلب النجدة من دول أجنبية.
الإشارة الأولى على تزعزع مكانة الولايات المتحدة الأميركية كدولة عظمى من الناحية الاقتصادية والسياسية لم تكن الحرب في العراق وفي أفغانستان ولا أيضا أزمة الرهون. لقد كانت عاصفة "كاترينا" هي التي كشفت عجز الإدارة الأميركية في كل المجالات. بدءا من انهيار الجسور في نيو أورلينز، التي لم تحرص السلطة المحلية على تعزيزها فتقوضت، مرورا بالأداء المشين لـ "الوكالة الفيدرالية لإدارة حالات الطوارئ"، الذي فُقد بسببه مئات الأرواح من الناس بالإضافة إلى الكثير جدا من بيوتهم وممتلكاتهم.
لقد كان هذا دليلا إضافيا للمبدأ الذي شخّصه المؤرخون منذ زمن: في اللحظة التي تهمل فيها السلطة الأسس الوطنية، الفيزيائية والبشرية، وتسمح لها بالتقوض، تبدأ الدولة بالانهيار أو تبدأ الإمبراطورية بالانهيار كجسم يعمل وقادر على توفير أمن فيزيائي وحاجات ضرورية للمواطنين. هذا ما حدث للإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية العثمانية؛ وفي أيامنا لمجموعة من الدولة من اليمن وحتى كوبا. وهذا ما قد يحدث لنا أيضا.
فدولة إسرائيل تتواجد في الحقيقة في بداية هذا المنحدر الزلق. فهي تعاني من فقدان خطير للمياه بسبب التأخر في إنشاء منشآت تحلية المياه، الطرقات مقفلة والقتل يفتك بها لأن ليس هناك بنية تحتية للنقل العام مناسب لأجلها، لكن الأخطر من كل ذلك هو إهمال مصلحتي الإنقاذ والإطفاء التي تعاني من عدم استثمار مزمن لوسائل وقوة بشرية. العجز الذي كشفه جهاز الإطفاء في الحريق المفجع في الكرمل ومؤخرا في الحريق الذي اندلع في مغدال شلوم هو فقط علامات متوهجة تدل على هذا الإهمال.
يجب أن نفهم. التهديد العسكري الاستراتيجي الأساسي اليوم على دولة إسرائيلـ تهديد السلاح منحني المسار على أنواعهـ يتطابق تقريبا بشكل تام مع التهديد الظاهر من كوارث طبيعية. القتلى والجرحى الذين ستوقعهم بنا صليات الصواريخ والقذائف لن تنتج من ضربة مباشرة لهم من إنسان بل من تهدم مبان، من حرائق ومن انبعاث مواد وغازات سامة اتجاه مناطق سكنية. هذه هي بالضبط الأضرار التي تتسبب بها الحرائق الهائلة، الهزات الأرضية، الفيضانات وحوادث في مصانع كيميائية. لذلك البيت الذي دُعّم مبناه لمواجهة هزة أرضية سيكون أكثر حماية للسكان من التضرر جراء قذيفة أو صاروخ بقربه. مصلحتي الإنقاذ وإخماد النيران منتظمة ومزودة كما يجب ستنقذ حياة محتجزين في الطوابق العليا للأبراج المعتبرة في المدن الكبيرة، ليس أقل ـ ربما أكثر ـ من التشكيل الهجومي السمين والمتقن للجيش الإسرائيلي التي تستثمر فيه دولة إسرائيل عشرات المليارات.
لكن مئات الملايين، وربما مليارات قليلة، المطلوبة لإنشاء جهاز خدمات إنقاذ وإطفاء "ثقيل" بالوسائل والقوة البشرية" ترفض الحكومة تخصيص موازنة له. تقريبا كل ما لا يطلق النار في دولة إسرائيل ينال أفضلية ثالثة ورابعة لأن حكومة إسرائيل، الحالية والسابقة في العقد الأخير، ترفض استبطان حقيقة أن اليوم الداخل هو الجبهة وأن يجب تخصيص وسائل من أجل السماح له بمواجهة كوارثـ حرائق مثلاـ سواء كان سببها صواريخ سقطت في أرضنا أو دمج قاتل بين عاصفة قوية وجفاف وشرارة تنتج جراء الإهمال من صواريخ، مزبلة عولجت بإهمال أو إشعال متعمد. إن عدم قدرة رجال الإطفاء على السيطرة على النيران لا تنبع لا سمح الله من عدم الحافزية أو عدم المهارة. بالعكس، هم ورجال الشرطة ومثلهم السجانون وعناصر نجمة داوود أظهروا شجاعة وحكمة لا مثيل لهما. المتهم هو الذي لم يمنح الأبطال المجهولين هؤلاء فرصة للتغلب على نضالهم لأنه لم يحرص على إعطائهم وسائل وعلى تنظيمهم كما يجب.
مراقبات ضرب النار في أيام الحر، طائرات ومروحيات إطفاء، رافعات إنقاذ وخراطيم لإطفاء الحريق لمديات طويلة، خزانات مياه للإطفاء متوفرة وجرافات ثقيلةـ كل هذه، كان باستطاعتها التغلب على النيران دون أن نضطر للتضرع أمام تركيا وبلغاريا ليهرولوا لمساعدتنا. وحدة احتياط قطرية لعناصر تُدرّب وتؤهّل للعمل كرجال إطفاء، كمسعفين وقوات دعم أخرى لكانت استطاعت منع الصرخة اليائسة للمتحدث باسم تشكيل الإطفاء القطري لرجال الإطفاء في إيلات للتواجد في المحطة كي يتم نقلهم جوا إلى حيفا. الغريب هو أن منطقة تجمع كهذه موجودة في الجبهة الداخلية، لكن التفريق بين سلطات الطوارئ وإجراء التجنيد الأخرق حالوا دون وصول أشخاص من منطقة التجمع هذه بسرعة إلى منطقة الحريق.
إن الحكومة والكنيست تفعلان خيرا مع مواطني الدولة إذا تنازلتا هذه المرة عن لجنة التحقيق. يكفي تحقيق بسيط من قبل الشرطة للوقوف على أسباب اندلاع الحريق المفجع في الكرمل ولاستخلاص العبر. من المؤسف أيضا تبديد الوقت، المال والأعصاب على لجنة ستفحص سبب انهيار جهاز الإطفاء القطري في هذه الكارثة. تقريبا كل المعطيات، التحليلات والاستنتاجات موجودة في مسودة تقرير مراقب الدولة حول مصالح الإطفاء التي على وشك أن تُنشر قريبا. يجب ببساطة أخذ التقرير وتطبيقه.
بإمكان الحكومة أيضا أن تتخذ خطوة شجاعة فتلزم شبان مستوطنات وشباب عرب بالخضوع لتأهيل كرجال إطفاء وسائر مهن الإنقاذ والطوارئ كي يكونوا متوفرين خلال نصف ساعة لأعمال الإنقاذ في أماكن سكنهم. الأمر يتعلق بعشرات آلاف الشبان السليمين الذين يعرفون جميعهم تلاوة الفصل "إنقاذ النفس واجب حتى في السبت". ناهيك إن كان الأمر يتعلق بأيام عادية. لكن حاخامتهم وأئمتهم، ولا سيما السياسيين من هؤلاء الشبان، مثل وزير الداخلية إيلي يشاي، يفضلون أن يضع رعاياهم تعويذة و"يُقتلوا في خيمة التوراة" من أن يساهموا في إنقاذ أنفس من النيران والدمار. أقصى ما هم مستعدون له هو جمع جثثنا في إطار تشخيص ضحايا الكوارث.
إلى أن يتغير سلم الأولويات الاجتماعي، القيمي والخاص بالموازنة الأعوج بواسطة قرار حكومي أو تشريع في الكنيست سنستمر بتلقي الخسائر والأضرار وسنستمر بالاستجداء من الاجانب أن ينقذوننا في وقت الضيق".
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الحريق الضخم في الكرمل جعل أعداء إسرائيل يقتنعون بنقطة ضعف إسرائيل في كل ما يتعلق بحماية عن الجبهة الداخلية
المصدر: " موقع NFC الاخباري – يوني بن مناحم"
" تعتقد الدول والمنظمات المرتبطة بـ "محور الشر" أن الكارثة القومية في الكرمل كشفت إحدى نقاط الضعف الأساسية لإسرائيل في الدفاع عن الداخل وأن إسرائيل ستجد صعوبة بالخروج إلى حرب ضد أعدائها، فإسرائيل عليها أولاً إصلاح الخلل في استعداد الداخل؛ وبالموازاة يجب أن تستغل الكارثة في الكرمل لتحسين علاقاتها مع تركيا.
استصعب أعداء إسرائيل الواضحين في الأيام الأخيرة، تجاهل الحريق الضخم في الكرمل. في البداية أعربوا في الوسائل الإعلامية العربية عن تعاطف أولي مع ضحايا الحريق لأسباب إنسانية لكن شيئاً فشيئاً سيطر عليهم شعور الشماتة. ففي محنة إسرائيل وسكانها يزداد الفرح لدى أعدائها.
تجسّدت هذه الشماتة في التقارير، التي بُثت في قناة "المنار" التلفزيونية لحزب الله وفي القناة القطرية الشعبية "الجزيرة"، والتي تسلّط الضوء على النقص في قدرات جهاز الإطفاء الإسرائيلي على السيطرة على النيران، التي اندلعت رغم التدريبات، التي قامت بها الجبهة الداخلية في السنوات الأخيرة على أوضاع طارئة، ورغم المساعدة الدولية في الطائرات وفي فرق الإطفاء التي وصلت إلى إسرائيل من 17 دولة في العالم.
ما وراء شماتة أعداء إسرائيل يجب أن ننتبه إلى النقطة الأهم. إيران، سوريا، ومنظمة حزب الله، حماس والجهاد الإسلامي، الذين يشكّلون محور الشر مقتنعون بأن أحداث الحريق الضخم في الكرمل كشفت "نقطة ضعف" إسرائيل في كل ما يتعلق بالدفاع عن الداخل وسيحاولون استغلال هذا الأمر لصالحهم في كل حرب مستقبلية لإسرائيل.
فمثلا موقع الأخبار الفلسطيني "فلسطين اليوم" المحسوب على منظمة الجهاد الإسلامي يكتب في نهاية الأسبوع أن "الحريق في الكرمل أثبت من دون شك أن إسرائيل غير قادرة على الدخول في حربـ لا مع سوريا، لا مع حزب الله ولا حتى مع حماس في غزة".
هناك مقدار من الصحة في السخرية من إسرائيل في العالم العربي. المأساة الإنسانية للكارثة القومية في الكرمل تمنعنا من أن نسخر من أنفسنا لكن في داخلنا ندرك بأن المسألة تتعلق بسلسلة من التقصيرات لحكومات إسرائيل، التي أدّت بنا إلى هذا الوضع الضعيف أمام حريق ضخم والذي قد يؤدي بنا إلى كوارث وطنية أخرى، أخطر وأكبر، في حال اندلعت حرب في الجبهة الشمالية أو في الجبهة الجنوبية.
ما الداعي في مناورة الداخل للدخول إلى الملاجئ، الحماية من سلاح بيولوجي، الدخول إلى أماكن محصّنة وغيرها إذا كانت إسرائيل لا تنجح بمواجهة حريق ضخم بنجاح وبشكل حاسم؟
ومن شأن القذائف والصواريخ الإيرانية الموجودة بحوزة إيران والمنظمات الإرهابية التي تدعمها أن تشعل حرائق ضخمة بعد أن تُطلق باتجاه أهداف حساسة في إسرائيل خلال الحرب. وإسرائيل ملزمة بإيجاد الردّ المناسب, خصوصاً إذا اضطرت عمّا قريب إلى مهاجمة المنشآت النووية في إيران.
لا يمكن التوجه إلى حرب نبادر إليها نحن أو أن ندافع عن أنفسنا إزاء هجوم على إسرائيل دون أن تكون الجبهة الداخلية مستعدة لكل السيناريوهات المحتملة. ونحن ملزمون بإيجاد حل فوري لنقطة الضعف التي كشفت في أعقاب الحريق الهائل في الكرمل وأيضاً لكيفية مواجهة الحرائق الضخمة في الغابات، في التجمعات السكانيّة وفي المناطق الصناعية بنجاعة. وتعتبر الحاجة إلى إقامة جهاز دفاع مدني لمواجهة هذه التحديات أمراً ضروريّاً وفوريّاً.
يمكن بالتأكيد التقدير بان الأحداث المأساويّة من الحريق الضخم في الكرمل، ستعزز الطمأنينة وسط أعداء إسرائيل. في هذا الاطار كتب المعلق الفلسطيني، "موفق مطر" اليوم في مقالة في صحيفة فتح "الحياة الجديدة عن أن "الحريق في الكرمل كشف أن إسرائيل النووية المجهزة بالأسلحة الإستراتيجية والتكتيكية الأكثر تطوراً والتي تملك قدرة تدمير، هي ضعيفة وغير قادرة على مواجهة كارثة طبيعيّة ". وقد أعرب عن خشيته من أن تحاول جهات متطرفة في كلا الطرفين الآن أن تستغل الوضع، وتتسبب باشتعال جديد في إسرائيل وفي المناطق الفلسطينيّة من اجل ضرب عملية السلام.
هل ربّ ضارة نافعة؟
أرسلت السلطة الفلسطينيّة عدداً من فرق إخماد الحرائق لمساعدة إسرائيل، حتى أنّ رئيس السلطة محمود عبّاس أجرى مكالمة هاتفيّة مع رئيس الحكومة نتنياهو والرئيس شمعون بيريس لكن الكارثة القومية في الكرمل لم توجد فرصة لاستئناف المفاوضات المعطلّة بين إسرائيل والفلسطينيين.
مقابل ذلك قرر رئيس الحكومة بينامين نتنياهو، على خلفيّة المساعدة التركية في إخماد الحرائق في الكرمل، المبادرة إلى إنهاء الأزمة مع تركيّا بعد قضيّة سفينة "المرمرة". وكان رئيس الحكومة قد أرسل يوسف تشحنوبر، المبعوث الإسرائيلي للجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة حول أحداث القافلة ، للقاء مسؤولين رفيعين في الحكومة التركيّة في محاولة لبلورة حلّ للأزمة المتعلقة بالقافلة التركيّة إلى غزّة.
كما أنّ تركيّا تطالب إسرائيل بتقديم اعتذار بشأن موت تسعة من مواطنيها على سفينة "مرمرة"، وان تدفع تعويضات لعائلات القتلى. في المقابل تحدّث رئيس الحكومة نتنياهو أيضاً، نهاية الأسبوع الماضي عبر الهاتف حول مبادرته، مع رئيس حكومة تركيّا "رجب طيب اردوغان" وشكره على المساعدة التركية في مساعي إخماد الحريق في الكرمل.
يجب أن نأمل من أن تؤدي الكارثة التي حصلت في الكرمل إلى بداية تليين العلاقات بين إسرائيل وتركيّا . كما أنّ لتركيّا أهميّة إقليميّة كبرى، فرغم السياسة المعادية لإسرائيل، التي اتخذتها منذ عمليّة "الرصاص المسكوب"، ممنوع تأزيم العلاقات معها ودفعها مرة أخرى إلى أذرعة أعدائنا. نأمل بأن تدير الحكومة الآن الاتصالات مع تركيّا بالحذر والحكمة المطلوبتين من اجل أن تنمو على الأقل تطورات سياسيّة ايجابية في علاقات إسرائيل مع تركيا نتيجة للكارثة القومية في الكرمل".
ــــــــــــــــــــــــــــــ
سوريا نقلت صواريخ سكود دي إلى حزب الله
المصدر: ":موقع يديعوت أحرونوت ـ يتسحاق بن حورين واشنطن"
" صرح مسؤول كبير في البنتاغون لصحيفة نيويورك تايمز أن سوريا نقلت صاروخي من هذا النوع إلى لبنان، في حين ما يزال 8 صواريخ موجودة على الأراضي السورية. ويكليكس: الولايات المتحدة الأمريكية شنت هجوما دبلوماسيا خاطفا من أجل منع نقل الصواريخ، وبذات الوقت ارتفعت المخاوف من ان تهاجم اسرائيل في سوريا.
هجوم دبلوماسي خاطف ضد هجوم إسرائيلي في سوريا: دخلت الولايات المتحدة الأمريكية في عملية دبلوماسية عالية في أعقاب معلومات استخبارية تفيد بأن سوريا نقلت صواريخ إلى حزب الله – هذا ما يتبين من وثائق دبلوماسية كشفت في ويكليكس. وبحسب التقرير الذي نشر هذا الصباح في صحيفة نيويورك تايمز الذي يعتمد على تقديرات لمسؤول كبير في البنتاغون فإن لدى حزب الله 10 صواريخ سكود دي، إثنين منهما نقلا الى الأراضي اللبنانية، أما بقية الصواريخ فهي مخزنة لصالح المنظمة في قاعدة بسوريا.
وتقتبس نيويورك تايمز عن مصادر في البنتاغون تقول بأن لدى حزب الله اليوم حوالي 50 ألف صاروخ من بينها حوالي 40ـ 50 صاروخ فاتح 110 قادرة على الوصول إلى تل أبيب وتغطي غالبية أراضي اسرائيل. إن صواريخ سكود دي الموجودة لدى حزب الله ترتكز على تكنولوجيا من كوريا الشمالية. ويخشى الأمريكيون من هذا التسلح كما يتبين من البرقيات الدبلوماسية الصادرة عن وزارة الخارجية.
في شهر شباط ال2010 وبعد جهود دبلوماسية أمريكية امتدت حوالي السنة منذ أداء باراك أوباما قسم الرئاسة، وصلوا في الإدارة الأمريكية الى قناعة بأن الرئيس السوري بشار الأسد يخدعهم. وفي لقاء في دمشق مع وليام برنس الرقم الثالث في وزارة الخارجية الأمريكية قال الرئيس السوري أن سوريا لا تنقل سلاحا جديدا إلى حزب الله.
وبعد هذا اللقاء وصلت معلومات إستخبارية تفيد بأن سوريا تنوي أن تنقل إلى حزب الله صواريخ من طراز سكود دي، وهذه المعلومات تتحدث عن عشرة صواريخ مخزنة في سوريا لصالح حزب الله ، وعلى الأقل بعض منها تم نقلها إلى يد المنظمة.
وبحسب تقارير وردت وسائل إعلام شرق أوسطية فإن الولايات المتحدة الامركية بدأت بعملية دبلوماسية عالية بهدف منع حصول اشتعال بعد أن هددت اسرائيل بمهاجمة قاعدة الصواريخ التابعة لحزب الله في سوريا، قبل أن تنقل الصواريخ الى لبنان. ويوجد بين الوثائق الدبلوماسية برقية لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لموظفي السفارة الأمريكية في دمشق تتناول ما يتوجب عليهم فعله.
وفي 25 شباط من هذا العام أمرت كلينتون الرقم الثاني في السفارة بأن يرسل رسالة تحذير لنائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يقول فيها" أنا أعرف أنك صاحب تفكير استراتيجي، لذا أريد منك التأكيد أنه من ناحيتنا دعمكم لحزب الله هو ببساطة قرار استراتيجي بشأن السياسة التي ستخرب على المصالح القومية على المدى الطويل" كتبت كلينتون.
إن رسالة وزيرة الخارجية بعد لقاء الأسد مع برنس كانت واضحة: في لقائنا بالأسبوع الماضي قيل أن سوريا لا تنقل صواريخ جديدة إلى حزب الله في لبنان، لكن نحن على علم بالجهود السورية الحالية لتزويد حزب الله بصواريخ باليستية. أنا ملزم بالتأكيد على ان هذا العمل هو مصدر قلق خطير لحكومتي ونحن نحذركم من هذا التصعيد"
وفي رسالة السفارة الأمريكية في دمشق الى وزارة الخارجية في واشنطن أفيد أن السوريون ينفون بشدة نقل سلاح إلى حزب الله، ويضيفون أن حزب الله لن يقوم بأي عملية عسكرية إلا إذا حصلت عملية استفزاز ضده. وكانت الرسالة السورية الإعراب عن مفاجأتهم من الاحتجاج الأمريكي الذي يشير إلى إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تصل إلى موقف راشد يميز بين مصالحها وبين مصالح اسرائيل.
منذ ذلك التاريخ يدرك الأمريكيون انه لا يوجد أي غطاء للنفي السوري وأنه عمليا تدفق السلاح من سوريا إلى حزب الله مستمر. وأن إدارة أوباما عندما حاولت في بداية خطواتها إيجاد أساس للدبلوماسية مع دمشق، تبين بحسب البرقيات التي كشفت الآن أن كل طرف انتظر خطوة كبيرة من الطرف الثاني. لقد أراد السوريون أن تكون الخطوة الأمريكية رفع الحظر الاقتصادي على سوريا، بينما أراد الأمريكيون من السوريون ان يوقفوا تأييدهم لحزب الله وحماس كأساس لتوثيق العلاقات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الجبهة الداخلية غير جاهزة في حال اندلاع الحرائق أثناء الحرب
المصدر: "جيروزاليم بوست ـ يعقوب كاتس"
" يقول أحد المسؤولين: "قد تصبح هذه نقطة ضعف أساسية للدولة بأكملها. نحن نملك إمكانيات محدودة ولن نكون قادرين على التواجد في كلّ مكان خلال الوقت ذاته".
بدأت قيادة الجبهة الداخلية عملية تقييم مشاركتها في معركة إطفاء حرائق غابات الكرمل التي اندلعت منذ يوم الخميس في ظل اهتمامٍ داخل المؤسسة الدفاعية فيما يخصّ ما سيحصل في حال اندلعت حرائق مشابهة خلال أيّة حرب مقبلة.
ويوم الأحد، استمرّ حرس الحدود بجهوزيّته العالية شمال إسرائيل وحول القدس، وذلك خشيةً من قيام فلسطينيين أو حتى بعض عرب الداخل بإضرام النيران في أنحاء البلاد.
ومنذ الأسبوع الماضي، تمّ اعتقال سبعة أشخاص بزعم محاولتهم إضرام النيران في الغابات.
وقال أحد المسؤولين في وزارة الدفاع يوم الاثنين "تخيّلوا أنّه في أيّة حربٍ مستقبلية، أثناء سقوط الصواريخ على مدننا، فإنّنا سنواجه حرائق غابات بمستوى ما حصل في حريق غابة الكرمل".
وبحسب تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، فإنّه خلال أيّة حرب مقبلة مع حزب الله، سيكون الحزب قادراً على إطلاق مئات الصواريخ يومياً على إسرائيل، وبعض هذه الصواريخ تملك القدرة على إصابة التجمّعات السكانية الرئيسية مثل تل أبيب.
وفي حال حصول هذا الأمر، فإنّ الخشية هي أنّ معظم قوات الطوارئ الإسرائيلية ستكون مشغولة بالإنقاذ والإسعاف داخل المدن وبعض الإمكانات القليلة فقط ستبقى لمحاربة حرائق الغابات.
وخلال حرب لبنان الثانية في العام 2006، حيث سقطت الصواريخ بشكلٍ كبير ومتكرّر في مدن الشمال، وخصوصاً في حيفا، سقطت الصواريخ أيضاً في الحقول والغابات، الأمر الذي أدّى إلى إحراق حوالي 15000 دونماً (1500 هكتار). وفي ذلك الوقت، تمّ إرسال الطائرات إلى أوروبا لجلب مواد إطفاء الحرائق وذلك لإخماد حرائق الغابات.
وبحسب أقوال أحد المسؤولين، فإنّ "هذا الأمر قد يصبح نقطة ضعف رئيسية في البلد، فنحن نملك قدرات محدودة ولن نكون قادرين على التواجد في كلّ الأماكن في الوقت ذاته".
وفي غضون ذلك، يقوم نائب وزير الدفاع، متان فلنائي، أيضاً بالتحقيق في أداء إدارة الطوارئ الوطنية التابعة لوزارة الدفاع وتنسيقها مع خدمات الطوارئ الأخرى التي شاركت في معركة اللهب المندلعة في الشمال.
وسوف يتمّ عرض النتائج نهاية الأسبوع أمام وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك.
وخلال يوم الاثنين، حذّر عضو الكنيست من حزب كاديما، ناحمان شاي، حذّر بأنّ الحلقة الضعيفة المقبلة في الجبهة الداخلية الإسرائيلية كانت النقص في الأقنعة الواقية الموزّعة على السكّان. وفي شهر حزيران الماضي، أظهرت صحيفة الجيروزاليم بوست بأنّ الجيش الإسرائيلي ينقصه 40% من عدد الأقنعة الواقية المطلوبة لإنهاء توزيع المعدات على الشعب الإسرائيلي بشكلٍ كامل.
وبحسب أقوال العضو في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، ناحمان شاي، فإنّ "كارثة الكرمل تثبت أنّ هناك نقاط ضعف أخرى في دفاعات الجبهة الداخلية. فهناك أربعة من أصل كلّ عشرة متروكون بدون أقنعة واقية، ومن الواضح الآن بأنّه في اللحظة الأخيرة سوف يبحث الجميع عن أقنعة احتياطية وقد لا يجدون أيّاً منها".
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الإستراتيجية الإيرانية لم تتغير
المصدر: "هآرتس ـ عاموس هرئيل"
" استئناف الحوار بين إيران والقوى العظمة بعد توقف لأكثر من سنة، يوم أمس في جنيف، لم يجري على مستوى التوقعات العالية. إيران وافقت على استئناف المحادثات، التي انتهت في السابق على اتفاق لم يتحقق على نقل اغلب اليورانيوم المخصب التي بحوزتها إلى الخارج، إلا بعد سلسلة ضغوط مارسها عليها الغرب في الأشهر الأخيرة، فمن جانب، موجة العقوبات الدولية المشددة التي فرضت على إيران من شهر حزيران. ومن جانب آخر، سلسلة الأعطال الغامضة في برنامجها النووية، ذروتها كان الفيروس الذي أصاب الحواسيب وتصفية عالمي الذرة الإيرانيان الأسبوع الماضي.
في الخلفية، وقعت ايضا تطورات ذات أهمية. تسريب الرسائل الأمريكية إلى موقع ويكيليكس أظهرت للمرة الأولى علنا أمور جرت حتى اليوم في السر. فقد كشف ما نشر عن العمل المكثف لإدارة أوباما في المساعي من اجل جمع الدعم الدولي لخطوات ضد إيران وعن مواقف حقيقية لعدد كبير من القادة في العالم العربي بخصوص المسألة الإيرانية. فقد تبين أن اغلبهم، على عكس تصريحاتهم الرسمية، معنيين جدا بهجوم عسكري ويأملون أن تؤدي إلى القضاء نهائيا على البرنامج النووي الإيراني.
السؤال الأساسي الذي يطرح، مع استئناف المحادثات، يتعلق بمدى تأثير الأحداث الأخيرة على موقف القيادة الإيرانية.
يدعي خبراء في الغرب انه بدأ الإحساس بالعقوبات في إيران وتأثيرها على الحياة اليومية للسكان. وهذه على ما يبدو، إحدى الأسباب لاستعداد طهران العودة إلى المحادثات. في المقابل، يبدو أن النظام لا يزال يحافظ على مجال مناورة وهو لن يسارع إلى الاستسلام للضغوط، وبالتأكيد ليس بشكل معلن. بحسب رواية طهران، تهدف هذه المحادثات إلى "التعاون الدولي" و"حل مشاكلها الإنسانية"، أي أن النظام غير معني بتركيزها على المسألة النووية.
مع ذلك، هناك مكان للشك بفكرة استئناف المحادثات الآن، قبل أن تظهر نهائيا شدة العقوبات. المخاوف في هذه الحالة، كما هو معتاد لدى إيران، هو أن تطلب مقابل لاستعدادها العودة إلى طاولة المناقشات، إيماءة حسن نية هامة وعلى رأسها التخفيف السريع من الضغط عليها.
يبدو أن إستراتيجية الأساسية لطهران، وهي التقدم المتواصل، حتى لو مرت أحيانا بوتيرة بطيئة، نحو النووي، لم تتغير. يمثل أمام ناظري إيران نموذج كوريا الشمالية، دمج من العزم، الخداع والمقاومة، التي في نهايته حققت القدرة النووية على الرغم من اعتراض المجتمع الدولي المرتبك".
ــــــــــــــــــــــــــــــ
اغلبية ساحقة في صالح لجنة تحقيق.. يصوتون للجنة
المصدر: "معاريف – بن كاسبيت"
" كان قاطعا وواضحا عنوان استطلاع "معاريف" الذي اجراه معهد "تلسيكر" يوم أمس: اغلبية ساحقة بين الجمهور في صالح اقامة لجنة تحقيق رسمية لفحص اخفاق منظومة الاطفائية، بما في ذلك استنتاجات شخصية ضد من يتبين أنهم مذنبون بالقصور. بوضوح لا لبس فيه.
أكثر من ثلثي الجمهور الاسرائيلي يعتقدون بانه يجب تشكيل لجنة كهذه. نسبة 2:1 حيال اولئك الذين لا يعتقدون أن لا حاجة الى ذلك. الجمهور يقول كلمته. وشيء آخر: اذا شبهنا الوضع بذاك الذي ساد بعد مهزلة الاسطول التركي، فنتائج استطلاع "معاريف" في حينه بينت فقط 47 في المائة أيدوا اقامة لجنة تفحص الاخفاقات في الهجوم على "مرمرة" التركية. اقل من نصف الجمهور. لماذا بعد "مرمرة" النصف فقط وبعد مصيبة الكرمل الثلثين؟ بسيط جدا: الجمهور لا يتأثر بالاتراك القتلى، ولكن يأخذ الى القلب 42 اسرائيليا احترقوا. سويسرا الصغيرة أهم لنا من غزة. وبتعبير آخر: الجمهور أخذ الى قلبه ما حصل في الكرمل ولسجاني مصلحة السجون في اليوم التالي للحريق الكبير باضعاف مما في اليوم التاي لـ "مرمرة". مع كل الاحترام لاردوغان (الذي فاجأ وبعث بطائرتي اطفاء).
الى الامام: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحافظ على مكانته بين الجمهور كمرشح رائد للمنصب. وهو لا يزال يتمتع باغلبية واضحة على تسيبي لفني. 40 في المائة لبيبي، حوالي 25 في المائة لتسيبي لفني. مكانة ايهود باراك محرجة (اقل من 3 في المائة)، وبهذه الوتيرة ينبغي النظر في امكانية اخراجه من الاستطلاعات، بالضبط مثلما يتم اخراج مجموعات فاشلة من استبيان اليانصيب الرياضي. ليبرمان تجاوز حاجز الـ 10 في المائة، ولكن لا يزال يبدو أنه عالق هناك.
40 في المائة من الجمهور يعتقدون أن على بنيامين نتنياهو أن يقيل ايلي يشاي وزير الداخلية من منصبه، المسؤول الوزاري عن خدمات الاطفاء والنجدة. أكثر بقليل من 50 في المائة يعتقدون أن هذا ضروري. ظاهرا، وضع يشاي ليس ضائعا. ولكن مقارنة مع قضية "مرمرة" يبين أن في حينه، 20 في المائة فقط اعتقدوا بان على ايهود باراك أن يستقيل. أما في حالة يشاي فالعدد مضاعف. هكذا بحيث أن كل شيء نسبي. ومرة اخرى، هذا الفارق يعود الى حقيقة أن هناك قتل أتراك أما هنا فقتل اسرائيليين.
الثقة بالدولة: وضع مقلق
الثقة بالدولة: معطيات مقلقة. صحيح، يمكن ان نواسي أنفسنا بنصف الكأس الملأى، في حالتنا أكثر من النصف (58 في المائة) يقولون ان مدى ثقتهم بسلطات الدولة لم يتغير في أعقاب الكارثة في الكرمل، ولكن العدد الاخر، بموجبه ثلث الاسرائيليين فقدوا الثقة بسلطات الدولة في اعقاب الكارثة هو رقم سائد، مقلق، بل وربما دراماتيكي. هذا يعني أنه يوجد نحو 2.5 مليون اسرائيلي مستوى ثقتهم بالدولة انخفض بعد مصيبة الكرمل. لو كنت أنا سلطات الدولة، لقلقت.
من، برأي الجمهور، مسؤول عن القصور؟ هذا ما ستعالجه لجنة التحقيق التي يطالب الجمهور بتعيينا، ولكن مع ذلك، نتنياهو فقط؟ 17 في المائة هو رقم عال جدا بالنسبة لجهود رئيس الوزراء في الايام الاخيرة. الحكومات السابقة فقط؟ 36 في المائة. الحكومات السابقة وحكومة نتنياهو على حد سواء: 33 في المائة. هذا يعني ان نصف الاسرائيليين يعتقدون بان نتنياهو ضالع في هذه القصة. سواء وحده، أم بالشراكة مع أسلافه. هذا يعني أن كل المناورات، الصور، المروحيات، السوبرتنكات، الطواقم الخاصة والمؤتمرات الصحفية لا تساعد نتنياهو على أن يبعد نفسه عن القصور. نصف الاسرائيليين يربطونه (لوحده أو مع غيره) بالاحداث، وليس صدفة. فهو يتبوأ منصب رئيس الوزراء منذ عشرين شهرا (اولمرت اتهم باهمال الجيش الاسرائيلي رغم ان الحرب اندلعت بالاجمال بعد أربعين يوما من تسلمه مهام منصبه، بحيث انه لا يوجد لبيبي ما ومن يلقي باللوم عليه).
اليوم سينشر تقرير مراقب الدولة الذي يتحدث في موضوع قصور الاطفائية. وغدا ستنشر النتائج. ويدور الحديث عن تقرير متابعة، قصير (في محيط ثلاثين صفحة)، ولكنه لاذع. ايلي يشاي سينجو منه بالكاد. ليس واضحا أين نوع من المسؤولية ستلقى عليه (التقدير هو أنه ستلقى عليه مسؤولية وزارية على الاقل)، ولكن واضح جدا أنه سيصدر عن التقرير مطلب جماهيري شديد من نتنياهو لاقامة وزير داخليته. بالمناسبة، نتنياهو ايضا لن يخرج نظيفا من هذا التقدير. ماذا سيفعل نتنياهو؟ اذا أقال يشاي، فانه في مشكلة ائتلافية. اذا لم يقل يشاي، فانه في مشكلة من حيث صورته.
بقعة واسعة من الدم الفاسد آخذة في التجمع بين هذين الحليفين. رجال يشاي يتحدثون بثبات ضد نتنياهو وضد ايال غباي، وضد كل ما ينشره مكتب رئيس الوزراء. رجال نتنياهو يفعلون ذات الشيء، ولكن بالعكس. هناك انطباع باننا في بداية معركة سياسية مضرجة بالدماء. الحقيقة المطلقة بعيدة على ما يبدو عن الطرفين تماما. فها هو مثلا ذات الـ 100 مليون شيكل التي حولت في هذه الولاية الى خدمات الاطفائية (الفخر الكبير ليشاي)، إذ يتبين أنها حولت (في جزء منها) فقط بعد ان نقلت مسودة تقرير مراقب الدولة الى عناية كل ذوي الشأن. حكماء عظام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الحريق أضر بقدرة الردع الاسرائيلية
المصدر: "معاريف ـ عاموس غلبوع"
" تلقى أمن دولة اسرائيل القومي في الاسبوع الماضي ضربتين، الاولى في صعيد ليس للدولة سيطرة عليه، والثانية في صعيد كله يقع تحت سيطرتها.
يتصل الصعيد الاول بالولايات المتحدة. فقد كشفت وثائق "ويكيليكس" امريكا مع صدقية ضئيلة وضعيفة، وبأنها في الأساس فيها فرق كبير بين السياسة المعلنة التي تُديرها وبين الواقع على الارض. إن الدبلوماسية الامريكية، التي هي الأداة المركزية لاستعمال "القوة الليّنة" تلقت ضربة قاضية. عندما يكون الاقتصاد الامريكي في وضع سيء، وعندما تكون ادارة اوباما قد طرحت في واقع الامر عن جدول اعمالها استعمال أدوات القوة العسكرية وأحلّت الدبلوماسية والحوار في مركز تصورها العام – فان الضرر كبير. ولما كانت الصلة الاستراتيجية والقيمية بالولايات المتحدة عنصرا مركزيا في تصورنا الأمني، فان كل ضعف امريكي يضر بنا ايضا.
لنعد إلينا الآن. يُخيل إلي أن ذلك كان في 2004، في "مؤتمر هرتسليا"، عندما عرض الجيش الاسرائيلي تصوره الجديد عن الحرب. لقد قضى انه زيادة على العناصر الثلاثة الكلاسيكية التي هي الانذار والردع والحسم أضيف عنصر رابع هو حماية الجبهة الداخلية. قبل زمن قصير من حرب لبنان قدّم دان مريدور تقريره عن التصور الأمني، واحتل فيه موضوع حماية الجبهة الداخلية مكانا مركزيا. ثم جاءت حرب لبنان الثانية وأثبتت في هذا السياق وفي أكثر الصور حدّة امورا ثلاثة مركزية وهي أن الجبهة الداخلية هي جبهة متقدمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وأنها – مع الجبهة المتقدمة العسكرية في ميدان القتال – تكونان جبهة متقدمة وطنية واحدة؛ وأن اسرائيل غير مستعدة لحرب في الجبهة الداخلية لانها لا تملك القدرات المطلوبة؛ وأن دولة اسرائيل تخلّت مدة اسابيع عن السكان المدنيين شمالي الدولة.
منذ حرب لبنان الثانية الى الآن زادت قوة وكميات أدوات الدمار التي تملكها سوريا وحزب الله بمئات الدرجات المئوية. يقوم تصور حزب الله الحربي كله على المس الشديد بجبهتنا الداخلية المدنية، وقد ينضم السوريون ايضا الى هذا الاحتفال. وكل هذا دون أن نذكر ايران. قد يكون اطفاء النيران أحد القدرات المركزية التي يجب على الدولة التسلح بها كالصواريخ المضادة للصواريخ أو كل معدات عسكرية اخرى بالضبط. لانه ما معنى اطلاق آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية إن لم يكن الحرائق؟ ألم يكن عندنا مثال صغير في حرب لبنان الثانية.
بعبارة اخرى، وزير الداخلية هو في الحقيقة المسؤول الرسمي عن موضوع إخماد الحرائق (بسبب الخضوع الغريب لرجال الاطفاء للسلطات المحلية)، لكن الحديث عن قضية ذات معنى أمني من الطراز الاول، المسؤولون عنها قبل الجميع رئيس الحكومة ووزير الدفاع ووزير المالية.
كشف الحريق عن أن دولة اسرائيل لم تبنِ أي قدرة لمجابهة ضرر الحرائق التي سيُسببها اطلاق كثيف لصواريخ وقذائف صاروخية؛ وكشف للمرة التي لا يعلم أحد كم انه لا يوجد في اسرائيل ما يُسمى تحقيق ميزانيات في ضوء أهداف وطنية حقيقية؛ وقد أضر في رأيي بالردع الاسرائيلي، عندما ابتهج حزب الله وآخرون لكون اسرائيل غير مستعدة لمحاربة الصواريخ. قال رئيس الحكومة "إن المساعدة من الدول الاجنبية ليست عارا في القرية العولمية التي نعيش فيها". اجل، كل الاحترام لهذه المساعدة، ومرحى لنتنياهو الذي اجتهد في احرازها. لكن الواقع المؤلم هو أنه قد حدثت معجزة عيد أنوار كبيرة – هي معجزة أن هذا الحريق لم يكن زمن حرب. آنذاك ما كانت أي دولة لتُرسل طائراتها لمساعدتنا. كنا سنظل وحدنا.
ثمة معجزة أخرى عندنا كما في "حرب يوم الغفران": فثمة البطولة وتضحية الأفراد والمنظمات المدنية والمتطوعين من الشعب، برغم الاستعداد المُختل للمؤسسات الحكومية".