ارشيف من :أخبار لبنانية

صداع ويكيليكس وتداعياته!!

صداع ويكيليكس وتداعياته!!

صحيفة تشرين - شارل كاملة

لم يكن ينقص الولايات المتحدة موقع الكتروني أو سمعي وبصري لإضافة ما يفيد أو يقفز فوق مابات يعرفه القاصي والداني عن هذا البلد المرعب بقوته وضعفه على السواء.. ولهذا قيل عن معلومات موقع ويكيليكس إنها لبقية العالم، أو صداع وزلزال عالمي على مقياس ويكيليكس..!

وبصرف النظر عن إمكانية تورط الإدارة الأميركية من عدمه بنشر وثائق حساسة جداً ثمة أسئلة وتداعيات كثيرة تدور بمجملها حول خلفية التوقيت وانتقائية الوثائق وعن أسباب ذاك التهاون الأميركي في التعامل مع الموقع في وقت ثمة من يقول: إن أوباما محق في الإدانة لأنه تسبب في كثير من الحرج للأميركيين وحلفائهم لكن ثمة من يتهمه أيضاً بأنه يجب أن يتحمل جزءاً من اللوم ويتهم إدارته بأن فيها من سرب - وشجع- لجعل التأثيرات تقارب أحداث 11 أيلول وتداعياتها الأميركية والعالمية..! ‏

كل هذا بات أمام إمكانية الجميع ليس للاطلاع بالتأكيد بل لأبعد من ذلك بكثير، فليست الغاية بريئة على الإطلاق كما الوسيلة.. وليس الهدف وبالتأكيد أيضاً فضح السياسة الأميركية فهي لا تلزمها فضائح جديدة ولا يهمها أي فضيحة كانت لتهزها، فالفضائح أثبتت أنها لا تهز دولة لاسيما إذا كانت أميركا.. إذاً ثمة خلفيات مقصودة وغير بريئة للتوقيت الحالي ولاسيما في ملفات دول معينة مجاورة أو متباعدة، بالطبع ليس حباً بهذا وكرهاً لذاك ولا غراماً أميركياً بالمواقف الصادرة من هنا أو الآتية من هناك بقدر ما هو تسليط الضوء على كم هائل من المواقف السياسية والقضايا الدولية المعقدة يمكن أن تستخدم في تأليب الأوضاع والأوجاع لبعض هذه الدول ولاسيما في ظل الوضع الخاص لبعضها وزلزال توارد المواقف وارتدادات التسريبات كانت كافية للقول: إن الوثائق ليست للاطلاع بقدر ما هي إحداث ذاك الصداع وذاك الزلزال وسط سؤال على غاية من الأهمية، وهو: من المستفيد الأول والأخير من وضع دولي كهذا ومما أحدثته التسريبات من اهتزازات بثقة الدول في بعضها وعلى بعضها، بعدما طالت الوثائق الفضائحية غير موقع سياسي في وقت يحتاج معظمها لمزيد من عمليات الإخفاء والتستر على السلوك وجاء اليوم من يصب الزيت على النار ويجعل هذا الموقع وقوداً لإشعال الفتن إن لم تكن الحروب وتأليب الدول على بعضها البعض.. ‏

بالمطلق لا يتعلق الأمر بالشفافية السياسية وحرية المعلومة والإعلام وأغلبها ليس ضرورياً في هذا المقام.... كثير من الأسئلة سيبقى معلقاً ما لم يفضح ويكيليكس نفسه ودوافع نشره للوثائق أو من يقوم بدفعه للنشر.. ومن يقف خلفه ويتعامى عن مقاصده إن لم يقصدها حقاً؟ هل حقاً تناسى العالم الذي يصيبه اليوم بعض من تلك الارتدادات أو معظمها أن الولايات المتحدة زرعت وتزرع الكثير من الريبة حول مواقفها حاضراً و مستقبلاً؟ ‏

وتالياً هل توقف انحدار منسوب الثقة في واشنطن وبإداراتها السابقة والحالية ورصيدها الذي يكاد أن ينفذ في كل شيء وعلى كل صعيد حتى يتم استبعادهاعن صناعة هكذا واقعة ؟ ‏

وأخيراً وليس آخراً هل نسي العالم خوض واشنطن الحروب والغزوات باختراع أسباب تبين زيفها وكذبها وتضليلها لا بل قفزت فوق الكذب، والزيف والتضليل لتصنع أزمات أخرى وجديدة، وإشعال حرائق ومنع إطفائها.. وبلاد نجحت في تقسيمها وتسعى لاستنساخ نماذج جديدة في بلاد أخرى، هل تعجز دولة بهذه المواصفات وبهذه الأهداف وخسرت كل صدقية لها في عالم يعاني ما يعانيه نتيجة سياستها وحروبها وأزماتها عن صنع هذا الموقع المريب ليكون صداعاً للعالم، وهي لن تخسر أي شيء لأنها لم تعد تملك أي شيء!! وتوهم العالم بأنها متضررة منه كبقية دوله.. فعلاً إن القادم أسوأ في حال بقي العالم يسلم رقبته وقيادته لدولة بهذه المواصفات..!! ‏

2010-12-08